يساورني قلق بالغ إزاء التصعيد المتواصل والخطير في أعمال العنف في غزة ومحيطها بين المسلحين الفلسطينيين وإسرائيل، والذي أدى حتى الآن إلى إزهاق أرواح 13 فلسطينيًا بفعل الغارات الجوية الإسرائيلية، بمن فيهم طفلة تبلغ من العمر 5 أعوام وامرأة. وتشير التقارير إلى أن أكثر من 100 فلسطيني وسبعة إسرائيليين أصيبوا بجروح. وطال القصف مناطق سكنية في غزة وإسرائيل ولحقت الأضرار بالمنازل، وباتت 31 أسرة في غزة بلا مأوى.
والوضع الإنساني في غزة متردِّ في الأصل، وليس من شأن هذا التصعيد الأخير إلا أن يزيد الوضع سوءًا. يجب أن تتوقف الأعمال القتالية لتحاشي المزيد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين في غزة وإسرائيل. وينبغي لجميع الأطراف أن تحترم مبادئ القانون الدولي الإنساني، بما فيها مبادئ التمييز وتوخّي الحيطة والتناسب.
ومن المتوقع أن ينفد الوقود المخصص لمحطة غزة لتوليد الكهرباء اليوم، وقد انقطعت الكهرباء بالفعل. ولا غنى عن تشغيل منشآت الخدمات الأساسية، كالمستشفيات والمدارس والمستودعات وأماكن إيواء المهجّرين، التي غدت معرضة للخطر. وينبغي ألا تعطَّل حركة العاملين في المجال الإنساني ونقل الحالات الطبية الحرجة والبضائع الأساسية، بما فيها الأغذية والوقود، إلى غزة للوفاء بالاحتياجات الإنسانية.
وعلى السلطات الإسرائيلية والجماعات المسلحة الفلسطينية أن تسمح على الفور للأمم المتحدة وشركائنا من المنظمات الإنسانية بإدخال الوقود والغذاء واللوازم الطبية ونشر العاملين في المجال الإنساني وفقًا للمبادئ الدولية، وهذا يشمل تحديدًا ضمان الوصول والسلامة عبر المعابر الحدودية الرئيسية. ونحن نقف على أهبة الاستعداد للعمل مع الأطراف كافة لضمان الوفاء بالاحتياجات الإنسانية.
وأؤكد مجددًا المناشدة التي أطلقها المنسق الخاص للأمم المتحدة لجميع الأطراف بوقف التصعيد على الفور ووقف العنف لتفادي الآثار المدمرة، وخاصة على المدنيين.