ما انفكت القوات الإسرائيلية تخطر الناس في مدينة غزة بأن من يبقى منهم في منزله يعرض نفسه للخطر. وفي بعض الحالات، يحض الإخطار الناس على التوجه إلى منطقة إنسانية في المواصي. وبينما تدرك الأمم المتحدة الإشارات الواردة إلى «المنطقة الانسانية في المواصي»، فهي تنوي تقديم المعونات في أي مكان يوجد الناس المحتاجون فيه.
وبالنسبة للأشخاص الذين لا يستطيعون الإخلاء – إما لأنه ليس لديهم مكان يتوجهون إليه أو لا يعجزون عن الانتقال – فإن التحذيرات المسبقة لا تميز بين أحد. فعندما تُقصف مسارات الإخلاء، وعندما يجد الناس في الشمال والجنوب أنفسهم عالقين وسط الأعمال القتالية، وعندما تغيب المستلزمات التي لا غنى عنها للبقاء على قيد الحياة وعند غياب الضمانات للعودة، لا يبقى أمام الناس سوى خيارات مستحيلة. فلا مكان آمنًا في غزة.
إن سير النزاع المسلح في أي مكان يحكمه القانون الدولي الإنساني. وهذا يعني وجوب حماية المدنيين وتأمين الأساسيات التي لا يستغنون عنها للبقاء على قيد الحياة، أينما كانوا وسواء اختاروا الانتقال أم البقاء.
كما يعني ذلك وجوب إطلاق سراح الرهائن – كل الرهائن – على الفور ودون شروط.