استمر القصف والغارات الجوية الإسرائيلية خلال ال 24 ساعة الماضية. وأبلغت وزارة الصحة عن عدد أقل من الوفيات مقارنة بالأيام الثلاثة السابقة. وقبل قطع الاتصالات، نفذت القوات الإسرائيلية عمليتين بريتين أخريين في شمال وجنوب غزة. وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي الساعة 20:00 أن "العمليات البرية ستتوسع هذا المساء".
ومن بين الهجمات الأكثر دموية التي تم الإبلاغ عنها خلال ال 24 ساعة الماضية كانت الغارات الجوية التي استهدفت المباني السكنية. وفي 27 تشرين الأول/أكتوبر، حوالي الساعة 8:00، أفادت التقارير بأن غارات جوية أصابت منزلا سكنيا في شارع الهوجة في مخيم جباليا، شمال غزة، مما أسفر عن مقتل 22 فلسطينيا على الأقل. وفي وقت سابق، حوالي الساعة 5:30، أفادت التقارير بأن غارات جوية أصابت منزلا سكنيا في حي الزيتون، شرق مدينة غزة، مما أسفر عن مقتل 14 فلسطينيا وانهيار المنازل المجاورة.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قتل 7,326 فلسطينيا، من بينهم ما لا يقل عن 3,038 طفلا و1,792 امرأة، وأصيب نحو 18,967 آخرين بجروح، وفقا لوزارة الصحة في غزة. ومن بين هذه الوفيات، لم يتم التعرف على 995 شخصا حتى الآن، بمن فيهم 248 طفلا على الأقل.
وفضلًا عن ذلك، تفيد التقارير بأن نحو 1,700 شخص، من بينهم ما لا يقل عن 940 طفل، في عداد المفقودين، وقد يكونون إما محاصرين وإما موتى تحت الركام، في انتظار إنقاذهم أو انتشالهم. وتكافح فرق الإنقاذ، ولا سيما من الدفاع المدني الفلسطيني، في سبيل تنفيذ مهامهم وسط الغارات الجوية المستمرة، والنقص الحاد في إمدادات الوقود اللازمة لتشغيل المركبات والمعدات وفي ظل إمكانية محدودة أو معدومة للاتصال بالشبكات المتنقلة.
ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، فقدت 192 أسر فلسطينية عشرة أو أكثر من أفرادها، وفقدت 136 أسرة ستة إلى تسعة من أفرادها، و444 أسرة اثنين إلى خمسة من أبنائها. وذلك حتى يوم 27 تشرين الأول/أكتوبر.
وحسب الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، سقط 550 صاروخًا أطلقه الفلسطينيون في غزة وأسفر عن مقتل فلسطينيين، وذلك بين يومي 7 و21 تشرين الأول/أكتوبر.
وأفادت وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة بأن 16,441 وحدة سكنية دمرت وأن 11,340 وحدة أخرى باتت لا تصلح للسكن حتى يوم 23 تشرين الأول/أكتوبر. كما أصيب نحو 150,000 وحدة سكنية أخرى بأضرار تراوحت من طفيفة إلى متوسطة. ويمثل العدد الكلي للوحدات السكنية المدمرة أو المتضررة ما نسبته 45 بالمائة على الأقل من جميع الوحدات السكنية في قطاع غزة. منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، تضررت 42 منشأة تابعة للأونروا، بما في ذلك العديد من مراكز الإيواء الطارئ، حيث أصيب أحدها إصابة مباشرة، مما أدى إلى مقتل 13 شخصا وإصابة 195 آخرين بجروح في صفوف النازحين.
وثقت منظمة الصحة العالمية 76 اعتداءات على قطاع الرعاية الصحية في قطاع غزة أسفرت عن مقتل 16 شخصا وإصابة 30 آخرين بجروح بين العاملين في مجال الرعاية الصحية أثناء الخدمة وذلك حتى يوم 23 تشرين الأول/أكتوبر. وألحقت هذه الاعتداءات الضرر بـ35 مرفقا للرعاية الصحية (بما في ذلك 20 مستشفى) و24 سيارة إسعاف.
ووفقا لمصادر إسرائيلية، قتل ما لا يقل عن 1,400 إسرائيلي ومواطن أجنبي في إسرائيل، وأصيب ما لا يقل عن 5,431 آخرين، وقد قتلت الغالبية العظمى من هؤلاء في 7 تشرين الأول/اكتوبر. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه حتى يوم 25 تشرين الأول/أكتوبر، تم الكشف عن أسماء 1,117 من هؤلاء القتلى، بمن فيهم 808 مدنيين و309 جنود. ومن بين أولئك الذين تم تحديد أعمارهم، هناك 30 طفلا.
تشير التقديرات إلى أن العدد التراكمي للأشخاص الذين هجروا منذ اندلاع الأعمال القتالية في غزة يربو على 1.4 مليون شخص. ويشمل هذا العدد أكثر من 657,000 شخص يلتمسون المأوى في مراكز إيواء الطارئ التابعة لوكالة الأونروا والبالغ عددها 150 مركزًا، و121,750 يلجؤون إلى المستشفيات والكنائس وغيرها من المباني العامة ونحو 79,000 أخرين يوجدون في 70 مدرسة غير تابعة للأونروا. كما تقدر وزارة التنمية الاجتماعية بأنه نحو 700,000 مهجر يقيمون لدى أسر تستضيفهم.
وتشير التقارير إلى أن المهجرين ينتقلون من منطقة إلى أخرى استنادا إلى توافر وسائل البقاء على قيد الحياة، والغذاء والماء، والشواغل الأمنية.
ويعوق الاكتظاظ في مراكز الإيواء الطارئ التابعة للأونروا في المناطق الوسطى والجنوبية إمكانية الحصول على المساعدات الأساسية والخدمات الضرورية بقدر كبير، مما يزيد من المخاطر المرتبطة بالصحة والحماية ويؤثر تأثيرًا سلبيًا على الصحة العقلية. وقد وصل عدد المهجرين في العديد من هذه المراكز إلى 4,400 مهجر على الرغم من أنها مصممة لاستضافة ما يتراوح من 1,500 إلى 2,000 مهجر في كل منها.
ويقدر بأن أكثر من 15 بالمائة من المهجرين يعانون من إعاقات. ومع ذلك، فمعظم مراكز الإيواء ليست مجهزة على نحو مناسب لتلبية احتياجاتهم. وتفتقر هذه المراكز إلى الفرشات والأسرّة الطبية، مما يسبب التقرحات وغيرها من المشكلات الطبية التي لا يمكن معالجتها في ظروف تفتقر إلى التعقيم.
وفي إسرائيل، فر مئات الآلاف ممن كانوا يقيمون على مقربة من قطاع غزة وعلى امتداد الحدود مع لبنان أيضًا من هذه المناطق أو جرى إجلاؤهم منها. وتتكفل السلطات الإسرائيلية باحتياجات هؤلاء المهجرين (ويركز هذا التقرير على الوضع الإنساني في غزة).
لليوم الثامن عشر على التوالي (منذ 11 تشرين الأول/أكتوبر)، يشهد قطاع غزة انقطاعًا كاملًا للكهرباء بعدما قطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء والوقود عن غزة، وهو ما أدى إلى إغلاق محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع. وقد اضطرت البنية التحتية للخدمات الأساسية بسبب ذلك إلى العمل على المولدات الاحتياطية، التي يكبلها شح الوقود في القطاع. ولم يكن الوقود من جملة البضائع التي تدخل غزة عبر معبر رفح منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر عبر معبر رفح. صرح الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بأن إمدادات الوقود غير واردة في هذه المرحلة.
في يوم 27 تشرين الأول/أكتوبر، دخل عشرة أخصائيين طبيين يعملون مع اللجنة الدولية إلى غزة عبر معبر رفح، بمن فيهم فريق متخصّص بجراحة الحرب وأخصائي التلوث بالأسلحة. وهذا هو أول دخول للعاملين في المجال الإنساني منذ بدء الأعمال القتالية. وبالإضافة إلى ذلك، حملت بعض الشاحنات التي دخلت اليوم إمدادات طبية للجنة الدولية، بما في ذلك مجموعات أدوات جراحة الحرب وحزم كبيرة من الإمدادات التي يمكن استخدامها لعلاج ما بين 1000 و5000 شخص، اعتمادا على شدة إصاباتهم. وتهدف هذه الإمدادات إلى خدمة المرافق الطبية في كل من شمال وجنوب غزة.
وإجمالا، كانت 28 شاحنة من الشاحنات الـ84 التي دخلت غزة عبر معبر رفح منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر محملة بالإمدادات الطبية الحيوية. وسوف تضطلع هذه الإمدادات، وعلى الرغم من كميتها المحدودة، بدور بالغ الأهمية في تعزيز الاستجابة للإصابات وإدامة خدمات الرعاية الصحية الأساسية. ووفقا للجنة الدولية للصليب الأحمر: "هذه المساعدة الإنسانية الحاسمة هي جرعة صغيرة من الإغاثة، لكنها ليست كافية. سيساعد فريقنا الجراحي والإمدادات الطبية في تخفيف الضغط الشديد على الأطباء والممرضين في غزة. ولكن هناك حاجة ماسة إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام. هذه الكارثة الإنسانية تتعمق كل ساعة".
وتستند خطة التوزيع إلى الاحتياجات التي يؤكدها على أرض الواقع المسؤولون الفنيون ومنظمة الصحة العالمية وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة. وبعد تسليم الإمدادات الطبية في غزة واستلامها، يرافق المسؤولون الفنيون الإمدادات لضمان وصولها إلى كل مستشفى. وثمة رصد منتظم لعمليات ما بعد التسليم لتقييم استهلاك هذه الإمدادات.
وبلغت المستشفيات مستوى غير مسبوق من الإهلاك الذي يسببه في الأساس العدد الهائل من الإصابات والنقص الحاد في الموارد الأساسية، بما فيها الطواقم الطبية والكهرباء والمياه.
ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، أفضت الأعمال القتالية المتواصلة عن تهجير معظم الأخصائيين الطبيين، مما اضطر المستشفيات إلى العمل بما يقل عن ثلث المستويات الاعتيادية الموظفين العاملين فيها. ولا تزال المستشفيات تعاني من النقص الحاد في إمدادات الوقود، مما يؤدي إلى تقنين صارم لاستخدامه وتشغيل المولدات بقدر محدود لا يتعدى الوظائف التي تفوق غيرها في أهميتها. كما تنطوي صيانة وإصلاح المولدات الاحتياطية، التي لم تصمم في الأصل للعمل على نحو متواصل، على قدر متزايد من التحديات بسبب ندرة قطع الغيار.
ومنذ نشوب الأعمال القتالية، أغلق أكثر من ثلثي المستشفيات في غزة (12 من 35 مستشفى) ونحو ثلثي عيادات الرعاية الصحية الأولية (46 من 72 عيادة) بسبب الأضرار التي أصابتها أو نقص الوقود، مما يزيد من وطأة الضغط على المنشآت الصحية المتبقية التي ما زالت تزاول عملها.
المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية
وكانت شاحنات اللجنة الدولية التي دخلت في 27 تشرين الأول/أكتوبر عبر رفح تحمل أيضا إمدادات تنقية المياه. كانت تحتوي على أقراص الكلور التي يمكنها معالجة ما يصل إلى 50,000 لتر من مياه الشرب. وستغطي هذه الإمدادات الاحتياجات الأساسية من المياه (ثلاثة لترات في اليوم للشخص الواحد) بما يقارب 17,000 شخص ليوم واحد. وإجمالا، من بين 84 شاحنة دخلت غزة عبر معبر رفح منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر، حملت إحدى عشرة شاحنة ما لا يقل عن 40,000 لتر من المياه، و4,500 مجموعة من مستلزمات النظافة الصحية للأسرة، و12 صهريجا محليا لتخزين المياه، وآلاف إمدادات تنقية المياه التي وفرتها اليونيسف تحديدا. وقد تم توزيع معظم هذه الإمدادات على ملاجئ الأونروا.
شهدت إمدادات المياه عبر الشبكة في المحافظة الوسطى وخانيونس ورفح تحسنًا مؤقتًا لليوم الثالث على التوالي بعدما تمكنت اليونيسف والأونروا من تقديم كمية إضافية بلغت 25,000 لتر من الوقود وتوزيعه على منشآت المياه البالغة الأهمية. وقد أمنت الوكالتان هذه الكمية من الاحتياطات الموجودة داخل غزة. ومع ذلك، سوف تتوقف العمليات مرة أخرى في غضون 24 إلى 48 ساعة ما لم يجر تقديم إمدادات الوقود لهذه المنشآت.
وفي هذا السياق، استأنفت محطتان من محطات تحلية مياه البحر عملها على نطاق محدود في المحافظة الوسطى وخانيونس، حيث تضخان نحو 4,000 متر مكعب من مياه الشرب في اليوم عبر الشبكة، وهو ما يمثل 30 بالمائة من كامل طاقتهما (وبقيت محطة تحلية مياه البحر الثالثة في شمال غزة مغلقة). كما تيسر إمداد المياه بالأنابيب لمناطق أخرى في الجنوب، وهي معظمها من المياه القليلة الملوحة، بفضل تشغيل 120 بئر و20 محطة ضخ استلمت كميات محدودة من الوقود كذلك. ولا يستفيد من هذه المياه سوى الأسر التي لم تتضرر التوصيلات التي تربطها بشبكة المياه.
وبعدما جرى تقليص إمدادات المياه من إسرائيل لمنطقة خانيونس خلال الأيام المنصرمة بنسبة 60-80 بالمائة، استؤنفت هذه الإمدادات بمستواها السابق الذي كان يبلغ 600 متر مكعب في الساعة. وقد أسهم ذلك، أيضًا، في إتاحة المياه المنقولة بالأنابيب لبعض الأسر. وفي هذه الأثناء، لم تزل إمدادات المياه عبر خطي الأنابيب الآخرين من إسرائيل معطلة منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر.
ومن جانب آخر، جرى تحديد تسرب تقارب نسبته 70 بالمائة في أحد الخطوط الرئيسية الممتدة بين رفح وخانيونس بسبب الأضرار التي أصابته. وقد أجبر هذا الأمر موردي المياه على اللجوء إلى نقل المياه بالصهاريج التي تتسم بقلة كفاءتها ونطاقها المحدود.
بين 20 و26 تشرين الأول/أكتوبر، اضطرت ثلاثة مخابز إلى إغلاق أبوابها بسبب نقص الوقود. وحاليًا، لا يزاول غير 18 مخبزًا يتعاقد برنامج الغذاء العالمي معها عملها وتؤمّن الخبز لمراكز الإيواء. ويعد نقص الوقود العقبة الرئيسية التي تحول بين هذه المخابز وبين تلبية الطلب المحلي. وقد تضطر غالبية المخابز إلى الإغلاق في غضون الأيام القليلة المقبلة ما لم يجر تخصيص الوقود لها.
وخلال هذه الأيام السبعة نفسها، قصفت 10 مخابز ودمرت، ستة منها في شمال جباليا، واثنان في المحافظة الوسطى (مخيم المغازي والنصيرات). ونتيجة لذلك، يكافح الناس في سبيل الحصول على الخبز. وتفيد التقارير بأن طوابير طويلة تصطف أمام المخابز، حيث يقف الناس تحت رحمة الغارات الجوية.
وخلال فترة الأيام السبعة نفسها، تعرضت عشرة مخابز للقصف والتدمير. ستة في مدينة غزة، واثنتان في شمال جباليا، واثنتان في المنطقة الوسطى (مخيم المغازي والنصيرات). ونتيجة لذلك، يكافح الناس للحصول على الخبز. وتفيد التقارير بوجود طوابير طويلة أمام المخابز، حيث يتعرض الناس للغارات الجوية.
ومن بين الشاحنات الـ84 التي دخلت غزة عبر معبر رفح منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر، كانت 34 شاحنة محملة بالمواد الغذائية لغزة، بما فيها الأغذية الجاهزة للأكل مثل التونا المعلبة واللحوم المعلبة وغيرها من الأطعمة المعلبة غير القابلة للتلف. ويجري العمل على توزيع جميع المواد الغذائية في مراكز الإيواء التابعة للأونروا. استهلت الأونروا توزيع لحوم الأبقار المحفوظة والتونا المعلبة التي أمنها برنامج الغذاء العالمي في مركز الإيواء الطارئ الكائن في مركز التدريب بخان يونس.
في 27 تشرين الأول/أكتوبر، دخلت عشر شاحنات محملة بالإمدادات الإنسانية عبر معبر رفح مع مصر بعد مرورها عبر معبر نيتسانا بين إسرائيل ومصر (نحو 40 كيلومترا جنوب رفح) لإجراء الفحوصات الأمنية من جانب السلطات الإسرائيلية. ولا تزال حوالي 3,000 طن من الشاحنات متوقفة عند الجانب المصري تنتظر الدخول إلى غزة.
وبالإضافة إلى ذلك، دخل عشرة موظفين طبيين في 27 تشرين الأول/أكتوبر عبر معبر رفح. وبهذه الاستثناءات، ظل معبر رفح، وكذلك معبري إيريز وكرم أبو سالم مع إسرائيل، مغلقين. وقبل اندلاع الأعمال القتالية، كان المرضى، بمن فيهم نحو 2,000 مريض بالسرطان، يحالون من غزة لتلقي العلاج المنتظم في المستشفيات بالقدس الشرقية وإسرائيل، ولكن هذه الممارسة لم تزل معطلة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وما زال الجيش الإسرائيلي يحظر الوصول إلى البحر، وتوقفت كل أنشطة الصيد منذ نشوب الأعمال القتالية. ولا يزال الوصول إلى المناطق القريبة من السياج الحدودي الإسرائيلي محظورًا وجرى توسيعها إلى مسافة تتراوح من 300 متر إلى 1,000 متر عن الحدود، مما يحول دون إمكانية الوصول إلى مساحات زراعية كبيرة.
يواجه جميع الوكالات الإنسانية وموظفوها قيودًا عسيرة على صعيد تقديم المساعدات الإنسانية بسبب استمرار الأعمال القتالية والقيود المفروضة على التنقل وانقطاع الكهرباء ونقص إمدادات الوقود والمياه والأدوية وغيرها من المواد الأساسية. ولا تستطيع المنظمات الشريكة في مجال العمل الإنساني أن تصل بأمان إلى الناس المحتاجين والمستودعات، التي تخزن إمدادات المعونة فيها.
وخلال الساعات الـ24 الماضية، أكدت الأونروا أن 14 موظفا إضافيا قد قتلوا جراء الأعمال القتالية، مما يرفع العدد الكلي لمن قتل منهم إلى 53 موظفًا، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. وقتل أحد هؤلاء الموظفين، وهو أب لستة أطفال، بينما كان ينتظر في الطابور للحصول على الخبز.
وعلى الرغم من هذه التحديات، تعمل الجهات الفاعلة الإنسانية على مدار الساعة على تقديم الدعم للفئات الأكثر ضعفًا. وينطوي هذا العمل أساسًا على استضافة المهجرين في مدارس الأونروا، حيث تقدم الأغذية الأساسية والأدوية والدعم للمحافظة على كرامتهم والإبقاء على بصيص من الأمل في نفوسهم. وتشمل التدخلات الأخرى توزيع المساعدات الغذائية والنقدية على المهجرين ووقود الطوارئ على منشآت المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية وتشغيل خطوط المساعدة لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي وإطلاق حملة من الإعلام الجماهيري للتوعية بالمخاطر التي تشكلها الذخائر غير المنفجرة (للمزيد من التفاصيل، انظر فصل الاحتياجات الإنسانية والاستجابة لها).
وحتى 27 تشرين الأول/أكتوبر، جرى تأكيد تعهدات بتأمين مبلغ يقارب 107.93 مليون دولار أمريكي دعما للنداء العاجل المشترك بين الوكالات الذي أطلقه الفريق القطري الإنساني في الأرض الفلسطينية المحتلة في 12 تشرين الأول/أكتوبر. وهذا يمثل نحو 37 بالمائة من المبلغ المقدر عندما أطلق النداء أول مرة. ومن المبلغ الإجمالي المتعهد به، خصص 88 بالمائة لوكالات الأمم المتحدة و12 بالمائة للمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية. قد خصصت نحو 81.85 مليون دولار من هذا المبلغ للأونروا ونحو 7.1 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية، و4 مليون دولار لبرنامج الأغذية العالمي.
ويجري جميع التبرعات الخاصة لصالح الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة على شبكة الإنترنت من خلال هذا الرابط: crisisrelief.un.org/opt-crisis.
في الضفة الغربية، وخلال الساعات الـ24 المنصرمة (وحتى الساعة 21:00 من يوم 27 تشرين الأول/أكتوبر)، أطلقت القوات الإسرائيلية الذخيرة الحية وقتلت أربعة فلسطينيين، وتوفي آخر متأثرا بالجروح التي أصيب بها سابقا.
ووقع الحادث الأكثر دموية، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة من هؤلاء، خلال عملية بحث واعتقال إسرائيلية في مخيم جنين للاجئين في 27 تشرين الأول/أكتوبر الساعة 1:30. وشملت العملية اشتباكات بين السكان والقوات الإسرائيلية، فضلا عن تبادل لإطلاق النار. وخلال الحادث، جرفت القوات الإسرائيلية أجزاء من أحد الطرق، وفقا للقوات الإسرائيلية لإبطال مفعول متفجرات مزروعة في الأرض. ولم يتم بعد تقييم الأضرار التي لحقت بشبكات المياه والمنازل. ووفقا لمصادر طبية، أعاقت القوات الإسرائيلية عمل المسعفين خلال العملية. وهذه هي العملية الإسرائيلية الثالثة في مخيم جنين للاجئين في أقل من أسبوع.
وقتل شخص آخر خلال عملية بحث واعتقال في مدينة قلقيلية، شملت تبادل لإطلاق النار بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين. وتوفي فلسطيني متأثرا بالجروح التي أصيب بها في 20 تشرين الأول/أكتوبر، خلال المواجهات التي اندلعت خلال مظاهرة تضامنية مع غزة في قرية طورة الغربية (جنين).
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قتلت القوات الإسرائيلية والمستوطنون 108 فلسطينيين، من بينهم 33 طفلا. وأشارت التقارير إلى سقوط نصف عدد الضحايا خلال عمليات البحث والاعتقال الإسرائيلية. ويبلغ المتوسط اليومي لهذه العمليات منذ بدء تصعيد الأعمال العدائية (22) ضعف المتوسط بين كانون الثاني/يناير وأيلول/سبتمبر 2023 (11). وقتل 41 بالمائة من القتلى منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر في سياق المظاهرات التضامنية مع غزة والمواجهات ذات الصلة.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، أصابت القوات الإسرائيلية والمستوطنون 1,967 فلسطينيًا، بمن فيهم 174 طفلًا على الأقل. كما أصيب 43 فلسطينيًا آخرين على يد المستوطنين. وكان نحو 27 بالمائة من هذه الإصابات بالذخيرة الحية. ويزيد عدد الفلسطينيين الذين أصيبوا بالذخيرة الحية بنحو ثمانية أضعاف عن متوسط الإصابات بها بين 1 كانون الثاني/يناير و7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، فرضت السلطات الإسرائيلية قيودا متعددة على الحركة في مختلف أنحاء الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. وقد تم ذلك إما عن طريق إغلاق بوابات الطرق، أو إﻧﺸﺎء الحواجز المتنقلة عند تقاطعات الطرق الرئيسية، أو إنشاء سواتر ترابية أو وضع حواجز خرسانية على الطرق. واقترنت هذه التدابير بنشر العديد من الأفراد العسكريين. وأقام المستوطنون الإسرائيليون بعض الحواجز لعرقلة الحركة.
وكانت هذه القيود شديدة بشكل خاص في المناطق القريبة من المستوطنات الإسرائيلية، وفي المناطق الواقعة خلف الجدار، وفي الجزء الخاضع للسيطرة الإسرائيلية من مدينة الخليل، مما أدى إلى عزل التجمعات الفلسطينية والحد بشدة من وصولها إلى الخدمات الأساسية. وفي منطقة "إتش 2" في مدينة الخليل، أغلقت جميع الحواجز الرئيسية المؤدية إلى تل الرميدة وحي جابر ومنطقة المسجد الإبراهيمي، مما أدى إلى عزل حوالي 7,000 فلسطيني من السكان. استمرت عمليات الإغلاق هذه لمدة أسبوع واحد.
لم يزل المستوى العالي الذي شهده عنف المستوطنين خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2023 يشهد زيادة حادة وسط تصاعد الأعمال القتالية في غزة. فمنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، سجل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 146 هجمة شنها المستوطنون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا (22 حادثًا) أو إلحاق أضرار بالممتلكات (100 حادث) أو سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا (24 حادثًا). وهذا يعكس متوسطًا يوميًا يبلغ سبعة حوادث بالمقارنة مع ثلاثة حوادث منذ مطلع هذه السنة.
وانطوى أكثر من ثلث هذه الحوادث على التهديد بالأسلحة النارية، بما شمله ذلك من إطلاق النار، من جانب المستوطنين. وفي نصف الحوادث تقريبًا رافقت القوات الإسرائيلية أو أمنت الدعم الفعلي للمستوطنين الإسرائيليين وهم يشنون هجماتهم. وأعقب العديد من هذه الحوادث الأخيرة اندلاع المواجهات بني القوات الإسرائيلية والفلسطينيين، حيث قتل ثلاثة فلسطينيين وأصيب العشرات. وشملت الممتلكات المتضررة 24 بناية سكنية و40 مبنى زراعي/حظيرة مواشي و67 مركبة وأكثر من 400 شجرة وشتلة.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، هجرت 14 أسرة فلسطينية، تضم 65 فردًا و31 طفلًا، بعد هدم منازلها في القدس الشرقية والمنطقة (ج) بالضفة الغربية بحجة افتقارها إلى رخص البناء الإسرائيلية. بالإضافة إلى ذلك، هدمت القوات الإسرائيلية على سبيل العقاب منازل أربع أسر اتهم أفرادها بقتل إسرائيليين في عام 2023. وأدى ذلك إلى تهجير20 شخصا، من بينهم 11 طفلا. تعد عمليات الهدم العقابية شكل من أشكال العقاب الجماعي وهي محظورة بموجب القانون الدولي.
وفضلًا عن ذلك، طرأت زيادة على تهجير الفلسطينيين بسبب عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول. فمنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، هجر ما لا يقل عن 82 أسرة فلسطينية، تضم 607 أفراد، من بينهم 211 طفلًا في هذا السياق. وتنحدر الأسر المهجرة من أكثر من 13 تجمعًا رعويًا أو بدويًا في محافظات رام الله والخليل وبيت لحم وطوباس ونابلس.
ووقعت إحدى هذه الحوادث في يوم 9 تشرين الأول/أكتوبر عندما هجرت خمس أسر تضم 40 فردا من تجمع الجنوب في جنوب الخليل. تعرضوا للتهديد بالسلاح على يد المستوطنين المسلحين، وتم تحذيرهم بأنهم سيقتلون إذا لم يغادروا في غضون ساعة. كما أضرم المستوطنون النار في مبنيين سكنيين بداخلهما ممتلكات جميع العائلات وسرقوا مواشيهم. وقال أحد أفراد الأسرة، وهو أبو جمال البالغ من العمر 75 عاما:
"خيمتي وماعزي هما ما أبقاني هنا. بعد أن أضرم المستوطنون النار في خيمتنا وسرقوا ماعزي، دمروا كل ما أبقاني هنا"
وثقت منظمة الصحة العالمية 112 اعتداءات على قطاع الرعاية الصحية في الضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. وألحقت هذه الاعتداءات الضرر بـ94 سيارة إسعاف وشملت 63 اعتداءً شهد تعطيل العمل على تقديم الرعاية الصحية، 56 اعتداءً جسديًا على أفراد الفرق الصحية، و19 اعتداء شهد احتجاز العاملين الصحيين وسيارات الإسعاف و12 اعتداءً انطوى على التفتيش العسكري للأصول الصحية.
الاحتياجات ذات الأولوية
الاستجابة حتى تاريخه
الاحتياجات ذات الأولوية والاستجابة لها
الاستجابة حتى تاريخه
الاحتياجات ذات الأولوية
الاستجابة حتى تاريخه
الاحتياجات ذات الأولوية
الاستجابة حتى تاريخه
الاحتياجات ذات الأولوية
الاستجابة حتى تاريخه
الاحتياجات ذات الأولوية
الاستجابة حتى تاريخه
الاحتياجات ذات الأولوية
الاستجابة حتى تاريخه
لا تزال الحماية من الاعتداء والاستغلال الجنسيين تشكل أولوية مشتركة لدى المجموعات كافة. ويعمل خط المساعدة الذي تشغّله مؤسسة سوا على الرقم 121 وعبر تطبيق الواتساب على الرقم 404121 59 972+ (القدس الشرقية على الرقم 121-500-800-1) يعمل على مدار الساعة. وقد عُمم هذا الرقم المجاني على نطاق واسع في شتى مناطق التدخل للإبلاغ عن حالات الاعتداء والاستغلال الجنسيين وتسهيل الاستشارات والإحالات الطارئة لتمكين التجمعات السكانية المتضررة من الوصول إلى الخدمات المنقذة للحياة. وتتابع شبكة الحماية من الاعتداء والاستغلال الجنسيين المكالمات الهاتفية يوميًا وسوف تزيد عدد المرشدين إذا اقتضت الضرورة ذلك.