سجلت الساعات الـ24 الماضية أشد عمليات القصف والغارات الجوية الإسرائيلية منذ بداية حالة التصعيد، حيث سقط أعلى عدد من الضحايا في غزة منذ نشوب الأعمال القتالية. وشهدت أكثر الهجمات دموية خلال هذه الفترة تدمير بناية التاج السكنية في مدينة غزة، حيث قتل 40 شخصًا حسبما أفادت التقارير. ووفقًا للجيش الإسرائيلية، استهدف العديد من الغارات الجوية التي شنت خلال الليل منشآت عسكرية تحت الأرض.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل 6.547 فلسطينيًا، من بينهم ما لا يقل عن 2,704 أطفال و1,292 امرأة، وأصيب نحو 17,439 آخرين، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. وأفادت التقارير بأن نحو 68 في المائة من العدد الكلي للضحايا الفلسطينيين سقطوا في مدينة غزة ومحافظة شمال غزة.
وفضلًا عن ذلك، تفيد التقارير بأن نحو 1,600 شخص، من بينهم ما لا يقل عن 900 طفل، في عداد المفقودين وقد يكونون إما محاصرين وإما موتى تحت الركام، في انتظار إنقاذهم أو انتشالهم. وتكافح فرق الإنقاذ، ولا سيما من الدفاع المدني الفلسطيني، في سبيل تنفيذ مهامهم وسط الغارات الجوية المتواصلة، والنقص الحاد في إمدادات الوقود اللازمة لتشغيل المركبات والمعدات وفي ظل إمكانية محدودة أو معدومة للاتصال بالشبكات المتنقلة.
ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، فقدت 149 أسر عشرة أو أكثر من أفرادها، وفقدت 123 أسرة ستة إلى تسعة من أفرادها، و416 أسرة اثنين إلى خمسة من أبنائها. وذلك حتى يوم 25 تشرين الأول/أكتوبر.
وحسب الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، واكب الفشل 550 عملية أُطلقت فيها الصواريخ من جانب الجماعات المسلحة الفلسطينية باتجاه إسرائيل، حيث لم تبلغ أهدافها وسقطت في غزة وأسفرت عن مقتل فلسطينيين، وذلك بين يومي 7 و21 تشرين الأول/أكتوبر.
وأفادت وزارة الأشغال العامة والإسكان بأن 16,441 وحدة سكنية دمرت وأن 11,340 وحدة أخرى باتت لا تصلح للسكن حتى يوم 23 تشرين الأول/أكتوبر. كما أصيب نحو 150,000 وحدة سكنية أخرى بأضرار تراوحت من طفيفة إلى متوسطة. ويمثل العدد الكلي للوحدات السكنية المدمرة أو المتضررة ما نسبته 45 في المائة على الأقل من جميع الوحدات السكنية في قطاع غزة. كما طال الدمار أحياء بأكملها، وخاصة في بيت حانون وبيت لاهيا والشجاعية والمنطقة الواقعة بين غزة ومخيم الشاطئ للاجئين وعبسان الكبيرة. وتظهر صور الأقمار الصناعية الصادرة عن برنامج التطبيقات الساتلية العملياتية (اليونوسات) النطاق الواسع للدمار الذي حل بهذه الأحياء حتى يوم 19 تشرين الأول/أكتوبر.
وحتى 23 تشرين الأول/أكتوبر، وثقت منظمة الصحة العالمية 76 هجمة طالت قطاع الرعاية الصحية في قطاع غزة، حيث أسفرت عن مقتل 16 من العاملين في مجال الرعاية الصحية وإصابة 30 آخرين وهم على رأس عملهم. وألحقت هذه الهجمات الأضرار بـ35 منشأة من منشآت الرعاية الصحية (بما فيها 20 مستشفى أصابتها الأضرار) و24 سيارة إسعاف.
وحتى 25 تشرين الأول/أكتوبر، لحقت الأضرار بـ219 منشأة تعليمية، بما فيها ما لا يقل عن 29 مدرسة تابعة للأونروا. وكانت ثمانية من هذه المدارس تستخدم كمراكز لإيواء المهجرين في حالات الطوارئ، حيث استهدفت إحداها بصورة مباشرة، مما أسفر عن قتل ثمانية مهجرين على الأقل وإصابة 40 آخرين.
ووفقًا للمصادر الإسرائيلية، قتل 1,400 إسرائيلي وأجنبي على الأقل في إسرائيل وأصيب ما لا يقل عن 5,431 آخرين، غالبيتهم العظمى في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وأشارت لوسائل الإعلام الإسرائيلية إلى نشر أسماء 914 قتيلًا من هؤلاء حتى 25 تشرين الأول/أكتوبر. ومن بين القتلى 587 مدنيًا، و269 جنديًا و58 شرطيًا. وكان ثمة 29 طفلًا من بين أولئك الذين كشف عن أعمارهم.
تشير التقديرات إلى أن العدد التراكمي للأشخاص الذين هجروا منذ اندلاع الأعمال القتالية في غزة يربو على 1.4 مليون شخص. ويشمل هذا العدد أكثر من 629,000 شخص يلتمسون المأوى في مراكز إيواء الطارئ التابعة لوكالة الأونروا، والبالغ عددها 150 مركزًا، و121,750 يلجؤون إلى المستشفيات والكنائس وغيرها من المباني العامة ونحو 79,000 أخرين يوجدون في 70 مدرسة غير تابعة للأونروا. كما تقدر وزارة التنمية الاجتماعية بأنه نحو 700,000 مهجر يقيمون لدى أسر تستضيفهم.
وما زال الاكتظاظ في مراكز الإيواء الطارئ التابعة للأونروا في المناطق الوسطى والجنوبية يعوق بشدة إمكانية الحصول على المساعدات الأساسية والخدمات الضرورية، مما يزيد من مخاطر الحماية ويؤثرًا تأثيرًا سلبيًا على الصحة العقلية. وقد وصل عدد المهجرين في العديد من هذه المراكز إلى 4,400 مهجر على الرغم من أنها مصممة لاستضافة ما يتراوح من 1,500 إلى 2,000 مهجر في كل منها.
وقد خففت الإمدادات الإنسانية التي وصلت إلى غزة على مدى الأيام الأربعة الماضية بصورة طفيفة من حدة نقص المياه والغذاء والأدوية في مراكز الإيواء التابعة للأونروا. ولا تزال معدات تحلية المياه في هذه المراكز تعمل حتى الآن وتقدم مياه الشرب. ولكن يتوقع أن تتوقف هذه المعدات عن العمل خلال اليوم أو اليومين المقبلين بسبب نقص الوقود.
وتقدر الأونروا بأن 30,000 مهجر عادوا أدراجهم إلى الشمال بسبب القصف المتواصل في الجنوب وعجزهم عن إيجاد سكن لائق يؤويهم. ومنذ اندلاع الأعمال القتالية، قتل 12 مهجرًا كانوا يلتمسون المأوى في مدارس الأونروا وأصيب نحو 180 آخرين.
وفي إسرائيل، فر مئات الآلاف ممن كانوا يقيمون في المناطق المجاورة لقطاع غزة وعلى امتداد الحدود مع لبنان أيضًا من هذه المناطق أو جرى إجلاؤهم منها. وتتكفل السلطات الإسرائيلية باحتياجات هؤلاء المهجرين (ويركز هذا التقرير على الوضع الإنساني في غزة).
لليوم السادس عشر على التوالي (منذ 11 تشرين الأول/أكتوبر)، يشهد قطاع غزة انقطاعًا كاملًا للكهرباء بعدما قطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء والوقود عن غزة، وهو ما أدى إلى إغلاق محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع. وقد اضطرت البنية التحتية للخدمات الأساسية بسبب ذلك إلى العمل على المولدات الاحتياطية، التي يكبلها شح الوقود في القطاع. ولم يكن الوقود من جملة البضائع التي تدخل غزة عبر معبر رفح منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر عبر معبر رفح. وفي 22 تشرين الأول/أكتوبر، نسقت الأونروا مع السلطات الإسرائيلية والمحلية نقل الوقود المخزن في إحدى المنشآت التي تقع بجوار معبر رفح داخل غزة وتوزيعه على مراكز الإيواء الطارئ والمستشفيات ومنشآت المياه.
كانت 21 شاحنة من الشاحنات الـ62 التي دخلت غزة عبر معبر رفح منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر، بما فيها شاحنة دخلت في 24 تشرين الأول/أكتوبر، محملة بالإمدادات الطبية الحيوية. وسوف تضطلع هذه الإمدادات، وعلى الرغم من كميتها المحدودة، بدور حاسم الأهمية في تعزيز الاستجابة للإصابات وإدامة خدمات الرعاية الصحية الأساسية. وتنسق منظمة الصحة العالمية مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إرسال هذه الإمدادات على وجه السرعة إلى المستشفيات الرئيسية. وقد جرى توزيع خمس من الشاحنات التي استلمتها منظمة الصحة العالمية بالفعل على سبعة مستشفيات وما لا اقل عن 20 سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
وتستند خطة التوزيع إلى الاحتياجات التي أكدها على أرض الواقع المسؤولون الفنيون وصادق رئيس الفريق عليها. وبعد تسليم الإمدادات الطبية في غزة واستلامها من جانب منظمة الصحة العالمية، رافق المسؤولون الفنيون الإمدادات لضمان وصولها إلى كل مستشفى. وثمة رصد منتظم لعمليات ما بعد التسليم لتقييم استهلاك هذه الإمدادات.
ومنذ نشوب الأعمال القتالية، أغلق أكثر من ثلثي المستشفيات (12 من 35 مستشفى) ونحو ثلثي عيادات الرعاية الصحية الأولية (46 من 72 عيادة) بسبب الأضرار التي أصابتها أو نقص الوقود، مما يزيد من وطأة الضغط على المنشآت الصحية المتبقية التي ما زالت تزاول عملها.
وبلغت المستشفيات مستوى غير مسبوق من الإهلاك بسبب تدفق المصابين، وما يقترن به من النقص الحاد في الموارد الأساسية والطواقم والكهرباء والمياه والوقود. وتنطوي صيانة وإصلاح المولدات الاحتياطية، التي لم تصمم للعمل دون انقطاع، على قدر متزايد من التحديات بسبب الافتقار إلى قطع الغيار.
وبسبب انعدام الأمن الغذائي، يتعرض الأطفال والنساء، وخاصة الحوامل والمرضعات، لخطر سوء التغذية، مما يؤثر سلبًا في صحتهن المناعية ويزيد من إمكانية إصابتهن بأمراض الأمومة المرتبطة بالتغذية، كفقر الدم وتسمم الحمل والنزيف. وهذا يزيد من خطر الموت الذي يحدق بكلا الأمهات والأطفال.
ووفقًا للتقييمات الصحية الأولية التي أجرتها الفرق الطبية المتنقلة التابعة للأونروا، ثمة 37,000 شخص يعانون من أمراض غير معدية، و46,000 امرأة حامل ونحو 380 حالة من حالات ما بعد الولادة التي تستدعي الرعاية الطبية بين المهجرين. وفضلًا عن ذلك، تحدد الفرق الطبية أعدادًا متزايدة من الحالات التي تعاني من أمراض الجهاز التنفسي الحادة والإسهال في أوساط الأطفال دون سن الخامسة.
شهدت إمدادات المياه عبر الشبكة في المحافظة الوسطى وخانيونس ورفح تحسنًا مؤقتًا بعدما تمكنت اليونيسف والأونروا من تقديم كميات قليلة من الوقود الذي استعادتاه من احتياطياتهما الموجودة داخل غزة للمنشآت المائية الرئيسية. وبفضل ذلك، غدا الأفراد في الأسر الموصولة بالشبكة يستهلكون حتى 30 لترًا في اليوم للشخص. ومع ذلك، سوف يستنفد الوقود المتاح في جميع هذه المنشآت بحلول يوم 26 تشرين الأول/أكتوبر ويتوقع أن تتوقف إمدادات المياه مرة أخرى.
وفي سياق هذا التحسن، استأنفت محطة أخرى من محطات تحلية مياه البحر عملها على نطاق محدود في المحافظة الوسطى في 24 تشرين الأول/أكتوبر، وذلك بعدما استأنفت محطة أخرى عملها كذلك في 21 تشرين الأول/أكتوبر. وشرعت كلتا المحطتين في ضخ نحو 4,000 متر مكعب من مياه الشرب في اليوم عبر الشبكة (وبقيت محطة تحلية مياه البحر الثالثة في شمال غزة مغلقة). وتيسر إمداد المياه بالأنابيب لمناطق أخرى في الجنوب، وهي معظمها من المياه القليلة الملوحة، بفضل تشغيل 120 بئر و20 محطة ضخ، استلمت كميات محدودة من الوقود كذلك. ولا يستفيد من هذه المياه سوى الأسر التي لم تضرر التوصيلات التي تربطها بشبكة المياه.
وبعدما جرى تقليص إمدادات المياه من إسرائيل لمنطقة خانيونس خلال الأيام المنصرمة بنسبة 60-80 في المائة، استؤنفت هذه الإمدادات بمستواها السابق الذي بلغ 600 متر مكعب في الساعة. وقد أسهم ذلك، أيضًا، في إتاحة المياه المنقولة بالأنابيب لبعض الأسر. وفي هذه الأثناء، لم تزل إمدادات المياه عبر خطي الأنابيب الآخرين من إسرائيل معطلة منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر.
وفي 24 تشرين الأول/أكتوبر، دخلت خمس شاحنات تحمل 4,000 صفيحة من المياه (10 لترات لكل منها)، و4,500 مجموعة من مجموعات النظافة الصحية للأسر و12 صهريجًا لتخزين المياه من تلك التي تملكها اليونيسف غزة من مصر. واستهل العمل على توزيع هذه الإمدادات على مراكز الإيواء الطارئ التابعة للأونروا اليوم.
منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر، دخلت 24 شاحنة محملة بالمواد الغذائية غزة، بما فيها الأغذية الجاهزة للأكل مثل التونا المعلبة واللحوم المعلبة وغيرها من الأطعمة المعلبة غير القابلة للتلف. ويوزع جميع المواد الغذائية في مراكز الإيواء التابعة للأونروا في الجنوب.
ويقدر برنامج الغذاء العالمي بأن المخزون الحالي من السلع الغذائية الأساسية في غزة يكفي لنحو 12 يومًا. ولكن يتوقع أن يكفي المخزون المتوفر على مستوى المحلات التجارية لمدة خمسة أيام أخرى فقط. وتواجه محلات البيع بالتجزئة صعوبات جمة في تجديد مخزونها من محلات البيع بالجملة بسبب الدمار الواسع النطاق وانعدام الأمن.
ولا يمكن طهي بعض المواد الغذائية الأساسية المتوفرة في السوق، كالأرز والعدس، بسبب نقص المياه والوقود أو غاز الطهي. وأفادت الأونروا بأن الكثير من المهجرين يعيشون على وجبة واحدة في اليوم كإستراتيجية للتأقلم بسبب نقص الغذاء.
وبين 20 و25 تشرين الأول/أكتوبر، اضطرت خمسة مخابز إلى إغلاق أبوابها بسبب نقص الوقود. وحاليًا، لا تزاول غير 19 مخبزًا تعاقد برنامج الغذاء العالمي معها عملها وتؤمّن الخبز لمراكز الإيواء. ويعد نقص الوقود العقبة الرئيسية التي تحول بين هذه المخابز وبين تلبية الطلب المحلي. وقد تضطر غالبية المخابز إلى الإغلاق في غضون الأيام القليلة المقبلة ما لم يجر تخصيص الوقود لها. وخلال هذه الأيام الخمسة نفسها، قصفت 10 مخابز ودمرت، ستة منها في شمال جباليا، واثنان في المحافظة الوسطى (مخيم المغازي والنصيرات).
ونتيجة لذلك، يكافح الناس في سبيل الحصول على كسرة من الخبز. وتفيد التقارير بأن طوابير طويلة تصطف أمام المخابز، حيث يقف الناس تحت رحمة الغارات الجوية.
أفاد أبو مالك، الذي يبلغ من العمر 51 عامًا وهو أب لثلاثة أطفال (أعمارهم 7 أعوام و9 أعوام و15 عامًا) ويسكن في الأصل في منطقة الرمال بمدينة غزة ومهجر الآن في مأوى تابع للأونروا في خانيونس، لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: «لسواء الحظ، كمية الخبز التي حصلنا عليها الليلة البارحة في هذا المأوى لم تكن كافية. نظر الأطفال إلي وقالوا إنهم لم يزالوا جوعى. وعدتهم بأن أحضر لهم كمية أكبر من الخبز يوم غد.» واتفق أبو مالك مع ابنه الأكبر (15 عامًا) على أن يذهب كل منهما إلى مخبز مختلف ليزيدا من فرص الحصول على الخبز. وبعد ساعتين من الانتظار في الطابور، نفد الوقود من المخبز واضطر إلى إغلاق أبوابه قبل أن يصل دوره. «بالنسبة لابني، ما زلت لا أعرف إن كان قد حالفه النجاح أم لا. آمل في أن يومه كان أفضل من يومي.»
ويلحق انقطاع الكهرباء الضرر بإمدادات الغذاء الأخرى وبالأسواق. فقد تضررت سلاسل التبريد وانقطعت الكهرباء عنها وشرعت في التخلص من منتجاتها. وثمة إغلاق كامل لمحلات تجهيز المواد الغذائية، مثل مسالخ الدجاج ومطاعم الشاورما ومحلات بيع الأطعمة المجمدة والمقاهي والكافتيريات والمطابخ الشعبية.
وعطلت الأعمال القتالية سلسلة القيمة الزراعية الغذائية وقطاع المواشي بالكامل، مما يؤثر في العرض والطلب. ومن المتوقع أن تتجاوز التبعات المترتبة على ذلك الفترة التي تلي الصراع مباشرة، حيث تفرز تأثيرًا إضافيًا على قطاع الأمن الغذائي. وقبل اندلاع الأعمال القتالية، كان نحو 7 في المائة من الشاحنات التي تدخل غزة تحمل علف المواشي. ولم تزل هذه الواردات متوقفة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.
ما زال معبر رفح مع مصر مغلقًا منذ الساعة 22:00 في 25 تشرين الأول/أكتوبر. ولم يزل عدد من الشاحنات المحملة بالإمدادات الإنسانية، والتي كان يتوقع دخولها، متوقفة في معبر نيتسانا بين إسرائيل ومصر (نحو 40 كيلومترًا جنوب رفح) لإجراء الفحوصات الأمنية من جانب السلطات الإسرائيلية.
ولا يزال معبرا إيريز وكرم أبو سالم مع إسرائيل مغلقين. ولم يجر تحويل المرضى لحضور المواعيد الطبية المقررة لهم في الضفة الغربية أو إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. ولم يزل أكثر من 4,000 عامل من قطاع غزة عالقين في إسرائيل منذ ذلك اليوم. وقد اعتقلت السلطات الإسرائيلية بعضهم ونقل آخرون إلى مراكز إيواء عامة في الضفة الغربية.
وما زال الجيش الإسرائيلي يحظر الوصول إلى البحر، وتوقفت كل أنشطة الصيد منذ نشوب الأعمال القتالية. ولا يزال الوصول إلى المناطق القريبة من السياج الحدودي الإسرائيلي محظورًا وجرى توسيعها إلى مسافة تتراوح من 300 متر إلى 1,000 متر عن الحدود، مما يحول دون إمكانية الوصول إلى مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية. ويفضي توسيع هذه المساحة إلى تناقص غلة المحاصيل ويلحق الضرر بمئات آلاف الناس الذين يعملون على حصاد المحاصيل.
يواجه جميع الوكالات الإنسانية وموظفوها قيودًا عسيرة في تقديم المساعدات الإنسانية بسبب استمرار الأعمال القتالية والقيود المفروضة على التنقل وانقطاع الكهرباء ونقص الوقود والمياه والأدوية وغيرها من المواد الأساسية. ولا تستطيع المنظمات الشريكة في مجال العمل الإنساني أن تصل بأمان إلى الناس المحتاجين والمستودعات، التي تخزن إمدادات المعونة فيها.
وخلال الساعات الـ24 الماضية، تقل ثلاثة موظفين آخرين من موظفي الأونروا، مما يرفع العدد الكلي لمن قتل منهم إلى 38 موظفًا، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. كما قتل ما لا يقل عن 16 عاملًا صحيًا وهم على رأس عملهم.
وعلى الرغم من هذه التحديات، تعمل الجهات الفاعلة الإنسانية على مدار الساعة على تقديم الدعم للفئات الأكثر ضعفًا. وينطوي هذا العمل أساسًا على استضافة المهجرين في مدارس الأونروا، حيث تقدم الأغذية الأساسية والأدوية والدعم للمحافظة على كرامتهم والإبقاء على بصيص من الأمل في نفوسهم. وتشمل التدخلات الأخرى توزيع المساعدات الغذائية والنقدية على المهجرين ووقود الطوارئ على منشآت المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية وتشغيل خطوط المساعدة لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي وإطلاق حملة للإعلام الجماهيري للتوعية بالمخاطر التي تشكلها الذخائر غير المنفجرة (للمزيد من التفاصيل، انظر فصل الاحتياجات الإنسانية والاستجابة لها).
وحتى 23 تشرين الأول/أكتوبر، جرى تأكيد تعهدات بتأمين مبلغ يقارب 99.6 مليون دولار لدعم النداء العاجل المشترك بين الوكالات الذي أطلقه الفريق القطري الإنساني في الأرض الفلسطينية المحتلة في 12 تشرين الأول/أكتوبر. وهذا يمثل نحو 34 في المائة من المبلغ المقدر حسب الاحتياجات بـ294 مليون دولار عندما أطلق النداء أول مرة. وقد خصصت نحو 70.6 مليون دولار من هذا المبلغ للأونروا.
ويجري جميع التبرعات الخاصة لصالح الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة على شبكة الإنترنت من خلال هذا الرابط: crisisrelief.un.org/opt-crisis.
في الضفة الغربية، وخلال الساعات الـ24 المنصرمة (وحتى الساعة 21:00 من يوم 25 تشرين الأول/أكتوبر)، أطلقت القوات الإسرائيلية الذخيرة الحية وقتلت سبعة فلسطينيين وأصابت تسعة آخرين. ووقع أكثر الحوادث الدموية، والذي أسفر عن قتل أربعة من هؤلاء، من بينهم طفلان (يبلغان من العمر 15 عامًا و17 عامًا)، خلال عملية تفتيش واعتقال في مخيم جنين للاجئين. فبعد دخول القوات الإسرائيلية المخيم، اندلعت الاشتباكات مع السكان، بما شملته من تبادل إطلاق النار. وخلال هذا الحادث، شنت القوات الإسرائيلية غارة جوية بواسطة طائرة مسيرة، مما أسفر عن قتل واحد من الأربعة على الأقل.
وقتل الثلاثة الآخرون خلال عمليات تفتيش واعتقال، واحدة منها في مدينة قلقيلية وواحدة في مخيم قلنديا للاجئين (القدس) وواحدة خلال المواجهات التي اندلعت في سياق الاحتجاجات التي خرجت تضامنًا مع غزة في قرية عنبتا (طولكرم).
وبذلك، ارتفع العدد الكلي للفلسطينيين الذين قتلوا على يد القوات الإسرائيلية أو المستوطنين الإسرائيليين منذ نشوب الأعمال القتالية إلى 102، من بينهم 31 طفلًا. وقتل 96 من هؤلاء الفلسطينيين، بمن فيهم 30 طفلًا، على يد القوات الإسرائيلية، على حين قتل ستة، أحدهم طفل، على يد المستوطنين الإسرائيليين. وأشارت التقارير إلى مقتل أحد أفراد القوات الإسرائيلية على يد الفلسطينيين.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، أصابت القوات الإسرائيلية 1,850 فلسطينيًا، بمن فيهم 160 طفلًا على الأقل. كما أصيب 39 فلسطينيًا آخرين على يد المستوطنين. وأصيب أكثر من 1,200 فلسطيني، معظمهم على يد القوات الإسرائيلية، في سياق المظاهرات. وكان نحو 27 في المائة من هذه الإصابات بالذخيرة الحية. ويزيد عدد الفلسطينيين الذين أصيبوا بالذخيرة الحية بنحو ثمانية أضعاف عن متوسط الإصابات بها بين 1 كانون الثاني/يناير و7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
لم يزل المستوى العالي الذي شهده عنف المستوطنين خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2023 يتصاعد منذ نشوب الأعمال القتالية. فمنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، سجل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 138 هجمة شنها المستوطنون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا (20 حادثًا) أو إلحاق أضرار بالممتلكات (95 حادثًا) أو سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا (23 حادثًا). وهذا يعكس متوسطًا يوميًا يبلغ سبعة حوادث بالمقارنة مع ثلاثة حوادث منذ مطلع هذه السنة.
وانطوى أكثر من ثلث هذه الحوادث (48 حادثًا) التهديد بالأسلحة النارية، بما شمله ذلك من إطلاق النار، من جانب المستوطنين. وفي نصف الحوادث تقريبًا (68 حادثًا)، رافقت القوات الإسرائيلية أو أمنت الدعم الفعلي للمستوطنين الإسرائيليين وهم يشنون هجماتهم. وأعقب العديد من هذه الحوادث الأخيرة اندلاع المواجهات بني القوات الإسرائيلية والفلسطينيين، حيث قتل ثلاثة فلسطينيين وأصيب العشرات. وشملت الممتلكات المتضررة 22 بناية سكنية و40 مبنى زراعي/حظيرة مواشي و66 مركبة وأكثر من 400 شجرة وشتلة.
وفضلًا عما تقدم، طرأت زيادة على الحوادث التي أسفرت عن تهجير الفلسطينيين بسبب عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول. فعلى مدى الأيام الـ19 الماضية، هجر ما لا يقل عن 82 أسرة فلسطينية، تضم 607 أفراد، من بينهم 211 طفلًا. وتنحدر الأسر المهجرة من أكثر من 13 تجمعًا رعويًا أو بدويًا في محافظات رام الله والخليل وبيت لحم وطوباس ونابلس.
وثقت منظمة الصحة العالمية 96 اعتداءً على قطاع الصحة في الضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. وألحقت هذه الاعتداءات الضرر بـ77 سيارة إسعاف وشملت 49 اعتداءً شهد تعطيل العمل على تقديم الرعاية الصحية، 53 اعتداءً جسديًا على أفراد الفرق الصحية، و17 اعتداء شهد احتجاز العاملين الصحيين وسيارات الإسعاف و10 اعتداءات انطوت على التفتيش العسكري للأصول الصحية.
الاحتياجات ذات الأولوية
الاستجابة حتى تاريخه
الاحتياجات ذات الأولوية والاستجابة لها
الاحتياجات ذات الأولوية
الاستجابة حتى تاريخه
الاحتياجات ذات الأولوية
الاستجابة حتى تاريخه
الاحتياجات ذات الأولوية
الاستجابة حتى تاريخه
الاحتياجات ذات الأولوية
الاستجابة حتى تاريخه
الاحتياجات ذات الأولوية
الاستجابة حتى تاريخه
لا تزال الحماية من الاعتداء والاستغلال الجنسيين تشكل أولوية مشتركة لدى المجموعات كافة. ويعمل خط المساعدة الذي تشغّله مؤسسة سوا على الرقم 121 وعبر تطبيق الواتساب على الرقم 404121 59 972+ (القدس الشرقية على الرقم 121-500-800-1) يعمل على مدار الساعة. وقد عُمم هذا الرقم المجاني على نطاق واسع في شتى مناطق التدخل للإبلاغ عن حالات الاعتداء والاستغلال الجنسيين وتسهيل الاستشارات والإحالات الطارئة لتمكين التجمعات السكانية المتضررة من الوصول إلى الخدمات المنقذة للحياة. وتتابع شبكة الحماية من الاعتداء والاستغلال الجنسيين المكالمات الهاتفية يوميًا وسوف تزيد عدد المرشدين إذا اقتضت الضرورة ذلك.