الأعمال القتالية في قطاع غزة وإسرائيل | تقرير موجز بالمستجدات رقم 37
النقاط الرئيسية
اشتدت عمليات القصف والاشتباكات المسلحة في المناطق المحيطة بمستشفى الشفاء في مدينة غزة منذ فترة ما بعد ظهر يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر. تضررت البنية التحتية الحيوية، بما فيها محطة الأكسجين، وخزانات المياه، وبئر، وقسم القلب والأوعية الدموية، وقسم الولادة. كما قُتلت ثلاث ممرضات. وبينما تمكن العديد من المهجرين داخليا وبعض الموظفين والمرضى من الفرار، ما زال آخرون محاصرين في الداخل، خوفا من المغادرة أو غير قادرين جسديا على القيام بذلك.
في مستشفى الشفاء، توفي طفلان خدج وعشرة مرضى آخرين منذ انقطاع التيار الكهربائي في 11 تشرين الثاني/نوفمبر، وتفاقم ذلك بسبب نقص المواد الاستهلاكية الطبية. ويتعرض 36 طفلا آخر في الحاضنات بالإضافة إلى مرضى غسيل الكلى لخطر الموت الوشيك. وفي 12 تشرين الثاني/نوفمبر، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنها فقدت الاتصال مع مستشفى الشفاء.
في 12 تشرين الثاني/نوفمبر، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن مستشفى القدس في مدينة غزة لم يعد يعمل بسبب نفاد الوقود المتاح وانقطاع التيار الكهربائي.
وفي فترة ما بعد ظهر يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر، أفادت التقارير بأن غارة جوية أصابت ودمرت العيادة السويدية في مخيم الشاطئ، غرب مدينة غزة، حيث كان نحو 500 مهجر يلتمسون المأوى هناك. ولا يزال عدد الضحايا غير واضح. خلال الليل (11-12 تشرين الثاني/نوفمبر)، أصابت غارة جوية أخرى مستشفى المهدي في مدينة غزة، مما أسفر عن مقتل طبيبين وإصابة آخرين، حسبما أفادت التقارير.
تحظى المستشفيات والطواقم الطبية بحماية خاصة بموجب القانون الدولي الإنساني. فينبغي ألا تستخدم هذه المستشفيات لحماية أهداف عسكرية من الهجمات. ويجب أن تتخذ أي عملية عسكرية تنفذ في محيط المستشفيات أو داخلها خطوات ترمي إلى الحفاظ على أرواح المرضى والعاملين في المجال الطبي والمدنيين الآخرين. ويجب اتخاذ جميع الاحتياطات المعقولة، بما تشمله من التحذيرات الفعالة التي تضع في الاعتبار قدرة المرضى والعاملين في المجال الطبي وغيرهم من المدنيين على إخلائها بأمان.
تعرض مبنى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مدينة غزة ومدرسة تابعة للأونروا في بيت لاهيا، وكلاهما يستضيفان مهجرين داخليا، للقصف في 11 و12 تشرين الثاني/نوفمبر، على التوالي، مما أدى إلى وقوع عدد من الضحايا لم يتضح بعد عددهم.
في 12 تشرين الثاني/نوفمبر، تواصل عشرات الآلاف من المهجرين في الفرار من المناطق الواقعة شمال وادي غزة (فيما يلي: «الشمال»)، باتجاه الجنوب عبر «ممر» فتحه الجيش الإسرائيلي.
يكافح مئات الآلاف من الناس الذين لم يبرحوا أماكنهم في الشمال في سبيل البقاء على قيد الحياة. ويثير تناول المياه من مصادر غير مأمونة مخاوف خطيرة إزاء التجفاف وانتشار الأمراض المنقولة بالمياه. وقد أعرب برنامج الأغذية العالمي عن قلقه إزاء سوء التغذية والمجاعة.
الأعمال القتالية والضحايا (قطاع غزة)
تواصلت الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية والجماعات المسلحة الفلسطينية في مدينة غزة ومحيطها وفي مناطق عدة في محافظة شمال غزة، وبدرجة أقل في المحافظة الوسطى، خلال الليل (11-12 نوفمبر/تشرين الثاني). وفي هذه الأثناء، استمر القصف الإسرائيلي المكثف من البر والبحر والجو على شتى أرجاء قطاع غزة. واستمرت القوات البرية الإسرائيلية في فصل الشمال عن الجنوب فصلًا فعليًا، باستثناء «الممر» المؤدي إلى الجنوب.
وشملت الهجمات المميتة الأخرى ما يلي: في 11 تشرين الثاني/نوفمبر، حوالي الساعة 13:00، قصف مبنى في منطقة الشابورة في رفح (في الجنوب)، حيث أفادت التقارير بسقوط 13 ضحية وإصابة 15 آخرين، وفي 12 تشرين الثاني/نوفمبر، حوالي الساعة 2:00 صباحا، أفادت التقارير بأن غارتين جويتين متتاليتين على مخيم جباليا قتلتا 18 فلسطينيا. في يوم 12 تشرين الثاني/نوفمبر، حوالي الساعة 10:00 صباحا، قصف مبنى سكني في بني سحيلة، شرق خان يونس (في الجنوب)، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 13 فلسطينيا وإصابة 20 آخرين، حسبما أفادت التقارير.
في 12 تشرين الثاني/نوفمبر، ولليوم الثاني على التوالي، عقب انهيار الخدمات والاتصالات في المستشفيات بالشمال، لم تعمل وزارة الصحة في غزة على تحديث أعداد الضحايا. فحتى الساعة 14:00 من يوم 10 تشرين الثاني/نوفمبر، وصلت حصيلة الضحايا الذين سقطوا منذ نشوب الأعمال القتالية إلى 11,078 فلسطينيًا، يقدر بأن من بينهم 4,506 طفلًا و3,027 امرأة. وأشارت التقارير إلى أن نحو 2,700 آخرين، بمن فيهم نحو 1,500 طفل، لا يزالون في عداد المفقودين وقد يكونون محاصرين أو موتى تحت الأنقاض في انتظار إنقاذهم أو إنعاشهم. وأصيب 27,490 فلسطينيًا بجروح حسب التقارير الواردة.
ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى في صفوف الجنود الإسرائيليين في غزة خلال الــ24 ساعة الماضية. ويبلغ العدد الكلي للجنود الذين قتلوا منذ بداية العمليات البرية 47 جنديا، وفقًا للمصادر الرسمية الإسرائيلية.
في 12 تشرين الثاني/نوفمبر، ولليوم التاسع على التوالي، واصل الجيش الإسرائيلي – الذي كان قد دعا سكان الشمال إلى التوجه نحو الجنوب – فتح «ممر» على طول طريق المرور الرئيسي، وهو شارع صلاح الدين، بين الساعتين 9:00 و16:00. بالإضافة إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي عبر قناة التواصل الاجتماعي باللغة العربية عن «وقف تكتيكي للنشاطات العسكرية» بين الساعة 10:00 والساعة 14:00 في جباليا وعزبة ملين، بالقرب من مدينة غزة، لتمكين الناس من المغادرة جنوبا. وتم إجلاء عشرات الآلاف من المهجرين.
وصل المهجرون إلى المفترق الرئيسي المجاور لوادي غزة سيرًا أو على متن عربات تجرها الحمير، بالنظر إلى أن الجيش الإسرائيلي منع عبور المركبات على بعد 4-5 كيلومترات تقريبًا من تلك النقطة، حسبما أفادت التقارير. ولم يتمكن معظم المهجرين من حمل سوى القليل من مقتنياتهم. وكان معظم المهجرين مرهقين وعطشى، ووزع مراقبو الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المياه والبسكويت عليهم بالقرب من المفترق.
تعرضت مدرسة تابعة للأونروا ومركز صحي آخر في مدينة غزة للقصف في 11 تشرين الثاني/نوفمبر. وكان المركز الصحي يؤوي أكثر من 1,000 مهجر، تمكن بعضهم من الفرار بتجاه الجنوب بتنسيق من الأونروا.
يستمر عدد المهجرين في الجنوب في الازدياد، حيث تقوم الأونروا بإيواء 618,000 شخص في 97 منشأة، تم افتتاح ثلاثة منها مؤخرا في رفح. وبعد هذه الافتتاحات، انخفض متوسط عدد المهجرين داخليا لكل مأوى انخفاضا طفيفا. ومع ذلك، فإن مراكز الايواء التابعة للأونروا تستوعب أشخاصا أكثر بكثير عن قدرتها الاستيعابية المقررة. ويؤدي الاكتظاظ إلى انتشار الأمراض، بما في ذلك أمراض الجهاز التنفسي الحادة والإسهال، ويثير قضايا بيئية وصحية ويحد من قدرة الوكالة على ضمان تقديم خدمات فعالة وفي الوقت المطلوب.
تشير التقديرات إلى أن أكثر من 1.5 مليون شخص في غزة باتوا مهجرين. ومن بين هؤلاء 778,000 مهجر يلتمسون المأوى فيما لا يقل عن 154 مركز إيواء تابع للأونروا.
عبر ما مجموعه 76 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والأدوية واللوازم الصحية والمياه المعبأة والبطانيات والخيم ومنتجات النظافة الصحية من مصر إلى غزة حتى الساعة 18:00 من يوم 12 تشرين الثاني/نوفمبر. وبذلك يرتفع عدد الشاحنات التي دخلت غزة منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر إلى 981 شاحنة.
وحتى وقت كتابة هذا التقرير، من غير الواضح إذا ما زالت الحدود المصرية مغلقة أمام إجلاء المواطنين الأجانب ومزدوجي الجنسية والمصابين في 12 نوفمبر/تشرين الثاني. وقد نقل 131 مصابًا لتلقي الرعاية الطبية في مصر.
لا يزال معبر كرم أبو سالم مع إسرائيل، الذي كان يعد نقطة الدخول الرئيسية للبضائع قبل نشوب الأعمال القتالية، مغلقا. وما زال مسرب المشاة على معبر إيريز مع إسرائيل مغلقًا كذلك.
في المؤتمر الإنساني الدولي الذي عقد في 9 تشرين الثاني/نوفمبر في باريس، صرح منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، بأن «العدد المتواضع من الشاحنات التي تمكّنّا من إدخالها عبر معبر رفح الحدودي حتى الآن غير كافٍ على الإطلاق بالمقارنة مع الحجم الهائل للاحتياجات [...] إننا في حاجة إلى إدخال المئات، وليس العشرات، من الشاحنات في كل يوم إلى غزة والسماح بالوصول إلى كل مكان يلتمس الناس المأوى فيه.»
الكهرباء
صادف 11 تشرين الثاني/نوفمبر مرور شهر على الانقطاع الكامل للكهرباء الذي شهده قطاع غزة بعدما قطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء والوقود، وهو ما أدى إلى إغلاق محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع. ما انفكت السلطات الإسرائيلية تمنع دخول الوقود الذي تشتد الحاجة إليه لتشغيل مولدات الكهرباء من أجل تسيير عمل الأجهزة المنقذة للحياة.
الرعاية الصحية، بما يشمل الهجمات عليها (قطاع غزة)
تكثفت عمليات القصف والاشتباكات المسلحة في المناطق المحيطة بمستشفى الشفاء في مدينة غزة منذ فترة ما بعد ظهر يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر.
لم يفتأ الجيش الإسرائيلي يزعم أن الجماعات المسلحة تشغل مجمعًا عسكريًا داخل مستشفى الشفاء وتحته. وتنفي إدارة المستشفى ووزارة الصحة الفلسطينية هذا الزعم بشدة وتدعوان إلى إجراء تحقيق مستقل في هذا الشأن.
وأفادت التقارير أن عددا غير مؤكد من المهجرين داخليا، بالإضافة إلى العديد من المرضى والطواقم الطبية، قد فروا من مستشفى الشفاء خلال الأيام القليلة الماضية، وسط الهجمات المكثفة والدعوات الإسرائيلية لإخلائه. وزعم الجيش الإسرائيلي أنه فتح «ممرا» لهم لمغادرة المستشفى. ومع ذلك، أشارت تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أنه تم إطلاق النار عليهم وهم يحاولون الفرار، مما أدى إلى وقوع ضحايا. وقد تلقت الوكالات الإنسانية مكالمات يائسة من الموظفين وأقارب المرضى الذين لا يستطيعوا المغادرة خوفا من القناصة المتمركزين في المناطق المحيطة بالمستشفى. أما الآخرون، ولا سيما الأشخاص ذوو الإعاقة، فهم غير قادرين جسديا على المغادرة بمفردهم.
نفد الوقود من آخر مولد كهربائي في مستشفى الشفاء في 11 تشرين الثاني/نوفمبر. ومنذ بدء انقطاع التيار الكهربائي، الذي تفاقم بسبب نقص المواد الاستهلاكية الطبية، توفي طفلان خدج وعشرة مرضى آخرين في المستشفى، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في رام الله. نقلت وسائل الإعلام عن مدير مستشفى الشفاء تصريحه بأنه بحلول يوم غد 13 نوفمبر/تشرين الثاني، قد يموت مرضى غسيل الكلى بسبب عدم القدرة على علاجهم. كما حذرت وزارة الصحة من عدم قدرة موظفي المستشفى على دفن جثث حوالي 100 حالة وفاة، والتي بدأت تتحلل في ساحة المستشفى، إلى جانب المخاطر المرتبطة بالمخلفات الطبية المتراكمة داخل الأقسام.
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن قواته حاولت، صباح يوم 12 تشرين الثاني/نوفمبر، تسليم مستشفى الشفاء 300 لتر من الوقود للأغراض الطبية العاجلة، ولكن المستشفى رفض استلامه. صرح مدير مستشفى الشفاء لوسائل الإعلام أن كمية الوقود التي عرضتها إسرائيل لا تشغل مولدات المستشفى إلا لمدة 15-30 دقيقة فقط، مشيرا إلى أن المستشفى كان سيقبله إذا تم تسليمه من خلال اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
في 12 تشرين الثاني/نوفمبر، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن مستشفى القدس في مدينة غزة لم يعد يعمل بسبب نفاد الوقود المتاح وانقطاع التيار الكهربائي. يبذل الطاقم الطبي قصارى جهده لتوفير الرعاية للمرضى والجرحى، حتى أنهم يلجأون إلى الأساليب الطبية التقليدية وسط ظروف إنسانية قاسية ونقص في الإمدادات الطبية والغذاء والمياه.
وحتى 11 تشرين الثاني/نوفمبر، لم تزل سبع من أصل 18 سيارة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تعمل في الشمال، ولكن هذه السيارات عرضة للتوقف عن العمل بصورة كاملة بسبب نفاد الوقود.
واصلت الأونروا تقديم الرعاية الصحية، من خلال 124 فريقا طبيا، للمهجرين في مراكز الايواء التابعة لها. وبين 10 و11 تشرين الثاني/نوفمبر، تلقى ما مجموعه 18,076 شخصا العلاج.
المياه والصرف الصحي (قطاع غزة)
منذ 9 تشرين الثاني/نوفمبر، وبعد بضعة أيام من تشغيل الآبار على نطاق محدود، أغلقت جميع الآبار التي تشغلها البلديات في جميع أنحاء قطاع غزة مرة أخرى بسبب نفاد الوقود. ونتيجة لذلك، توقف نقل المياه بالصهاريج وضخ المياه القليلة الملوحة التي تستخدم في الأغراض المنزلية دون الشرب.
تشير التقارير المروية إلى أن الأشخاص الذين تستضيفهم مراكز الإيواء أو يعيشون على مقربة من البحر يذهبون إلى الشواطئ للاستحمام وغسل ملابسهم في البحر، ويأخذون مياه البحر إلى منازلهم ومراكز الايواء لاستخدامها في الأغراض المنزلية. وقد تنطوي هذه الممارسة على تداعيات صحية سلبية مختلفة بسبب ارتفاع مستويات تلوث مياه البحر.
في الشمال، لا تعمل محطة تحلية المياه ولا خط الأنابيب الإسرائيلي. وبالمثل، لم توزع المياه المعبأة على المهجرين الذين يقيمون في مراكز الإيواء منذ ما يزيد عن أسبوع. وثمة مخاوف جدية إزاء التجفاف وانتشار الأمراض المنقولة بالمياه بسبب تناول المياه من مصادر غير مأمونة.
تقدم الأونروا نحو 1.5 لتر من المياه الصالحة للشرب و3-4 لترات من المياه غير الصالحة للشرب للشخص الواحد يوميًا في جميع مراكز الايواء في الجنوب. وفي أكبر مركز إيواء يقع في خانيونس (والذي يلتمس المأوى فيه أكثر من 21,700 مُهجر)، أنشأت الأونروا بالشراكة مع اليونيسف محطة لتحلية المياه تحول المياه القليلة الملوحة المستخرجة من الآبار إلى مياه صالحة للشرب.
توقف نقل النفايات الصلبة إلى المكبات إلى حد كبير في شتى أرجاء قطاع غزة، بسبب نفاد الوقود وانعدام الأمن. وتتراكم النفايات في الشوارع وخارج مراكز إيواء المهجرين، مما يتسبب في تزايد مخاطر الإصابة بالأمراض التي ينقلها الهواء وتفشي الحشرات والجرذان. وعلى النقيض من ذلك، استمر جمع النفايات الصلبة من المخيمات ومراكز إيواء المهجرين بشكل متقطع، فقد تم نقل حوالي 100 حمولة إلى مواقع مكبات مؤقتة في 10-11 تشرين الثاني/نوفمبر.
الأمن الغذائي
يشكل نقص الغذاء في الشمال مصدر قلق متزايد. فمنذ 7 تشرين الثاني/نوفمبر، ما عادت أي مخابز تزاول عملها في الشمال بسبب نفاد الوقود والمياه ودقيق القمح، فضلًا عن الأضرار التي لحقت بالعديد منها. وتشير التقارير إلى أن دقيق القمح ما عاد متوفرًا في السوق. ولم تتمكن المنظمات الشريكة في قطاع الأمن الغذائي من تقديم المساعدات في الشمال خلال الأيام التسعة الماضية. وثمة مؤشرات على اعتماد آليات تأقلم سلبية بسبب شح الطعام، بما فيها تخطي الوجبات أو تقليلها واستخدام طرق غير مأمونة وغير صحية في إشعال النار. وتفيد التقارير بأن الناس يلجؤون إلى طرق غير تقليدية في تناول الطعام، كتناول البصل النيء مع الباذنجان غير المطبوخ.
تكافح النساء، وخاصة الحوامل والمرضعات، في سبيل العثور على الطعام، مما يعرض أسرهن للخطر. ويعرض سوء التغذية الخطر الشديد عليهم وعلى وأطفالهم.
كما يشكل الحصول على الخبز تحديًا في الجنوب. ولا تملك المطحنة الوحيدة العاملة في غزة القدرة على طحن القمح بسبب انقطاع الكهرباء ونفاد الوقود. وقد قصف 11 مخبزًا ودمر منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. ولا يزاول غير مخبز واحد من المخابز التي يتعاقد معها برنامج الأغذية العالمي وثمانية مخابز أخرى في الجنوب عملها، حيث تقدم الخبز بين الفينة والفينة لمراكز الإيواء حسب توفر دقيق القمح والوقود لديها. ويصطف الناس في طوابير لأكثر من خمسة ساعات أمام المخابز، حيث يتعرضون لخطر الغارات الجوية.
يفيد برنامج الأغذية العالمي وشركاؤه بأن بعض المواد الغذائية الأساسية، كالأرز والبقوليات والزيوت النباتية، نفدت من السوق تقريبًا. واختفت المواد الأخرى، بما فيها دقيق القمح ومشتقات الألبان والبيض والمياه المعدنية، عن الرفوف في المحلات التجارية في شتى أرجاء قطاع غزة خلال اليومين الماضيين. وعلى الرغم من المخزون المتاح بكميات محدودة على مستوى محلات البيع بالجملة، فإنه لا يمكن وصول هذه المواد إلى محلات البيع بالمفرق بسبب الأضرار الواسعة النطاق والمسائل الأمنية ونقص الوقود. ووفقًا لمسح أجراه برنامج الأغذية العالمي، فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية والمشروبات بنسبة وصلت إلى 10 بالمائة منذ نشوب الأعمال القتالية، حيث ارتفعت أسعار الخضروات الطازجة بنسبة 32 بالمائة، وارتفعت أسعار البطاطا بنسبة 30 بالمائة، وارتفعت أسعار الفواكه الطازجة بنسبة 27 بالمائة.
الأعمال القتالية والقتلى (إسرائيل)
تواصلت الصواريخ التي تطلقها الجماعات المسلحة الفلسطينية بصورة عشوائية باتجاه المراكز السكانية الإسرائيلية خلال الساعات الـ24 الماضية، ولم ترد تقارير تفيد بسقوط قتلى. وفي الإجمال، قُتل نحو 1,200 إسرائيلي وأجنبي في إسرائيل، حسبما نقلته وسائل الإعلام عن السلطات الإسرائيلية (حيث غيرت المصادر الإسرائيلية التقديرات التي كانت تورد التقارير بشأنها). وقد قتلت الغالبية العظمى من هؤلاء في 7 تشرين الأول/اكتوبر. وحتى 10 تشرين الثاني/نوفمبر، نشرت أسماء 1,162 من هؤلاء القتلى، بمن فيهم 845 مدنيًا وشرطيًا. وثمة 33 طفلًا من بين أولئك الذين جرى تحديد أعمارهم.
وفقًا للسلطات الإسرائيلية، يعد 239 شخصًا في عداد الأسرى في غزة، بمن فيهم إسرائيليون وأجانب. وتشير التقارير الإعلامية إلى أن نحو 30 من الرهائن هم من الأطفال. وقد أفرجت حماس عن أربعة رهائن مدنيين وأنقذت القوات الإسرائيلية مجندة إسرائيلية واحدة حتى الآن. وادعت حماس أن 57 رهينة قتلوا بفعل الغارات الجوية الإسرائيلية. في 12 تشرين الثاني/نوفمبر، جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعوته إلى إطلاق سراح الرهائن.
العنف والضحايا (الضفة الغربية)
في 12 تشرين الثاني/نوفمبر، توفي رجل فلسطيني متأثرا بجروح أصيب بها على يد القوات الإسرائيلية خلال عملية تفتيش واعتقال في قرية برقة (نابلس).
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قتلت القوات الإسرائيلية 172 فلسطينيًا، من بينهم 46 طفلًا، وقتل المستوطنون الإسرائيليون ثمانية آخرين، أحدهم طفل، في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. وقتل ثلاثة إسرائيليين في هجمات نفذها فلسطينيون.
يمثل عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في الضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 42 بالمائة من جميع الفلسطينيين الذين قتلوا فيها خلال العام 2023 (417). فمنذ ذلك اليوم، قتل نحو 59 بالمائة من هؤلاء خلال المواجهات التي أعقبت عمليات التفتيش والاعتقال الإسرائيلية، ولا سيما في محافظتي جنين وطولكرم، ونحو 27 بالمائة في سياق المظاهرات التي خرجت للتضامن مع غزة، وسبعة بالمائة خلال الهجمات التي شنها المستوطنون على الفلسطينيين وقتل من تبقى منهم، ونسبتهم سبعة بالمائة، خلال الهجمات التي شنها الفلسطينيون أو زعم أنهم شنوها على القوات الإسرائيلية أو المستوطنين الإسرائيليين.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، أصابت القوات الإسرائيلية 2,586 فلسطينيًا، من بينهم 267 طفلًا على الأقل. وقد أصيب أكثر من نصف هؤلاء في سياق المظاهرات. كما أصيب 74 فلسطينيّا على يد المستوطنين. وكان نحو 33 بالمائة من هذه الإصابات بالذخيرة الحية.
خلال الـ24 ساعة الماضية، ألقى مستوطنون إسرائيليون من تفوح، حسبما أفادت التقارير، الحجارة واعتدوا جسديا على ثلاثة مزارعين فلسطينيين، من بينهم امرأتان، في قرية جماعين (نابلس) وأصابوهم بجروح.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، سجل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 241 هجمة شنها المستوطنون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا (30 حادثًا) أو إلحاق أضرار بالممتلكات (174 حادثًا) أو سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا (37 حادثًا). وهذا يعكس متوسطًا يوميًا يزيد عن ستة حوادث بالمقارنة مع ثلاثة حوادث منذ مطلع هذه السنة. وانطوى أكثر من ثلث هذه الحوادث على التهديد بالأسلحة النارية، بما شمله ذلك من إطلاق النار. وفي نصف الحوادث تقريبًا، رافقت القوات الإسرائيلية أو أمنت الدعم الفعلي للمستوطنين الإسرائيليين وهم يشنون هجماتهم.
التهجير (الضفة الغربية)
لم يتم تسجيل أي حالات تهجير جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية. منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، هجر ما لا يقل عن 121 أسرة تضم 1,149 فردًا، من بينهم 452 طفلًا، بسبب عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول. وتنحدر الأسر المهجرة من 15 تجمعًا رعويًا أو بدويًا.
وفضلًا عن هؤلاء، هجر 45 فلسطينيًا آخرين، من بينهم 24 طفلًا، في أعقاب عمليات الهدم العقابي التي نفذت منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. كما هجر 135 فلسطينيًا، من بينهم 66 طفلًا، بسبب عمليات الهدم التي طالت منازلهم في المنطقة (ج) والقدس الشرقية بحجة افتقارها للرخص.
التمويل
في 7 تشرين الثاني/نوفمبر، أصدرت الأمم المتحدة وشركاؤها خطة تبيّن الحد الأدنى الضروري لتوسيع نطاق العمليات الإنسانية اللازمة لدعم 2.2 مليون شخص في قطاع غزة و500,000 آخرين من أشد الفئات ضعفًا في الضفة الغربية. وثمة حاجة إلى مبلغ قدره 1.2 مليار دولار لتقديم الخدمات الإنسانية الحالية وسط استمرار الأعمال القتالية. وقد أطلعت الأمم المتحدة المانحين والشركاء المحتملين على خطة الاستجابة التي وضعتها باعتبارها جزءًا من نداء عاجل محدث.