يصطف الناس في طوابير للحصول على المساعدات الغذائية. وفي شتّى أرجاء غزة، تعد معظم المناطق محظورة أو غير آمنة لوصول المنظمات الإنسانية إليها لتقديم المساعدة الحيوية. وقد وجدت دراسة استقصائية حديثة أن أسرة واحدة من كل ثلاث أسر من الأسر المستطلعة آراؤها تعاني من الجوع الشديد. تصوير برنامج الأغذية العالمي، 8 كانون الأول/ديسمبر 2023
الأعمال القتالية في قطاع غزة وإسرائيل | تقرير موجز بالمستجدّات رقم 64
النقاط الرئيسية
بين ساعات ما بعد الظهر من يوم 8 و9 كانون الأول/ديسمبر، قُتل أكثر من 200 فلسطيني، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، وقُتل أربعة جنود إسرائيليين، وفقا للمصادر الإسرائيلية. وتواصلت عمليات القصف الإسرائيلية الكثيفة من البر والبحر والجو في شتّى أرجاء غزة، إلى جانب العمليات البرية الكثيفة والقتال بين القوات الإسرائيلية والجماعات المسلّحة الفلسطينية، لا سيما في الأجزاء الشرقية من مدينة غزة. كما واصلت الجماعات المسلّحة الفلسطينية إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.
ما زال عشرات الآلاف من المُهجّرين، الذين وصلوا إلى رفح منذ 3 كانون الأول/ديسمبر، يواجهون الاكتظاظ الشديد والظروف القاسية داخل مراكز الإيواء وخارجها. حيث ينتظرون على مدى ساعات وفي حشود ضخمة حول مراكز توزيع المساعدات بالنظر إلى حاجتهم الماسة إلى الغذاء والمياه والمأوى والصحة والحماية. ينتشر التغوط في العراء بسبب الافتقار إلى المراحيض، مما يزيد من المخاوف بشأن انتشار الأمراض، لا سيما أثناء هطول الأمطار والفيضانات ذات الصلة.
ما زالت محافظة رفح المحافظة شبه الوحيدة التي شهدت توزيع كميات محدودة من المعونات في غزة. وقد توقف توزيع المساعدات في بقية أرجاء قطاع غزة إلى حد كبير خلال الأيام القليلة الماضية بسبب كثافة الأعمال القتالية والقيود المفروضة على الحركة على طول الطرق الرئيسية، باستثناء محدودية إمدادات الوقود إلى مقدمي الخدمات الرئيسيين.
حتى الساعة 22:00 من يوم 9 كانون الأول/ديسمبر، دخلت 100 شاحنة محمّلة بالإمدادات الإنسانية من مصر إلى غزة، وهو نفس عدد الشاحنات التي دخلت في اليوم السابق. وتقل هذه الكمية بشوط بعيد عن المتوسط اليومي الذي بلغ 500 شاحنة (بما فيها شاحنات الوقود) التي كانت تدخل غزة في كل يوم عمل قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر. وفي 8 كانون الأول/ديسمبر، تم إجلاء أربعة مصابين و585 شخصًا من مزدوجي الجنسية من غزة إلى مصر، ودخل 13 موظفًا من الموظفين العاملين في المجال الإنساني إلى غزة.
في 9 كانون الأول/ديسمبر، ولليوم الثالث على التوالي، حاصرت القوات والدبابات الإسرائيلية مستشفى العودة في جباليا وتواصل القتال بالقرب من المنطقة، حسبما أفادت التقارير. كما أشارت التقارير إلى أن اثنين من العاملين الصحيين قُتلا رميا بالرصاص.
في 9 كانون الأول/ديسمبر، صرّح نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي عقب زيارته لغزة بأنه «مع وصول جزء صغير فقط من الإمدادات الغذائية اللازمة، والغياب الصارخ للوقود، وانقطاع أنظمة الاتصالات، وانعدام الأمن لموظفينا أو الأشخاص الذين نخدمهم عند نقاط توزيع المواد الغذائية، لا يمكننا القيام بعملنا.»
في 9 كانون الأول/ديسمبر، احتجزت القوات الإسرائيلية عشرات الرجال والفتية الفلسطينيين من سن 15 عامًا فما فوق في مدرسة ببيت لاهيا في الشمال، حيث كانوا يلتمسون المأوى، وفقًا لمصادر إعلامية. تم تجريد المحتجزين من ملابسهم وتقييدهم ونُقلوا إلى موقع مجهول. هذا هو الحدث الثاني من نوعه الذي حصل في هذا الموقع. وأُفرج عن بعض المحتجزين وقالوا إنهم تعرّضوا لسوء المعاملة.
بموجب القانون الدولي الإنساني، يتعين على أطراف النزاع اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة من أجل تجنب إلحاق الضرّر بالمدنيين، وتقليصه في جميع الأحوال. وقد يشمل ذلك إجلاء المدنيين أو توجيه تحذيرات مسبقة وفعّالة إليهم بشأن الهجمات، مما يتيح لهم وقتًا كافيًا للمغادرة، فضلًا عن تأمين مسار ومكان آمنين لكي يتوجهوا إليه. ويجب تبني جميع التدابير الممكنة التي تكفل السلامة والمأوى والتغذية والنظافة الصحية وتضمن عدم انفصال أفراد الأسر عن بعضهم بعضًا. ولا يفقد المدنيون الذين يختارون البقاء في المناطق التي يتقرر إجلاؤها الحماية الواجبة لهم.
تعطّلت قدرة الأمم المتحدة على استلام الحمولات الواردة من المعونات إلى حد كبير على مدى الأيام القليلة الماضية بسبب عدة عوامل، من بينها نقص عدد الشاحنات داخل غزة، وانقطاع الاتصالات وتزايد عدد الموظفين الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى معبر رفح بسبب الأعمال القتالية الكثيفة.
الأعمال القتالية والضحايا (قطاع غزة)
كانت الأحداث التالية من بين أكثر الأحداث الدموية التي أوردتها التقارير خلال الساعات الـ24 الماضية، وشهدت قصف البنايات السكنية:
عند نحو الساعة 17:20 من يوم 8 كانون الأول/ديسمبر، قُتل 17 فلسطينيًا في مخيم النصيرات في المنطقة الوسطى، حسبما أفادت التقارير.
عند نحو الساعة 21:10 من يوم 8 كانون الأول/ديسمبر، قُتل 13 فلسطينيًا في حي الأمل، غرب خان يونس، حسبما أفادت التقارير.
عند نحو الساعة 3:00 من يوم 9 كانون الأول/ديسمبر، قُتل ستة فلسطينيين في خان يونس، حسبما أفادت التقارير.
عند نحو الساعة 4:30 من يوم 9 كانون الأول/ديسمبر، قُتل خمسة فلسطينيين في غرب رفح، حسبما أفادت التقارير.
عند نحو الساعة 5:20 من يوم 9 كانون الأول/ديسمبر، قُتل ستة فلسطينيين في مخيم النصيرات في المنطقة الوسطى، حسبما أفادت التقارير.
في 8 كانون الأول/ديسمبر، أطلقت القوات البحرية الإسرائيلية النار قبالة ساحل رفح، فأصابت دار ضيافة تابعة للأونروا وألحقت الاضرار بها. ولم ترد تقارير تفيد بوقوع إصابات.
وفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل ما لا يقل عن 17,700 فلسطينيًا في غزة بين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر و9 كانون الأول/ديسمبر. ويُقال إن نحو 70 بالمائة من هؤلاء هم من النساء والأطفال. وتشير التقارير إلى إصابة 48,700 آخرين بجروح.
وثمة عدد أكبر بكثير من الفلسطينيين في عداد المفقودين، ويسود الافتراض بأنهم لا يزالون تحت الركام في انتظار إنقاذهم أو انتشالهم. وفي 8 كانون الأول/ديسمبر، صرّح مدير الدفاع المدني الفلسطيني في شمال غزة عبر وسائل الإعلام أنه، بسبب نقص الوقود، لم يبق لفرق الإنقاذ سوى مركبة واحدة صالحة للإستعمال.
في الإجمال، قُتل 101 جنديًا إسرائيليًا في غزة منذ بداية العمليات البرية الإسرائيلية، وفقًا للمصادر الرسمية الإسرائيلية.
التهجير (قطاع غزة)
يواجه المُهجّرين الوافدين حديثا في رفح الاكتظاظ الشديد داخل مراكز الإيواء. ويُعدّ مستشفى ما زال قيد الإنشاء («المستشفى القطري») وحرم جامعة القدس المفتوحة أكبر موقعين في المدينة، حيث استقر الآلاف من هؤلاء المُهجّرين وأقاموا هياكل وخيام مؤقتة.
في 9 كانون الأول/ديسمبر، جدّدت القوات الإسرائيلية إصدار الأوامر لسكان جباليا والأحياء الشرقية من مدينة غزة، حيث طال المنطقة قتال عنيف، بالإخلاء إلى الأجزاء الغربية من مدينة غزة. وتشمل المناطق المتضررة حوالي 30 كيلومترا مربعا. ومن غير الواضح عدد السكان الذين بقوا هناك.
في 1 كانون الأول/ديسمبر، نشر الجيش الإسرائيلي خريطة مفصلة على شبكة الانترنت، يقسَّم قطاع غزة بموجبها إلى مئات المناطق الصغيرة. وتفيد التقارير بأن الخريطة يُقصد منها تسهيل أوامر إجلاء السكان إلى مناطق محددة قبل استهدافها. ومنذ ذلك الحين، جرى تحديد مناطق مختلفة تشكل ما نسبته 30 بالمائة تقريبًا من مساحة قطاع غزة لغايات إخلائها. وتتأثر قدرة السكان على الحصول على هذه المعلومات بسبب الانقطاعات المتكررة في الاتصالات وانقطاع إمدادات الكهرباء اللازمة لشحن الأجهزة الإلكترونية.
تشير التقديرات الصادرة عن الأونروا إلى أن نحو 1.9 مليون شخص في غزة، أو نحو 85 بالمائة من سكانها، باتوا مُهجّرين حتى 6 كانون الأول/ديسمبر. وسُجّل نحو 1.2 مليون مُهجّر من هؤلاء في 151 منشأة تابعة للأونروا في شتّى أرجاء غزة، ونحو مليون شخص من هؤلاء مُسجّلون في 94 مركزًا من مراكز الإيواء التي تديرها الوكالة في الجنوب. ويُشكّل الحصول على إحصاء دقيق تحديًا بسبب الصعوبات التي تكتنف متابعة عدد المُهجّرين الذين يقيمون لدى عائلات تستضيفهم، وحركة المُهجّرين الذي انتقلوا بعد صدور أوامر الإخلاء منذ 1 كانون الأول/ديسمبر وعمليات الإخلاء التي طالت خمسة مراكز إيواء تابعة للأونروا في 6 كانون الأول/ديسمبر.
بسبب الاكتظاظ الشديد وتردّي الظروف الصحية في مراكز الإيواء التابعة للأونروا في الجنوب، طرأت زيادة كبيرة على بعض الأمراض والحالات السارية، كالإسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادة والالتهابات الجلدية والحالات المتعلقة بالنظافة الصحية مثل تفشي القمل.
تثور المخاوف حيال الفئات الضعيفة من الأشخاص الذين يواجهون ظروفًا صعبة على صعيد المأوى. ومن بين هؤلاء الأشخاص ذوو الإعاقة، والنساء الحوامل أو اللواتي وضعن مواليدهن مؤخرًا أو المرضعات، والأشخاص الذين يتعافون من الإصابات أو العمليات الجراحية وأولئك الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي.
الكهرباء
منذ 11 تشرين الأول/أكتوبر، لم يزل قطاع غزة يشهد انقطاع الكهرباء عنه بعدما قطعت السلطات الإسرائيلية إمدادات الكهرباء والوقود ونفاد احتياطيات الوقود من محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع. وتنتج الموّلدات الكهرباء حسب توفر الوقود، كما يجري توليدها بواسطة اللوحات الشمسية. انظروا لوحة متابعة إمدادات الكهرباء في قطاع غزة للاطّلاع على المزيد من المعلومات.
الرعاية الصحية، بما يشمل الهجمات عليها (قطاع غزة)
في 9 كانون الأول/ديسمبر، أطلقت القوات الاسرائيلية النار على سيارة إسعاف بالقرب من المستشفى الأوروبي في خان يونس، مما أسفر عن اصابة اثنين من المسعفين، حسبما أفادت التقارير. ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل ما لا يقل عن 286 عاملا صحيًا وأصيبت 57 سيارة إسعاف ولحقت الاضرار بها، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
في 9 كانون الأول/ديسمبر، ولليوم الثاني على التوالي، تعرّضت المناطق المجاورة لمستشفى الأمل ومقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني المجاور، ومستشفى غزة الأوروبي، وجميعها في خان يونس، للقصف المتكرر، مما أعاق وصول العشرات من الإصابات. وتؤوي مرافق جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني حاليا نحو 14,000 مهجّر، في حين يؤوي مستشفى غزة الأوروبي 70,000 مهجّر. يعمل هذان المستشفيان من بين 12 مستشفى في الجنوب تزاول عملها جزئيًا.
في 8 كانون الأول/ديسمبر، تلقت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إحدى عشرة سيارة إسعاف تبرعت بها تركيا عن طريق الهلال الأحمر المصري عبر معبر رفح.
الأمن الغذائي
خلال فترة الهدنة الإنسانية (24-30 تشرين الثاني/نوفمبر)، أجرى برنامج الأغذية العالمي تقييمًا سريعًا للأمن الغذائي في شتّى أرجاء قطاع غزة، حيث شمل عينة تألفت من 399 أسرة. وقد اتضح الجوع الشديد في 36 بالمائة من الأسر المستطلعة آراؤها والجوع المعتدل في 52 بالمائة من الأسر الأخرى. وفي 91 بالمائة من الأسر، أفاد من شملهم التقييم بأنهم يأوون إلى فراشهم وهم جوعى وأشار 63 بالمائة إلى أن أيامًا بكاملها تمر عليهم دون أن يتناولوا الطعام. والوضع أسوأ بكثير في الشمال. كما أفضى النقص الحاد في غاز الطهي إلى الاعتماد على مصادر أقل نظافة اعتمادًا كبيرًا، مثل حرق الحطب ومخلفات الأخشاب والنفايات، مما يثير خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.
المياه والصرف الصحي (قطاع غزة)
في 9 كانون الأول/ديسمبر، أكملت مصلحة مياه بلديات الساحل إصلاح خط أنابيب مياه رئيسي في محافظة رفح كان قد تضرر في السابق. ونتيجة لذلك، توفر الآن المياه لنحو 25,000 شخص في المنطقة الشمالية الشرقية من المحافظة. ودعمت اليونيسيف عملية الإصلاح من خلال توفير الأنابيب والمواد الأخرى التي حصلت عليها الوكالة قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر.
في 9 تشرين الثاني/نوفمبر، أكملت مصلحة مياه بلديات الساحل تركيب خزان مياه متنقل سعة 10 أمتار مكعبة، قدمته اليونيسف سابقا، على سطح جامعة الأقصى في خان يونس. ونتيجة لذلك، بدأ أكثر من 25,000 مُهجّر يلتمسون المأوى في هذا الموقع بالحصول على المياه النظيفة. يتم إعادة تعبئة الخزان بانتظام من بئر مياه قريب. ويجري تركيب خزاني مياه مماثلين آخرين في المستشفى القطري قيد الإنشاء في رفح، وهو أكبر موقع يستوعب حاليا المُهجّرين الوافدين حديثًا.
في 8 كانون الأول/ديسمبر، وزعت مصلحة مياه بلديات الساحل الوقود الذي قدمته الأونروا لمرافق المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في رفح، مما مكنّها من تشغيل المولدات للأيام السبعة القادمة.
في 7 كانون الأول/ديسمبر، عقب التنسيق بين سلطة المياه الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، استأنفت محطة تحلية مياه البحر في دير البلح في المنطقة الوسطى عملياتها بشكل محدود. وقد أغلقت هذه المحطة خلال الأيام الثلاثة الماضية حيث لم يتمكن الموظفون من الوصول إليها بسبب الأعمال القتالية الكثيفة في المنطقة.
في 8 كانون الأول/ديسمبر، أفادت بلدية غزة بأن مياه الصرف الصحي باتت تتدفق في الشوارع بعد أن توقفت جميع محطات الضخ عن العمل بسبب نقص الوقود. كما أفادت البلدية بأن جميع آبار المياه باستثناء ثلاثة آبر قد توقفت عن العمل لنفس السبب.
تستمر دواعي القلق البالغ حيال تفشي الأمراض المنقولة بالمياه بسبب تناول المياه من مصادر غير آمنة، ولا سيما في الشمال الذي لا تعمل فيه محطة تحلية المياه ولا خط الأنابيب الإسرائيلي. ولم يطرأ أي تحسن تقريبًا على إمكانية حصول السكان في الشمال على المياه لأغراض الشرب والأغراض المنزلية منذ أسابيع.
تواصل الأونروا تشغيل تسع من آبار المياه التي تضخ نحو 10,000 متر مكعب يوميًا من أجل توفير إمدادات مياه الشرب والمياه المستخدمة في الأغراض المنزلية لمراكز الإيواء في شتّى أرجاء غزة. وتتواصل عمليات نقل مياه الشرب بالصهاريج إلى مراكز الإيواء في منطقتي رفح وخانيونس على الرغم من الظروف الخطيرة. وبالإضافة إلى ذلك، بدأت مراكز الإيواء في رفح بتلقي مياه الشرب بواسطة صهاريج تنقل المياه من مصلحة مياه بلديات الساحل.
الأعمال القتالية والضحايا (إسرائيل)
واصلت الجماعات المسلّحة الفلسطينية إطلاق الصواريخ بصورة عشوائية من غزة باتجاه إسرائيل في 9 كانون الأول/ديسمبر. ولم ترد تقارير تفيد بوقوع قتلى. وقُتل أكثر من 1,200 إسرائيلي وأجنبي في إسرائيل، من بينهم 36 طفلًا، وفقًا للسلطات الإسرائيلية. وقد قُتلت الغالبية العظمى من هؤلاء في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
في 9 كانون الأول/ديسمبر، صرّح الجناح العسكري لحركة حماس والجيش الإسرائيلي أن أحد الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة قد قُتل. ولا تزال الظروف غير واضحة. وخلال فترة الهدنة الإنسانية (24-30 تشرين الثاني/نوفمبر)، أُطلق سراح 86 إسرائيليًا و24 أجنبيًا. وتشير التقديرات إلى أن نحو 137 شخصًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة، بمن فيهم إسرائيليون وأجانب، وفقًا للمصادر الإسرائيلية. وقبل الهدنة، أفرجت حماس عن أربعة رهائن مدنيين وأنقذت القوات الإسرائيلية مجندة إسرائيلية واحدة واستعادت جثامين ثلاث رهائن، حسبما ورد في التقارير.
في 8 كانون الأول/ديسمبر، جدّد الأمين العام للأمم المتحدة دعوته إلى «الإفراج [عن الرهائن] على الفور ودون شروط، فضلا عن معاملتهم معاملة إنسانية والسماح بزيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر لحين إطلاق سراحهم.»
العنف والضحايا (الضفة الغربية)
في 9 كانون الأول/ديسمبر، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على طفل فلسطيني يبلغ من العمر 17 عامًا وقتلته خلال مواجهات بالقرب من حاجز عند مدخل قرية عزون (قلقيلية). وتوفي رجل فلسطيني آخر متأثرا بالجروح التي أُصيب بها في 8 كانون الأول/ديسمبر خلال عملية في مخيم الفارعة للاجئين (طوباس)، مما رفع عدد القتلى خلال العملية إلى سبعة قتلى.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل 265 فلسطينيًا، من بينهم 69 طفلًا، في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. كما قُتل فلسطينيان من الضفة الغربية وهما يُنفذان هجومًا في إسرائيل في 30 تشرين الثاني/نوفمبر. وكان من بين من قُتل في الضفة الغربية 255 فلسطينيًا قتلوا على يد القوات الإسرائيلية، وثمانية على يد المستوطنين الإسرائيليين واثنان إما على يد القوات الإسرائيلية وإما على يد المستوطنين. وتمثل حصيلة الشهرين أكثر من نصف إجمالي الفلسطينيين الذين قُتلوا في الضفة الغربية خلال هذه السنة. وتُعدّ سنة 2023 السنة الأكثر دموية بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ أن شرع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تسجيل عدد الضحايا في سنة 2005.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل أربعة إسرائيليين، من بينهم ثلاثة من أفراد القوات الإسرائيلية، في هجمات شنّها فلسطينيون في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. كما قُتل أربعة آخرون في القدس الغربية في هجوم فلسطيني (ويبدو أن أحد هؤلاء قتل على يد القوات الإسرائيلية التي أخطأت في التعرف على هويته).
قُتل ثلثا الضحايا الفلسطينيين الذين سقطوا في الضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر خلال عمليات التفتيش والاعتقال وغيرها من العمليات التي نفذّتها القوات الإسرائيلية وشهد بعضها تبادل إطلاق النار مع الفلسطينيين، وخاصة في محافظتي جنين وطولكرم. وقُتل أكثر من نصف الضحايا في عمليات لم تشهد اشتباكات مسلّحة، حسبما أفادت التقارير.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، أصابت القوات الإسرائيلية 3,431 فلسطينيًا، من بينهم 535 طفلًا على الأقل. وقد أُصيب 45 بالمائة من هؤلاء في سياق المظاهرات و46 بالمائة في سياق عمليات التفتيش والاعتقال وغيرها من العمليات. كما أُصيب 84 فلسطينيّا على يد المستوطنين، وأُصيب 18 آخرين إما على يد القوات الإسرائيلية وإما على يد المستوطنين. وكان نحو 33 بالمائة من هذه الإصابات بالذخيرة الحيّة، بالمقارنة مع متوسط شهري بلغ 9 في المائة خلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2023.
عنف المستوطنين
في 8 كانون الأول/ديسمبر، أتلف المستوطنون الإسرائيليون ثماني أشجار زيتون في قرية بورين (نابلس). منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، سجّل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 331 هجمة شنّها المستوطنون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا (35 حدثًا) أو إلحاق أضرار بالممتلكات (251 حدثًا) أو سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا (45 حدثًا).
وقد وصل المتوسط الأسبوعي لهذه الأحداث منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى 41 حدثًا، بالمقارنة مع 21 حدثا شهدته الفترة الممتدة بين يومي 1 كانون الثاني/يناير و6 تشرين الأول/أكتوبر 2023. ومع ذلك، شهد عدد الحوادث منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر تراجعًا تدريجيًا من 80 حدثًا في الأسبوع الأول (7-14 تشرين الأول/أكتوبر) إلى 13 حدثًا في الأسبوع الأخير (2-7 كانون الأول/ديسمبر). وانطوى ثلث هذه الأحداث على التهديد بالأسلحة النارية، بما شمله ذلك من إطلاق النار. وفي نصف الأحداث تقريبًا، رافقت القوات الإسرائيلية أو أمنّت الدعم الفعلي للمستوطنين الإسرائيليين وهم يشنّون هجماتهم.
التهجير (الضفة الغربية)
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، هُجّر ما لا يقل عن 143 أسرة تضم 1,026 فردًا، من بينهم 396 طفلًا، بسبب عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول. وتنحدر الأسر المُهجّرة من 15 تجمعًا رعويًا أو بدويًا. ونُفذ حوالي نصف عمليات التهجير في أيام 12 و15 و28 تشرين الأول/أكتوبر، حيث طالت سبعة تجمعّات سكانية مختلفة.
في 6 كانون الأول/ديسمبر، هُجّرت 20 أسرة تضم 48 فلسطينيا، من بينهم 30 طفلا، بعد أن هدمت القوات الإسرائيلية سبعة مبان سكنية في المنطقة (ج) من الضفة الغربية والقدس الشرقية، بحجة افتقارها إلى الرخص التي تصدرها السلطات الإسرائيلية.
وبذلك ارتفع العدد الكلي للمُهجّرين إلى 338 فلسطينيًا، من بينهم 182 طفلًا، في أعقاب عمليات الهدم التي طالت منازلهم منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر في المنطقة (ج) والقدس الشرقية بحجة افتقارها إلى الرخص، التي يعد الحصول عليها من ضرب المستحيل. ويمثل المتوسط الشهري لعمليات التهجير التي نُفذت بين 7 تشرين الأول/أكتوبر و7 كانون الأول/ديسمبر زيادة نسبتها 27 بالمائة بالمقارنة مع المتوسط الشهري للتهجير خلال الأشهر التسعة الأولى من هذه السنة.
هُجّر 68 فلسطينيًا آخر، من بينهم 34 طفلًا، في أعقاب عمليات الهدم العقابي التي طالت 16 منزلًا منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، وهو نفس عدد المنازل التي أفادت التقارير بأنها هُدمت على أساس عقابي خلال الأشهر التسعة الأولى من هذه السنة. خلصت اللجنة المعنية بحقوق الإنسان في مراجعتها للتقرير الدوري الرابع لإسرائيل، في عام 2014، إلى أن عمليات الهدم العقابية تعد شكلًا من أشكال العقاب الجماعي، وبالتالي فهي غير قانونية بموجب القانون الدولي.
هُجّر 269 فلسطينيًا آخر، من بينهم 121 طفلًا، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر في أعقاب تدمير 42 مبنى سكني أثناء العمليات التي نفذتها القوات الإسرائيلية في شتّى أرجاء الضفة الغربية. وأشارت التقارير إلى أن 61 بالمائة من عمليات التهجير جرت في مخيم جنين للاجئين و29 بالمائة في مخيمي نور شمس وطولكرم للاجئين (وكلاهما في طولكرم).
التمويل
حتى يوم 8 كانون الأول/ديسمبر، صرفت الدول الأعضاء لصالح النداء العاجل المحدَّث الذي أطلقته الأمم المتحدة وشركاؤها لتنقيد خطة الاستجابة التي وضعوها من أجل دعم 2.2 مليون شخص في قطاع غزة و500,000 آخرين في الضفة الغربية مبلغ يُشكل نحو 35 بالمائة من المبلغ المطلوب وقدره 1.2 مليار دولار. وتجمع التبرعات الخاصة من خلال الصندوق الإنساني.