"بات في كل خطوةٍ على الطريق شيء مدمر"

الفلسطينيون الفارون باتجاه الجنوب يروون تجاربهم

لا يوجد مكان آمن في غزة. ومع فرار الكثيرين إلى المناطق الجنوبية، وبقاء آخرين في الشمال، أرسل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بعثة مراقبة ميدانية يومية إلى المنطقة الوسطى لجمع المعلومات حول احتياجات الناس ومتطلباتهم في شتى أرجاء قطاع غزة.

فيما يلي اقتباسات من شهادات الفلسطينيين الذين تحدثنا معهم أثناء توجههم نحو الجنوب في 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2023.

• تتعرض منطقة حي الزيتون لعمليات قصف مكثف. ونحن في طريقنا للمغادرة، رأينا العديد من القتلى والجرحى... مررنا عبر مبنيين [أقامتها القوات الإسرائيلية لتفتيش الأشخاص المتوجهين نحو الجنوب] وأبرزنا بطاقات هوياتنا. اعتقل الجنود الإسرائيليون نحو ستة أشخاص من المجموعة التي كنت برفقتنا. ولا أعلم أين هي عائلتي.
• لم يبق شيء من حي الزيتون والشجاعية. يعم الدمار في كل مكان!
• كانت هذه الليلة الأصعب في بيت لاهيا! لم نرغب في المغادرة. كنا نأمل في تنفيذ وقف إطلاق النار قريبا. لكن بعد القصف الكثيف الذي شهدناه الليلة، لم نتمكن من البقاء. اعتقل الجنود الإسرائيليون ثلاث نساء وبعض الرجال [وهم في طريقهم إلى الجنوب]. وصلنا للتو إلى هنا لكننا ما زلنا لا نعلم إلى أين نذهب [في الجنوب].
• قصفت القوات الإسرائيلية جباليا بشكل مكثف، كما قصفت منزلنا أثناء تواجدنا فيه. وشرع حينا بأجمعه بالفرار. لا يوجد ماء ولا وقود في جباليا. وبالقرب من نتساريم، أطلق الجنود الإسرائيليون النار من حولنا حتى نسير بشكل أسرع، كما اعتقلوا بعض الرجال والنساء.
• جئنا من منطقة جباليا البلد جراء تدميرها من قبل الدبابات الإسرائيلية. لقد كانت ليلة صعبة حيث لم يتوقف القصف منذ الساعة 21:00. وقبل أمس، ألقت القوات الإسرائيلية منشورات تدعو الناس إلى الإخلاء. فغادرت يوم أمس، ولكن أجبرني الجنود الإسرائيليين بالعودة بسبب العدد الهائل من المغادرين. اضطررت للعودة إلى جباليا سيرا على الأقدام لمدة خمس ساعات. كان الأمر صعبا وشاقا. وكانت هناك ثلاث نساء مسنات برفقتي، إحداهن تستخدم الكرسي المتحرك.
• جئت من بيت لاهيا مع عائلتي. لقد أنجبت هذا الطفل الصغير قبل أسبوع. هذه الليلة كانت الأصعب. تعرض منزلنا لأضرار جراء سقوط قذيفة على السطح مما أدى إلى تحطم الزجاج. كان الأطفال خائفين. نحن لا ننام حيث يستمر القصف على مدار الساعة. أنا أبحث عن أختي. أنا متأكدة من أنها وصلت [إلى الجنوب]. كانت في مدرسة تابعة للأونروا تعرضت للقصف هذا الصباح إلى جانب مدرسة قريبة. قتل الكثير من الناس. كنا مرعوبين طوال الطريق. وفي طريقنا عبر غزة، طالت الأضرار كل مكان، وبات في كل خطوةٍ على الطريق شيء مدمر.
• أوقفتنا القوات الإسرائيلية لبعض الوقت، وأغمي على امرأة هناك. حتى أنهم اعتقلوا امرأة وأجبروها على ترك أطفالها دون مرافق.”