أدى الصراع الذي إستمر 51 يوماٌ في قطاع غزة وإسرائيل في صيف عام 2014 إلى آثار مدمّرة على الأطفال. وقُتل على الأقل 551 طفلا فلسطينيا وأربعة أطفال إسرائيلين؛ وأفادت التقارير أن 2,956 طفلا فلسطينيا و22 طفلا اسرائيليا أصيبوا خلال الحرب.
أجرى فريق العمل لحماية الأطفال في قطاع غزة بقيادة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بعد صراع عام 2014 تقييما قدَّر أنه حدث تغير بنسبة أن 100 بالمائة من الأطفال الذين شملهم الإستطلاع في سلوك الأطفال نتيجة للقلق النفسي الذي عانوا منه خلال الحرب. تضمنت التغييرات الأكثر شيوعا التبول اللاإرادي، الصراخ/بكاء غير عادي، وإظهار سلوك عدائي، خصوصا بين الذكور، ما زال للآثار المترتبة على الصراع رغم مرور عامين وقع ثقيل على نفسية الأطفال وسعادتهم، بما في ذلك صحتهم العقلية.
أشار 88 بالمائة ممن شملهم الاستطلاع إلى أن الأطفال انخرطوا في أعمال عنف، تتضمن مضايقة الاقران، والعنف اتجاه الأقارب، وتخريب متعمد للبنية التحتية. ووجد أيضا بأن سلوك المسؤولين عن الأطفال قد تغير منذ الصراع وأن 54 بالمائة من الذين تم الكشف عليهم قد زادت لديهم العدوانية (تتضمن عنف جسدي ولفظي) تجاه الأطفال.
[1]أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في أيلول/سبتمبر عام 2014 أن الصراع قد خلف وراءه 373,000 طفل فلسطيني بحاجة لتدخل إجتماعي ونفسي مباشر، بناءا على أعداد الأطفال المتأثرين بانتهاكات جسيمة مثل الإصابة، ومقتل أو إصابة أحد الأقرباء، والمعاناة من الغارات الجوية والقصف المدفعي، والنزوح.
وتوصل فريق عمل حماية الأطفال وفريق عمل الصحة العقلية والصحة النفسية الاجتماعية في عام 2015 أن 147,908 أطفال بنسبة 40 بالمائة من الأطفال بحاجة الى دعم. وجرى تقديم دعم لبعض الشباب من خلال مراكز تقديم خدمات الحماية الشاملة للعائلات. حيث يعقد الأخصائيون الاستشاريون جلسات لتنظيم المهارات الحياتية وحيث يستطيع مديرو الحالات تلبية رغبات الأطفال الخاصة.
وحتى هذا التاريخ، يُقدّر أن واحدا من كلّ أربعة اطفال في غزة بحاجة لدعم نفسي إجتماعي (225,000)
وأن 33,000 طفل بحاجة إلى إدارة حالة.[2] في أول ستة أشهر من عام 2016 استطاع أعضاء فريق عمل الصحة العقلية والصحة النفسية الاجتماعية في غزة دعم 63,008 نفسيا وإجتماعيا وتقديم خدمات استشارية لهم، بينما استطاعت مجموعة حماية الأطفال التي تديرها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) الوصول إلى 1,542 طفلاً (44 بالمائة منهم إناث) من خلال إدارة الحالات.
وفي إطار التحضير لتصاعد جديد محتمل للعنف، واستنادا إلى الدروس المستقاة من عام 2014-2015، عمل أعضاء فريق عمل حماية الطفل عن كثب مع مجموعة الحماية، وفريق عمل العنف القائم على أساس النوع وجهات فاعلة أخرى، لتطوير إجراءات تشغيل قياسية ومراجعة خطط الطوارئ. وسوف تستخدم هذه لأغراض بناء القدرات، وتوجيه عمل فرق الحماية التي ستعمل في ملاجئ طارئة خاصّة تديرها الحكومة.
وتُبذل في الوقت ذاته، في إطار إستراتيجية مشتركة لربط البرامج الإنسانية والتنموية، مجهودات هائلة لتعزيز أنظمة حماية الأطفال من أجل العائلات الأكثر ضعفا في غزة.
تعاني إيمان2 البالغة من العمر ثمانية أعوام، وهي من غزة من علامات قلق وخوف مرتبطة بأحداث الصراع، تشمل الخوف من الأصوات العالية المفاجئة والطائرات، وكوابيس متكررة حول الصراع والتبول اللاإرادي. وأحيلت إلى أخصائي في المركز الفلسطيني للديمقراطية وحقوق الإنسان والذي وضع خطة للتدخل الشامل لتقديم الدعم النفسي المناسب لحالتها من خلال الفنون التعبيرية، وتقنيات الإسترخاء، وجلسات عائلية للتحفيز الإيجابي والإرشاد الفردي. نتيجة لذلك، استطاعت إيمان التغلب على هذه الذكريات والمحنة الناتجة عن الصراع. وتحسّن تحصيلها العلمي، وأصبحت إجتماعية بشكل أكبر وقادرة على التعبير عن مشاعرها بحرية مع عائلتها وأقرانها.