فادية تقيم مع أسرتها النازحة في شمال غزة وسط الركام ودون سبيل للحصول على الخدمات الأساسية. تصوير وكالة الأونروا
فادية تقيم مع أسرتها النازحة في شمال غزة وسط الركام ودون سبيل للحصول على الخدمات الأساسية. تصوير وكالة الأونروا

الأعمال القتالية في قطاع غزة وإسرائيل | تقرير موجز بالمستجدّات رقم 172

يُنشر التقرير الموجز بالمستجدّات الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتل!ة في أيام الإثنين والأربعاء والجمعة، وترد معلومات مستوفاة وشاملة عن آخر المستجدّات في الضفة الغربية في التقرير الصادر يوم الأربعاء. وسوف يصدر التقرير الموجز بالمستجدات المقبل في 31 أيار/مايو.

النقاط الرئيسية

  • تفيد منظمة الصحة العالمية بأن المنشآت الإنسانية في رفح تُضطر إلى إغلاق أبوابها واحدة تلو الأخرى، وأنه لم يبقَ فيها سوى مستشفى واحد يزاول عمله، وإن كان يعمل بصورة جزئية.
  • انخفض تدفق إمدادات المعونات الإنسانية إلى غزة، والتي تعد غير كافية في الأصل للوفاء بالاحتياجات المتزايدة، بما نسبته 67 في المائة منذ يوم 7 أيار/مايو.
  • في مخيم جنين للاجئين في شمال الضفة الغربية، قُتل 12 فلسطينيًا، من بينهم أربعة أطفال، وأُصيب 21 آخرين، في عملية نفذتها القوات الإسرائيلية على مدى 40 ساعة في الأسبوع الماضي.

آخر المستجدّات في قطاع غزة

  • لا تزال التقارير تشير إلى استمرار عمليات القصف الإسرائيلي من البرّ والبحر والجو على معظم أنحاء قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين ونزوح عدد أكبر منهم وتدمير المنازل وغيرها من البنى التحتية المدنية. كما يتواصل الاجتياح البرّي والقتال العنيف، ولا سيما في مخيم جباليا للاجئين وجنوب مدينة غزة وشمال النصيرات وشرق دير البلح ورفح، حسبما تنقله التقارير. ووفقًا لوكالة الأونروا، أسفرت الأعمال القتالية التي اشتدت حدتها عقب إصدار أوامر الإخلاء والعملية العسكرية الإسرائيلية في رفح حتى الآن عن نزوح نحو مليون شخص، كان معظمهم قد التمس اللجوء في رفح، وسط عمليات القصف وغياب الأمان ونقص الغذاء والمياه والظروف المعيشية والصحية غير المناسبة.
  • عند نحو الساعة 14:40 من يوم 28 أيار/مايو، أفادت التقارير بسقوط أعداد كبيرة من الضحايا جراء غارة جوية شُنت على موقع يؤوي نازحين في منطقة المواصي جنوب غرب رفح. وأشارت وزارة الصحة في غزة إلى مقتل 21 شخصًا وإصابة 64 آخرين، من بينهم عشرة أُصيبوا بجروح خطيرة. وفي 27 أيار/مايو، صرّح مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، في رده على الغارات الجوية العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت الخيام التي كانت تؤوي النازحين في رفح أيضًا: «لقد قلنا مرارًا وتكرارًا إنه ما من مكان آمن في غزة. لا مراكز الإيواء. ولا المستشفيات. ولا ما يسمى بالمناطق الإنسانية. كما حذّرنا من أن عملية عسكرية في رفح قد تؤدي إلى مذبحة. وقد شهدنا العواقب في الهجوم غير المقبول على الإطلاق الليلة الماضية. وسواء كان هذا الهجوم جريمة حرب أم «خطأ مأساويًا،» فلا جدال في ذلك بالنسبة للسكان في غزة. إن ما حدث الليلة الماضية كان آخر الفظاعات – وربما أشدها وحشية. وإن تسميته «خطأً» رسالة لا تعني شيئًا بالنسبة لمن أُزهقت أرواحهم، ولمن فقدوا أعزاء على قلوبهم ولمن يحاولون إنقاذ الأرواح.» كما أعرب مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن رعبه تجاه فقدان المزيد من أرواح المدنيين في غزة، ولاحظ أن الغارات الجوية الأخيرة على رفح «تشير إلى عدم حدوث أي تغيير واضح في أساليب ووسائل الحرب التي تتبعها إسرائيل والتي أدت بالفعل إلى العديد من الوفيات في صفوف المدنيين.»
  • وفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل 121 فلسطينيًا وأُصيب 394 آخرين بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 27 و29 أيار/مايو، بمن فيهم 75 قُتلوا و284 أُصيبوا خلال الساعات الـ24 الماضية. وبين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و29 أيار/مايو 2024، قُتل ما لا يقل عن 36,171 فلسطينيًا وأُصيب 81,420 آخرين في غزة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
  • كانت الأحداث التالية من بين الأحداث الدامية الأخرى التي نقلتها التقارير بين يومي 26 و28 أيار/مايو:
    • عند نحو الساعة 16:15 من يوم 26 أيار/مايو، أشارت التقارير إلى مقتل 13 فلسطينيًا وإصابة 20 آخرين على الأقل عندما قُصف منزل في منطقة النزلة بجباليا في شمال غزة.
    • عند نحو الساعة 21:20 من يوم 26 أيار/مايو، قُتل تسعة فلسطينيين، من بينهم امرأتان وطفل على الأقل، وأُصيب آخرون عندما قُصف منزل في المربع (ج) قرب مسجد الهدى في مخيم النصيرات للاجئين في دير البلح، حسبما أفادت التقارير به.
    • عند نحو الساعة 22:50 من يوم 26 أيار/مايو، نقلت التقارير مقتل خمسة فلسطينيين، من بينهم امرأة حامل، وإصابة آخرين عندما قُصف منزل في منطقة تل السلطان غرب رفح.
    • عند نحو الساعة 21:25 من يوم 27 أيار/مايو، قُتل سبعة فلسطينيين، من بينهم خمس نساء وطفل، وأُصيب ستة آخرون عندما قُصف منزل في منطقة عُريبة شمال رفح، حسبما ورد في التقارير.
    • في ساعات الصباح من يوم 28 أيار/مايو، قُتل سبعة فلسطينيين وأُصيب آخرون عندما قُصفت منطقة البركسات غرب رفح، حسبما أشارت التقارير إليه.
    • عند نحو الساعة 10:35 من يوم 28 أيار/مايو، أُطلقت النار على ما لا يقل عن ستة فلسطينيين، من بينهم طبيب، وقُتلوا وأُصيب آخرون على مفترق أبو الجديان قرب مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا في شمال غزة، حسبما نقلته التقارير.
  • بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 27 و29 أيار/مايو، أشارت التقارير إلى مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في غزة. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، قُتل 290 جنديًا وأُصيب 1,831 آخرين في غزة أو على امتداد الحدود في إسرائيل منذ بداية العملية البريّة وحتى يوم 29 أيار/مايو. وفضلًا عن هؤلاء، وحسبما نقلته الوسائل الإعلامية الإسرائيلية عن المصادر الرسمية الإسرائيلية، قُتل أكثر من 1,200 إسرائيلي وأجنبي، من بينهم 33 طفلًا، في إسرائيل. وقد قُتلت الغالبية العظمى من هؤلاء في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وحتى يوم 29 أيار/مايو، تشير التقديرات إلى أن 125 إسرائيليًا وأجنبيًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة. ويشمل هؤلاء الموتى الذين لا تزال جثامينهم محتجزة.
  • أكدّ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في بيان استنكر فيه الهجوم الذين شُنّ في 26 أيار/مايو على خيام النازحين في رفح، أن نقطة المعالجة المؤقتة للإصابات البليغة التي تدعمها المنظمة والمستشفيات الميدانية الأخرى في رفح باتت ترزح تحت أعباء هائلة تفوق طاقتها، وشدد على أن «الإغلاق المتواصل لحدود رفح ونفاد الوقود ونقص المعونات التي تدخل إلى غزة وإلى أنحائها المختلفة وتأخير البعثات ورفضها على نحو متكرر قد عطل قدرتها [قدرة المنظمة] على دعم النظام الصحي في وقت يجب أن تزيد فيه العمليات على جناح السرعة من أجل الوفاء بالاحتياجات المتنامية.» وأفادت منظمة أطباء بلا حدود بأن نقطة المعالجة المؤقتة للإصابات البليغة التي تدعمها في منطقة تل السلطان استقبلت 28 قتيلًا و180 مصابًا، معظمهم كانوا يعانون من إصابات بشظايا وكسور وإصابات بالغة وحروق في أعقاب الغارات الجوية التي شُنّت على خيام النازحين في 26 أيار/مايو. وأكدّ منسق الطوارئ مع المنظمة، سامويل يوهان، أنه «على الرغم من استقرار حالات جميع المرضى وإحالتهم إلى مستشفيات ميدانية في رفح، فلا يمكن لأي مرفق رعاية صحية في غزة أن يتعامل مع وقوع حدث إصابات جماعية من هذا النوع. فقد دُمِّر النظام الصحي ولم يعد قادرًا على الاستجابة.» واضطلع المستشفى الميداني الذي تشغله اللجنة الدولية للصليب الأحمر بدور محوري في الاستجابة لهذه الحادثة الذي نتجت عنها خسائر بشرية جماعية. وشدّد أحد كبار الموظفين الطبيين في المنشأة التابعة للجنة: «لقد واكبنا عن كثب الرعب الذي تبثه هذه الحرب، وشهدنا الإصابات والموت المروعين،» كما أشار إلى أن سبعة من بين الأعداد الكبيرة من المصابين كانوا في حالة حرجة وتسعة أُصيبوا «بإصابات مروعة في العظام.» وفي ليلة 27 أيار/مايو، أفادت التقارير بأن الفرق الطبية والمرضى في نقطة المعالجة المؤقتة للإصابات البليغة التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود في تل السلطان أُجبروا على النزوح منها مع اشتداد الأعمال القتالية في المنطقة، مما أدى إلى توقف جميع الأنشطة الطبية في المنشأة.
  • مع تواصل العمليات العسكرية المكثّفة التي تؤدي إلى سقوط عشرات الضحايا، بمن فيهم النساء والأطفال، باتت إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية آخذة في التضاؤل في غزة. فالمستشفى الإماراتي هو المستشفى الوحيد الذي يزاول عمله في رفح، وإن كان يعمل بصورة جزئية، وذلك بالمقارنة مع ثلاثة مستشفيات كانت تعمل فيها في مطلع شهر أيار/مايو. وأُخلي مستشفى النجار في 7 أيار/مايو، وتوقف المستشفى الكويتي عن العمل في 27 أيار/مايو. ووفقًا للتقارير الإعلامية التي أوردت تصريحات مدير المستشفى، فقد حصل ذلك بعدما قُتل اثنان من أفراد الطاقم الطبي عندما قُصف مدخل المستشفى. كما تفيد مجموعة الصحة بأن ما لا يزيد عن 13 فريقًا دوليًا من الأفرقة الطبية لحالات الطوارئ، التي تنسقها منظمة الصحة العالمية، تنتشر في غزة حاليًا، مقابل 19 فريقًا كان يعمل فيها قبل 7 أيار/مايو. وفي 29 أيار/مايو، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن أفرقتها أُجبرت على إخلاء مستشفى القدس الميداني التابع للجمعية في منطقة المواصي برفح بسبب تزايد مستوى انعدام الأمن، بما شمله من عمليات القصف المدفعي والجوي وإخلاء السكان. وتعمل الجمعية على نقل مستشفاها الميداني إلى خانيونس. وفي 28 أيار/مايو، حذّرت الناطقة الرسمية باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، نبال فرسخ، من أن المرضى المصابين بجروح حرجة قد يقضون نحبهم بسبب عدم وجود ما يكفي من الإمكانيات الجراحية من أجل تقديم العلاج لجميع الأشخاص المصابين في الوقت نفسه وعدم إمكانية إجلاء الحالات الأشد خطورة إلى الخارج. وأضافت فرسخ أن العديد من المرضى، بمن فيهم الحوامل والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة ومعدية، لا يتلقون الرعاية التي يحتاجون إليها لان «المستشفيات لا تستطيع إنقاذ حياة المصابين بجروح خطيرة إلا بشق الأنفس.»
  • لا يزال انعدام الأمن والقيود المشددة، بما فيها تلك المفروضة على إمكانية الوصول إلى المناطق الحدودية وعلى التنقل بين جنوب غزة وشمالها، تشكل بيئة عملياتية غير مواتية ومتقلبة بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني، إذ تحول بينهم وبين تقديم المعونات المنقذة للحياة لمئات الآلاف من الناس في شتّى أرجاء غزة. فمن أصل 72 بعثة إنسانية تم التنسيق مع السلطات الإسرائيلية لوصولها إلى شمال غزة بين يومي 1 و28 أيار/مايو، جرى تيسير 31 بعثة (43 في المائة من تلك البعثات)، وحصلت 25 بعثة (35 في المائة) على الضوء الأخضر ولكن جرت عرقلتها في وقت لاحق، ورُفض وصول خمس بعثات (7 في المائة) وألغت المنظمات الإنسانية 11 بعثة (15 في المائة). وفضلًا عن ذلك، من بين 236 بعثة من بعثات المساعدات الإنسانية التي جرى التنسيق مع السلطات الإسرائيلية لوصولها إلى المناطق الواقعة جنوب غزة، تم تيسير 122 بعثة (52 في المائة)، وحصلت 43 بعثة (18 في المائة) على الضوء الأخضر ولكن جرت عرقلة لاحقًا، ورُفض وصول 32 بعثة (14 في المائة)، وألغت المنظمات الإنسانية 39 بعثة (16 في المائة). وشهد العديد من البعثات التي صُنفت ضمن فئة «جرت عرقلتها» تأخيرًا وصل إلى تسع ساعات، بما شمله ذلك من التأخير الذي فرضته السلطات الإسرائيلية لفترات طويلة على نقاط الإيداع التي تفتقر إلى الأمان وتقع على مسافة تبلغ 2-3 كيلومتر إلى الجنوب من الحواجز العسكرية الإسرائيلية المقامة على الطريق المؤدي إلى شمال غزة. وفي جنوب غزة، عرقلت العمليات العسكرية والقيود المفروضة على التنقل العديد من البعثات الإنسانية الحيوية، بما شملته من منع نقل الإمدادات الإنسانية الأساسية من معبر كرم أبو سالم وتعطيل تناوب الموظفين العاملين في المجال الإنساني ودخولهم إلى غزة وخروجهم منها. ويعد تناوب هؤلاء الموظفين أحد الوظائف التشغيلية الحيوية بالنسبة للمنظمات الإنسانية. وكان لا بد من إلغاء بعض البعثات التي جرت عرقلتها، على حين تسنى تنفيذ البعثات الأخرى على الرغم من عرقلتها، وإن كانت قد نُفذت بصورة مجتزأة في أحيان كثيرة.
  • وفقًا لمجموعة الصحة، تسبب إلغاء البعثات التي كانت مقررة إلى شمال غزة في تأخير إعادة إمداد الوقود والإمدادات الطبية بالغة الأهمية وحال بين المنظمات الشريكة وبين تقييم الظروف السائدة في المستشفيات في الشمال. وعلى الرغم من استمرار التحديات، وصلت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها في 27 أيار/مايو إلى شمال غزة للمرة الأولى منذ يوم 13 أيار/مايو وقدمت للمستشفى الأهلي في مدينة غزة 15,000 لتر من الوقود و14 سريرًا من أسرّة المستشفيات وأدوية ولوازم إسعاف المصابين لتغطية احتياجات 1,500 شخص. كما رافقت هذه البعثة خمس من سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني إلى الشمال. وقد أتاحت هذه المركبات للهلال الأحمر إعادة تفعيل خدمات الإسعاف والطوارئ في مدينة غزة، والتي كانت معلقة منذ قُتل اثنان من أفراد طواقمه خلال بعثة إنسانية قبل أربعة أشهر. وأكدّت منظمة الصحة العالمية أن المستشفى الأهلي يقدم خدمات لضعف عدد المرضى الذين صُمم لخدمتهم، وأنه يفتقر إلى اللوازم الجراحية الأساسية ولا يملك القدرة على إجراء العمليات الجراحية المنقذة للحياة في المساء بسبب افتقاره إلى الطواقم المتخصصة. وبسبب التأخير على الحواجز، لم تتمكن البعثة من زيارة مستشفى جميعة الخدمة العامة القريب من هذا المستشفى. ولاحظت منظمة الصحة العالمية أن الدمار الذي حلّ بالطرق وغياب إمكانية الوصول الآمن ونفاد الوقود لا يزال يعوق الحركة إلى الشمال.
  • ما زالت كمية المواد الغذائية وغيرها من المعونات التي تدخل غزة، والتي لا تعد كافية في الأصل للوفاء بالاحتياجات المتزايدة، تشهد قدرًا أكبر من التضاؤل منذ يوم 7 أيار/مايو، حيث بلغ المتوسط اليومي للشاحنات المحمّلة بالمعونات الإنسانية التي وصلت إلى غزة 58 شاحنة بين يومي 7 و28 أيار/مايو بالمقارنة مع متوسط يومي بلغ 176 شاحنة بين يومي 1 نيسان/أبريل و6 أيار/مايو. وتستبعد هذه الأرقام حمولات البضائع والوقود الواردة إلى القطاع الخاص. وتجدر الإشارة إلى أنه لم يتم إدخال أي معونات إلى غزة في يومي 27 و28 أيار/مايو عبر الميناء العائم المؤقت الذي أقامه الجيش الأمريكي مؤخرًا، بعدما لحقت الأضرار بجزء منه بفعل الأحوال الجوية السيئة. ووفقًا لبرنامج الأغذية العالمي، فقد نقلت 137 شاحنة محمّلة بالإمدادات الغذائية من هذا الميناء منذ جرى تشغيل في 17 أيار/مايو. وقد أثر ذلك، وما اقترن به من تصاعد الأعمال القتالية وتشديد القيود المفروضة على الوصول داخل غزة، تأثيرًا شديدًا على العمليات الإنسانية وعلى قدرة الناس على الحصول على المعونات التي تنقذ حياتهم. وحسبما جاء على لسان مجموعة الصحة، ثمة إمدادات طبية محدودة للغاية في غزة، وهذا يفرض قيودًا هائلة على تقديم الخدمات الصحية.
  • كما تعطلت قدرة المنظمات الشريكة في مجموعة التغذية على توسيع نطاق عملياتها وتقديم الخدمات المطلوبة على الرغم من الارتفاع المستمر في حالات سوء التغذية التي يجري اكتشافها. ويبين مسح عملية رصد الأغذية بعد توزيعها، والذي أجرته مجموعة التغذية، أن التنوع الغذائي ساءت أحواله في شهر أيار/مايو، حيث يتناول ما نسبته 95 في المائة من الأطفال الذي تتراوح أعمارهم من ستة أشهر إلى 23 شهرًا مجموعتين أو أقل من المجموعات الغذائية المختلفة في اليوم. وعلاوةً على ذلك، لم يتناول 85 في المائة من الأطفال أي طعام لمدة يوم كامل مرة واحدة على الأقل في الأيام الثلاثة التي سبقت إجراء المسح. ويعد غياب التنوع الغذائي أحد العوامل الرئيسية التي تقف وراء سوء التغذية الحاد، وقد حدد خبراء رئيسيون هذا العامل على أنه واحد من أربعة مؤشرات رئيسية لتقييم حدة انعدام الأمن الغذائي في غزة من حالة متدنية إلى حالة حرجة للغاية. ويعد الافتقار إلى التنوع الغذائي «حرجًا للغاية.» ويقاس الحد الأدنى من معايير التنوع الغذائي بالنسبة المئوية من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من ستة أشهر إلى 23 شهرًا ممن تناولوا الأغذية والمشروبات مما لا يقل عن خمس من أصل ثماني مجموعات محددة من مجموعات الأغذية خلال اليوم السابق. وتشمل المؤشرات الأخرى مستوى المرض، ومستوى الوصول إلى المياه النظيفة وقياسات محيط منتصف العضد. وتواصل المنظمات الشريكة في مجموعة التغذية أجراء فحوصات محيط منتصف العضد في مراكز الإيواء ومنشآت الرعاية الصحية في شتّى أرجاء غزة. ومنذ منتصف شهر كانون الثاني/يناير، جرى فحص 93,409 أطفال تتراوح أعمارهم من ستة أشهر إلى 59 شهرًا لاكتشاف مستويات سوء التغذية لديهم، حيث شُخصت إصابة 7,280 طفلًا بسوء التغذية الحاد، من بينهم 5,604 أطفال شخصت إصابتهم بسوء التغذية الحاد المتوسط و1,676 طفلًا بسوء التغذية الحاد الوخيم.

آخر المستجدّات في الضفة الغربية (21-27 أيار/مايو)

  • خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير، أطلقت القوات الإسرائيلية النار وقتلت 13 فلسطينيًا، من بينهم خمسة أطفال، وأصابت 35 آخرين، بمن فيهم سبعة أطفال. ومن جملة هؤلاء 12 فلسطينيًا قُتلوا في جنين (انظر أدناه) وفتى يبلغ من العمر 17 عامًا من قرية سعير في محافظة الخليل، والذي أطلقت القوات الإسرائيلية النار عليه في 26 أيار/مايو بعدما زعمت أنه حاول طعن جندي إسرائيلي على مفترق بيت عينون على الطريق 60 المؤدي إلى مدينة الخليل. واحتجزت تلك القوات جثمان الفتى. ومنذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل 502 من الفلسطينيين. ومن جملة هؤلاء، قتلت القوات الإسرائيلية 485 فلسطينيًا، من بينهم 122 طفلًا، وقتل المستوطنون الإسرائيليون عشرة آخرين، ولا يزال من غير المعروف ما إذا كان سبعة آخرون قد قُتلوا على يد القوات الإسرائيلية أم على يد المستوطنين. وخلال الفترة نفسها، أُصيب أكثر من 5,100 فلسطيني، من بينهم 4,859 أُصيبوا على يد القوات الإسرائيلية.
  • منذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل عشرة إسرائيليين، من بينهم ستة من أفراد القوات الإسرائيلية وأربعة مستوطنين، وأُصيب ما لا يقل عن 105 إسرائيليين، من بينهم 70 جنديًا، في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.
  • بين يومي 21 و23 أيار/مايو، نفذت القوات الإسرائيلية عملية استمرت 40 ساعة في مخيم جنين للاجئين والمناطق المحيطة به، وقتلت في أثنائها 12 فلسطينيًا بالذخيرة الحيّة، من بينهم أربعة أطفال، وأصابت 21 آخرين بالذخيرة الحيّة. وحاصرت القوات الإسرائيلية المخيم بسيارات الجيب والجرافات وتبادلت إطلاق النار مع الفلسطينيين. وكان من جملة من قُتل من الفلسطينيين طالب مدرسة وطبيب ومعلم على الأقل. ومنعت القوات الإسرائيلية الأفرقة الطبية في حالات الطوارئ من الوصول إلى مناطق عدة داخل المخيم خلال العملية، على حين استغرق الأمر ساعتين لمنحها إمكانية الوصول إلى مناطق أخرى. ومنذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، قتلت القوات الإسرائيلية 122 فلسطينيًا، من بينهم 30 طفلًا، في محافظة جنين.
  • في اليوم الأول من العملية في مخيم جنين، هدمت القوات الإسرائيلية على أساس عقابي بناية سكنية تتألف من طابقين، مما أدى إلى تهجير تسعة أشخاص، من بينهم أربعة أطفال. وكانت البناية تعود لأسرة فلسطيني اتهمته السلطات الإسرائيلية بقتل مستوطن إسرائيلي قبل سنة في شهر أيار/مايو 2023، وقتل في وقت لاحق بواسطة طائرة مسيرة إسرائيلية في 20 آذار/مارس 2024. وفي 23 أيار/مايو، وبعد انسحاب القوات الإسرائيلية من جنين، أجرت بعثة مشتركة بين المجموعات بقيادة الأمم المتحدة تقييمًا سريعًا وأفادت بأن منزلين على الأقل طالهما التدمير، مما أدى إلى تهجير أربعة أشخاص. ووفقًا لمجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، لحقت الأضرار بنحو 1,300 متر من شبكات المياه والصرف الصحي بسبب تجريف الطرق في مدينة جنين ومخيمها. وأدى ذلك إلى انقطاع المياه والكهرباء على نطاق واسع لمدة ثلاثة أيام، مما أثر على 80 في المائة من سكان المخيم، الذين يقدر عددهم بنحو 23,600 نسمة، ولا يزال ما نسبته 40 في المائة منهم دون مياه حتى يوم 29 أيار/مايو. ولا يزال العمل جاريًا على إجراء المزيد من التقييمات لتقدير الأضرار الأخرى التي لحقت بالمخيم، بما يشمل العشرات من المنازل ومنشآت متعددة تابعة لوكالة الأونروا.
  • وكان من جملة المصابين الفلسطينيين خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير مزارع فلسطيني متقدم في السن، أطلقت القوات الإسرائيلية النار عليه وأصابته في رجله وهو يفلح أرضه قرب تجمع الطبية الرعوي في الخليل. وقد هُجّر جميع سكان هذا التجمع والبالغ عددهم 67 شخصًا شيئًا فشيئًا منذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر بسبب هجمات المستوطنين وإعلان الجيش الإسرائيلي عن أراضيهم باعتبارها منطقة عسكرية مغلقة. كما أُصيب سبعة فلسطينيين خلال عمليات التفتيش والاعتقال، بمن فيهم فتى يبلغ من العمر 14 عامًا أطلقت القوات الإسرائيلية النار عليه وأصابته في رجله في قرية طمون (طوباس). وفي الإجمال، نفذت القوات الإسرائيلية خلال الفترة التي يشملها هذا التقرير 100 عملية تفتيش واعتقال، كان نحو نصفها في محافظة الخليل.
  • شنّ المستوطنون الإسرائيليون 20 هجمة على الفلسطينيين، نجم عنها إصابة عشرة فلسطينيين وإلحاق أضرار بالممتلكات. ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، أسفرت الأحداث المرتبطة بالمستوطنين الإسرائيليين عن مقتل 31 فلسطينيًا، من بينهم ستة أطفال، وإصابة أكثر من 500 آخرين. وهذه تشمل الأحداث التي زُعم أنها شهدت هجمات شنّها الفلسطينيون على المستوطنين والمستوطنات. وفي الإجمال، دمر المستوطنون الإسرائيليون نحو 43,000 شجرة وشتلة يملكها الفلسطينيون خلال هذه الفترة.
    • اعتدى المستوطنون الإسرائيليون جسديًا على تسعة فلسطينيين وأصابوهم بجروح في أربعة أحداث منفصلة خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير. ومن بين هؤلاء أربعة رعاة، ثلاثة منهم أطفال، قرب قرية المنية (بيت لحم)، وثلاثة عمال كانوا على متن مركبة عندما توقفوا عند إشارة ضوئية على الطريق 60 في الخليل وهاجمهم المستوطنون بالسكاكين والمفكات، وأحد عمال البلدية وهو على رأس عمله قرب مسافر بني نعيم (الخليل). كما أجبر المستوطنون الذين تجمعوا على الطريق 60 في منطقة رام الله سائق شاحنة على مغادرة شاحنته وأعطبوا عجلاتها، لأنهم ظنوا أنه كان ينقل المعونات إلى غزة حسبما نقلته التقارير.
    • أتلف المستوطنون الإسرائيليون 166 شجرة زيتون خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير، بما فيها 16 شجرة في قرية الخضر (بيت لحم) و150 شجرة في قرية ظهر العبد (جنين)، وكان عمر بعضها يتراوح من 50 إلى 60 سنة. كما أحرق المستوطنون الإسرائيليون 15 دونمًا من الأراضي المزروعة بالقمح في قرية سبسطية (نابلس) وأضرموا النار في أراضٍ وغرف زراعية في برقة (نابلس) وفي سوسية والطيبة (وكلاهما في الخليل). وفي الحثرورة (أريحا) ومسافر يطا (الخليل)، رعى المستوطنون مواشيهم في أراضي الفلسطينيين، مما ألحق الأضرار بالمئات من الدونمات المزروعة بالمحاصيل الموسمية. وفي 27 أيار/مايو، اقتحم المستوطنون الإسرائيليون مركزًا شبابيًا فلسطينيًا في قرية كفر نعمة (رام الله) وحطموا نوافذه وأبوابه.
    • في 23 أيار/مايو، أتلف المستوطنون شبكات المياه في عين سامية، وهي تجمع هُجّر جميع سكانه بسبب تكرار عنف المستوطنين. وتشير آخر الأرقام في شتّى أرجاء الضفة الغربية إلى أن نحو 232 أسرة فلسطينية، تضم 1,378 فردًا من بينهم 656 طفلًا، تعرضت للتهجير من 25 تجمعًا رعويًا أو بدويًا في المنطقة (ج) بالضفة الغربية منذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر بسبب عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول.
  • منذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، هدمت السلطات الإسرائيلية 330 منزلًا تعود للفلسطينيين، مما أسفر عن تهجير 1,993 فلسطينيًا، من بينهم 870 طفلًا. وقد هُجّر أكثر من نصف هؤلاء خلال العمليات التي نفذتها القوات الإسرائيلية، ولا سيما في مخيمات اللاجئين الواقعة في مدينتي طولكرم وجنين أو على مقربة منهما، و38 في المائة (760) بسبب عمليات الهدم التي طالت منازلهم بحجة افتقارها إلى رخص البناء، و8 في المائة (159) بسبب عمليات الهدم العقابية. ومنذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، هُدم 149 منزلًا مأهولًا بسبب افتقارها إلى رخص البناء و28 منزلًا على أساس عقابي في مختلف أنحاء الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.

التمويل

  • حتى يوم 29 أيار/مايو، صرفت الدول الأعضاء نحو 987 مليون دولار من المبلغ المطلوب وقدره 3.4 مليار دولار (29 في المائة) للوفاء بالاحتياجات الأكثر إلحاحًا لدى 2.3 مليون نسمة في غزة و800,000 آخرين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، للفترة الواقعة بين شهري كانون الثاني/يناير وكانون الأول/ديسمبر 2024. ويشمل هذا المبلغ نحو 623 مليون دولار من المبلغ المطلوب وقدره 600 مليون دولار (104 بالمائة) للفترة الواقعة بين شهري كانون الثاني/يناير وآذار/مارس 2024، ونحو 364 مليون دولار من المبلغ المطلوب وقدره 2.8 مليار دولار (13 في المائة) للنداء العاجل الذي أُطلق في 17 نيسان/أبريل ويغطي الفترة الواقعة بين شهري نيسان/أبريل وكانون الأول/ديسمبر 2024. ولقراءة تحليل هذا التمويل، يُرجى الاطّلاع على لوحة المتابعة المالية للنداء العاجل.
  • يدير الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة 118 مشروعًا بمبلغ إجمالي قدره 72.5 مليون دولار من أجل الوفاء بالاحتياجات الماسة في قطاع غزة (85 في المائة) والضفة الغربية (15 في المائة). وخصص الصندوق الإنساني مبلغًا إضافيًا قدره 22 مليون دولار لتعزيز المشاريع ذات الأولوية التي يمولها الصندوق في غزة. ومؤخرًا، صدرت الموافقة على 14 مشروعًا بمبلغ إجمالي قدره 5 ملايين دولار بموجب المخصص الاحتياطي الثالث بعنوان «المعونات الإنسانية الحيوية لغزة وسط النزاع والنزوح المتصاعدين (المرحلة الثالثة).» وعقب الزيادة الكبيرة التي شهدها النزوح من رفح إلى خانيونس ودير البلح ومن أجل الاستفادة من الوجود التنفيذي للمنظمات الشريكة الوطنية، سوف تنفَّذ هذه المشاريع من جانب المنظمات غير الحكومية الوطنية (12 مشروعًا) أو من خلال شراكة تعقد بين المنظمات غير الحكومية الدولية والوطنية (مشروعان). ومنذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، حشد الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة أكثر من 100 مليون دولار من الدول الأعضاء والجهات المانحة الخاصة، وهذا المبلغ مخصص للبرامج التي يجري تنفيذها في شتّى أرجاء غزة. ويحوي هذا الرابط ملخصًا بالأنشطة التي ينفذها الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة والتحديات التي واجهها في شهر نيسان/أبريل 2024، ويمكن الاطّلاع على التقرير السنوي للصندوق الإنساني لسنة 2023 من خلال هذا الرابط. وتُجمع التبرعات الخاصة مباشرة من خلال الصندوق الإنساني.

للاطّلاع على التقرير بآخر المستجدّات حول الاحتياجات واستجابة المجموعات لها خلال الفترة الواقعة بين يومي 20 و26 أيار/مايو، يرجى زيارة الرابط: آخر مستجدات الاحتياجات والاستجابات الإنسانية: 20-26 أيار/مايو 2024. ويجري تحديث هذا التقرير على مدار الأسبوع لكي يعكس أي محتوى جديد.

تشير علامة النجمة (*) إلى أن رقمًا أو جملة أو جزئية جرى تعديلها أو إضافتها أو العدول عنها بعد نشرها أول مرة في هذا التقرير.