نحتفل اليوم باليوم العالمي للعمل الإنساني ونؤكد التزامنا بحماية جميع المتضررين من الأزمات وبرفاههم وكرامتهم. ويُشيد هذا اليوم كذلك بالعاملين في المجال الإنساني، الذين يقدمون المساعدة في أوقات النزاع أو الكوارث الطبيعية.
وهناك نحو 2.1 مليون شخص في شتّى أرجاء الأرض الفلسطينية المحتلة بحاجة إلى المساعدات الإنسانية. وهذا العدد يماثل الذي سُجّل في السنة الماضية، ولكن مع حالات غير مسبوقة ومتزايدة من الضعف في الضفة الغربية. ويشارك الآلاف في الجهد المبذول لمساعدتهم، وقد تكون المنظمات غير الحكومية هي التي تبرز أكثر من غيرها، ولكنها تتشارك مع المتطوعين وعمال البلديات الذين يصلّحون الأنابيب وسط الفيضانات أو في خضم النزاع، والأطباء والممرّضين والممرّضات، ليسوا سوى قلة من أولئك الذين يشّكلون "أول المستجبين".
وفي الأرض الفلسطينية المحتلة، يعني شعار #مهما_كان أنه في ظلّ الاحتلال الإسرائيلي والقيود المفروضة على الوصول والانقسامات السياسية والنزاع المتكرر، وحتى المساعي التي ترمي إلى الحط من شأن عملهم، فإن العاملين في المجال الإنساني يقدمون المساعدات لـ1.6 مليون فلسطيني من أشد الفئات ضعفًا. فلا يتزحزح التزام هؤلاء بمساعدة الآخرين في أوقات الأزمات. وغالبًا ما يُعرّضون حياتهم للخطر في أثناء عملهم على تأمين الرعاية من الصدمات وتقديم الغذاء وضمان الوصول إلى المياه النظيفة والمأوى والتعليم والصحة والتغذية والحماية.
ويعمل زملاؤنا، في أثناء العمليات وحالات التصعيد، على ضمان تقديم مياه الشرب المأمونة بانتظام، على حين يتولّى آخرون إطفاء الحرائق أو إزالة الأنقاض، مما يمهد الطريق أمام وحدات الإنقاذ لدخول بنايات على وشك الانهيار. وتدخل الفرق مناطق خطرة وسط إطلاق النار وقصف الفنابل لمعالجة المصابين. خلال الأشهر السبعة الأولى من العام 2023، أُصيب أكثر من 70 عاملًا في مجال الرعاية الصحية بجروح ولحقت الأضرار بثلاثين سيارة إسعاف.
ويبذل الخبراء العناية الواجبة لإزالة الذخائر غير المنفجرة لتفادي وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح.
وفي المناطق شديدة الخطورة بالضفة الغربية، يرافق الشركاء المزارعين والرعاة ويؤمّنون سلامتهم، مما يسمح لهم بالمحافظة على سبل عيشهم وأمنهم الغذائي.
وعندما تسوء الأحوال الجوية، ولا سيما عند هطول الأمطار الغزيرة، تحافظ الفرق المتخصصة على أنظمة تصريف مياه الامطار والكهرباء في الوقت الذي يلتمس فيه معظم الناس المأوى داخل منازلهم.
وعلى الرغم من هذه العقبات، فنحن وهؤلاء ملتزمون بمساعدة المحتاجين مهما كلّف الأمر. فاليوم وكل يوم، دعونا نتذكر ألا نعتبر وجود هؤلاء الأبطال أمرًا مسلّمًا به.
في 19 آب/أغسطس 2003، تسبّب هجوم بالقنابل على فندق القناة في بغداد، العراق، في مقتل 22 عاملًا في المجال الإنساني، بمن فيهم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، سيرجيو فييرا دي ميلو. وبعد خمسة أعوام، اعتمدت الجمعية العامة قرارًا يقضي باعتبار يوم 19 آب/أغسطس يومًا عالميًا للعمل الإنساني.
وفي كل عام، يُركز اليوم العالمي للعمل الإنساني على موضوع يجتمع عليه الشركاء في المنظومة الإنسانية برمتها ومن خارجها للمناداة بصون بقاء الناس المتضررين من الأزمات ورفاههم وكرامتهم، وضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني وأمنهم.
وفي اليوم العالمي للعمل الإنساني هذا العام، نُظهر وقوفنا جنبًا إلى جنب مع الأفراد الذين نخدمهم، بصرف النظر عمن كانوا وأينما كانوا #مهما_كان.
ويُشكّل اليوم العالمي للعمل الإنساني حملة يُطلقها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
وللاطلاّع على معلومات عن الحملة العالمية، يُرجى زيارة الموقع www.worldhumanitarianday.org/ar.