ووفقا للجيش الإسرائيلي، وسعت قوات المشاة والمدرعات عملياتها البرية داخل قطاع غزة خلال الليل. وتشير تقارير إعلامية إلى أن هذه العمليات تركزت على مشارف مدينة غزة، وعلى المنطقة الشمالية الشرقية من القطاع، بما في ذلك الاشتباكات مع الجماعات الفلسطينية المسلحة. واستمر القصف والغارات الجوية خلال ال 24 ساعة الماضية، وأفادت التقارير بمهاجمة نحو 600 هدف.
وفي واحدة من أكثر الحوادث دموية، أصابت الغارات الجوية بعد ظهر يوم 30 تشرين الأول/أكتوبر قاعة زفاف في النصيرات في المنطقة الوسطى، مما أسفر عن مقتل 26 مهجر، حيث كان المبنى يستخدم كمأوى غير رسمي. وفي وقت سابق من اليوم، أفادت التقارير أن غارات جوية أصابت مبنى سكنيا في الزويضة، في وسط غزة أيضا، مما أسفر عن مقتل 11 فلسطينيا. وأصيب منزل في غرب خان يونس، مما أسفر عن مقتل 16 فلسطينيا وإصابة أكثر من عشرين آخرين، حسبما أفادت التقارير.
ومنذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، قتل 8,309 فلسطينيا، من بينهم ما لا يقل عن 3,457 طفلا* و2,062 امرأة، وأصيب نحو 21,048 آخرين، وفقا لوزارة الصحة في غزة. ومن بين هذه الوفيات، لم يتم التعرف على 995 شخصا حتى الآن، بمن فيهم 248 طفلا على الأقل.
وحتى 29 أكتوبر/تشرين الأول، تفيد التقارير بأن نحو 1,950 شخصا، من بينهم 1,050 طفلا على الأقل، في عداد المفقودين، وقد يكونون إما محاصرين وإما موتى تحت الركام، في انتظار إنقاذهم أو انتشالهم. وتكافح فرق الإنقاذ، ولا سيما من الدفاع المدني الفلسطيني، في سبيل تنفيذ مهامهم وسط الغارات الجوية المستمرة، والنقص الحاد في إمدادات الوقود اللازمة لتشغيل المركبات والمعدات. أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أنها اضطرت إلى تقليل عدد سيارات الإسعاف التي تشغلها بسبب نقص الوقود.
ذكر الدفاع المدني الفلسطيني أن تحلل الجثث تحت المباني المنهارة، وسط مهام الإنقاذ المحدودة، يثير قلقا إنسانيا وبيئيا.
ووفقا لوزارة الصحة في غزة، أفادت التقارير بأن أكثر من ثلثي القتلى قتلوا أثناء تواجدهم في منازلهم. وفي سياق متصل، فقدت 192 أسرة فلسطينية عشرة أو أكثر من أفرادها، وفقدت 136 أسرة فلسطينية ستة إلى تسعة من أفرادها، وفقدت 444 أسرة اثنين إلى خمسة من أفرادها، بحسب الوزارة.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قتل 19 مهجر كانوا يحتمون في مباني الأونروا وأصيب 310 آخرون بجروح. وفي الاجمال، تضررت 44 منشأة تابعة للأونروا منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وقد وثقت منظمة الصحة العالمية ثلاث هجمات جديدة على قطاع الرعاية الصحية منذ ظهر يوم 29 تشرين الأول/أكتوبر. وألحقت هذه الاعتداءات الضرر بمستشفيين وتدمير سيارة إسعاف. ووقعت إحدى الهجمات في يوم 30 تشرين الأول/أكتوبر على مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في حي تل الهوى بمدينة غزة، حيث أدت الأضرار الناجمة عن القصف القريب إلى دخول ركام كثيف وغبار إلى المستشفى مما ادى الى استنشاق واختناق المرضى والموظفين والمهجرين.
وبالإضافة إلى ذلك، واصلت القوات الإسرائيلية في 30 تشرين الأول/أكتوبر لليوم الثاني على التوالي استهداف المناطق المجاورة للمستشفيات، مما ألحق الضرر بمستشفى ناصر ومستشفى الصداقة التركي (المستشفى الوحيد لمرضى السرطان) ومركز صحي تابع للأونروا. بالإضافة إلى ذلك، أصيبت مستودعات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني المجاورة لمستشفى القدس وأصيبت بأضرار.
ووفقا لمصادر إسرائيلية، قتل ما لا يقل عن 1,400 إسرائيلي وأجنبي في إسرائيل، وأصيب ما لا يقل عن 5,431 آخرين، وقد قتلت الغالبية العظمى من هؤلاء في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه حتى يوم 25 تشرين الأول/أكتوبر، تم الكشف عن أسماء 1,135 من هؤلاء القتلى، بمن فيهم 823 مدنيا وشرطيا، و312 جنديا. ومن بين أولئك الذين تم تحديد أعمارهم، هناك 30 طفلا.
تشير التقديرات إلى أن العدد التراكمي للأشخاص الذين هجروا منذ اندلاع الأعمال القتالية في غزة يربو على أكثر من 1.4 مليون شخص. ويشمل هذا العدد أكثر من 672,000 شخص يلتمسون المأوى في مراكز إيواء الطارئ التابعة لوكالة الأونروا والبالغ عددها 150 مركزًا، و121,750 يلجؤون إلى المستشفيات والكنائس وغيرها من المباني العامة ونحو 83,000 أخرين يوجدون في 72 مدرسة غير تابعة للأونروا. كما تقدر وزارة التنمية الاجتماعية بأنه نحو 700,000 مهجر يقيمون لدى أسر تستضيفهم.
يشكل تقديم المساعدات لحوالي 300,000 مهجر يلتمسون المأوى في 100 مركز إيواء في مدينة غزة وشمال غزة تحديا متزايدا بسبب كثافة الغارات الجوية والأعمال القتالية. ويلجأ ما لا يقل عن 117,000 من هؤلاء المهجرين في 13 مستشفى ومرافق رعاية صحية أخرى. وفي 29 تشرين الأول/أكتوبر، التزمت وزارة الصحة في غزة بتقديم الخدمات للمهجرين، بالتنسيق مع وزارة التنمية الاجتماعية، على غرار الخدمات المقدمة في مراكز الإيواء العامة الأخرى.
وقد بلغ متوسط عدد المهجرين لكل مأوى في مرافق الأونروا ما يقارب من أربعة أضعاف السعة المصممة لها. ويعد حاليا مركز خان يونس للتدريب المأوى الأكثر ازدحاما، حيث يستضيف 22,100 مهجر، أي أكثر من 10 أضعاف طاقته الاستيعابية.
وتشير التقارير إلى أن المهجرين ينتقلون من منطقة إلى أخرى استنادا إلى توافر وسائل البقاء على قيد الحياة، والغذاء والماء، والشواغل الأمنية. وبالتالي، فإن الأرقام المذكورة أعلاه تتغير باستمرار.
ويقدر بأن أكثر من 15 بالمائة من المهجرين يعانون من إعاقات. ومع ذلك، فمعظم مراكز الإيواء ليست مجهزة على نحو مناسب لتلبية احتياجاتهم. وتفتقر هذه المراكز إلى الفرشات والأسرّة الطبية، مما يسبب التقرحات وغيرها من المشكلات الطبية التي لا يمكن معالجتها في ظروف تفتقر إلى التعقيم.
وفي إسرائيل، فر مئات الآلاف ممن كانوا يقيمون على مقربة من قطاع غزة وعلى امتداد الحدود مع لبنان أيضًا من هذه المناطق أو جرى إجلاؤهم منها. وتتكفل السلطات الإسرائيلية باحتياجات هؤلاء المهجرين (ويركز هذا التقرير على الوضع الإنساني في غزة).
منذ 11 تشرين الأول/أكتوبر، يشهد قطاع غزة انقطاعًا كاملًا للكهرباء بعدما قطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء والوقود عن غزة، وهو ما أدى إلى إغلاق محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع. وقد اضطرت البنية التحتية للخدمات الأساسية بسبب ذلك إلى العمل على المولدات الاحتياطية، التي يكبلها شح الوقود في القطاع. ولم يكن الوقود من جملة البضائع التي تدخل غزة عبر معبر رفح منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر عبر معبر رفح.
ومن بين 26 شاحنة دخلت غزة عبر معبر رفح في 30 تشرين الأول/أكتوبر، حملت ثماني شاحنات على الأقل إمدادات طبية وشاحنتان إضافيتان إمدادات طبية إلى جانب مواد أخرى. وفي الاجمال، كانت 52 شاحنة على الأقل من أصل 143 شاحنة دخلت منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر تحمل إمدادات طبية. وعلى الرغم من محدودية حجم هذه الإمدادات، إلا أنها تلعب دورا حاسما في تعزيز الاستجابة للصدمات والحفاظ على خدمات الرعاية الصحية الأساسية.
وتستند خطة توزيع هذه الإمدادات إلى الاحتياجات التي يؤكدها على أرض الواقع المسؤولون الفنيون ومنظمة الصحة العالمية وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة. وبعد تسليم الإمدادات الطبية في غزة واستلامها، يرافق المسؤولون الفنيون الإمدادات لضمان وصولها إلى كل مستشفى. وثمة رصد منتظم لعمليات ما بعد التسليم لتقييم استهلاك هذه الإمدادات.
وبلغت المستشفيات مستوى غير مسبوق من الإهلاك الذي يسببه في الأساس العدد الهائل من الإصابات والنقص الحاد في الموارد الأساسية، والمخاوف من استهدافها بالغارات الجوية.
ومنذ نشوب الأعمال القتالية، أغلق أكثر من ثلثي المستشفيات (12 من 35 مستشفى) ونحو ثلثي عيادات الرعاية الصحية الأولية (46 من 72 عيادة) بسبب الأضرار التي أصابتها أو نقص الوقود، مما يزيد من وطأة الضغط على المنشآت الصحية المتبقية التي ما زالت تزاول عملها. وتلقت جميع المستشفيات الثلاثة عشر في الشمال أوامر بالإخلاء.
ولا تزال تسعة مراكز صحية تابعة للأونروا (من أصل 22 مركزا) تعمل في المناطق الوسطى والجنوبية. وفي 28 تشرين الأول/أكتوبر، استقبلوا 4,400 مريض (آخر رقم متاح).
ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، أفضت الأعمال القتالية المتواصلة عن تهجير معظم الأخصائيين الطبيين، مما اضطر المستشفيات إلى العمل بما يقل عن ثلث المستويات الاعتيادية الموظفين العاملين فيها. ولا تزال المستشفيات تعاني من النقص الحاد في إمدادات الوقود، مما يؤدي إلى تقنين صارم لاستخدامه وتشغيل المولدات بقدر محدود لا يتعدى الوظائف التي تفوق غيرها في أهميتها. كما تنطوي صيانة وإصلاح المولدات الاحتياطية، التي لم تصمم في الأصل للعمل على نحو متواصل، على قدر متزايد من التحديات بسبب ندرة قطع الغيار.
وفي 30 تشرين الأول/أكتوبر، وحتى الساعة 14:00، توقفت إمدادات المياه من إسرائيل إلى غرب خان يونس للمرة الأولى منذ إعادة تشغيل هذا الخط في 15 تشرين الأول/أكتوبر. ولا تزال الأسباب غير معروفة. وكان هذا الخط يوفر في السابق 600 متر مكعب من مياه الشرب في الساعة.
ولم يبدأ بعد استئناف إمدادات المياه من إسرائيل إلى المنطقة الوسطى من خلال إعادة تنشيط خط أنابيب ثان لتوفير حوالي 500 متر مكعب من مياه الشرب في الساعة. وفي 29 تشرين الأول/أكتوبر، أبلغت السلطات الإسرائيلية سلطة المياه الفلسطينية بعزمها على القيام بذلك وأذنت لها بإصلاح الأضرار التي لحقت بخط الأنابيب. ومع ذلك، لم يتم إجراء أي إصلاحات. ولا يزال خط أنابيب ثالث من إسرائيل إلى شمال غزة مغلقا أيضا منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر.
ومن جانب آخر، استمر تشغيل محطتين لتحلية مياه البحر في المنطقة الوسطى وجنوب غزة بنحو 40 بالمائة من طاقتهما. كما واستمر تشغيل 120 بئرا و20 محطة ضخ. وبات هذا ممكنا من خلال امدادات كميات صغيرة من الوقود من قبل الأونروا واليونيسف. ونتيجة لذلك، تتلقى الأسر، التي لا تزال متصلة بشبكة المياه، المياه لبضع ساعات في اليوم، في حين تتلقى أسر أخرى المياه بالصهاريج.
وعلى النقيض من ذلك، فإن الوصول إلى المياه في مدينة غزة وشمال غزة أكثر صعوبة بكثير مما هو عليه في الجنوب. لا تعمل محطة تحلية المياه ولا خط الأنابيب الإسرائيلي الذي يزود تلك المناطق. وفي حين قدمت الأونروا واليونيسف أيضا كميات محدودة من الوقود لعدد من آبار المياه، يتم توفير المياه بواسطة صهاريج المياه فقط. وفي 30 تشرين الأول/أكتوبر، توقفت أنشطة نقل المياه بالصهاريج بسبب العمليات العسكرية الجارية.
في الاجمال، من أصل 143 شاحنة دخلت غزة منذ يوم 21 تشرين الأول/أكتوبر، كانت 15 شاحنة على الأقل تحمل مياه الشرب (تنكات المياه والزجاجات)، وخزانات المياه، ومعدات تنقية المياه، ومجموعات النظافة الصحية.
وحتى 30 تشرين الأول/أكتوبر، لا يزاول غير مخبزًا واحدا فقط من المخابز التي تعاقد معها برنامج الأغذية العالمي، وثمانية مخابز محلية إضافية (واحد في رفح، وأربعة في خان يونس، وثلاثة في المنطقة الوسطى) العمل في توفير الخبز لمراكز الإيواء. وواصلت الأونروا تعاونها مع هذه المخابز المحلية وتزويدها بالدقيق، مما سمح لها بتقديم الخبز للأسر بنصف التكلفة. ومع ذلك، يعد نقص الوقود العقبة الرئيسية التي تحول بين هذه المخابز وبين تلبية الطلب المحلي. وقد تضطر غالبية المخابز إلى الإغلاق في غضون الأيام القليلة المقبلة ما لم يجر تخصيص الوقود لها.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، تعرضت عشرة مخابز للقصف والتدمير، ستة في مدينة غزة، اثنتان في شمال جباليا، واثنتان في المنطقة الوسطى (مخيم المغازي والنصيرات). ونتيجة لذلك، يكافح الناس للحصول على الخبز. وتفيد التقارير بأن طوابير طويلة تصطف أمام المخابز لساعات طويلة، حيث يقف الناس تحت رحمة الغارات الجوية.
ويقدر برنامج الأغذية العالمي بأن المخزونات الحالية من السلع الغذائية الأساسية في غزة تكفي لنحو سبعة أيام أخرى. ولكن يتوقع أن يكفي المخزون المتوفر على مستوى المحلات التجارية لمدة خمسة أيام أخرى فقط. وتواجه محلات البيع بالتجزئة تحديات جمة في تجديد مخزونها من محلات البيع بالجملة بسبب الدمار الواسع النطاق وانعدام الأمن.
وكلما كان ذلك ممكنا، تقدم الأونروا الوجبات الساخنة للمهجرين في مراكز الإيواء، ومعظمها تبرعات يتم تلقيها من المجتمعات المضيفة. وعلى الرغم من محدودية هذه المساعدات، إلا أنها تلعب دورا داعما هاما، نظرا لمحدودية الوصول إلى السوق المحلية وعدم قدرة العديد من المهجرين على إعداد وجبات ساخنة في مآويهم.
ومن بين الشاحنات ال 26 التي دخلت غزة عبر معبر رفح في 30 تشرين الأول/أكتوبر، حملت 13 شاحنة على الأقل مواد غذائية، بما في ذلك أغذية جاهزة للأكل، مثل التونا المعلبة واللحوم المعلبة وغيرها من الأطعمة المعلبة غير القابلة للتلف. وفي الاجمال، حملت 58 شاحنة على الأقل من أصل 143 شاحنة دخلت منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر مواد غذائية. ويجري العمل على توزيع جميع المواد الغذائية في مراكز الإيواء التابعة للأونروا. استهل برنامج الأغذية العالمي توزيع لحوم الأبقار المحفوظة والتونا المعلبة في مركز الإيواء الطارئ الكائن في مركز التدريب بخان يونس.
في 30 تشرين الأول/أكتوبر، دخلت 26 شاحنة محملة بالإمدادات الإنسانية عبر معبر رفح مع مصر بعد مرورها عبر معبر نيتسانا بين إسرائيل ومصر (نحو 40 كيلومترا جنوب رفح) لإجراء الفحوصات الأمنية من جانب السلطات الإسرائيلية. كانت الشاحنات محملة بالأسرّة الطبية والمواد الغذائية والمواد الطبية ومجموعات لوازم النظافة الصحية.
ولا يزال معبر كرم أبو سالم مع إسرائيل، الذي كان نقطة الدخول الرئيسية للبضائع قبل الأعمال القتالية، وكذلك معبر إيريز للمسافرين الذي يربط غزة بإسرائيل والضفة الغربية، مغلقين.
وما زال الجيش الإسرائيلي يحظر الوصول إلى البحر، وتوقفت كل أنشطة الصيد منذ نشوب الأعمال القتالية. ولا يزال الوصول إلى المناطق القريبة من السياج الحدودي الإسرائيلي محظورًا وجرى توسيعها إلى مسافة تتراوح من 300 متر إلى 1,000 متر عن الحدود، مما يحول دون إمكانية الوصول إلى مساحات زراعية كبيرة.
يواجه جميع الوكالات الإنسانية وموظفوها قيودًا عسيرة على صعيد تقديم المساعدات الإنسانية بسبب استمرار الأعمال القتالية والقيود المفروضة على التنقل وانقطاع الكهرباء ونقص إمدادات الوقود والمياه والأدوية وغيرها من المواد الأساسية. ولا تستطيع المنظمات الشريكة في مجال العمل الإنساني أن تصل بأمان إلى الناس المحتاجين والمستودعات، التي تخزن إمدادات المعونة فيها.
وفي 28 تشرين الأول/أكتوبر، اقتحم آلاف الأشخاص العديد من مستودعات الأونروا وأحد مستودعات برنامج الأغذية العالمي وأخذوا الإمدادات الغذائية ومجموعات النظافة الصحية. أحد المستودعات، في دير البلح، هو المكان الذي تخزن فيه الأونروا الإمدادات من القوافل الإنسانية القادمة من مصر.
وعلى الرغم من هذه التحديات، تعمل الجهات الفاعلة الإنسانية على مدار الساعة على تقديم الدعم للفئات الأكثر ضعفًا. وينطوي هذا العمل أساسًا على استضافة المهجرين في مدارس الأونروا، حيث تقدم الأغذية الأساسية والأدوية والدعم للمحافظة على كرامتهم والإبقاء على بصيص من الأمل في نفوسهم. وتشمل التدخلات الأخرى توزيع المساعدات الغذائية والنقدية على المهجرين ووقود الطوارئ على منشآت المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية وتشغيل خطوط المساعدة لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي وإطلاق حملة من الإعلام الجماهيري للتوعية بالمخاطر التي تشكلها الذخائر غير المنفجرة (للمزيد من التفاصيل، انظر الى فصل الاحتياجات الإنسانية والاستجابة لها).
وحتى 27 تشرين الأول/أكتوبر، جرى تأكيد تعهدات بتأمين مبلغ يقارب 107.93 مليون دولار أمريكي دعما للنداء العاجل المشترك بين الوكالات الذي أطلقه الفريق القطري الإنساني في الأرض الفلسطينية المحتلة في 12 تشرين الأول/أكتوبر. وهذا يمثل نحو 37 بالمائة من المبلغ المقدر عندما أطلق النداء أول مرة. ومن المبلغ الإجمالي المتعهد به، خصص 88 بالمائة لوكالات الأمم المتحدة و12 بالمائة للمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية. قد خصصت نحو 81.85 مليون دولار من هذا المبلغ للأونروا ونحو 7.1 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية، و4 مليون دولار لبرنامج الأغذية العالمي.
ويجري جميع التبرعات الخاصة لصالح الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة على شبكة الإنترنت من خلال هذا الرابط: crisisrelief.un.org/opt-crisis.
في الضفة الغربية، قتلت القوات الإسرائيلية ستة فلسطينيين بين ظهر يوم 29 تشرين الأول/أكتوبر والساعة 9:00 مساء يوم 30 تشرين الأول/أكتوبر، وقتل فلسطيني آخر على يد مستوطن إسرائيلي. وبذلك، ارتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا على يد القوات الإسرائيلية أو المستوطنين الإسرائيليين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى 121 فلسطينيا، من بينهم 33 طفلا. ومن بين هؤلاء، قتلت القوات الإسرائيلية 113 شخصا، من بينهم 32 طفلا. وقتل ثمانية فلسطينيين، من بينهم طفل، على يد مستوطنين. كما وقتل فلسطينيون أحد أفراد القوات الإسرائيلية.
ووقع الحادث الأكثر دموية، والذي أسفر عن مقتل أربعة من هؤلاء القتلى، خلال عمليات التفتيش والاعتقال في مخيم جنين للاجئين في 30 تشرين الأول/أكتوبر، وشملت اشتباكات مسلحة بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية. وخلال الحادث، شنت القوات الإسرائيلية غارة جوية باستخدام طائرة بدون طيار، مما أدى إلى تدمير منزلين وتهجير أسرتين. كما وردت أنباء عن إلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية والمباني العامة.
وسجلت حالة وفاة واحدة في يوم 30 تشرين الأول/أكتوبر خلال المواجهات التي اندلعت خلال مظاهرة تضامنية مع غزة بالقرب من مفترق زيف (الخليل). وفي القدس الشرقية، أفادت التقارير بأن رجلا فلسطينيا طعن ضابطا من الشرطة الإسرائيلية وأصابه بجروح، قبل ان يتم إطلاق النار عليه وقتله.
وقتل رجل فلسطيني آخر متأثراً بجروح أصيب بها برصاص مستوطنون إسرائيليون مسلحون عندما أطلقوا النار على مركبة بالقرب من راس كركر في رام الله في يوم 24 تشرين الأول/أكتوبر.
ومن بين القتلى الفلسطينيين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قتل نحو 50 بالمائة منهم خلال المواجهات التي أعقبت عمليات التفتيش والاعتقال الإسرائيلية. 35 بالمائة كانوا في سياق مظاهرات تضامنية مع غزة. وقتل معظم ال 10 بالمائة المتبقين خلال الهجمات التي شنها الفلسطينيون أو زعم أنهم شنوها على القوات الإسرائيلية أو المستوطنين الإسرائيليين وخلال الهجمات التي نفذها المستوطنون ضد الفلسطينيين.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، أصابت القوات الإسرائيلية والمستوطنون 2,156 فلسطينيا، بمن فيهم 201 طفل على الأقل، وأصاب المستوطنون 52 فلسطينيا آخرين بجروح، من بينهم تسعة بالذخيرة الحية. أصابت القوات الإسرائيلية نحو 1,200 فلسطيني بجروح في سياق المظاهرات. ونجم نحو 27 بالمائة من الإصابات عن الذخيرة الحية. ويزيد عدد الفلسطينيين الذين أصيبوا بالذخيرة الحية بنحو ثمانية أضعاف عن متوسط الإصابات بها بين 1 كانون الثاني/يناير و6 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
أشارت التقارير إلى أن أشد الحوادث عنفا على يد المستوطنين خلال ال 24 ساعة الماضية حصلت في جنوب الخليل. وفي إحداها، اقتحم مستوطنون إسرائيليون من حفات ماعون منزلا في طوبة، واعتدوا جسديا على سكانه، وسرقوا هواتفهم المحمولة، وقتلوا ستة أغنام. وتفيد التقارير بأن المستوطنين هددوا الأسرة بمغادرة التجمع وإلا سيقتلون.
وفي حادثة أخرى، اعتدت مجموعة من المستوطنين الملثمين والمسلحين جسديا على مزارعين فلسطينيين كانوا يقطفون الزيتون بالقرب من قواويس (الخليل). هدد المستوطنون بقتل الحاصدين إذا لم يغادروا. وأصابت القوات الإسرائيلية التي وصلت ثلاثة مزارعين فلسطينيين بجروح واحتجزتهم لعدة ساعات.
لم يزل المستوى العالي الذي شهده عنف المستوطنين خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2023 يشهد زيادة حادة منذ تصاعد الأعمال القتالية. فمنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، سجل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 171 هجمة شنها المستوطنون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا (26 حادثًا) أو إلحاق أضرار بالممتلكات (115 حادث) أو سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا (30 حادثًا). وهذا يعكس متوسطًا يوميًا يبلغ سبعة حوادث بالمقارنة مع ثلاثة حوادث منذ مطلع هذه السنة.
ومن بين 171 هجوما التي شنها المستوطنون، انطوى أكثر من ثلث هذه الحوادث على التهديد بالأسلحة النارية، بما شمله ذلك من إطلاق النار. وفي نصف الحوادث تقريبًا رافقت القوات الإسرائيلية أو أمنت الدعم الفعلي للمستوطنين الإسرائيليين وهم يشنون هجماتهم. وأعقب العديد من هذه الحوادث الأخيرة اندلاع المواجهات بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين، حيث قتل ثلاثة فلسطينيين وأصيب العشرات. وشملت الممتلكات المتضررة 24 بناية سكنية و42 مبنى زراعي/حظيرة مواشي و74 مركبة وأكثر من 670 شجرة وشتلة.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، هجرت 76 أسرة فلسطينية، تضم 35 طفلًا، بعد هدم منازلها في القدس الشرقية والمنطقة (ج) بحجة افتقارها إلى رخص البناء. وهجرت 23 أسرة أخرة، تضم 13 طفلًا جراء عملية هدم عقابي استهدفت منازل أسر أشخاص نفذوا أو زعم أنهم نفذوا هجمات مميتة ضد الإسرائيليين.
وفضلًا عن ذلك، طرأت زيادة على تهجير الفلسطينيين بسبب عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول. فمنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، هجر ما لا يقل عن 98 أسرة فلسطينية، تضم 828 أفراد، من بينهم 313 طفلًا في هذا السياق. وتنحدر الأسر المهجرة من أكثر من 15 تجمعًا رعويًا أو بدويًا.
في يوم 28 تشرين الأول/أكتوبر، هجرت 24 أسرة فلسطينية، تضم 141 شخصا، نصفهم من الأطفال، من تجمع خربة زنوتا الرعوي في الخليل، بعد سلسلة من الهجمات التي شنها المستوطنون، بما في ذلك إصابة ثلاثة فلسطينيين بجروح في 12 تشرين الأول/أكتوبر، وإلحاق الأضرار الألواح الشمسية والمركبات ليلا في 21 تشرين الأول/أكتوبر، وإلحاق الأضرار بأربعة مبان سكنية وخزانات مياه وألواح شمسية في 26 تشرين الأول/أكتوبر. بالإضافة إلى ذلك، صوب المستوطنون بنادقهم نحو السكان وهددوهم بالقتل إذا لم يغادروا. وفي 28 تشرين الأول/أكتوبر، فككت العائلات نحو 50 بناية سكنية وحظيرة مواشي وغادرت المنطقة مع ماشيتها البالغ عددها 5,000.
الاحتياجات ذات الأولوية
الاستجابة حتى تاريخه
الاحتياجات ذات الأولوية والاستجابة لها
الاستجابة حتى تاريخه
الاحتياجات ذات الأولوية
الاستجابة حتى تاريخه
الاحتياجات ذات الأولوية
الاستجابة حتى تاريخه
الاحتياجات ذات الأولوية
الاستجابة حتى تاريخه
الاحتياجات ذات الأولوية
الاستجابة حتى تاريخه
الاحتياجات ذات الأولوية
الاستجابة حتى تاريخه
لا تزال الحماية من الاعتداء والاستغلال الجنسيين تشكل أولوية مشتركة لدى المجموعات كافة. ويعمل خط المساعدة الذي تشغّله مؤسسة سوا على الرقم 121 وعبر تطبيق الواتساب على الرقم 404121 59 972+ (القدس الشرقية على الرقم 121-500-800-1) يعمل على مدار الساعة. وقد عُمم هذا الرقم المجاني على نطاق واسع في شتى مناطق التدخل للإبلاغ عن حالات الاعتداء والاستغلال الجنسيين وتسهيل الاستشارات والإحالات الطارئة لتمكين التجمعات السكانية المتضررة من الوصول إلى الخدمات المنقذة للحياة. وتتابع شبكة الحماية من الاعتداء والاستغلال الجنسيين المكالمات الهاتفية يوميًا وسوف تزيد عدد المرشدين إذا اقتضت الضرورة ذلك.
* لقد تم تصحيح هذا الرقم بعد نشر هذا التحديث