مسؤول الإغاثة في الأمم المتحدة: «جهودنا لإنقاذ أرواح الناجين في غزة تشارف على الانهيار»

بيان صادر عن توم فليتشر، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ

(نيويورك، 6 كانون الثاني/يناير 2025) تواجه جهودنا الإنسانية في غزة، والتي تعاني من الصعوبات في الأصل، عقبات متزايدة. 

سأكتفي بتقديم ثلاثة أمثلة من اليومين المنصرمين وحدهما. أصابت غارة إسرائيلية ثلاثة أشخاص بجروح بالغة في نقطة معروفة لتوزيع المواد الغذائية، حيث كانت إحدى المنظمات الشريكة في برنامج الأغذية العالمية تزاول عملها. وأطلق الجنود الإسرائيليون أكثر من 16 رصاصة على قافلة مميزة بوضوح بإسم الأمم المتحدة عند الحاجز بين الجنوب والشمال. ونهبت العصابات المسلحة الفلسطينية ستة صهاريج وقود في أثناء دخولها من معبر كرم أبو سالم، ولم تترك لنا أي إمدادات من الوقود تقريبًا لعمليات تقديم المعونات.  

وتُعَدّ هذه الاحداث جانبًا من نمط خطير من أعمال التخريب والتعطيل المتعمّد. ففي ليلة الجمعة، شنّت القوات الإسرائيلية المزيد من الهجمات في أثناء حركة قافلة مساعدات ضمّت 74 شاحنة. وقصفت غارة بطائرة مسيّرة إحدى مركبات المجتمع المحلي وهي تؤمّن الحماية لجزء من هذه القافلة. وقبل بضعة أيام فقط، صادفت بعثة تابعة للأمم المتحدة جنودًا إسرائيليين كانوا يشاركون في الأعمال القتالية، حيث هدّدوا المرضى من ذوي الحالات العصيبة واعتقلوا أربعة منهم. 

والواقع أنه على الرغم من عزمنا على تقديم الغذاء والمياه والدواء للناجين، فإن الجهود التي نبذلها في سبيل إنقاذ الأرواح شارفت على الانهيار. فليس ثمة نظام مدني يمكن الاعتماد عليه. ولا تملك القوات الإسرائيلية القدرة أو الاستعداد لضمان سلامة قوافلنا. وتشوّه البيانات الصادرة عن السلطات الإسرائيلية سمعة موظفينا العاملين في مجال تقديم المساعدات حتى في الوقت الذي يهاجمهم الجيش فيه. ويتعرض المتطوعون من المجتمع المحلي ممن يرافقون قوافلنا للاستهداف. وهناك الآن تصوّر بأن حماية قوافل المساعدات أمر تحفّه المخاطر ولكن من الآمن نهبها. 

منذ هجمات حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 45,000 فلسطيني و1,200 إسرائيلي. وتحمّل سكان غزة ما يربو على 14 شهرًا من التهجير والصدمات وتدمير المدارس والمستشفيات والبنية التحتية المدنية والجوع. 

وكما هو الحال في البيان الذي أصدرته في 19 كانون الأول/ديسمبر، فإنني أدعو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى الإصرار على حماية جميع المدنيين وجميع العمليات الإنسانية. ينبغي ألا تدعو الحاجة إلى قول ذلك.