كان محمد يعمل في مجال الصيانة في قاعةٍ للأفراح قبل تفشي فيروس كورونا. بعدما تفشى الوباء في قطاع غزة، حيث يعيش، وجراء الاجراءات الاحترازية التي تم فرضها على كافة القطاعات خسر محمد مصدر دخله الوحيد ولم يعد قادراً على توفير الطعام ومستلزمات المعيشة الأساسية لزوجته وأطفاله الثلاثة ووالديه المسنين. ما توجب عليهم على الاعتماد على المساعدات الإنسانية.
في كانون الأول/ديسمبر 2020، أثبتت الفحوصات إصابة والد محمد بفيروس كورونا وتوفي بعد ذلك بفترة وجيزة. على الرغم من انشغال العائلة بمرض فرد عزيز عليها إلا إنهم جمعيا قد التزموا بالحجر المنزلي لمدة أسبوعين حمايةً للمجتمع ومنعاً لزيادة انتشار الفيروس. في هذه الفترة لم تستطع الأسرة الحصول على أية مساعدة من الخارج.
وفي كانون الثاني/يناير، وبفضل تمويل من الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة، كانت أسرة محمد واحدة من بين 3,600 أسرة من قطاع غزة تلقت قسائم شرائية إلكترونية للتقليل من حدّة أثر الجائحة عليها لمدة ثلاثة أشهر. تم تنفيذ المشروع من خلال منظمة خدمات الإغاثة الكاثوليكية بالتعاون مع جمعية الحياة والأمل والهيئة الفلسطينية للتنمية.
اعتمدت منظمة خدمات الإغاثة الكاثوليكية والمورّدون الذين يعملون معها التدابير الوقائية لكي تتمكن الأسر، كأسرة محمد، من استلام قسائمها بأمان. ووظفت المنظمة الرسائل النصية والاتصالات الهاتفية والمنشورات للتأكد من أن الأسر تصلها المعلومات الدقيقة في الوقت المناسب حول كيفية البقاء في أمان عند الحصول على خدمات المشروع. كما جرى توصيل المواد الغذائية إلى المنازل عند الحاجة.
يقول محمد: «استخدمت هذه المساعدة لشراء العديد من المواد الغذائية، بما فيها الجبن والمعلبات والفول والخضروات والدواجن.»
لا تفتقر غزة إلى الأطعمة المتنوعة والمغذيّة، ولكن أسرًا كثيرة لا تستطيع تحمُّل تكاليف شراء ما يكفيها منها. ففي مختلف أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، أمسى أكثر من 217,000 شخص كانوا يُعَدّون في السابق بأنهم يفتقرون إلى الأمن الغذائي بقدر متوسط يواجهون حالة حادة من انعدام الأمن الغذائي. يواجه نحو 2 مليون فلسطيني بالإجمال من انعدام الأمن الغذائي، ويُضطرون إلى الاعتماد على دعم المنظمات الإنسانية.
يعود محمد بذاكرته إلى فترة الحجر: «كانت تلك أصعب أيام حياتي. لم أكن قادراً على تأمين قوت أسرتي أو توفير مواد النظافة الصحية ولم أستطع الخروج للحصول على المساعدة. عندما سمعت عن منظمة خدمات الإغاثة الكاثوليكية، غمرتني السعادة وشعرت بالارتياح.»