(نيويورك، 30 نيسان/أبريل 2024) بعد مرور ما يقارب سبعة أشهر من الأعمال القتالية الوحشية التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وشوّهت عشرات آلاف الآخرين، تستعد غزة لمزيد من المعاناة والبؤس.
ما انفكّ العالم يناشد السلطات الإسرائيلية منذ أسابيع لتجنب هجوم على رفح، إلا أن عملية برّية هناك تلوح في الأفق القريب.
وبالنسبة لمئات الآلاف من الأشخاص الذين فرّوا إلى أقصى جنوب غزة هربًا من المرض والمجاعة والمقابر الجماعية والقتال المباشر، فإن الغزو البرّي من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من الصدمات والموت.
بالنسبة للوكالات التي تكافح في سبيل تقديم المساعدات الإنسانية على الرغم من الأعمال القتالية النشطة، والطرق غير القابلة للعبور، والذخائر غير المنفجرة، وشحّ الوقود، والتأخير عند الحواجز، والقيود الإسرائيلية، فإن الغزو البرّي سيكون بمثابة ضربة كارثية.
نحن في سباق لدرء الجوع والموت، لكننا نخسر.
وفي الوقت ذاته، لم يتم إطلاق سراح الرهائن المتبقين بعد. والمجاعة تترسخ. ويستمر انتهاك قواعد الحرب.
يجب حماية المدنيين، وتلبية احتياجاتهم.
نرحب بإعادة فتح إسرائيل مؤخرًا لمعبر إيريز في شمال غزة لنقل المساعدات من ميناء أسدود والأردن. ونرحب أيضًا بالجهود الرامية إلى إدخال المساعدات عن طريق البحر. ويجب تيسير جميع عمليات إيصال المساعدات وحمايتها.
لا يمكن استخدام هذه التحسينات في إدخال المزيد من المساعدات إلى غزة للتحضير لهجوم عسكري شامل على رفح أو تبريره.
الحقيقة هي أن شنّ عملية برّية في رفح لن تكون أقل من مأساة تفوق الوصف. وما من خطة إنسانية بإمكانها أن تعالج ذلك. وكلّ ما عدا ذلك هو مجرد تفاصيل.