في يوم 14 تموز/يوليو، قُتل طفلان فلسطينيان وأصيب 33 فلسطينيًا وأربعة إسرائيليين بجروح في واحدة من أخطر حالات التصعيد التي شهدها قطاع غزة وجنوب إسرائيل منذ الأعمال القتالية التي دارت رحاها في العام 2014. واستهدفت القوات الجوية الإسرائيلية العشرات من المواقع العسكرية والأراضي المفتوحة في عدة غارات جوية، استهدفت إحداها مبنًى في مدينة غزة، حيث قُتل طفلان، يبلغان من العمر 14 عاما، بينما كانا متواجدين في متنزه مجاور، وأصيبَ 31 شخصًا آخر بجروح، من بينهم خمسة أطفال. ولحقت الأضرار بأكثر من 50 مبنًى، بما فيها منازل ومدارس ومنشآت صحية تقع بجوار المواقع المستهدفة. وأطلقت مجموعات مسلحة فلسطينية نحو 200 صاروخ وقذيفة باتجاه جنوب إسرائيل، حيث سقط معظمها في مساحات مفتوحة أو اعتراضه في الجو. وأصاب أحد الصواريخ منزلًا في بلدة سديروت الإسرائيلية، مما أدى إلى إصابة أربعة إسرائيليين، بمن فيهم طفلان، وانفجر صاروخ آخر بالقرب من كنيس. وتم التوصل إلى اتفاق غير رسمي لوقف إطلاق النار، بوساطة مصر والأمم المتحدة، في مساء اليوم نفسه. ومع ذلك، فقد تواصلت الغارات الجوية/القصف المدفعي وإطلاق القذائف بصورة متقطّعة خلال الفترة التي يغطيها التقرير، مما أدى إلى إصابة ثلاثة رجال فلسطينيين وإلحاق الأضرار بمنزل.
شدّدت إسرائيل القيود على حركة البضائع منخلال معبر كرم أبو سالم، وهو المعبر التجاري الوحيد العامل بين قطاع غزة والعالم الخارجي، إلى جانب القيود التي شددتها على الوصول إلى مناطق الصيد على ساحل غزة. ففي يوم 16 تموز/يوليو، أعلنت السلطات الإسرائيلية أنها ستوقف دخول الوقود وغاز الطهي إلى غزة وتقلص منطقة الصيد المسموح بها من ستة أميال إلى ثلاثة أميال بحرية. ومن الممكن أن تكون الموافقة على استيراد المستلزمات الطبية والمواد الغذائية على أساس كل حالة على حدة. وفي 9 تموز/يوليو، شرعت السلطات الإسرائيلية في حصر الواردات في الأغذية والمستلزمات الطبية والأعلاف والماشية والوقود، في حين أوقفت إدخال المواد الأخرى، بما فيها مواد البناء والأثاث والخشب والإلكترونيات والأقمشة، ومنعت خروج جميع البضائع. وفي المتوسط، فقد دخلت 192 شاحنة في اليوم محمّلة بالبضائع إلى غزة منذ 9 تموز/يوليو. وهذا يمثل أقل من نصف عددها المسجل خلال النصف الأول من العام 2018. ووفقًا للسلطات الإسرائيلية، فقد اعتُمدت هذه التدابير ردًا على إطلاق الطائرات الورقية والبالونات المحمّلة بمواد مشتعلة (انظر أدناه). وفي بيان صدر في يوم 17 تموز/يوليو، صرح المنسق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة بأن "هذه القيود تهدّد، في حال استمرارها، بحدوث تدهور كبير في وضع تنتابه الهشاشة وظروف إنسانية يلفّها البؤس في الأصل."
تواصلت المظاهرات والاشتباكات التي تشهدها أيام الجمعة بمحاذاة السياج الحدودي الإسرائيلي مع غزة في يوميْ 6 و13 تموز/يوليو، مما أدى إلى مقتل ثلاثة فلسطينيين وإصابة 824 آخرين وجندي إسرائيلي واحد بجروح. وفي إحدى المظاهرات التي نُظمت في يوم 13 تموز/يوليو، قتلت القوات الإسرائيلية بالذخيرة الحية باتجاه طفل فلسطيني، يبلغ من العمر 14 عامًا. وخلال الفترة التي يغطيها التقرير، توفي طفل آخر يبلغ من العمر 15 عامًا متأثرًا بالجروح أصيبَ بها في مظاهرة اندلعت في يوم 14 أيار/مايو. وبذلك، يرتفع عدد الأطفال الذين قُتلوا في غزة منذ بداية المظاهرات في يوم 30 آذار/مارس إلى 22 طفلًا. وخلال الفترة نفسها، أُدخل أكثر من 43 في المائة من إجمالي المصابين إلى المستشفيات، بمن فيهم 208 أشخاص أُصيبوا بالذخيرة الحية. وأفادت التقارير بأن الجندي الإسرائيلي أصيبَ بجروح بسبب قنبلة ألقاها فلسطينيون في إحدى المظاهرات التي نُظمت في يوم 13 تموز/يوليو. وللاطّلاع على الأعداد المجمّعة للضحايا وتوزيعهم، اضغط على هذا الرابط.
واصل الفلسطينيون في غزة إطلاق الطائرات الورقية والبالونات المحمّلة بمواد مشتعلة باتجاه جنوب إسرائيل، مما ألحق أضرارًا بالغة بالأراضي الزراعية. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، فمنذ بداية هذه الممارسة في أواخر شهر نيسان/أبريل، جرى تسجيل أكثر من 750 حريقًا، بمتوسط يزيد على 11 حريقًا يوميًا، حيث تسببت في إضرام النار في نحو 7,400 فدان (نحو 29,946 دونمًا) من الأراضي. وتُقدّر الأضرار الناجمة عنها بـ2.2 مليون دولار. ولم ترد أية تقارير تفيد بوقوع إصابات بين الإسرائيليين في هذا السياق.
في 16 حادثة غير مرتبطة بالمظاهرات العامة على الأقل، أطلقت القوات الإسرائيلية النار في المناطق المقيد الوصول إليها باتجاه الأراضي والبحر في قطاع غزة، مما أدى إلى إصابة فلسطيني بجروح وإجبار المزارعين وصيادي الأسماك على مغادرة هذه المناطق. وفي إحدى هذه الحوادث، اعترضت القوات البحرية الإسرائيلية سفينة كانت متجهة إلى تركيا في أثناء محاولتها كسر الحصار البحري، واحتجزت تسعة أشخاص كانوا على متنها، وأطلقت سراح سبعة منهم بعد فترة وجيزة. وفي ست حوادث، دخلت القوات الإسرائيلية إلى قطاع غزة ونفذت عمليات تجريف وحفر على مقربة من السياج الحدودي.
في الضفة الغربية، أصابت القوات الإسرائيلية 24 فلسطينيًا بجروح، من بينهم ثمانية أطفال، في عدة اشتباكات. ووقعت غالبية الإصابات (14) في الاشتباكات التي اندلعت خلال خمس عمليات تفتيش واعتقال. واندلعت كبرى هذه الاشتباكات في مخيم الجلزون للاجئين (رام الله). وعلى وجه الإجمال، نفذت القوات الإسرائيلية 100 عملية تفتيش واعتقال، واعتقلت أكثر من 100 فلسطيني، من بينهم خمسة أطفال. وأصيبَ خمسة فلسطينيين آخرين بجروح، من بينهم صحفي، في الاشتباكات التي شهدتها بيت أُمَّر (الخليل) عقب تشييع فلسطيني أُعيدَ جثمانه بعد أن احتجزته السلطات الإسرائيلية على مدى 45 يومًا، وفي مظاهرة أسبوعية احتجاجًا على توسيع المستوطنات في كفر قدوم (قلقيلية).
هدمت السلطات الإسرائيلية أو صادرت 32 مبنًى يملكه فلسطينيون بحجة الافتقار لرخص البناء الإسرائيلية في المنطقة (ج) والقدس الشرقية، مما أدى إلى تهجير 64 فلسطينيًا. ووقعت الحادثة الأكبر في تجمّع أبو نوار البدوي شرق القدس، حيث هُدم 19 مبنًى. كما هُدم خزان مياه موّله المانحون كمساعدات إنسانية في تجمّع رعوي شمال غور الأردن (الفارسية)، مما عطّل قدرة 148 شخصًا على الحصول على المياه. وبحجة الافتقار لرخص البناء الإسرائيلية أيضًا، أصدرت السلطات الإسرائيلية أوامر تقضي بوقف البناء في 17 مبنًى، من بينها أربعة منازل مأهولة ومشيدة منذ 30 عامًا في برطعة الشرقية، وهي قرية تقع في المنطقة المغلقة خلف الجدار في محافظة جنين.
أُجِّل هدم تجمّع خان الأحمر-أبو الحلو البدوي الفلسطيني مؤقتًا بعد أن رُفع التماسان جديدان أمام محكمة العدل العليا الإسرائيلية. وكما هو الحال بالنسبة لتجمع أبو نوار، يُعد هذا التجمع واحدًا من 18 تجمعًا يقع في منطقة خُصِّصت لخطة (E1) الاستيطانية أو بجوارها. ويواجه سكان هذه التجمعات خطر الترحيل القسري. ومن المقرر أن تنظر المحكمة في الالتماسين في موعد لا يتجاوز 15 آب/أغسطس. وفي يوم 3 تموز/يوليو، صادر الجيش الإسرائيلي أراضٍ لمباشرة الأعمال على الطرق المؤدية إلى التجمع. وفضلاً عن ذلك، أُعلن عن هذه المنطقة منطقة عسكرية مغلقة، يُحظر على غير سكانها الدخول إلى التجمع. وقد جرى تأخير وصول خدمات الإغاثة الإنسانية الدورية أو منعها من الوصول إلى التجمع، بما فيها تلك الخدمات التي تقدمها العيادة الطبية المتنقلة وفِرق الصحة العقلية في عدد من المناسبات، مع العلم بأن هذه الممارسات لم تنفَّذ بصورة دائمة.
شنّ المستوطنون الإسرائيليون ثماني هجمات أدت إلى إصابة فلسطينيين وإلحاق أضرار بالغة بأراضٍ زراعية. وأطلقت القوات الإسرائيلية النار على أحد الفلسطينيين وأصابته بجروح بعد أن تدخلت في الاشتباكات التي درات بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين، الذين اقتحموا قرية عصيرة القبلية (نابلس). وفي ثلاث حوادث أخرى في قريتيْ عوريف وبورين المجاورتين، أضرم المستوطنون الإسرائيليون النار في أراضٍ زراعية وعدد من السيارات، وأقدموا على تخريب 360 شجرة. ويعاني سكان هذه القرى الثلاث، على مدى السنوات القليلة الماضية، من أعمال العنف والترويع التي يمارسها المستوطنون الإسرائيليون المقيمون في مستوطنة يتسهار والبؤر الاستيطانية المحيطة بها. ومنذ مطلع العام 2018، أفادت التقارير بإقدام المستوطنين الإسرائيليين على تخريب ما يزيد على 4,700 شجرة يملكها فلسطينيون في مختلف أنحاء الضفة الغربية، وهي زيادة تمثل 70 في المائة بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام 2017. وفي حادثتين، اعتدى المستوطنون الإسرائيليون في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية من مدينة الخليل جسديًا على فلسطيني وأصابوه بجروح، وأعاقوا وصول سيارة إسعاف كانت تقلّ مريضة مسنّة إلى منزلها، مما أجبر أقاربها على حملها على أيديهم.
في ست حوادث على الأقل، ألقى فلسطينيون الحجارة أو الزجاجات الحارقة على مركبات تحمل لوحات تسجيل إسرائيلية في الضفة الغربية بالقرب من الخليل ورام الله والقدس، مما أدى إلى إلحاق الضرر بمركبتين، وفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية. ولم ترد أي تقارير تفيد بوقوع إصابات.
فُتح معبر رفح الذي يخضع للسيطرة المصرية بين غزة ومصر في كلا الاتجاهين طيلة الفترة التي يغطيها التقرير، باستثناء ثلاثة أيام، حيث سُمح بدخول3,070 شخصًا إلى غزة ومغادرة 2,706 آخرين منها. وما يزال المعبر مفتوحًا بصورة شبه متواصلة تقريبًا منذ يوم 12 أيار/مايو 2018.