مع احتدام الأعمال القتالية في خانيونس، لا سيما حول مستشفيي ناصر والأمل، وعقب صدور أوامر جديدة بالإخلاء، بات عدد أكبر من الفلسطينيين مُهجّرين مرة أخرى. وتوجه العديد منهم إلى رفح التي تشهد الاكتظاظ أصلًا. تصوير منظمة الصحة العالمية
الأعمال القتالية في قطاع غزة وإسرائيل | تقرير موجز بالمستجدّات رقم 107
النقاط الرئيسية
تواصلت عمليات القصف الإسرائيلي الكثيف من البرّ والبحر والجو في معظم أنحاء قطاع غزة في 31 كانون الثاني/يناير، مما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين وتهجير عدد أكبر منهم، فضلًا عما سببته من قدر أوسع من الدمار. واحتدمت الأعمال القتالية بوجه خاص في خانيونس، حيث دار قتال عنيف في المناطق القريبة من مستشفيي ناصر والأمل ووردت تقارير تفيد بأن الفلسطينيين فرّوا إلى مدينة رفح التي تشهد الاكتظاظ الشديد أصلًا في الجنوب، على الرغم من عدم وجود ممر آمن. وأشارت التقارير إلى استمرار العمليات البرّية والقتال بين القوات الإسرائيلية والجماعات المسلّحة الفلسطينية في معظم أرجاء قطاع غزة.
بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 30 و31 كانون الثاني/يناير، أفادت وزارة الصحة في غزة بأن 150 فلسطينيًا قُتلوا وأن 313 آخرين أُصيبوا بجروح. وبين يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 والساعة 12:00 من يوم 31 كانون الثاني/يناير 2024، قُتل ما لا يقل عن 26,900 فلسطينيًا وأُصيب 65,949 آخرين في غزة وفقًا لوزارة الصحة.
بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 30 و31 كانون الثاني/يناير، أفاد الجيش الإسرائيلي بمقتل أربعة جنود إسرائيليين في غزة. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، قُتل 222 جنديًا وأُصيب 1,293 آخرين في غزة حتى يوم 31 كانون الثاني/يناير.
في 30 كانون الثاني/يناير، أعادت السلطات الإسرائيلية جثث عشرات الفلسطينيين الذين قُتلوا في غزة في الأسابيع الأخيرة عبر معبر كرم أبو سالم. وأفادت وزارة الصحة في غزة بأنه تم استلام جثامين ما بين 80 إلى 100 شخص، معظمهم مجهولي الهوية بسبب تحلل الجثث، وبالتالي دُفنت الجثث في مقبرة جماعية في رفح. ووفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية وبيانات سابقة صادرة عن السلطات الإسرائيلية، تؤخذ الجثث للتحقق منها عندما يكون هناك شك مما إذا كانت أي من هذه الجثث تعود إلى رهائن.
عند نحو الساعة 16:00 من يوم 30 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بأنه تم إطلاق النار على مدنيين فلسطينيين وإصابتهم عند دوار الكويت في مدينة غزة، بينما كانوا يتجمعون تحسبًا لتلقي المساعدات الإنسانية. ويعد هذا الحدث، الذي أفادت عنه التقارير، الحدث الرابع الذي يتم فيه إطلاق النار على فلسطينيين وهم يتجمعون للحصول على الإمدادات الغذائية.
في 30 كانون الثاني/يناير، أصدر مجلس الأمن بيانًا مشتركًا رحب فيه بتعيين كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وشؤون إعادة الإعمار في غزة، السيدة سيغريد كاغ. وأعرب المجلس عن قلقه بشأن «الوضع الإنساني المتردي والمتدهور على نحو سريع في قطاع غزة» وشدّد على «الحاجة الملحة إلى توسيع نطاق تدفق المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في غزة.»
في 31 كانون الثاني/يناير، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بمقتل أحد الموظفين في مستشفى الأمل بطلقات نارية بالقرب من بوابات المستشفى. وفي اليوم ذاته، توفيت امرأة مسنّة ورضيع في مستشفى الأمل بسبب نقص الأكسجين الذي كانا يعتمدان عليه، وتم دفنهما في ساحة المستشفى، وفقًا لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. وفي 29 كانون الثاني/يناير، أرسلت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني فريق إسعاف للوصول إلى فتاة صغيرة في مدينة غزة كانت بحاجة إلى الإنقاذ، خلال الهجمات، لكنها فقدت الاتصال بالفريق منذ ذلك الحين. وفي 31 كانون الثاني/يناير، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأنه لا يزال مكان وجود فريق الإسعاف والفتاة مجهولا.
أفادت التقارير بأن مستشفيي ناصر والأمل غرب خانيونس ظلا تحت الحصار، في حين ظلّ الوضع متوترًا في المناطق المجاورة لمستشفى الشفاء في مدينة غزة أيضا، حيث قُتل طفل واحد، حسبما أفادت التقارير. وفي 31 كانون الثاني/يناير، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن القوات الإسرائيلية اقتحمت ساحة مستشفى الأمل وتمركزت أمام البوابة الخارجية لقسم الطوارئ. وفي 30 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بوقوع إصابات في صفوف الفلسطينيين وسط هجمات بالقرب من مستشفى ناصر والمناطق المحيطة به. وفي 31 و30 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بوقوع هجمات بالقرب من مستشفى الأمل ومقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في خانيونس.
تمكنّت رئيسة الأنشطة الطبية في منظمة أطباء بلا حدود من زيارة مستشفى الشفاء في غزة في إطار قافلة إمدادات نظمتها الأمم المتحدة في 22 كانون الثاني/يناير. وفي 31 كانون الثاني/يناير، أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأنه «يعاني طاقم مستشفى الشفاء لتأمين رعاية المرضى نظرًا لهول الاحتياجات.» كما أفادت المنظمة بأنه يوجد ثلاث غرف لإجراء العمليات الجراحية العاجلة في المنشأة، ولكن المستشفى متضرر بشدة وموارده قليلة. ووفقًا للمنظمة، توفي أحد المرضى بسبب عدم وجود كميات الدم اللازمة من أجل إجراء عملية نقل دم له. وتستضيف المنشأة المُهجّرين الباحثين عن الأمان.
في 30 كانون الثاني/يناير، أشارت التقارير إلى أن فلسطينيين اكتشفوا 30 جثة مدفونة في أكياس سوداء تحت الرمال في مدرسة تابعة للأونروا في بيت لاهيا، شمال غزة. ولم يتمكن السكان من الوصول إلى المدرسة منذ حوالي 10 كانون الأول/ديسمبر، عندما اندلع حريق تسبب في أضرار جسيمة، وأُجبر المُهجّرين الذين كانوا يلتمسون المأوى في الموقع على الفرار، حسبما أفادت التقارير. وفي 7 كانون الأول/ديسمبر، أفادت التقارير بأن المنشأة كانت محاصرة، كما أنها أفادت بوقوع ضحايا.
الأعمال القتالية والضحايا (قطاع غزة)
كانت الأحداث التالية من بين أكثر الأحداث الدموية التي نقلتها التقارير في يومي 30 و31 كانون الثاني/يناير:
عند نحو الساعة 9:50 من يوم 31 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بمقتل أربعة فلسطينيين وإصابة آخرين عندما قُصفت منطقة بالقرب من مدينة حمد في خانيونس.
عند نحو الساعة 18:45 من يوم 30 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بمقتل ما لا يقل عن 11 فلسطينيًا، من بينهم نساء وطفلان، وإصابة آخرين، بعدما قُصفت بناية سكنية في جنوب شرق دير البلح.
عند نحو الساعة 13:40 من يوم 30 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بانتشال جثامين خمسة فلسطينيين من مدرسة الدرة في قيزان النجار، خانيونس، بعدما أن قُصفت في 8 كانون الثاني/يناير.
عند نحو الساعة 21:00 من يوم 30 كانون الثاني/يناير، أُصيب عشرة مُهجّرين عندما قُصفت المنطقة المجاورة لمدرسة العروبة شمال غرب مخيم النصيرات في دير البلح.
عند نحو الساعة 14:00 من يوم 30 كانون الثاني/يناير، أفاد الدفاع المدني في غزة بأن القوات الإسرائيلية دمرت مجمعّات سكنية بأكملها في تل الهوى والمناطق الغربية في مدينة غزة. ولم ترد تقارير تفيد بوقوع ضحايا.
التهجير (قطاع غزة)
في 31 كانون الثاني/يناير، أفادت الأونروا بأن نحو 184,000 شخص قد سجلوا أسماءهم للحصول على المساعدات الإنسانية في الضواحي الغربية لخانيونس، بعد أن هُجّروا من غرب مدينة خانيونس في الأيام الأخيرة بسبب إصدار أوامر الإخلاء واستمرار سير الأعمال القتالية. وفضلًا عن هؤلاء المُهجّرين، اضطرت الأونروا نفسها إلى نقل جزء من عملياتها من غرب مدينة خانيونس، وبالتالي فقدت المراكز الصحية ومراكز الإيواء التابعة لها. وقد أعادت الوكالة تأسيس عملياتها في الضواحي الغربية لخانيونس.
في 29 كانون الثاني/يناير، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر بإخلاء أحياء النصر والشيخ رضوان ومخيم الشاطئ للاجئين والرمال الشمالي والجنوبي والصبرة والشيخ عجلين وتل الهوى غرب مدينة غزة والتوجه نحو الجنوب. وتمتد المنطقة المعنية على مساحة قدرها 12.43 كيلومترًا مربعًا، أي ما يعادل 3.4 بالمائة من مساحة قطاع غزة. وقبل 7 تشرين الأول/أكتوبر، كان نحو 300,000 فلسطيني يقطنون في هذه المنطقة. وبعد ذلك، باتت المنطقة تضم 59 مركز إيواء يستوعب ما يقدر بنحو 88,000 مُهجّر. وكرر الجيش الإسرائيلي أوامر الإخلاء هذه في 30 كانون الثاني/يناير. ومنذ 1 كانون الأول/ديسمبر، عندما بدأ الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء مناطق محددة، صدرت أوامر بإخلاء 158 كيلومترًا مربعًا، أي ما يعادل 41 بالمائة من قطاع غزة. وقبل 7 تشرين الأول/أكتوبر، كان 1.38 مليون فلسطيني يقطنون في هذه المنطقة. وبعد ذلك، باتت المنطقة تضم 161 مركز إيواء يستوعب ما يقدر بنحو 700,750 مُهجّر.
وفقًا لوكالة الأونروا، بات عدد يُقدّر بنحو 1.7 مليون شخص مُهجّرين في غزة حتى يوم 26 كانون الثاني/يناير. ومن بين هؤلاء عدد كبير تعرّضوا للتهجير في مرات متعددة بالنظر إلى أن الأسر تُجبر على الانتقال مرارًا وتكرارًا بحثًا عن الأمان. وقد انتقل بعض الأسر من مراكز الإيواء التي سُجلت فيها في بادئ الأمر بسبب استمرار القتال وصدور أوامر الإخلاء. وتشكل محافظة رفح ملاذًا للمُهجّرين، حيث يُحشر أكثر من مليون شخص في مساحة مكتظة للغاية. وعقب احتدام عمليات القصف الإسرائيلية والقتال العنيف في خانيونس ودير البلح في الأيام الأخيرة وأوامر الإخلاء الجديدة التي أصدرها الجيش الإسرائيلي، انتقل عدد كبير من المُهجّرين إلى الجنوب.
في 29 كانون الثاني/يناير، أفادت الأونروا بمقتل 10 مُهجّرين وإصابة عدة أشخاص آخرين جرّاء قصف صاروخي إسرائيلي أصاب غرفة دراسة في إحدى المدارس في مدينة غزة. ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل ما لا يقل عن 372 مُهجّرا كانوا يلتمسون المأوى في مراكز الإيواء التابعة للأونروا وأُصيب 1,335 آخرين.
الكهرباء
منذ 11 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما زال قطاع غزة يشهد انقطاع الكهرباء عنه بعدما قطعت السلطات الإسرائيلية إمدادات الكهرباء ونفاد احتياطيات الوقود من محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع. ولا يزال انقطاع الاتصالات ونفاد الوقود الصناعي يعوقان بشدة المساعي التي يبذلها العاملون في مجال تقديم المعونات لتقييم النطاق الكامل للاحتياجات في غزة وتقديم الاستجابة الوافية للأزمة الإنسانية المستفحلة فيها. انظروا لوحة متابعة إمدادات الكهرباء في قطاع غزة للاطّلاع على المزيد من المعلومات في هذا الشأن.
الرعاية الصحية، بما يشمل الهجمات عليها (قطاع غزة)
في 29 كانون الثاني/يناير، تمكنت بعثة إنسانية من الوصول إلى مستشفى ناصر في خانيونس وتقديم الإمدادات الطبية الأساسية إلى 1,000 مريض. بيد أنه في 30 كانون الثاني/يناير، تأخر تسليم المواد الغذائية إلى المستشفى عند أحد الحواجز، حيث أخذ العديد من الناس المواد الغذائية من الشاحنات المتوقفة. وفي تعليقه على الحدث، صرّح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، د. تيدروس غيبرييسوس بقوله: «هذا يسلط الضوء على اليأس المطلق لدى سكان غزة الذين يعيشون في ظروف تشبه الجحيم، ويعانون من الجوع الحاد. نحن نواصل السعي للحصول على تصريح بتوصيل الوقود إلى المستشفى ... كان مستشفى ناصر أهم مستشفيات الإحالة الطبية بجنوب غزة، إلا أنه تحول في غضون أسبوع من العمل الجزئي إلى العمل بالحد الأدنى، مما يعكس التفكيك غير المبرّر والمستمر للنظام الصحي.»
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، لا يزال وضع الرعاية الصحية في غزة هشًا للغاية. وحتى 25 كانون الثاني/يناير، لا يزاول سوى 14 مستشفى من أصل 36 مستشفى في غزة عملها بصورة جزئية، سبعة منها في الشمال وسبعة في الجنوب. انظروا التقرير الموجز بالمستجدّات رقم 106 للاطّلاع على المزيد من المعلومات حول التحديات التي تواجه هذه المنشآت.
الأعمال القتالية والضحايا (إسرائيل)
قُتل أكثر من 1,200 إسرائيلي وأجنبي في إسرائيل، من بينهم 36 طفلًا، وفقًا للسلطات الإسرائيلية. وقد قُتلت الغالبية العظمى من هؤلاء في 7 تشرين الأول/أكتوبر وما بعده مباشرة.
في 31 كانون الثاني/يناير، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن ضابطا، كان من المعتقد أنه من بين الإسرائيليين المحتجزين كرهائن في غزة، قد قُتل في 7 تشرين الأول/أكتوبر وأن جثته محتجزة في غزة. وفي الإجمال، قُتل 61 شرطيًا إسرائيليًا منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. وقدّرت السلطات الإسرائيلية بأن نحو 136 إسرائيليًا وأجنبيًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة. وخلال فترة الهدنة الإنسانية (24-30 تشرين الثاني/نوفمبر)، أُطلق سراح 86 إسرائيليًا و24 أجنبيًا.
العنف والضحايا (الضفة الغربية)
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى يوم 31 كانون الثاني/يناير 2024، قُتل 370 فلسطينيًا، من بينهم 94 طفلًا، في شتّى أرجاء الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. كما قُتل فلسطينيان من الضفة الغربية وهما ينفذان هجومًا في إسرائيل في 30 تشرين الثاني/نوفمبر. ومن بين من قُتل في الضفة الغربية (370)، فإن 360 فلسطينيًا قُتلوا على يد القوات الإسرائيلية، وثمانية على يد المستوطنين الإسرائيليين واثنين إما على يد القوات الإسرائيلية وإما على يد المستوطنين. كما قُتل فلسطيني آخر على يد فلسطينيين في 7 كانون الثاني/يناير 2024، بعد أن ظنّوا أنه مستوطن، حسبما أفادت التقارير. ويُمثّل عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، خلال العام 2023 (507) أعلى عدد من الفلسطينيين الذين قُتلوا فيها منذ أن شرع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تسجيل أعداد الضحايا في العام 2005. وحتى الآن من العام 2024 (حتى يوم 31 كانون الثاني/يناير)، قُتل 61 فلسطينيًا، من بينهم 13 طفلًا على الأقل، معظمهم على يد القوات الإسرائيلية.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى يوم 31 كانون الثاني/يناير 2024، قُتل ستة إسرائيليين، من بينهم أربعة من أفراد القوات الإسرائيلية، في هجمات شنّها فلسطينيون في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. وعدد الإسرائيليين الذين قُتلوا في الضفة الغربية وإسرائيل خلال العام 2023 في هجمات نفذها فلسطينيون من الضفة الغربية (وعددهم 36 قتيلًا) هو الأعلى منذ أن بدأ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تسجيل أعداد الضحايا في العام 2005.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى يوم 31 كانون الثاني/يناير 2024، أُصيب ما مجموعه 4,387 فلسطينيًا، من بينهم 660 طفلًا على الأقل، في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. وقد أُصيب 4,250 فلسطينيًا من هؤلاء على يد القوات الإسرائيلية و116 على يد المستوطنين، وأُصيب 21 آخرين إما على يد القوات الإسرائيلية وإما على يد المستوطنين. ومن بين هؤلاء جميعًا، أُصيب 54 بالمائة في سياق عمليات التفتيش والاعتقال وغيرها من العمليات و34 بالمائة في سياق المظاهرات و8 بالمائة خلال هجمات المستوطنين على الفلسطينيين. وكان نحو 33 بالمائة من هذه الإصابات بالذخيرة الحيّة، بالمقارنة مع 9 بالمائة خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2023.
عنف المستوطنين
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 31 كانون الثاني/يناير 2024، سجّل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 494 هجمة شنّها المستوطنون الإسرائيليون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا (49 حادثًة) أو إلحاق أضرار بالممتلكات (388 حادثًة) أو سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا (57 حادثة). وفي 31 كانون الثاني/يناير، حاول مستوطنون من مستوطنة نحليل سرقة خزان مياه من منزل فلسطيني في قرية بيتللو في رام الله. وعندما حاول سكان المنزل منع المستوطنين من سرقة الخزان، رشّ المستوطنون رذاذ الفلفل عليهم واعتدوا جسديا على أحدهم وأصابوه بجروح.
انطوى ثلث الهجمات التي شنّها المستوطنون على الفلسطينيين بعد يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر على استخدام الأسلحة النارية، بما شمله ذلك من إطلاق النار والتهديد بإطلاقها. وفي نحو نصف الأحداث التي سُجّلت بعد يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، رافقت القوات الإسرائيلية أو وردت التقارير بأنها أمّنت الدعم للمهاجمين.
في العام 2023، أسفر 1,264 حدثًا نفذه المستوطنون في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، (مع القوات الإسرائيلية أو دونها) عن سقوط ضحايا فلسطينيين أو إلحاق أضرار بممتلكاتهم أو كلا الأمرين معًا. وقد أفضى نحو 945 حادثًة من هذه الأحداث إلى إصابة الممتلكات بأضرار، و165 حادثًة إلى سقوط ضحايا، و154 حادثًة إلى سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا. وهذا هو أعلى عدد من هجمات المستوطنين على الفلسطينيين في أي سنة من السنوات منذ أن باشر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عمله على تسجيل هذه الأحداث في العام 2006.
التهجير (الضفة الغربية)
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى يوم 31 كانون الثاني/يناير 2024، هُجّر ما لا يقل عن 198 أسرة فلسطينية تضم 1,208 أفراد، من بينهم 586 طفلًا، بسبب عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول. وتنحدر الأسر المهُجّرة من 15 تجمعًّا رعويًا أو بدويًا على الأقل. ونُفذ حوالي نصف عمليات التهجير في أيام 12 و15 و28 تشرين الأول/أكتوبر، حيث طالت سبعة تجمعّات سكانية. وتُمثّل حصيلة عمليات التهجير التي نفذت منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر ما نسبته 78 بالمائة من جميع حالات التهجير التي نقلتها التقارير بسبب عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول منذ 1 كانون الثاني/يناير 2023 (1,539 شخصًا، من بينهم 756 طفلًا).
في 30 كانون الثاني/يناير، أُجبرت أسرة فلسطينية على هدم منزلها في حي جبل المكبر بالقدس الشرقية بحجة افتقارها إلى رخص البناء، مما أسفر عن تهجير أربعة أشخاص، من بينهم طفلان. منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى يوم 31 كانون الثاني/يناير 2024، هُجّر 499 فلسطينيًا، من بينهم 248 طفلًا في أعقاب هدم منازلهم بحجة افتقارها إلى الرخص التي تصدرها السلطات الإسرائيلية ويكاد يكون الحصول عليها من ضرب المستحيل في المنطقة (ج) والقدس الشرقية. وقد هدم نحو 100 منزل فلسطيني لذات السبب في الفترة ما بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و31 كانون الثاني/يناير 2024. وفي إحدى الأحداث التي وقعت في 30 كانون الثاني/يناير، هدمت السلطات الإسرائيلية نادي للفروسية في قلنديا (القدس)، وكانت المنطقة التي تبلغ مساحتها ثمانية دونمات تضم عشرة مبان، وقد هُدمت جميعها بحجة افتقارها إلى رخص البناء.
هُدّم ما مجموعه 22 منزلًا وهُجّر 105 فلسطينيين، من بينهم 45 طفلًا، بسبب عمليات الهدم العقابية التي نُفذت بين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و31 كانون الثاني/يناير 2024. ويفوق هذا العدد عدد المنازل التي أشارت التقارير إلى هدمها خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2023، حيث هُدم 16 منزلًا على أساس عقابي وهُجّر 78 شخصًا.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 31 كانون الثاني/يناير 2024، هُجّر 744 فلسطينيًا، بمن فيهم 311 طفلًا، بعد تدمير 117 منزلًا أثناء عمليات أخرى نفذتها القوات الإسرائيلية في شتّى أرجاء الضفة الغربية. وأشارت التقارير إلى أن مخيم جنين ومخيمي نور شمس وطولكرم للاجئين شهدت نحو 95 بالمائة من حالات التهجير. وهذا يمثل نسبة تصل إلى 82 بالمائة من جميع حالات التهجير التي نقلتها التقارير بفعل تدمير المنازل في أثناء العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ كانون الثاني/يناير 2023 (908 أشخاص).
التمويل
حتى يوم 31 كانون الثاني/يناير، صرفت الدول الأعضاء 700.4 مليون دولار لصالح النداء العاجل المحدَّث الذي أطلقته الأمم المتحدة وشركاؤها لتنفيذ خطة الاستجابة التي وضعوها من أجل دعم 2.2 مليون شخص في قطاع غزة و500,000 آخرين في الضفة الغربية. ويشكل هذا المبلغ نحو 57 بالمائة من المبلغ المطلوب وقدره 1.2 مليار دولار.
تجمع التبرّعات الخاصة من خلال الصندوق الإنساني. تبرّعت مؤسسة خاصة من أستراليا بمبلغ قدره 2.2 مليون دولار. ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، صرف الصندوق الإنساني نحو 55 مليون دولار.