«لقد طفح الكيل – يجب أن يتوقف القتال. إن النظام الإنساني على شفا الانهيار. علينا أن نتفادى هذه النتيجة بأي ثمن.» منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غيريفيث. تصوير أشرف عمرة لصالح وكالة الأونروا
الأعمال القتالية في قطاع غزة وإسرائيل | تقرير موجز بالمستجدّات رقم 62
النقاط الرئيسية
بين الساعة 14:00 من يوم 6 كانون الأول/ديسمبر والساعة 14:00 من يوم 7 كانون الأول/ديسمبر، قُتل ما لا يقل عن 350 فلسطينيًا وأُصيب 1,900 آخرين وفقًا لوزارة الصحة في غزة، وقُتل خمسة جنود إسرائيليين حسب المصادر الإسرائيلية. وتواصلت عمليات القصف الإسرائيلية الكثيفة من البر والبحر والجو في شتّى أرجاء غزة، مع تركُّزها على المنطقة الوسطى. وفي الوقت نفسه، اشتدّت العمليات البرية والقتال على نحو ملحوظ وواصلت الجماعات المسلّحة الفلسطينية إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.
في 7 كانون الأول/ديسمبر، احتجزت القوات الإسرائيلية ما بين العشرات والمئات من الرجال والفتية الفلسطينيين من سن 15 عامًا فما فوق في مدرسة ببيت لاهيا في الشمال، حيث كانوا يلتمسون المأوى، وفقًا لمصادر إعلامية. وجُرِّد المحتجزون من ملابسهم ونُقلوا إلى موقع مجهول. وأشارت المصادر الرسمية الإسرائيلية إلى أن التحقيق جارٍ في احتمال انتساب هؤلاء إلى حركة حماس.
حتى الساعة 22:00 من يوم 7 كانون الأول/ديسمبر، دخلت 69 شاحنة محمّلة بالإمدادات الإنسانية و61,000 لتر من الوقود من مصر إلى غزة. وتقل هذه الكمية بشوط بعيد عن المتوسط اليومي الذي بلغ 170 شاحنة و110,000 لتر من الوقود والتي دخلت خلال فترة الهدنة الإنسانية التي نفذت بين 24 و30 تشرين الثاني/نوفمبر، والمتوسط البالغ 500 شاحنة (بما فيها شاحنات الوقود) التي كانت تدخل غزة في كل يوم عمل قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر. وفي 7 كانون الأول/ديسمبر، أُجلي 121 مريضًا و491 مواطنًا من الأجانب أو مزدوجي الجنسية من غزة إلى مصر.
تعطّلت قدرة الأمم المتحدة على استلام الحمولات الواردة من المعونات إلى حد كبير على مدى الأيام القليلة الماضية بسبب عدة عوامل، من بينها نقص عدد الشاحنات داخل غزة، حيث لا يزال بعضها عالقًا في المنطقة الوسطى التي جرى عزلها عن الجنوب، وانقطاع الاتصالات وتزايد عدد الموظفين الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى معبر رفح بسبب الأعمال القتالية.
في 7 كانون الأول/ديسمبر، صرّح وكيل الأمين العام في إحاطة صحفية بقوله: «إننا ما عدنا ننفذ عملية إنسانية في جنوب غزة يمكن تسميتها بذلك الاسم، وإن وتيرة الهجوم العسكري في جنوب غزة تشكل تكرارًا للهجوم في شمال غزة، وإنه لم يُترك مكان آمن للمدنيين في جنوب غزة، الذي كان يشكل حجر الزاوية في الخطة الإنسانية التي وُضعت لحماية المدنيين ومن ثم تقديم المعونات لهم. ولكن دون وجود أماكن آمنة، فقد باتت تلك الخطة في حالة يُرثى لها.»
في 7 كانون الأول/ديسمبر، كانت محافظة رفح هي المحافظة الوحيدة التي شهدت توزيع كميات محدودة من المعونات في غزة. وفي محافظة خانيونس المجاورة، وفيما عدا تقديم الإمدادات الطبية لمستشفيين فيها، توقف توزيع المعونات إلى حد كبير بسبب كثافة الأعمال القتالية. وكانت المنطقة الوسطى مفصولة في عمومها عن الجنوب بعدما فرضت القوات الإسرائيلية القيود على الحركة على طول الطرق الرئيسية. وتعطّلت إمكانية الوصول إلى المناطق الواقعة إلى الشمال من وادي غزة (فيما يلي: «الشمال») من جهة الجنوب عقب استئناف الأعمال القتالية في 1 كانون الأول/ديسمبر.
في 7 كانون الأول/ديسمبر، قدّمت منظمة الصحة العالمية الإمدادات الضرورية لرعاية المصابين والحالات الطارئة للمستشفى الأوروبي في غزة ومجمع ناصر الطبي في خانيونس من أجل تغطية احتياجات 4,500 مريض. وكانت هذه أول بعثة تُرسل فيها الإمدادات منذ 29 تشرين الثاني/نوفمبر، على الرغم من تواصل الأعمال القتالية الفعلية في المنطقة.
استمر تدفق المُهجّرين إلى رفح في 7 كانون الأول/ديسمبر. فمنذ 3 كانون الأول/ديسمبر، وصل عشرات الآلاف من المُهجّرين، وغالبيتهم من شتّى أرجاء محافظة خانيونس، إلى رفح. ويفيد العاملون في المجال الإنساني في غزة إلى ظروف الاكتظاظ الشديد والافتقار إلى الموارد الأساسية في رفح، حيث ما عاد يوجد مكان خالٍ يأوي الناس إليه، ولا حتى في الشوارع وغيرها من المساحات المفتوحة. وينتظر آلاف الناس على مدى ساعات وفي حشود ضخمة حول مراكز التوزيع بالنظر إلى حاجتهم الماسة إلى الغذاء والمياه والمأوى والصحة والحماية. وثمة مخاوف من انهيار القانون والنظام في ظل هذه الظروف.
في 7 كانون الأول/ديسمبر، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن توقف العمليات في مركز الإسعاف التابع لها في شمال غزة. وقد بات من المستحيل إخلاء المصابين بسبب نفاد الوقود وإغلاق المستشفيات العاملة في المنطقة الشمالية. ومع ذلك، لا تزال فرق الإسعاف تتعامل مع الحالات الطفيفة والمتوسطة في جباليا وتقدم العلاج لنحو 250 شخص في اليوم.
في 7 كانون الأول/ديسمبر، حدد الجيش الإسرائيلي منطقة إضافية في أنحاء مختلفة من جباليا والزيتون والبلدة القديمة في مدينة غزة والشجاعية، وتمتد على مساحة تقرب من 30 كيلومترًا مربعًا، من أجل إخلائها على الفور إلى مراكز الإيواء الواقعة في الغرب منها. وكان يقطن في هذه المنطقة نحو 500,000 نسمة وما يقدر بنحو 200,000 مهجر التمسوا المأوى في 70 مركز إيواء طارئ فيها خلال تشرين الأول/أكتوبر.
بموجب القانون الدولي الإنساني، يتعين على أطراف النزاع اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة من أجل تجنب إلحاق الضرّر بالمدنيين، وتقليصه في جميع الأحوال. وقد يشمل ذلك إجلاء المدنيين أو توجيه تحذيرات مسبقة وفعّالة إليهم بشأن الهجمات، مما يتيح لهم وقتًا كافيًا للمغادرة، فضلًا عن تأمين مسار ومكان آمنين لكي يتوجهوا إليه. ويجب تبني جميع التدابير الممكنة التي تكفل السلامة والمأوى والتغذية والنظافة الصحية وتضمن عدم انفصال أفراد الأسر عن بعضهم بعضًا. ولا يفقد المدنيون الذين يختارون البقاء في المناطق التي يتقرر إجلاؤها الحماية الواجبة لهم.
أكدّ الأمين العام للأمم المتحدة، في رسالة وجّهها إلى مجلس الأمن وطلب فيها تفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، دعوته من جديد إلى وقف إطلاق النار لدواعٍ إنسانية، وصرح بقوله: «إننا نواجه خطرًا جسيمًا يتمثل في انهيار المنظومة الإنسانية. فالحالة تشهد تدهورًا سريعًا إلى كارثة بما تنطوي عليه من تداعيات ربما لا يكون ثمة سبيل إلى إزالتها وعكس مسارها على الفلسطينيين عن بكرة أبيهم وعلى السلام والأمن في المنطقة. ويجب تفادي هذه النتيجة بأي ثمن.» وبناءً على ذلك، سوف يعقد مجلس الأمن اجتماعًا خاصًا في غضون الأيام المقبلة.
الأعمال القتالية والضحايا (قطاع غزة)
كانت الأحداث التالية من بين أكثر الأحداث الدموية التي أوردتها التقارير في 6 كانون الأول/ديسمبر وشهدت قصف البنايات السكنية:
عند نحو الساعة 18:00 من يوم 6 كانون الأول/ديسمبر، قُصفت بناية سكنية في وسط رفح، مما أسفر عن مقتل 18 فلسطينيًا، من بينهم أطفال.
عند نحو الساعة 21:00 من يوم 6 كانون الأول/ديسمبر، قُصفت بناية سكنية تؤوي مُهجّرين في منطقة بركة الوز غرب مخيم المغازي بالمحافظة الوسطى، مما تسبب في مقتل 18 فلسطينيًا، معظمهم أطفال، وإصابة 20 آخرين.
وفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل ما لا يقل عن 17,177 فلسطينيًا في غزة بين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر و7 كانون الأول/ديسمبر. ويُقال إن نحو 70 في المائة من هؤلاء هم من النساء والأطفال. وتشير التقارير إلى إصابة 46,000 آخرين بجروح. وثمة عدد أكبر بكثير من الفلسطينيين في عداد المفقودين، ويسود الافتراض بأنهم لا يزالون تحت الركام في انتظار إنقاذهم أو انتشالهم.
في 5 كانون الأول/ديسمبر، صرّح مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأن «نمط الهجمات التي تستهدف البنية التحتية المدنية أو تؤثر عليها يثير مخاوف جدية ازاء امتثال إسرائيل للقانون الدولي الإنساني ويزيد من مخاطر ارتكاب جرائم فظيعة إلى حدّ لا يستهان به.»
في الإجمال، قتل 93 جنديًا إسرائيليًا في غزة منذ بداية العمليات البرية الإسرائيلية، وفقًا للمصادر الرسمية الإسرائيلية.
التهجير (قطاع غزة)
في 1 كانون الأول/ديسمبر، نشر الجيش الإسرائيلي خريطة مفصلة على شبكة الانترنت، يقسَّم قطاع غزة بموجبها إلى مئات المناطق الصغيرة. وتفيد التقارير بأن الخريطة يُقصد منها تسهيل أوامر إجلاء السكان إلى مناطق محددة قبل استهدافها. ومنذ ذلك الحين، جرى تحديد مناطق مختلفة تشكل ما نسبته 30 بالمائة تقريبًا من مساحة قطاع غزة لغايات إخلائها. وتتأثر قدرة السكان على الحصول على هذه المعلومات بسبب الانقطاعات المتكررة في الاتصالات وانقطاع إمدادات الكهرباء اللازمة لشحن الأجهزة الإلكترونية.
تشير التقديرات الصادرة عن الأونروا إلى أن نحو 1.9 مليون شخص في غزة، أو نحو 85 في المائة من سكانها، باتوا مُهجّرين حتى 5 كانون الأول/ديسمبر. وسُجّل نحو 1.2 مليون مُهجّر من هؤلاء في 156 منشأة تابعة للأونروا في شتّى أرجاء غزة، ونحو مليون شخص من هؤلاء مُسجّلون في 98 مركزًا من مراكز الإيواء التي تديرها الوكالة في الجنوب (قبل عملية الإخلاء المذكورة أعلاه). ويُشكّل الحصول على إحصاء دقيق تحديًا بسبب الصعوبات التي تكتنف متابعة عدد المُهجّرين الذين يقيمون لدى عائلات تستضيفهم، وحركة المُهجّرين الذي انتقلوا بعد صدور أوامر الإخلاء منذ 1 كانون الأول/ديسمبر وعمليات الإخلاء التي طالت خمسة مراكز إيواء تابعة للأونروا في 6 كانون الأول/ديسمبر والقيود المفروضة على الوصول.
بسبب الاكتظاظ الشديد وتردي الظروف الصحية في مراكز الإيواء التابعة للأونروا في الجنوب، طرأت زيادة كبيرة على بعض الأمراض والحالات السارية، كالإسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادة والالتهابات الجلدية والحالات المتعلقة بالنظافة الصحية مثل تفشي القمل. وفضلًا عن ذلك، ثمة تقارير أولية تفيد بتفشي الأمراض.
تثور المخاوف حيال الفئات الضعيفة من الأشخاص الذين يواجهون ظروفًا صعبة على صعيد المأوى. ومن بين هؤلاء الأشخاص ذوو الإعاقة، والنساء الحوامل أو اللواتي وضعن مواليدهن مؤخرًا أو المرضعات، والأشخاص الذين يتعافون من الإصابات أو العمليات الجراحية وأولئك الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي.
الكهرباء
منذ 11 تشرين الأول/أكتوبر، لم يزل قطاع غزة يشهد انقطاع الكهرباء عنه بعدما قطعت السلطات الإسرائيلية إمدادات الكهرباء والوقود ونفاد احتياطيات الوقود من محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع. وتنتج الموّلدات الكهرباء حسب توفر الوقود، كما يجري توليدها بواسطة اللوحات الشمسية. انظروا لوحة متابعة إمدادات الكهرباء في قطاع غزة للاطّلاع على المزيد من المعلومات.
الرعاية الصحية، بما يشمل الهجمات عليها (قطاع غزة)
في الوقت الراهن، لا يعمل سوى 14 مستشفى من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة، حيث تملك القدرة على استقبال مرضى جدد. وتعد الخدمات محدودة حتى في هذه المنشآت. ولا يوجد غير مستشفيين من بين هذه المستشفيات في الشمال. ويعمل المستشفيان الرئيسيان في جنوب غزة بثلاثة أضعاف طاقتهما الاستيعابية ويواجهان نقصًا حادًا في الإمدادات الأساسية والوقود. ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، تصل معدلات الإشغال إلى 206 في المائة في أقسام المرضى المقيمين و205 في المائة من وحدات العناية المركزة. وفضلًا عن ذلك، تؤوي هذه المستشفيات آلاف المهجرين.
في 7 كانون الأول/ديسمبر، حاصرت القوات الإسرائيلية مستشفى العودة في جباليا، وهو أحد المستشفيين اللذين ما زالا يعملان في الشمال، ولحقت به الأضرار بفعل القصف الإسرائيلي. كما أشارت التقارير إلى أن القناصة الإسرائيليين كانوا يطلقون النار باتجاه المستشفى.
حتى 7 كانون الأول/ديسمبر، وثّقت منظمة الصحة العالمية 212 هجومًا على قطاع الرعاية الصحية في قطاع غزة، مما أثر على 56 منشأة من منشآت الرعاية الصحية (بما فيها إلحاق الضرر بـ24 مستشفى) و59 سيارة إسعاف.
الأمن الغذائي
خلال فترة الهدنة الإنسانية (24-30 تشرين الثاني/نوفمبر)، أجرى برنامج الأغذية العالمي تقييمًا سريعًا للأمن الغذائي في شتّى أرجاء قطاع غزة، حيث شمل عينة تألفت من 399 أسرة. وقد اتضح الجوع الشديد في 36 في المائة من الأسر المستطلعة آراؤها والجوع المعتدل في 52 أسرة أخرى. وفي 91 في المائة من الأسر، أفاد من شملهم التقييم بأنهم يأوون إلى فراشهم وهم جوعى وأشار 63 في المائة إلى أن أيامًا بكاملها تمر عليهم دون أن يتناولوا الطعام. والوضع أسوأ بكثير في الشمال. كما أفضى النقص الحاد في غاز الطهي إلى الاعتماد على مصادر أقل نظافة اعتمادًا كبيرًا، مثل حرق الحطب ومخلفات الأخشاب والنفايات، مما يثير خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.
المياه والصرف الصحي (قطاع غزة)
في 7 كانون الأول/ديسمبر، أكدّت المنظمات الشريكة في مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية أن الافتقار إلى المراحيض وخدمات الصرف الصحي في مراكز الإيواء في رفح بات يجبر الناس على التغوط في العراء، مما يزيد من المخاوف بشأن انتشار الأمراض.
تستمر دواعي القلق البالغ حيال تفشي الأمراض المنقولة بالمياه بسبب تناول المياه من مصادر غير مأمونة، ولا سيما في الشمال الذي لا تعمل فيه محطة تحلية المياه ولا خط الأنابيب الإسرائيلي. ولم يطرأ أي تحسن تقريبًا على إمكانية حصول السكان في الشمال على المياه لأغراض الشرب والأغراض المنزلية منذ أسابيع.
تواصل الأونروا تشغيل تسع من آبار المياه التي تضخ نحو 10,000 متر مكعب يوميًا من أجل توفير إمدادات مياه الشرب والمياه المستخدمة في الأغراض المنزلية لمراكز الإيواء في شتّى أرجاء غزة. وتتواصل عمليات نقل مياه الشرب بالصهاريج إلى مراكز الإيواء في منطقتي رفح وخانيونس على الرغم من الظروف الخطيرة. وبالإضافة إلى ذلك، بدأت مراكز الإيواء في رفح بتلقي مياه الشرب بواسطة صهاريج تنقل المياه من مصلحة مياه بلديات الساحل.
الأعمال القتالية والضحايا (إسرائيل)
واصلت الجماعات المسلّحة الفلسطينية إطلاق الصواريخ بصورة عشوائية من غزة باتجاه إسرائيل في 7 كانون الأول/ديسمبر. ولم ترد تقارير تفيد بوقوع إصابات. وقُتل أكثر من 1,200 إسرائيلي وأجنبي في إسرائيل، من بينهم 36 طفلًا، وفقًا للسلطات الإسرائيلية. وقد قُتلت الغالبية العظمى من هؤلاء في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
خلال فترة الهدنة الإنسانية (24-30 تشرين الثاني/نوفمبر)، أُطلق سراح 86 إسرائيليًا و24 أجنبيًا. وتشير التقديرات إلى أن نحو 138 شخصًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة، بمن فيهم إسرائيليون وأجانب، وفقًا للمصادر الإسرائيلية. وقبل الهدنة، أفرجت حماس عن أربعة رهائن مدنيين وأنقذت القوات الإسرائيلية مجندة إسرائيلية واحدة واستعادت جثامين ثلاث رهائن، حسبما ورد في التقارير.
العنف والضحايا (الضفة الغربية)
في 6 و7 كانون الأول/ديسمبر، قتلت القوات الإسرائيلية فلسطينيين، أحدهما طفل يبلغ من العمر 16 عامًا، خلال عمليتين نفذتهما في يعبد (جنين) ومخيم بلاطة للاجئين (نابلس). وتوفي رجلان فلسطينيان آخران متأثرين بالجروح التي أصيبا بها في 7 و13 تشرين الثاني/نوفمبر بعدما أطلقت القوات الإسرائيلية النار عليهما خلال عمليتين إسرائيليتين منفصلتين في مخيم طولكرم للاجئين.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل 256 فلسطينيًا، من بينهم 67 طفلًا، في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. كما قُتل فلسطينيان من الضفة الغربية وهما ينفذان هجومًا في إسرائيل في 30 تشرين الثاني/نوفمبر. وكان من بين من قتل في الضفة الغربية 246 فلسطينيًا قتلوا على يد القوات الإسرائيلية، وثمانية على يد المستوطنين الإسرائيليين واثنان إما على يد القوات الإسرائيلية وإما على يد المستوطنين. وتمثل حصيلة الشهرين أكثر من نصف إجمالي الفلسطينيين الذين قتلوا في الضفة الغربية خلال هذه السنة. وتُعدّ سنة 2023 السنة الأكثر دموية بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ أن شرع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تسجيل عدد الضحايا في سنة 2005.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل أربعة إسرائيليين، من بينهم ثلاثة من أفراد القوات الإسرائيلية، في هجمات شنّها فلسطينيون في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. كما قتل أربعة آخرون في القدس الغربية في هجوم فلسطيني (ويبدو أن أحد هؤلاء قتل على يد القوات الإسرائيلية التي أخطأت في التعرف على هويته).
قُتل ثلثا الضحايا الفلسطينيين الذين سقطوا في الضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر خلال عمليات التفتيش والاعتقال وغيرها من العمليات التي نفذّتها القوات الإسرائيلية وشهد بعضها تبادل إطلاق النار مع الفلسطينيين، وخاصة في محافظتي جنين وطولكرم. وقُتل أكثر من نصف الضحايا في عمليات لم تشهد اشتباكات مسلّحة، حسبما أفادت التقارير.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، أصابت القوات الإسرائيلية 3,368 فلسطينيًا، من بينهم 533 طفلًا على الأقل. وقد أُصيب 45 في المائة من هؤلاء في سياق المظاهرات و46 بالمائة في سياق عمليات التفتيش والاعتقال وغيرها من العمليات. كما أُصيب 84 فلسطينيّا على يد المستوطنين، وأُصيب 18 آخرين إما على يد القوات الإسرائيلية وإما على يد المستوطنين. وكان نحو 33 بالمائة من هذه الإصابات بالذخيرة الحية، بالمقارنة مع متوسط شهري بلغ 9 في المائة خلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2023.
عنف المستوطنين
في 5 كانون الأول/ديسمبر، اقتحم مهاجمون مسلّحون معروفون لدى السكان الفلسطينيين بأنهم مستوطنون لكنهم كانوا يرتدون الزي الرسمي للجيش الإسرائيلي تجمع العبيدية (بيت لحم)، وهدموا أربعة مبانٍ موّلها المانحون، بما فيها مبنيان سكنيان وحظيرتان للمواشي.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، سجّل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 320 هجمة شنّها المستوطنون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا (35 حدثًا) أو إلحاق أضرار بالممتلكات (241 حدثًا) أو سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا (44 حدثًا). وقد وصل المتوسط الأسبوعي لهذه الأحداث خلال هذه الفترة إلى 39 حدثًا، بالمقارنة مع 21 حدثا شهدته الفترة الممتدة بين يومي 1 كانون الثاني/يناير و6 تشرين الأول/أكتوبر 2023. ومع ذلك، شهد عدد الحوادث منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر تراجعًا تدريجيًا من 80 حدثًا في الأسبوع الأول (7-14 تشرين الأول/أكتوبر) إلى 18 حدثًا في الأسبوع الأخير (27 تشرين الثاني/نوفمبر-3 كانون الأول/ديسمبر). وانطوى ثلث هذه الأحداث على التهديد بالأسلحة النارية، بما شمله ذلك من إطلاق النار. وفي نصف الأحداث تقريبًا، رافقت القوات الإسرائيلية أو أمنّت الدعم الفعلي للمستوطنين الإسرائيليين وهم يشنّون هجماتهم.
التهجير (الضفة الغربية)
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، هُجّر ما لا يقل عن 143 أسرة تضم 1,026 فردًا، من بينهم 396 طفلًا، بسبب عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول. وتنحدر الأسر المُهجّرة من 15 تجمعًا رعويًا أو بدويًا. ونُفذ حوالي نصف عمليات التهجير في أيام 12 و15 و28 تشرين الأول/أكتوبر، حيث طالت سبعة تجمعّات سكانية مختلفة.
وفضلًا عن هؤلاء، هُجّر 283 فلسطينيًا، من بينهم 149 طفلًا، في أعقاب عمليات الهدم التي طالت منازلهم منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر في المنطقة (ج) والقدس الشرقية بحجة افتقارها إلى الرخص، التي يعد الحصول عليها من ضرب المستحيل. ويمثل المتوسط الشهري لعمليات التهجير التي نُفذت بين 7 تشرين الأول/أكتوبر و7 كانون الأول/ديسمبر زيادة نسبتها 27 في المائة بالمقارنة مع المتوسط الشهري للتهجير خلال الأشهر التسعة الأولى من هذه السنة.
هجر 63 فلسطينيًا آخرين، من بينهم 31 طفلًا، في أعقاب عمليات الهدم العقابي التي طالت 16 منزلًا منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، وهو نفس عدد المنازل التي أفادت التقارير بأنها هُدمت على أساس عقابي خلال الأشهر التسعة الأولى من هذه السنة. وتعد عمليات الهدم العقابي شكلًا من أشكال العقاب الجماعي. وبذلك، تنتفي الصفة القانونية عنها بموجب القانون الدولي.
هُجّر 265 فلسطينيًا آخرين، من بينهم 119 طفلًا، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر في أعقاب تدمير 51 مبنًى سكنيًا في أثناء العمليات التي نفذتها القوات الإسرائيلية في شتّى أرجاء الضفة الغربية. وأشارت التقارير إلى أن 61 في المائة من عمليات التهجير جرت في مخيم جنين للاجئين و29 في المائة في مخيمي نور شمس وطولكرم للاجئين (وكلاهما في طولكرم).
التمويل
حتى يوم 6 كانون الأول/ديسمبر، صرفت الدول الأعضاء 405.6 مليون دولار لصالح النداء العاجل المحدَّث الذي أطلقته الأمم المتحدة وشركاؤها لتنقيد خطة الاستجابة التي وضعوها من أجل دعم 2.2 مليون شخص في قطاع غزة و500,000 آخرين في الضفة الغربية. ويُشكّل هذا المبلغ نحو 33 في المائة من المبلغ المطلوب وقدره 1.2 مليار دولار. وتجمع التبرعات الخاصة من خلال الصندوق الإنساني.