كان لتصاعد الأعمال العدائية في غزة في العام 2014 عواقب وخيمة على الزراعة المحلية، حيث أدى فقدان الأراضي المنتجة والأصول، إلى جانب الإفتقار إلى القدرة المالية لتغطية تكاليف الإنتاج، إلى إنخفاض القطاع الزراعي في غزة بنسبة 31 في المائة عن العام 2014. ومنذ العام 2017، أدّت الأزمة المستمرة في الكهرباء، إلى جانب نقص متزايد في القدرة على الوصول إلى الموارد المائية النوعية، إلى إضعاف القطاع الزراعي في قطاع غزة، وتفاقم مواطن الضعف لدى المزارعين.
تعيش ريما في شوكة الصوفي، وهو حي في محافظة رفح، في جنوب قطاع غزة، حيث تقع أرضها على بعد أمتار قليلة من السياج بين غزة وإسرائيل، في المنطقة المقيّد الوصول إليها، والتي يواجه فيها المزارعون صعوبات في زراعة أراضيهم.
قبل التصعيد في غزة في العام 2014، كانت ريما تعيش في ظروف غير مستقرة. وبسبب إعاقة زوجها، فهي المعيلة الوحيدة لأسرتها المكونة من تسعة أطفال، حيث تراكمت عليها العديد من الديون في الوقت الذي كانت تكافح فيه لزراعة أرضها. وفي أعقاب التصعيد في غزة، كانت ريما تزرع البصل والسبانخ، على أمل الحصول على محاصيل جيدة لتسديد ديونها وإطعام أسرتها. أجبرت التصعيدات القتالية ريما وعائلتها على ترك أرضهم، آملين أن يعودوا في غضون أيام قليلة مع ضرر محدود. وبدلاً من ذلك، وعندما عادوا بعد شهرين، كان هناك مشهد قاتم ينتظرهم: خزانات المياه، وخطوط الري والكهرباء دُمرت، والمحاصيل ذبلت. لهذا لم تكن ريما قادرة على التعافي، مالياً ونفسياً لسنين عديدة.
في العام 2017، وبفضل الدعم المقدّم من الصندوق الإنساني، قامت وكالة التعاون التقني والتنمية، والمركز العربي للتنمية الزراعية بإستعادة القدرة الإنتاجية وإعادة تأهيل الأراضي لأكثر من 1600 مزارع ضعيف في قطاع غزة، وبالتالي ساعدت ريما على إستعادة أرضها من خلال بنائها خطوط جديدة لنقل المياه وتزويدها ببذور لزراعة محاصيل جديدة. وأصبحت أرضها الآن مزدهرة بصفوف من البازلاء الخضراء الطازجة، التي تبيعها بسعر جيد في السوق المحلية، أو تستخدمها لطهي الأطباق مع الطماطم والأرز لعائلتها.