فريق مشترك تابع للأمم المتحدة لتقييم الحالة الإنسانية يزور مستشفى الشفاء في مدينة غزة في 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2023. وضم هذا الفريق خبراء في الصحة العامة وموظفي لوجستيات وموظفين أمنيين من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وإدارة الأمم المتحدة لشؤون السلامة والأمن ودائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع ووكالة الأونروا ومنظمة الصحة العالمية، التي قادت الفريق. تصوير منظمة الصحة العالمية
الأعمال القتالية في قطاع غزة وإسرائيل | تقرير موجز بالمستجدات رقم 43
النقاط الرئيسية
في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، أخلى نحو 2,500 مُهجّر وعدد من المرضى الذين يمكنهم الانتقال والموظفون مستشفى الشفاء في مدينة غزة. وجاء ذلك في أعقاب الأوامر التي أصدرها الجيش الإسرائيلي، الذي واصل عملياته داخل المُجمّع لليوم الرابع على التوالي. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، بقي 25 من العاملين الصحيين و291 مريضًا في المستشفى بحلول ساعات ما بعد الظهر. ومن هؤلاء المرضى 32 طفلًا في حالة حرجة، وشخصان يتلقيان العناية المركزة دون أوكسجين و22 مريض في حاجة إلى غسيل الكلى. لم يعد المستشفى يزاول عمله ولا يستقبل مرضى جدد الآن.
زار فريق مشترك تابع للأمم المتحدة لتقييم الحالة الإنسانية، وتقوده منظمة الصحة العالمية، مستشفى الشفاء في 18 تشرين الثاني/نوفمبر لتقييم الوضع على الأرض وإجراء تحليل سريع لحالته وتقييم الأولويات الطبية وتحديد الخيارات اللوجستية من أجل تنفيذ المزيد من المهام. وقد طُلب من الفريق إخلاء العمال الصحيين والمرضى إلى منشآت أخرى. وتعمل منظمة الصحة العالمية على وجـه الاستعجال على إعداد خطط لإخلاء من تبقى من المرضى والموظفين وأُسرهم على الفور.
تحظى المستشفيات والعاملون في المجال الطبي بالحماية بوجه خاص بموجب القانون الدولي الإنساني وعلى جميع أطراف النزاع ضمان حمايتها. وينبغي ألا تستخدم هذه المستشفيات لحماية أهداف عسكرية من الهجمات. ويجب أن تتخذ أي عملية عسكرية تُنفذّ في محيط المستشفيات أو داخلها خطوات ترمي إلى الحفاظ على أرواح المرضى والعاملين في المجال الطبي والمدنيين الآخرين. ويجب اتخاذ جميع الاحتياطات المعقولة، بما تشمله من التحذيرات الفعّالة التي تضع في الاعتبار قدرة المرضى والعاملين في المجال الطبي وغيرهم من المدنيين على إخلائها بأمان.
خلال الساعات الـ24 الماضية، أفادت التقارير بأن ثلاث مدارس تستخدم كمراكز لإيواء المُهجّرين في شمال وادي غزة (فيما يلي: «الشمال») تعرضت للقصف، مما أسفر عن قتل عدد كبير من الأشخاص. ففي مدرسة تل الزعتر في بيت لاهيا، أفادت التقارير الإعلامية بأن أكثر من 50 شخصًا قُتلوا في 18 تشرين الثاني/نوفمبر. وفي اليوم نفسه، قُتل العشرات، بمن فيهم أطفال، في مدرسة الفاخورة التابعة للأونروا في جباليا، والتي تؤوي أكثر من 4,000 مُهجّر. وفي 17 تشرين الثاني/نوفمبر، قُصفت مدرسة أخرى من مدارس الأونروا في حيّ الزيتون بمدينة غزة أيضًا. وبين 7 تشرين الأول/أكتوبر و16 تشرين الثاني/نوفمبر، قُتل ما لا يقل عن 71 مُهجّرًا وأصيب 573 آخرين وهم يلتمسون المأوى في منشآت الأونروا في شتّى أرجاء قطاع غزة.
في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، أعرب منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، عن استيائه إزاء الأخبار التي وردت بشأن الأطفال والنساء والرجال الذين قُتلوا وهم يلتمسون المأوى في مدرسة الفاخورة، وذكر بأن «مراكز الإيواء مكان آمن. المدارس مكان للتعلم،» وأضاف أنه «لا يمكن ولا ينبغي أن يتحمل المدنيون هذا لفترة أطول.»
في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، دخل 123,000 لتر من الوقود غزة من مصر. وأكدّت السلطات الإسرائيلية أنها سوف تبدأ بالسماح بإدخال كمية مقدارها 70,000 لتر من الوقود من مصر يوميا، وهي كمية تقل عن الحد الأدنى المطلوب لتسيير العمليات الإنسانية الأساسية. ومن المقرر أن تتولى الأونروا توزيع الوقود لإسناد عمليات توزيع الأغذية وتشغيل الموّلدات في المستشفيات ومنشآت المياه والصرف الصحي ومراكز الإيواء وغيرها من الخدمات البالغة الأهمية.
بين ليلة 17 ويوم 18 تشرين الثاني/نوفمبر، استُعيدت خدمات الاتصالات تدريجيًا في غزة بعدما تلقى مقدّمو هذه الخدمات كمية محدودة من الوقود. وقد استمر انقطاع الاتصالات لنحو 30 ساعة وتسبب في وقف عمليات تقديم المساعدات الإنسانية التي تواجه التحديات أصلا وقفًا تامًا تقريبًا، بما تشمله من المساعدات المنقذة للحياة للأشخاص المصابين أو المحاصرين تحت الأنقاض نتيجة للغارات الجوّية والاشتباكات.
الأعمال القتالية والضحايا (قطاع غزة)
تواصلت الاشتباكات البرّية الكثيفة بين القوّات الإسرائيلية والجماعات المسلّحة الفلسطينية في مدينة غزة ومحيطها وفي مناطق عدّة في محافظة شمال غزة وخانيونس وشرق رفح (في الجنوب). كما استمرت الغارات الجوية وعمليات القصف التي تشنّها القوّات الإسرائيلية على مواقع متعددة في شتّى أرجاء غزة. وواصلت القوّات البرّية الإسرائيلية فصل الشمال عن الجنوب فصلًا فعليًا، باستثناء «الممر» المؤدي إلى الجنوب.
تُعدّ الهجمات التالية من بين أكثر الهجمات الدموية التي وردت التقارير بشأنها خلال الساعات الـ24 الماضية، وذلك عدا عن تلك التي استهدفت المدارس الثلاث المذكورة أعلاه: عند نحو الساعة 1:15 من يوم 18 تشرين الثاني/نوفمبر، قُصفت شقة في بلدة حمد بخانيونس، مما أسفر عن مقتل 28 شخصًا وإصابة 23 آخرين حسبما أفادت التقارير. وعند منتصف النهار من اليوم نفسه، أشارت التقارير إلى أن 10 أشخاص على الأقل قُتلوا عندما قُصفت بناية في مخيم النصيرات. وعند نحو الساعة 06:00 من يوم 17 تشرين الثاني/نوفمبر، قُصفت بناية في منطقة القرارة شمال شرق خانيونس، مما أدى إلى مقتل 14 شخصًا وإصابة 20 آخرين، حسبما ورد في التقارير. وعند نحو الساعة 8:00 من اليوم نفسه، قُصفت بناية في المنطقة الشرقية من رفح، مما أفضى إلى مقتل تسعة أشخاص وإصابة 10 آخرين حسب التقارير الواردة.
منذ 11 تشرين الثاني/نوفمبر، وعقب انهيار الخدمات والاتصالات في المستشفيات في الشمال، لم تعمل وزارة الصحة في غزة على تحديث أعداد الضحايا. فحتى الساعة 14:00 من يوم 10 تشرين الثاني/نوفمبر (وهو الوقت الذي قُدّم فيه آخر تحديث)، وصلت حصيلة الضحايا الذين سقطوا منذ نشوب الأعمال القتالية إلى 11,078 فلسطينيًا، يُقدّر بأن من بينهم 4,506 طفلًا و3,027 امرأة. وتشير التقارير إلى أن نحو 2,700 آخرين، بمن فيهم 1,500 طفل، في عداد المفقودين وقد يكونون محاصرين تحت الأنقاض في انتظار إنقاذهم أو إنتشالهم. وأُصيب 27,490 فلسطينيًا بجروح حسبما ورد في التقارير.
وفقًا لنقابة الصحفيين الفلسطينيين في غزة، قُتل 45 صحفيًا فلسطينيًا منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. وحسب وزارة الصحة، قُتل أكثر من 198 من العاملين في المجال الطبي. ووفقًا لما ورد على لسان الدفاع المدني الفلسطيني، قُتل 12 من أفراد طاقمه على الأقل. ووفقًا لما أفادت به الأونروا، قُتل 103 من الموظفين العاملين لديها منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.
خلال الساعات الـ24 الماضية وحتى الساعة 18:00 من هذا اليوم، أشارت التقارير إلى مقتل ستة جنود إسرائيليين في غزة، مما يرفع العدد الكلي للجنود الذين قُتلوا منذ بداية العمليات البرية إلى 62 جنديًا، وفقًا للمصادر الرسمية الإسرائيلية.
في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، أعلن الجيش الإسرائيلي عن «وقف تكتيكي للأنشطة العسكرية» لأغراض إنسانية في منطقة الشابورة برفح.
في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، واصل الجيش الإسرائيلي دعوة السكان في الشمال للإخلاء والتوجه نحو الجنوب عبر «ممر» أقامه على طول طريق المرور الرئيسي، وهو شارع صلاح الدين، بين الساعتين 7:00 و16:00. ويقدر فريق الرصد التابع لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن نحو 10,000 شخص انتقلوا خلال هذا اليوم، حيث وصل معظمهم إلى وادي غزة على متن العربات التي تجرها الحمير والحافلات وبعضهم سيرًا.
أفادت التقارير بأن القوّات الإسرائيلية اعتقلت بعض الأشخاص الذين كانوا ينتقلون عبر «الممر» وأشار المُهجّرون الذين أجرى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مقابلات معهم إلى أن القوّات الإسرائيلية أقامت حاجزًا غير مأهول لتوجيه الأشخاص من مسافة بعيدة للمرور عبر منشأتين يُعتقد بأنه تم تركيب نظام للمراقبة فيهما. وتصدر الأوامر إلى المُهجّرين لإبراز بطاقات هوياتهم والخضوع لما يبدو أنه نظام للتعرف على الوجوه، حسبما أفادت التقارير. ولوحظ انتقال الأطفال الذين لا يصحبهم ذووهم والأسر التي انفصل أفرادها عن بعضهم بعضًا بصورة متزايدة.
تشير التقديرات إلى أن أكثر من 1.6 مليون شخص في غزة باتوا مُهجّرين. ومن بين هؤلاء 830,000 مُهجّر يلتمسون المأوى في 154 مركز إيواء تابع للأونروا. وتستوعب مراكز الايواء التابعة للأونروا أعدادًا تفوق طاقتها الاستيعابية المقرّرة بكثير ولا تملك القدرة على إيواء مُهجّرين جدد. ووفقًا للتقارير الأولية، يلتمس آلاف المُهجّرين الأمن والأمان بالنوم في العراء قبالة جدران مراكز الإيواء في الجنوب.
يسهم الاكتظاظ في انتشار الأمراض، بما فيها أمراض الجهاز التنفسي الحادة والإسهال، مما يثير شواغل بيئية وصحية. وفي المتوسط، ثمة حمام واحد لكل 700 شخص ومرحاض واحد لكل 150 شخصًا. ويؤثر هذا الاكتظاظ على قدرة الأونروا على ضمان تقديم خدمات فعّالة وفي الوقت المطلوب.
عدا عن شاحنات الوقود الثلاث، لم تدخل أي إمدادات إنسانية غزة من مصر حتى الساعة 18:00 من يوم 18 تشرين الثاني/نوفمبر. وقد شهدت الأيام القليلة الماضية تراكم الإمدادات الإنسانية وازدحامها بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل الرافعات الشوكية والشاحنات في منطقة الاستلام، إلى جانب التحديات اللوجستية وتحديات السلامة المرتبطة بانقطاع الاتصالات وغيره من العوامل. ومنذ 21 تشرين الأول/أكتوبر، دخلت 1,139 شاحنة محمّلة بالمواد الغذائية والمياه واللوازم الطبية غزة مع مصر (باستثناء الوقود).
في 17 تشرين الثاني/نوفمبر، فتحت الحدود المصرية لإجلاء 689 مواطنًا من حملة الجنسيات المزدوجة والأجانب و41 مصابًا. وبين 2 و17 تشرين الثاني/نوفمبر، خرج نحو 6,500 شخصًا من مزدوجي الجنسية والأجانب من غزة إلى مصر.
ما زال معبر كرم أبو سالم مع إسرائيل، الذي كان يُعدّ نقطة الدخول الرئيسية للبضائع قبل اندلاع الأعمال القتالية، مغلقًا. ووفقًا للتقارير الإعلامية، ترفض السلطات الإسرائيلية طلبات الدول الأعضاء بشأن تشغيل هذا المعبر لزيادة المعونات الإنسانية التي تدخل غزة.
الكهرباء
منذ 11 تشرين الأول/أكتوبر، لم يزل قطاع غزة يشهد انقطاع الكهرباء عنه بعدما قطعت السلطات الإسرائيلية إمدادات الكهرباء والوقود ونفاد احتياطيات الوقود من محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع.
الرعاية الصحية، بما يشمل الهجمات عليها (قطاع غزة)
عند نحو الساعة 21:15 من يوم 17 تشرين الثاني/نوفمبر، أفادت التقارير بأن مستشفى الوفاء لرعاية المسنّين في النصيرات بالمحافظة الوسطى (جنوب وادي غزة) تعرّض للقصف في غارة جوية، مما أسفر عن قتل شخصين، أحدهما مدير المستشفى، وإصابة 15 آخرين.
في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، صرّحت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن فرق الطوارئ الطبية التابعة لها ما زالت محاصرة في مستشفى الأهلي المعمداني بمدينة غزة لليوم الثالث على التوالي، وسط عمليات القصف وإطلاق النار الكثيفة. ولا تملك هذه الفرق القدرة على الخروج من المستشفى والوصول إلى المصابين بأمان. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، بات 25 من أصل 36 مستشفى من مستشفيات قطاع غزة متوقفة عن العمل حتى يوم 17 تشرين الثاني/نوفمبر بسبب نفاد الوقود والأضرار التي أصابتها وانعدام الأمن. ولا تزاول المستشفيات الإحدى عشرة الأخرى عملها إلا بصورة جزئية وتستقبل المرضى، ولا تقدم سوى خدمات محدودة للغاية.
للاطّلاع على المزيد من المعلومات عن مستشفى الشفاء، انظروا النقاط الرئيسية أعلاه.
المياه والصرف الصحي (قطاع غزة)
بسبب نفاد الوقود، توقفت محطات ضخ مياه الصرف الصحي العامة و60 بئرًا من آبار المياه في الجنوب وإحدى محطات تحلية المياه في المحافظة الوسطى ومضختا مياه الصرف الصحي الرئيسيتان في الجنوب ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي في رفح عن العمل خلال الأيام القليلة الماضية. وتعمل محطة تحلية مياه البحر في خانيونس بنسبة تصل إلى 5 في المائة من طاقتها التشغيلية (نحو 300 متر مكعب يوميا). ومع ما يقترن بذلك من تعطل شبكة الصرف الصحي التابعة للبلديات، فإن هذا يُشكّل تهديدًا خطيرًا للصحة العامة ويزيد من خطر تلوث المياه وانتشار الأمراض.
يتمثل المصدر الرئيسي لمياه الشرب في الجنوب في خطين ممدودين من إسرائيل ويوفران معًا نحو 1,100 متر مكعب من المياه في الساعة.
يُعدّ الوضع أشد قتامة في الشمال، حيث تثور شواغل جدّية إزاء التجفاف وانتشار الأمراض المنقولة بالمياه بسبب تناول المياه من مصادر غير مأمونة. فمحطة تحلية المياه وخط الأنابيب الإسرائيلي لا يعملان. ولم توزع المياه المعبأة على المُهجّرين الذين يقيمون في مراكز الإيواء منذ ما يزيد عن أسبوع.
الأمن الغذائي
أشار برنامج الأغذية العالمي إلى زيادة طرأت على حالات التجفاف وسوء التغذية وحذّر من خطر المجاعة بسبب انهيار سلسلة الإمدادات الغذائية وعدم كفاية المعونات التي يجري تقديمها. فلم يدخل غزة سوى 10 في المائة من الإمدادات الغذائية الضرورية منذ نشوب الأعمال القتالية.
في الشمال، ومنذ 7 تشرين الثاني/نوفمبر، ما عادت أي مخابز تزاول عملها بسبب نفاد الوقود والمياه ودقيق القمح والأضرار التي لحقت بها. وتشير التقارير إلى أن دقيق القمح ما عاد متوفرًا في السوق. ولم تتمكن المنظمات الأعضاء في قطاع الأمن الغذائي من تقديم المساعدات في الشمال بسبب انعدام القدرة على الوصول إليه إلى حد كبير. وثمة مؤشرات على اعتماد آليات تأقلم سلبية بسبب شح الطعام، بما فيها تخطي الوجبات أو تقليلها واستخدام طرق غير مأمونة وغير صحية في إشعال النار. وتفيد التقارير بأن الناس يلجأون إلى طرق غير تقليدية في تناول الطعام، كتناول البصل النيء مع الباذنجان غير المطبوخ.
الأعمال القتالية والضحايا (إسرائيل)
تواصلت الصواريخ التي تطلقها الجماعات المسلّحة الفلسطينية بصورة عشوائية باتجاه المراكز السكانية الإسرائيلية خلال الساعات الـ24 الماضية، ولم ترد تقارير تفيد بسقوط قتلى. وفي الإجمال، قُتل أكثر من 1,200 إسرائيلي وأجنبي في إسرائيل، حسبما نقلته وسائل الإعلام عن السلطات الإسرائيلية. وقد قتلت الغالبية العظمى من هؤلاء في 7 تشرين الأول/اكتوبر. وحتى 15 تشرين الثاني/نوفمبر، نشرت أسماء 1,162 من هؤلاء المقتولين، بمن فيهم 859 مدنيًا وشرطيًا. وثمة 33 طفلًا من بين أولئك الذين جرى تحديد أعمارهم.
وفقًا للسلطات الإسرائيلية، يُعدّ 237 شخصًا في عداد الأسرى في غزة، بمن فيهم إسرائيليون وأجانب. وتشير التقارير الإعلامية إلى أن نحو 30 من الرهائن هم من الأطفال. وقد أفرجت حماس عن أربعة رهائن مدنيين وأنقذت القوّات الإسرائيلية مجندة إسرائيلية واحدة حتى الآن واستعادت جثث ثلاثة رهائن، حسبما أفادت التقارير. وفي 17 تشرين الثاني/نوفمبر، جدد منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، دعوته إلى إطلاق سراح الرهائن على الفور ودون شروط.
العنف والضحايا (الضفة الغربية)
في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، قتلت القوّات الإسرائيلية ستة فلسطينيين في حادثين منفصلين، على حين توفي فلسطيني آخر متأثرًا بالجروح التي أصيب بها في 9 تشرين الثاني/نوفمبر. وقد سُجّل مقتل خمسة من هؤلاء، بمن فيهم طفل، في مخيم بلاطة للاجئين (نابلس) خلال عملية عسكرية شهدت اشتباكات مسلحة مع الفلسطينيين وشنّ غارات جوية إسرائيلية، أسفرت كذلك عن إلحاق أضرار فادحة بالبنايات السكنية والبنية التحتية. وسُجّل مقتل فلسطيني آخر خلال المواجهات التي اندلعت في الوقت الذي كانت تنفذ فيه عمليات تفتيش واعتقال في مدنية طوباس.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قتلت القوّات الإسرائيلية 198 فلسطينيًا، من بينهم 52 طفلًا، وقتل المستوطنون الإسرائيليون ثمانية آخرين، أحدهم طفل، في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. وقُتل أربعة إسرائيليين في هجمات نفذها فلسطينيون.
يُمثّل عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا في الضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 43 في المائة من جميع الفلسطينيين الذين قُتلوا فيها خلال العام 2023 (439). فمنذ ذلك اليوم، قُتل نحو 66 في المائة من هؤلاء خلال المواجهات التي أعقبت عمليات التفتيش والاعتقال الإسرائيلية، ولا سيما في محافظتي جنين وطولكرم، ونحو 24 في المائة في سياق المظاهرات التي خرجت للتضامن مع غزة، وقتل 7 في المائة خلال الهجمات التي شنّها الفلسطينيون أو زعم أنهم شنّوها على القوّات الإسرائيلية أو المستوطنين الإسرائيليين، و2 في المائة خلال الهجمات التي شنّها المستوطنون على الفلسطينيين و1 في المائة خلال عمليات الهدم العقابي.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، أصابت القوّات الإسرائيلية 2,778 فلسطينيًا، من بينهم 347 طفلًا على الأقل. وقد أصيب أكثر من نصف هؤلاء في سياق المظاهرات. كما أُصيب 74 فلسطينيّا على يد المستوطنين. وكان نحو 33 بالمائة من هذه الإصابات بالذخيرة الحيّة.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، سجّل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 253 هجمة شنّها المستوطنون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا (31 حدثًا) أو إلحاق أضرار بالممتلكات (186 حدثًا) أو سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا (36 حدثًا). وهذا يعكس متوسطًا يوميًا يزيد عن ستة حوادث بالمقارنة مع ثلاثة حوادث منذ مطلع هذه السنة. وانطوى أكثر من ثلث هذه الحوادث على التهديد بالأسلحة النارية، بما شمله ذلك من إطلاق النار. وفي نصف الحوادث تقريبًا، رافقت القوات الإسرائيلية أو أمنت الدعم الفعلي للمستوطنين الإسرائيليين وهم يشنّون هجماتهم.
التهجير (الضفة الغربية)
لم تُسجّل عمليات تهجير جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية. ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، هُجّر ما لا يقل عن 143 أسرة تضم 1,014 فردًا، من بينهم 388 طفلًا، بسبب عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول. وتنحدر الأُسر المُهجّرة من 15 تجمعًا رعويًا أو بدويًا.
وفضلًا عن هؤلاء، هُجّر 143 فلسطينيًا آخرين، من بينهم 72 طفلًا، في أعقاب عمليات الهدم التي طالت منازلهم منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر في المنطقة (ج) والقدس الشرقية بحجة افتقارها إلى الرخص. كما هُجّر 48 فلسطينيًا آخرين، من بينهم 24 طفلًا، في أعقاب عمليات الهدم العقابي.
التمويل
حتى 17 تشرين الثاني/نوفمبر، صرفت الدول الأعضاء 146.6 مليون دولار لصالح النداء العاجل المحدَّث الذي أصدرته الأمم المتحدة وشركاؤها لتنقيد خطة الاستجابة التي وضعوها من أجل دعم 2.2 مليون شخص في قطاع غزة و500,000 آخرين في الضفة الغربية. ويُشكّل هذا المبلغ نحو 12 في المائة من المبلغ المطلوب وقدره 1.2 مليار دولار. كما جرى التعهد بتقديم مبلغ إضافي قدره 250 مليون دولار. ومن شأن هذا المبلغ، في حال تحققه، أن يرفع مستوى تمويل النداء العاجل إلى ما نسبته 32 في المائة. وتجمع التبرعات الخاصة من خلال الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة.