اشتد القضف الإسرائيلي الهائل من البر والجو في أثناء الليل على شتى أرجاء قطاع غزة. وأسفر هذا اليوم عن سقوط أعلى عدد من الضحايا في غزة منذ بدء حالة التصعيد، حسبما ورد على لسان وزارة الصحة في غزة. وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه هاجم 400 هدف، وهو ما يشكل مستوى مرتفعًا جديدًا منذ نشوب الأعمال القتالية.
وفي إحدى الغارات الجوية، دمرت بناية سكنية في رفح، مما أدى إلى قتل 48 شخصًا وإصابة العشرات. وفي مخيم الشاطئ للاجئين، دمرت الغارات الجوية ثلاث بنايات سكنية خلال الليل، مما أسفر عن قتل 36 شخصًا، وأفادت التقارير بفقدان عدد كبير آخر، حيث يسود الافتراض بأنهم تحت الركام.
كما قصفت الغارات الجوية سوق النصيرات، فقُتل 20 شخصًا على الأقل. ووقع هذا الحادث في ساعات الظهر عندما كان السوق في ذروة ازدحامه بالناس. وقصف المتسوقون وهم داخل أحد المتاجر الكبرى.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل 5.791 فلسطينيًا، من بينهم ما لا يقل عن 2,360 طفلًا و1,292 امرأة، وأصيب نحو 16,297 آخرين، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. وأفادت التقارير بأن نحو 68 بالمائة من العدد الكلي للضحايا الفلسطينيين سقطوا في مدينة غزة ومحافظة شمال غزة.
وفضلًا عن ذلك، تفيد التقارير بأن نحو 1,550 شخص، من بينهم ما لا يقل عن 800 طفل، في عداد المفقودين ويسود الافتراض بأنهم إما محاصرين وإما موتى تحت الركام، في انتظار إنقاذهم أو انتشالهم. وتكافح فرق الإنقاذ، ولا سيما من الدفاع المدني الفلسطيني، في سبيل تنفيذ مهامهم وسط الغارات الجوية المتواصلة، والنقص الحاد في إمدادات الوقود اللازمة لتشغيل المركبات والمعدات وفي ظل إمكانية محدودة أو معدومة للاتصال بالشبكات المتنقلة.
ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، فقدت 133 أسر عشرة أو أكثر من أفرادها، وفقدت 108 أسر ستة إلى تسعة من أفرادها، و407 أسر اثنين إلى خمسة من أبنائها. وذلك حتى يوم 24 تشرين الأول/أكتوبر.
وقال الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، في مؤتمر صحفي عقده في 21 تشرين الأول/أكتوبر، إن الفشل واكب 550 عملية أُطلقت فيها الصواريخ من جانب الجماعات المسلحة الفلسطينية باتجاه إسرائيل، حيث لم تبلغ أهدافها وسقطت في غزة وأسفرت عن مقتل عدد من الفلسطينيين، وذلك بين 7 و21 تشرين الأول/أكتوبر.
وأفادت وزارة الأشغال العامة والإسكان بأن 16,441 وحدة سكنية دمرت وأن 11,340 وحدة أخرى باتت لا تصلح للسكن حتى يوم 23 تشرين الأول/أكتوبر. كما أصيبت 150,000 وحدة سكنية أخرى بأضرار تراوحت من طفيفة إلى متوسطة. ويمثل العدد الكلي للوحدات السكنية المدمرة أو المتضررة ما نسبته 45 بالمائة على الأقل من جميع الوحدات السكنية في قطاع غزة. وطال الدمار أحياء بأكملها، وخاصة في بيت حانون وبيت لاهيا والشجاعية والمنطقة الواقعة بين غزة ومخيم الشاطئ للاجئين وعبسان الكبيرة. وتظهر صور الأقمار الصناعية الجديدة التي أصدرها البرنامج النطاق الواسع للدمار الذي حل بهذه الأحياء حتى يوم 19 تشرين الأول/أكتوبر.
وحتى 23 تشرين الأول/أكتوبر، وثقت منظمة الصحة العالمية 72 هجمة طالت قطاع الرعاية الصحية في قطاع غزة، حيث أسفرت عن مقتل 16 من العاملين في مجال الرعاية الصحية وإصابة 30 آخرين وهم على رأس عملهم. وألحقت هذه الهجمات الأضرار بـ34 منشأة من منشآت الرعاية الصحية (بما فيها 19 مستشفى أصابتها الأضرار) و24 سيارة إسعاف.
وحتى 24 تشرين الأول/أكتوبر، لحقت الأضرار بـ207 منشآت تعليمية، بما فيها ما لا يقل عن 29 مدرسة تابعة للأونروا. وكانت ثمانية من هذه المدارس تستخدم كمراكز لإيواء المهجرين في حالات الطوارئ، حيث استهدفت إحداها بصورة مباشرة، مما أسفر عن قتل ثمانية مهجرين على الأقل وإصابة 40 آخرين.
ووفقًا للمصادر الإسرائيلية، قتل 1,400 إسرائيلي وأجنبي على الأقل في إسرائيل وأصيب ما لا يقل عن 5,431 آخرين، غالبيتهم العظمى في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وأشارت لوسائل الإعلام الإسرائيلية إلى نشر أسماء 860 قتيلًا حتى 23 تشرين الأول/أكتوبر. ومن بين هؤلاء 554 مدنيًا، و269 جنديًا و58 شرطيًا. وكان ثمة 28 طفلًا من بين أولئك الذين كشف عن أعمارهم.
تشير التقديرات إلى أن العدد التراكمي للأشخاص الذين هجروا منذ اندلاع الأعمال القتالية في غزة يربو على 1.4 مليون شخص. ويشمل هذا العدد أكثر من 590,000 شخص يلتمسون المأوى في مراكز إيواء الطارئ التابعة لوكالة الأونروا، والبالغ عددها 150 مركزًا، و101,500 يلجؤون إلى المستشفيات والكنائس وغيرها من المباني العامة ونحو 79,000 أخرين يوجدون في 67 مدرسة غير تابعة للأونروا. كما تقدر وزارة التنمية الاجتماعية بأنه نحو 700,000 مهجر يقيمون لدى أسر تستضيفهم.
وما زال الاكتظاظ في مراكز الإيواء الطارئ التابعة للأونروا في المناطق الوسطى والجنوبية يشكل مصدر قلق كبير. فقد وصل عدد المهجرين في العديد من هذه المراكز إلى 4,400 مهجر على الرغم من أنها مصممة لاستضافة ما يتراوح من 1,500 إلى 2,000 مهجر في كل منها. ويقيم حتى 70 شخصًا في الغرفة الصفية الواحدة في الكثير من مراكز الإيواء. ولضمان بيئة تتسم بقدر أكبر من الأمان، تمكث النساء والأطفال في الغرف الصفية في الليل، على حين يبقى الرجال والفتية المراهقون في ساحات المدارس في الخارج. ويثير الاكتظاظ ونقص الإمدادات الأساسية التوتر في أوساط المهجرين، إلى جانب حالات تشهد العنف القائم على النوع الاجتماعي حسبما تفيد التقارير.
وتشهد الموارد الأساسية، كالمياه والأغذية والأدوية، نقصًا خطيرًا. وعلى الرغم من توفر الوقود بكميات محدودة، لا تزال معدات تحلية المياه في مراكز الإيواء التابعة للأونروا تعمل حتى الآن وتقدم مياه الشرب، إلى جانب ما يكملها من المياه المنقولة بالصهاريج من إحدى محطات تحلية المياه التي استأنفت عملها مؤخرًا، والمياه المعبأة التي دخل بعض منها عبر معبر رفح في الآونة الأخيرة (انظر فصل المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية أدناه).
وتشير الأدلة المروية إلى أن المئات، وربما الآلاف، من المهجرين غدوا يعودون أدراجهم إلى الشمال بسبب القصف المتواصل في الجنوب وعجزهم عن إيجاد سكن لائق يؤويهم. ومنذ اندلاع الأعمال القتالية، قتل 12 مهجرًا كانوا يلتمسون المأوى في مدارس الأونروا وأصيب نحو 180 آخرين. وصرحت منسقة الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة بقولها: «عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرار بشأن الفرار من عدمه ووجهة الفرار، فالمدنيون ملومون إن هم فروا وملومون إن هم لم يفروا.»
وفي إسرائيل، فر مئات الآلاف ممن يقيمون في المناطق المجاورة لقطاع غزة وعلى امتداد الحدود مع لبنان أيضًا من هذه المناطق أو جرى إجلاؤهم منها. وتتكفل السلطات الإسرائيلية باحتياجات هؤلاء المهجرين (ويركز هذا التقرير على الوضع الإنساني في غزة).
لليوم الخامس عشر على التوالي (منذ 11 تشرين الأول/أكتوبر)، يشهد قطاع غزة انقطاعًا كاملًا للكهرباء بعدما قطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء والوقود عن غزة، وهو ما أدى إلى إغلاق محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة. وقد اضطرت البنية التحتية للخدمات الأساسية بسبب ذلك إلى العمل على المولدات الاحتياطية، التي يكبلها شح الوقود في القطاع. ولم يكن الوقود من جملة البضائع التي تدخل غزة عبر معبر رفح منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر عبر معبر رفح. وقد نسقت الأونروا مع السلطات الإسرائيلية والمحلية نقل الوقود المخزن في إحدى المنشآت القريبة من معبر رفح داخل غزة وتوزيعه على مراكز الإيواء الطارئ والمستشفيات في 22 تشرين الأول/أكتوبر.
وفي 24 تشرين الأول/أكتوبر، حذرت وكالة الأونروا من أنها ستضطر إلى وقف كل عملياتها بدءًا من ليلة 25 تشرين الأول/أكتوبر، ما لم يسمح بإدخال الوقود إلى غزة على الفور.
كانت أربع من الشاحنات العشرين التي دخلت غزة عبر معبر رفح في 23 تشرين الأول/أكتوبر محملة بالإمدادات الطبية بالحيوية. وسوف تؤدي هذه الإمدادات، وعلى الرغم من كميتها المحدودة، دورًا حاسم الأهمية في تعزيز الاستجابة للإصابات وإدامة خدمات الرعاية الصحية الأساسية. وتنسق منظمة الصحة العالمية مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إرسال هذه الإمدادات على وجه السرعة إلى المستشفيات الرئيسية. ومنذ 21 تشرين الأول/أكتوبر، تمكنت 13 شاحنة تحمل الإمدادات الطبية من شق طريقها إلى غزة. وحتى الآن، وصلت هذه الإمدادات الطبية إلى سبعة مستشفيات وعدة منشآت تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
وفي الإجمال، لا يزال 66 بالمائة من المنشآت الطبية في شتى أرجاء غزة تزاول عملها، في حين توقفت 34 بالمائة منها عن العمل. ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، «بلغ نظام الرعاية الصحية أسواء المراحل في تاريخه.»
ورأى موظفو الأمم المتحدة الذين زاروا عددًا من المستشفيات المئات من الرجال والنساء والأطفال المصابين في أحد المستشفيات. وكان العديد من هؤلاء فاقدًا للوعي، وجروحهم مفتوحة ويستلقون على الأسرة والحمالات وعلى الأرض ولا يتلقون سوى قدر محدود من الرعاية الطبية. وفي الساحة، كان ثمة خيمة فيها العشرات من الجثث، بما فيها جثامين أطفال. وكان عدد كبير من الموتى في هذه الخيمة بسبب امتلاء المشارح عن آخرها.
وبلغ المستشفى مستوى غير مسبوق من الإهلاك بسبب تدفق المصابين، وما يقترن به من النقص الحاد في الموارد الأساسية، كالإمدادات الطبية والطواقم، والكهرباء والمياه والوقود. ويجري تقنين الوقود في المستشفيات على نحو صارم ويستخدم لتشغيل عدد مختار من المنشآت البالغة الأهمية. والمولدات الاحتياطية ليست مصممة للعمل دون انقطاع ومن المحتمل أن تتعطل بحكم ذلك.
وبسبب انعدام الأمن الغذائي، يتعرض الأطفال والنساء، وخاصة الحوامل والمرضعات، لخطر سوء التغذية، مما يؤثر سلبًا في صحتهن المناعية ويزيد من إمكانية إصابتهن بأمراض الأمومة المرتبطة بالتغذية، من قبيل فقر الدم وتسمم الحمل والنزيف. وهذا يزيد من خطر الموت الذي يحدق بكلا الأمهات والأطفال.
أشارت مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية إلى أن كمية المياه الواردة من إسرائيل إلى منطقة غرب خانيونس انخفضت بنسبة 20 بالمائة عن مستوى الإمدادات السابقة (من نحو 600 إلى 120 متر مكعب في الساعة) منذ 22 تشرين الأول/أكتوبر. وزادت كمية الإمدادات إلى 200 متر مكعب في 24 تشرين الأول/أكتوبر. وفي هذه الأثناء، لم تزل إمدادات المياه عبر خطي الأنابيب الآخرين من إسرائيل معطلة منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر، بما فيهما الخط الذي يصل إلى بلدة دير البلح الواقعة إلى الجنوب من وادي غزة.
وفي 21 تشرين الأول/أكتوبر، استأنفت واحدة من محطات تحلية مياه البحر الثلاثة الواقعة في خانيونس عملها بنسبة تقل عن 7 بالمائة من طاقتها. وقد تيسر ذلك بعدما تمكنت الأونروا من تنسيق استعادة الوقود من إحدى منشآت التخزين التابعة لها في غزة وتوزيعه. ويجري نقل المياه المتاحة حديثًا (نحو 450 متر مكعب في اليوم) بالصهاريج إلى مراكز الإيواء الطارئ التابعة للأونروا التي تقع إلى الجنوب من وادي غزة، حيث تؤمن احتياجات الشرب لنحو 40,000 مهجر في اليوم. ولم تزل المحطتان الأخريان متوقفتين عن العمل.
ويستهلك الناس المياه المالحة من الآبار الزراعية التي يزيد محتوى الملح فيها عن 3,000 مليغرام لكل لتر. وهذا يشكل خطرًا فوريًا على الصحة، حيث يرفع مستويات ضغط الدم، ولا سيما لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر، والحوامل والأشخاص الذين يعانون من أمراض في الكلى. كما يزيد استعمال المياه الجوفية المالحة من خطر الإصابة بالإسهال والكوليرا. وقد كشفت المنظمات الشريكة في مجموعة الصحة عن حالات مصابة بالجدري والجرب والإسهال بسبب ظروف الصرف الصحي الرديئة واستهلاك المياه من المصادر غير المأمونة. ومن المتوقع أن تزداد حالات الإصابة بهذه الأمراض ما لم يجر إمداد منشآت المياه والصرف الصحي بالكهرباء أو الوقود لكي تستأنف عملها.
يقدر برنامج الغذاء العالمي بأن المخزون الحالي من السلع الغذائية الأساسية في غزة يكفي لنحو 12 يومًا. ولكن يتوقع أن يكفي المخزون المتوفر على مستوى المحلات التجارية لمدة خمسة أيام أخرى فقط. وعلى الرغم من توفر المواد الغذائية الأساسية، تواجه محلات البيع بالتجزئة صعوبات جمة في تجديد مخزونها من محلات البيع بالجملة بسبب الدمار الواسع النطاق وانعدام الأمن. وحتى الآن، دمرت خمسة من 202 محل تجاري تعاقد برنامج الغذاء العالمي معها باعتبارها نقاطًا لاسترداد قسائم الغذاء لصالح المستفيدين واضطر 19 محلًا آخر إلى إغلاق أبوابه.
ولا يمكن الاستفادة من بعض المواد الغذائية الأساسية المتوفرة في السوق، مثل الأرز والعدس، بسبب انعدام القدرة على طهيها، بالنظر إلى نقص المياه والوقود أو غاز الطهي. وأفادت الأونروا بأن الكثير من المهجرين يعيشون على وجبة واحدة في اليوم كإستراتيجية للتأقلم بسبب نقص الغذاء.
وحاليًا، لا تزاول غير خمسة مخابز من أصل 24 مخبزًا من تلك التي تعاقد برنامج الغذاء العالمي معها عملها وتقدم الخبز لمراكز الإيواء. ويعد نقص الوقود العقبة الرئيسية التي تحول بين هذه المخابز وبين تلبية الطلب المحلي على الخبز الطازج. وقد تضطر غالبية المخابز إلى الإغلاق في غضون ثلاثة أيام ما لم يجر تخصيص الوقود لها.
وقد عطلت الأعمال القتالية سلسلة القيمة الزراعية الغذائية وقطاع المواشي بالكامل، مما يؤثر في العرض والطلب. ومن المتوقع أن تتجاوز التبعات المترتبة على ذلك الفترة التي تلي الصراع مباشرة، حيث تفرز تأثيرًا إضافيًا على الأمن الغذائي. وقبل اندلاع الأعمال القتالية، كان نحو 7 بالمائة من الشاحنات التي تدخل غزة تحمل علف المواشي. ولم تزل هذه الواردات متوقفة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.
أغلق معبر رفح مع مصر بدءًا من الساعة 22:00 في 24 تشرين الأول/أكتوبر. ولم يزال عدد من الشاحنات المحملة بالإمدادات الإنسانية، والتي كان يتوقع دخولها، متوقفة في معبر نيتسانا بين إسرائيل ومصر (نحو 40 كيلومترًا جنوب رفح) لإجراء الفحوصات الأمنية من جانب السلطات الإسرائيلية.
ولا يزال معبرا إيريز وكرم أبو سالم مع إسرائيل مغلقين. ولم يجر تحويل المرضى لحضور المواعيد الطبية المقررة لهم في الضفة الغربية وإسرائيل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. ولم يزل أكثر من 4,000 عامل من قطاع غزة عالقين في إسرائيل منذ ذلك اليوم. وقد اعتقلت السلطات الإسرائيلية بعضهم ونقل آخرون إلى مراكز إيواء عامة في الضفة الغربية.
وما زال الجيش الإسرائيلي يحظر الوصول إلى البحر، وتوقفت كل أنشطة الصيد منذ نشوب الأعمال القتالية. ولا يزال الوصول إلى المناطق القريبة من السياج الحدودي الإسرائيلي محظورًا وجرى توسيعها إلى مسافة تتراوح من 300 متر إلى 1,000 متر عن الحدود، مما يحول دون إمكانية الوصول إلى مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية. ويفضي توسيع هذه المساحة إلى تناقص غلة المحاصيل ويلحق الضرر بمئات آلاف الناس الذي يعملون على حصاد المحاصيل.
يواجه جميع الوكالات الإنسانية وموظفوها قيودًا عسيرة في تقديم المساعدات الإنسانية بسبب استمرار الأعمال القتالية والقيود المفروضة على التنقل ونقص الكهرباء والوقود والمياه والأدوية وغيرها من المواد الأساسية. ولا تستطيع المنظمات الشريكة في مجال العمل الإنساني أن تصل بأمان إلى الناس المحتاجين والمستودعات، التي تخزن إمدادات المعونة فيها.
ومنذ نشوب الأعمال القتالية، قتل ما لا يقل عن 16 عاملًا صحيًا وهم على رأس عملهم، إلى جانب 35 من موظفي الأونروا.
وعلى الرغم من هذه التحديات، تعمل الجهات الفاعلة الإنسانية على مدار الساعة على تقديم الدعم للفئات الأكثر ضعفًا. وينطوي هذا العمل أساسًا على استضافة المهجرين في مدارس الأونروا، حيث تقدم الأغذية الأساسية والأدوية والدعم للمحافظة على كرامتهم والإبقاء على بصيص من الأمل في نفوسهم. وتشمل التدخلات الأخرى توزيع المساعدات الغذائية والنقدية على المهجرين ووقود الطوارئ على منشآت المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية وتشغيل خطوط المساعدة لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي وإطلاق حملة للإعلام الجماهيري للتوعية بالمخاطر التي تشكلها الذخائر غير المنفجرة (للمزيد من التفاصيل، انظر فصل الاحتياجات الإنسانية والاستجابة لها).
وحتى 23 تشرين الأول/أكتوبر، جرى تأكيد تعهدات بتأمين مبلغ يقارب 99.6 مليون دولار لدعم النداء العاجل المشترك بين الوكالات الذي أطلقه الفريق القطري الإنساني في الأرض الفلسطينية المحتلة في 12 تشرين الأول/أكتوبر. وهذا يمثل نحو 34 بالمائة من المبلغ المقدر حسب الاحتياجات بـ294 مليون دولار عندما أطلق النداء أول مرة. وقد خصصت نحو 70.6 مليون دولار من هذا المبلغ للأونروا.
ويجري جميع التبرعات الخاصة لصالح الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة على شبكة الإنترنت من خلال هذا الرابط: crisisrelief.un.org/opt-crisis.
لم يسجل سقوط ضحايا بين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ساعات ما بعد الظهر من يوم 23 تشرين الأول/أكتوبر (حتى الساعة 21:00 من يوم 24 تشرين الأول/أكتوبر). وقد بلغ العدد الكلي للفلسطينيين الذين قتلوا على يد القوات الإسرائيلية أو المستوطنين الإسرائيليين منذ نشوب الأعمال القتالية إلى 95 فلسطينيًا، من بينهم 28 طفلًا. وخلال الفترة التي يغطيها هذا التقارير، قتل الفلسطينيون أحد أفراد القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، أصابت القوات الإسرائيلية 1,795 فلسطينيًا، بمن فيهم 160 طفلًا على الأقل، في الضفة الغربية. كما أصيب 38 فلسطينيًا آخرين على يد المستوطنين. وأصيب أكثر من ثلثي هؤلاء في سياق المظاهرات التي خرجت تضامنًا مع غزة. وكان نحو 28 بالمائة من هذه الإصابات بالذخيرة الحية. ويزيد عدد الفلسطينيين الذين أصيبوا بالذخيرة الحية بنحو ثمانية أضعاف عن متوسط الإصابات بها بين 1 كانون الثاني/يناير و7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ما زال عنف المستوطنين في شتى أرجاء الضفة الغربية، وخاصة في التجمعات السكانية الفلسطينية القريبة من المستوطنات الإسرائيلية، يشهد تصاعدًا لا يفتر. فمنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، سجل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 136 هجمة شنها المستوطنون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا أو إلحاق أضرار بالممتلكات، بما فيها بعض الهجمات التي شاركت القوات الإسرائيلية فيها. وهذا يمثل متوسطًا يصل إلى ثمانية حوادث في اليوم بالمقارنة مع متوسط يومي كان يبلغ ثلاثة حوادث منذ مطلع هذه السنة.
كما عطل عنف المستوطنين موسم قطف الزيتون الحالي. ففي 22 تشرين الأول/أكتوبر، سرق المستوطنون الإسرائيلية، الذين كانوا برفقة الشرطة الإسرائيلية، أكياسًا من الزيتون الذي جرى قطفه وروعوا ثلاث أسر فلسطينية وهي تقطف ثمار الزيتون. وفي اليوم نفسه، أتلفت مجموعة من المستوطنين الذين رافقتهم القوات الإسرائيلية وأفادت التقارير بأنهم من مستوطنة أسفر خمسة مبانٍ زراعية و20 خزان مياه وسياجًا معدنيًا يحيط بقطعة أرض في خربة سوسيا (الخليل).
وقد هجر ما لا يقل عن 82 أسرة فلسطينية، تضم 607 أفراد أكثر من نصفهم أطفال من 13 تجمعًا رعويًا أو بدويًا في المنطقة (ج) بالضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر بسبب تصاعد عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول.
وثقت منظمة الصحة العالمية 96 اعتداءً على قطاع الصحة في الضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. وألحقت هذه الاعتداءات الضرر بـ77 سيارة إسعاف وشملت 49 اعتداءً شهد تعطيل العمل على تقديم الرعاية الصحية، 53 اعتداءً جسديًا على أفراد الفرق الصحية، و17 اعتداء شهد احتجاز العاملين الصحيين وسيارات الإسعاف و10 اعتداءات انطوت على التفتيش العسكري للأصول الصحية.
الاحتياجات ذات الأولوية
الاستجابة حتى تاريخه
الاحتياجات ذات الأولوية والاستجابة لها
الاستجابة حتى تاريخه
الاحتياجات ذات الأولوية
الاستجابة حتى تاريخه
الاحتياجات ذات الأولوية
الاستجابة حتى تاريخه
الاحتياجات ذات الأولوية
الاستجابة حتى تاريخه
الاحتياجات ذات الأولوية
الاستجابة حتى تاريخه
الاحتياجات ذات الأولوية
الاستجابة حتى تاريخه
لا تزال الحماية من الاعتداء والاستغلال الجنسيين تشكل أولوية مشتركة لدى المجموعات كافة. ويعمل خط المساعدة الذي تشغّله مؤسسة سوا على الرقم 121 وعبر تطبيق الواتساب على الرقم 404121 59 972+ (القدس الشرقية على الرقم 121-500-800-1) يعمل على مدار الساعة. وقد عُمم هذا الرقم المجاني على نطاق واسع في شتى مناطق التدخل للإبلاغ عن حالات الاعتداء والاستغلال الجنسيين وتسهيل الاستشارات والإحالات الطارئة لتمكين التجمعات السكانية المتضررة من الوصول إلى الخدمات المنقذة للحياة. وتتابع شبكة الحماية من الاعتداء والاستغلال الجنسيين المكالمات الهاتفية يوميًا وسوف تزيد عدد المرشدين إذا اقتضت الضرورة ذلك.