فرق تستعد لإقامة مستشفى ميداني في رفح، جنوب غزة. تبلغ القدرة الاستيعابية للمستشفى الميداني القطري 50 سريرًا، وسيتضمن غرفة عمليات ووحدة عناية مكثفة واستقبال وخدمات الأشعة. وفي ظل الاكتظاظ الذي طال مراكز إيواء المهجّرين، انتقل آلاف الأشخاص إلى هذا الموقع. تصوير جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني
الأعمال القتالية في قطاع غزة وإسرائيل | تقرير موجز بالمستجدّات رقم 66
النقاط الرئيسية
بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 10 و11 كانون الأول/ديسمبر، قُتل 208 فلسطينيا وأُصيب 416 آخرون، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. وتواصلت عمليات القصف الإسرائيلية الكثيفة من البر والبحر والجو في شتّى أرجاء غزة، ولا سيما في المنطقة الوسطى، بما فيها مخيمي المغازي والنصيرات للاجئين والمناطق الشمالية من غزة. وفي الوقت ذاته، تواصلت العمليات البرّية والقتال العنيف بين القوات الإسرائيلية والجماعات المسلّحة الفلسطينية، وخاصة في خانيونس وجباليا والمناطق الشمالية من قطاع غزة. وبالإضافة إلى ذلك، أفادت التقارير بأن الغارات الجوية استهدفت منازل سكنية في المناطق الغربية والوسطى من رفح، وهي مناطق صنفها الجيش الإسرائيلي على أنها آمنة للفلسطينيين المُهجّرين. كما واصلت الجماعات المسلّحة الفلسطينية إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.
في 11 كانون الأول/ديسمبر، قُصف قسم الولادة في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، شمال غزة، مما أسفر عن مقتل اثنتين من الأمهات وإصابة عدة أشخاص بجروح، حسبما أفادت التقارير. ولا تزال القوات والدبابات الإسرائيلية تحاصر المستشفى، وأفادت التقارير باندلاع القتال مع الجماعات المسلّحة بجواره لمدة ثلاثة أيام متتالية. يستضيف المستشفى حاليا 65 مريضا، بما في ذلك 12 طفلا في وحدة العناية المركزة وستة أطفال حديثي الولادة في الحاضنات. ولا يزال نحو 3,000 من المهجّرين محاصرين في المنشأة وفي انتظار إجلائهم منها، حيث يواجهون نقصًا حادًا في إمدادات المياه والغذاء والكهرباء، حسبما أفادت التقارير.
في 11 كانون الأول/ديسمبر، واصل الجيش الإسرائيلي مرة أخرى دعوة السكان الفلسطينيين الذين بقوا شمال وادي غزة وممارسة الضغط عليهم للتوجه نحو الجنوب عبر «ممر» أقامه على طول طريق المرور الرئيسي، وهو شارع صلاح الدين، بين الساعتين 9:00 و16:00. ومع ذلك، أفادت التقارير بوقوع معارك عنيفة أثناء تنقل الافراد عبر الطريق في مناطق صلاح الدين الواقعة شمال وشرق مدينة خان يونس.
ما زال عشرات الآلاف من المُهجّرين الذين وصلوا إلى رفح منذ 3 كانون الأول/ديسمبر يعانون من الاكتظاظ الشديد والظروف المتردّية داخل مراكز الإيواء وخارجها، وينتظرون على مدى ساعات وفي حشود ضخمة حول مراكز توزيع المساعدات بسبب الحاجة الماسة إلى الغذاء والماء والمأوى والصحة والحماية. وفي ظل غياب عدد كافٍ من المراحيض، بات التغوط في العراء منتشرًا على نطاق واسع، مما يزيد من المخاوف بشأن انتشار الأمراض، ولا سيما عند هطول الأمطار وما ينجم عنها من الفيضانات.
تم توزيع كميات محدودة من المعونات في محافظة رفح. وفي بقية أنحاء قطاع غزة، توقف توزيع المعونات إلى حد كبير على مدى الأيام القليلة الماضية بسبب كثافة الأعمال القتالية والقيود المفروضة على التنقل على الطرق الرئيسية، وذلك باستثناء إيصال كميات محدودة من الوقود لمقدمي الخدمات الرئيسيين وبعثة لمرة واحدة عالية الخطورة في 9 كانون الأول/ديسمبر إلى المستشفى الأهلي.
حتى الساعة 22:00 من يوم 11 كانون الأول/ديسمبر، دخلت 100 شاحنة مُحمّلة بالإمدادات الإنسانية من مصر إلى غزة، وهو نفس العدد الذي دخل في معظم الأيام منذ استئناف الأعمال القتالية في 1 كانون الأول/ديسمبر. ويقل هذا العدد بشوط بعيد عن المتوسط اليومي البالغ 500 شاحنة (بما فيها شاحنات الوقود) التي كانت تدخل غزة في كل يوم عمل قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر. وقد تعطّلت قدرة الأمم المتحدة على استلام المعونات الواردة إلى حد كبير على مدى الأيام القليلة الماضية بسبب عدة عوامل، من بينها نقص عدد الشاحنات داخل غزة، وانقطاع الاتصالات وتزايد عدد الموظفين الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى معبر رفح بسبب الأعمال القتالية.
في 11 كانون الأول/ديسمبر، دخل نحو 120,600 لتر من الوقود إلى غزة من مصر. وتزيد هذه الكمية عن المتوسط اليومي الذي بلغ 67,000 لتر على مدى الأيام الثلاثة السابقة. وتُمثّل هذه الكميات التي تمت زيادتها الحد الأدنى الضروري لمنع انهيار الخدمات الحيوية، بما فيها المستشفيات وسيارات الإسعاف، والبنية التحتية للمياه والصرف الصحي ومراكز إيواء المُهجّرين. وفي 11 كانون الأول/ديسمبر أيضًا، دخل نحو 45 طنًا من غاز الطهي التجاري من مصر، وهي أول شحنة تصل من الغاز منذ استئناف العمليات القتالية في 1 كانون الأول/ديسمبر.
في 11 كانون الأول/ديسمبر، تم إجلاء 33 مصابًا و461 مواطنًا من مزدوجي الجنسية من غزة إلى مصر، مما رفع العدد الكلي للمصابين الفلسطينيين الذين جرى إجلاؤهم منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى 463 مصابًا فلسطينيًا و530 حالة طبية.
في 12 كانون الأول/ديسمبر، اعتمد المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية قرارا يهدف إلى معالجة الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة. وقد اعتُمد القرار بتوافق الآراء. ويؤكد القرار أهمية الصحة كأولوية عالمية ويدعو إلى إيصال المعونات على الفور ودون عوائق. وفي ملاحظاته الافتتاحية، أفاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بأن «النظام الصحي في غزة ينهار، ومن المتوقع أن يتفاقم الخطر مع تدهور الوضع واقتراب الشتاء.»
في 9 و10 كانون الأول/ديسمبر، أفادت التقارير بأن القوات الإسرائيلية احتجزت المئات من الرجال والفتية الذين تواجدوا في أماكن مفتوحة وفي المدارس التي تستخدم باعتبارها مراكز إيواء للمُهجّرين وفي منازلهم الخاصة في الشمال وفي مدينة غزة. وحسب التقارير الواردة، عُرِّي المحتجزون إلا ملابسهم الداخلية وقُيّدت أيديهم بالأصفاد ووُجهت إليهم الأوامر بالجثو على ركبهم في مناطق مفتوحة، وتعرّضوا للضرب والمضايقات والأحوال الجوية القاسية وحُرموا من الضرورات الأساسية، كما جرى تصويرهم وتداول صورهم على وسائل الإعلام. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، نُقل من يُشتبه في أنهم ينتسبون إلى حركة حماس إلى إسرائيل لاستجوابهم، على حين أُطلق سراح الآخرين.
في 11 كانون الأول/ديسمبر، وصل وفد من مجلس الأمن إلى الجانب المصري من معبر رفح، وهو نقطة الدخول المفتوحة الوحيدة إلى قطاع غزة. وتم اطلاعهم على الوضع في غزة والاستجابة الإنسانية. وتأتي هذه الزيارة، التي نظمتها دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد أيام من تفعيل الأمين العام للأمم المتحدة البند 99 من ميثاق الأمم المتحدة، محذّر المجلس من تدهور الوضع الإنساني في غزة.
الأعمال القتالية والضحايا (قطاع غزة)
كانت الأحداث التالية من بين أكثر الأحداث الدموية التي أوردتها التقارير خلال الساعات الـ24 الماضية وشهدت قصف البنايات السكنية:
عند نحو الساعة 15:40 من يوم 10 كانون الأول/ديسمبر، أفادت التقارير بقصف دراجة بالقرب من شارع جلال في وسط خان يونس، مما أسفر عن مقتل طفلين فلسطينيين كانا يستقلانها.
عند نحو الساعة 18:10 من يوم 10 ديسمبر/كانون الأول، أفادت التقارير بمقتل 22 شخصا عندما قُصف منزل في مخيم المغازي للاجئين.
عند نحو الساعة 2:15 من يوم 11 كانون الأول/ديسمبر، أفادت التقارير بمقتل عشرة أشخاص عندما قُصفت شقة سكنية، غرب رفح.
عند نحو الساعة 11:00 من يوم 11 كانون الأول/ديسمبر، أفادت التقارير بمقتل عشرة أشخاص عندما قُصف منزل في دير البلح.
وفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل نحو 18,205 فلسطينيًا في غزة بين 7 تشرين الأول/أكتوبر وساعات ما بعد الظهر من يوم 11 كانون الأول/ديسمبر. ويُقال إن نحو 70 بالمائة من هؤلاء هم من النساء والأطفال. وتشير التقارير إلى إصابة أكثر من 49,645 آخرين بجروح. ثمّة عدد أكبر بكثير من الأشخاص في عداد المفقودين، ويسود الافتراض بأنهم لا يزالون تحت الركام في انتظار إنقاذهم أو انتشالهم.
تتحقق الأونروا من التقارير التي تفيد بأن المُهجّرين الذين كانوا يحتمون في عيادت الرعاية الصحية الأولية التابعة لها في جباليا وفي إحدى المدارس التابعة لها في مدينة غزة، قد أُجبروا على المغادرة، وأُطلق النار على بعضهم أو اعتقلوا في وقت لاحق أثناء فرارهم. وفي أعقاب عمليات الإخلاء القسري، أفيد بأن المرفقين أصيبا بالذخائر، مما أسفر عن وقوع أضرار. وحتى 7 تشرين الأول/أكتوبر، تعرّضت 41 منشأة تابعة للأونروا للقصف المباشر وتعرّضت 60 منشأة لأضرار جانبية، وفقا للأونروا. وقُتل نحو 284 مُهجّر كانوا يلتمسون المأوى في مراكز الإيواء التابعة للأونروا وأُصيب 976 آخرون.
وفقا لنقابة الصحفيين الفلسطينيين في غزة، قُتل 81 صحفيا وإعلاميا فلسطينيا في الغارات الجوية الإسرائيلية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. ووفقا لوزارة الصحة في غزة، قُتل 296 فلسطينيًا من أفراد الطواقم الطبية. ووفقا للدفاع المدني الفلسطيني، قُتل ما لا يقل عن 32 من أفراد فرق الدفاع المدني. ووفقا للأونروا ومنظمة الصحة العالمية، قُتل 134 موظفا من موظفي الأونروا وموظف واحد من موظفي منظمة الصحة العالمية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.
في الإجمال، قُتل 104 جنديًا إسرائيليًا في غزة منذ بداية العمليات البرية الإسرائيلية وأُصيب 582 آخرين، وفقا للجيش الإسرائيلي.
التهجير (قطاع غزة)
في 1 كانون الأول/ديسمبر، نشر الجيش الإسرائيلي خريطة مفصّلة على شبكة الانترنت، يقسَّم قطاع غزة بموجبها إلى مئات المناطق الصغيرة. وتفيد التقارير بأن الخريطة يُقصد منها تسهيل أوامر إجلاء السكان إلى مناطق محددة قبل استهدافها. ومنذ ذلك الحين، جرى تحديد مناطق مختلفة تشكل ما نسبته 30 بالمائة تقريبًا من مساحة قطاع غزة لغايات إخلائها. وتتقوض قدرة السكان على الحصول على هذه المعلومات بسبب الانقطاعات المتكررة في الاتصالات وانقطاع إمدادات الكهرباء اللازمة لشحن الأجهزة الإلكترونية.
يعاني المُهجّرون الذين وصلوا مؤخرًا إلى رفح من الاكتظاظ الشديد في مراكز الإيواء. ويقع أكبر موقعين استقر فيهما الآلاف من هؤلاء المُهجّرين وأقاموا مبانٍ مؤقتة ونصبوا خيامًا فيهما داخل المدينة في مستشفى لا يزال قيد الإنشاء («المستشفى الميداني القطري») وفي حرم جامعة القدس المفتوحة.
تشير التقديرات الصادرة عن الأونروا إلى أن نحو 1.9 مليون نسمة في غزة، أو نحو 85 بالمائة من سكانها، باتوا مُهجّرين حتى يوم 11 كانون الأول/ديسمبر، وقد تم تهجير بعضهم عدة مرات. وتعد العائلات من الفئات المستضعفة للغاية لأنها تضطر إلى الانتقال مرارا وتكرارا بحثا عن الأمان.
حتى 9 كانون الأول/ديسمبر، تم تسجيل نحو 1.3 مليون مُهجّر من هؤلاء المهجرين في 154 منشأة تابعة للأونروا في شتّى أرجاء غزة، وأكثر من 1.1 مليون شخص منهم مُسجّلون في 97 مركزًا من مراكز الإيواء التي تديرها وكالة الأونروا في المنطقة الوسطى ومحافظات خان يونس ورفح. ويُشكّل الحصول على إحصاء دقيق تحديًا بسبب الصعوبات التي تكتنف متابعة عدد المُهجّرين الذين يقيمون لدى عائلات تستضيفهم، وحركة المُهجّرين الذي انتقلوا بعد صدور أوامر الإخلاء منذ 1 كانون الأول/ديسمبر وعمليات الإخلاء التي طالت خمسة مراكز إيواء تابعة للأونروا في المنطقة الشرقية من خانيونس في 6 كانون الأول/ديسمبر.
بسبب الاكتظاظ الشديد وتردّي الظروف الصحية في مراكز الإيواء التابعة للأونروا في الجنوب، طرأت زيادة كبيرة على بعض الأمراض والحالات السارية، كالإسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادة والالتهابات الجلدية والحالات المتعلقة بالنظافة الصحية مثل تفشي القمل.
يبلغ متوسط عدد المُهجّرين في مراكز الإيواء التابعة لوكالة الأونروا الواقعة في المناطق الوسطى والجنوبية ما يقارب تسعة أضعاف قدرته الاستيعابية المقررة.
الكهرباء
منذ 11 تشرين الأول/أكتوبر، لم يزل قطاع غزة يشهد انقطاع الكهرباء عنه بعدما قطعت السلطات الإسرائيلية إمدادات الكهرباء والوقود ونفاد احتياطيات الوقود من محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع. وتنتج الموّلدات الكهرباء حسب توفر الوقود، كما يجري توليدها بواسطة اللوحات الشمسية. طالعوا لوحة متابعة إمدادات الكهرباء في قطاع غزة للاطّلاع على المزيد من المعلومات.
الرعاية الصحية، بما يشمل الهجمات عليها (قطاع غزة)
لليوم السادس على التوالي، تحاصر القوات والدبابات الإسرائيلية مستشفى العودة في جباليا (شمال غزة) ويدور القتال مع الجماعات المسلّحة في جواره. وتفيد التقارير بأن 250 طبيبا ومريضا وأفراد أسرهم محاصرون داخل المستشفى. وفي 9 كانون الأول/ديسمبر، أفادت التقارير بمقتل اثنين من العاملين في المجال الطبي وهم على رأس عملهم داخل المستشفى، وذلك خلال الاشتباكات التي اندلعت بين القوات الإسرائيلية والجماعات المسلّحة الفلسطينية.
في الوقت الراهن، لا يعمل سوى 13 مستشفى من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة بشكل جزئي حيث تملك القدرة على استقبال مرضى جدد، على الرغم من محدودية الخدمات. ويوجد مستشفى واحد فقط من هذه المستشفيات في الشمال. ويعمل المستشفيان الرئيسيان في جنوب غزة بثلاثة أضعاف طاقتهما الاستيعابية للأسرّة، في حين يواجهان نقصًا حادًا في الإمدادات الأساسية والوقود. ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، تصل معدلات الإشغال إلى 206 بالمائة في أقسام المرضى المقيمين و250 بالمائة في وحدات العناية المركزة. وفضلًا عن ذلك، تؤوي هذه المستشفيات آلاف المُهجّرين.
في يومي 10 و11 كانون الأول/ديسمبر، تعرّضت المناطق المجاورة لمستشفى الأقصى في دير البلح ومستشفى الأمل في خان يونس للقصف المتكرر، مما أعاق قدرة العشرات من المصابين على الوصول. وهذان المستشفيان من بين 12 مستشفى تزاول عملها جزئيًا في الجنوب.
صرّحت وزارة الصحة في غزة أنه تم إجلاء واحد بالمائة فقط من الفلسطينيين الذين أُصيبوا خلال الأعمال القتالية خارج غزة لتلقي العلاج عبر معبر رفح الحدودي. وهذا يعادل ما يزيد قليلا عن 400 شخص، في حين أن 8,000 آخرين من أصل 40,000 مصاب يحتاجون إلى تدخل طبي عاجل وفوري. وتستغرق عملية الحصول على الموافقات الأمنية للمصابين من السلطات الإسرائيلية من يوم إلى ثلاثة أيام، وخلال هذا الوقت يمكن أن تتدهور حالة المريض، ويموت بعض المرضى أثناء الانتظار.
في 11 كانون الأول/ديسمبر، بدأت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بالتجهيزات الأولية لإقامة المستشفى الميداني القطري في محافظة رفح، وذلك بالتعاون مع الهلال الأحمر القطري. تبلغ القدرة الاستيعابية للمستشفى 50 سريرًا، وسيتضمن غرفة عمليات ووحدة عناية مكثفة واستقبال وأشعة.
الأمن الغذائي
في 10 كانون الأول/ديسمبر، وزّع برنامج الأغذية العالمي، وبواسطة شريكته منظمة «المجتمع العالمي» 9,000 وجبة ساخنة و3,000 طرد غذائي على المُهجّرين المقيمين خارج مراكز الإيواء ولدى عائلات تستضيفهم في رفح.
خلال فترة الهدنة الإنسانية (24-30 تشرين الثاني/نوفمبر)، أجرى برنامج الأغذية العالمي تقييمًا سريعًا للأمن الغذائي في شتّى أرجاء قطاع غزة، حيث شمل عينة تألفت من 399 أسرة. وقد وُجد الجوع الشديد في 36 بالمائة من الأسر المستطلعة آراؤها والجوع المعتدل في 52 بالمائة من الأسر الأخرى. وفي 91 بالمائة من الأسر، أفاد من شملهم التقييم بأنهم يأوون إلى فراشهم وهم جوعى وأشار 63 بالمائة إلى أن أيامًا بكاملها تمر عليهم دون أن يتناولوا الطعام. والوضع أسوأ بكثير في الشمال. كما أفضى النقص الحاد في غاز الطهي إلى الاعتماد على مصادر أقل نظافة اعتمادًا كبيرًا، مثل حرق الحطب ومخلّفات الأخشاب والنفايات، مما يثير خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.
المياه والصرف الصحي (قطاع غزة)
في 10 كانون الأول/ديسمبر، أقامت مصلحة مياه بلديات الساحل واليونيسف عدة منشآت للمياه والصرف الصحي في «المستشفى الميداني القطري،» وهو عبارة عن بناية قيد الإنشاء في رفح وتؤوي ما بين 15,000 إلى 20,000 مُهجّر وصلوا مؤخرًا. وتضم هذه المنشآت خزانين متنقلين بسعة تبلغ 5 و10 أمتار مكعبة، حيث يعاد ملؤهما بمياه الشرب بانتظام، و24 دورة مياه، بما فيها حمامات.
تستمر دواعي القلق البالغ حيال تفشي الأمراض المنقولة بالمياه بسبب تناول المياه من مصادر غير آمنة، ولا سيما في الشمال الذي لا تعمل فيه محطة تحلية المياه ولا خط الأنابيب الإسرائيلي. ولم يطرأ أي تحسن تقريبًا على إمكانية حصول السكان في الشمال على المياه لأغراض الشرب والأغراض المنزلية منذ أسابيع.
تواصل الأونروا تشغيل تسع من آبار المياه التي تضخ نحو 10,000 متر مكعب يوميًا من أجل توفير إمدادات مياه الشرب والمياه المستخدمة في الأغراض المنزلية لمراكز الإيواء في شتّى أرجاء غزة. وتتواصل عمليات نقل مياه الشرب بالصهاريج إلى مراكز الإيواء في منطقتي رفح وخانيونس على الرغم من الظروف الخطيرة. وفضلًا عن ذلك، بدأت مراكز الإيواء في رفح تتلقى مياه الشرب بواسطة صهاريج تنقل المياه من مصلحة مياه بلديات الساحل.
الأعمال القتالية والضحايا (إسرائيل)
واصلت الجماعات المسلّحة الفلسطينية إطلاق الصواريخ بصورة عشوائية من غزة باتجاه إسرائيل في 11 كانون الأول/ديسمبر، وأفات التقارير بإصابة رجل بالمنطقة الوسطى من اسرائيل. وقُتل أكثر من 1,200 إسرائيلي وأجنبي في إسرائيل، من بينهم 36 طفلًا، وفقًا للسلطات الإسرائيلية، وقد قُتلت الغالبية العظمى من هؤلاء في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
خلال فترة الهدنة الإنسانية (24-30 تشرين الثاني/نوفمبر)، أُطلق سراح 86 إسرائيليًا و24 أجنبيًا. وتشير التقديرات إلى أن نحو 137 شخصًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة، بمن فيهم إسرائيليون وأجانب، وفقًا للمصادر الإسرائيلية. وقبل الهدنة، أفرجت حماس عن أربعة رهائن مدنيين وأنقذت القوات الإسرائيلية مجندة إسرائيلية واحدة واستعادت جثامين ثلاث رهائن، حسبما ورد في التقارير.
العنف والضحايا (الضفة الغربية)
لم ترد تقارير تفيد بسقوط ضحايا أو اصابات في الضفة الغربية في 11 كانون الأول/ديسمبر.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل 265 فلسطينيًا، من بينهم 69 طفلًا، في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. كما قُتل فلسطينيان من الضفة الغربية وهما ينفذان هجومًا في إسرائيل في 30 تشرين الثاني/نوفمبر. وكان من بين من قُتل في الضفة الغربية 255 فلسطينيًا قُتلوا على يد القوات الإسرائيلية، وثمانية على يد المستوطنين الإسرائيليين واثنان إما على يد القوات الإسرائيلية وإما على يد المستوطنين. وتمثّل حصيلة الشهرين أكثر من نصف إجمالي الفلسطينيين الذين قُتلوا في الضفة الغربية خلال هذه السنة. وتعد سنة 2023 السنة الأكثر دموية بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ أن شرع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تسجيل عدد الضحايا في سنة 2005.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل أربعة إسرائيليين، من بينهم ثلاثة من أفراد القوات الإسرائيلية، في هجمات شنّها فلسطينيون في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. كما قُتل أربعة آخرون في القدس الغربية في هجوم فلسطيني (ويبدو أن أحد هؤلاء قُتل على يد القوات الإسرائيلية التي أخطأت في التعرف على هويته).
قُتل ثلثا الضحايا الفلسطينيين الذين سقطوا في الضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر خلال عمليات التفتيش والاعتقال وغيرها من العمليات التي نفذتها القوات الإسرائيلية وشهد بعضها تبادل إطلاق النار مع الفلسطينيين، وخاصة في محافظتي جنين وطولكرم. وقُتل أكثر من نصف الضحايا في عمليات لم تشهد اشتباكات مسلّحة، حسبما أفادت التقارير.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، أصابت القوات الإسرائيلية 3,472 فلسطينيًا، من بينهم 535 طفلًا على الأقل. وقد أُصيب 45 بالمائة من هؤلاء في سياق المظاهرات و46 بالمائة في سياق عمليات التفتيش والاعتقال وغيرها من العمليات. كما أُصيب 84 فلسطينيّا على يد المستوطنين، وأُصيب 18 آخرين إما على يد القوات الإسرائيلية وإما على يد المستوطنين. وكان نحو 33 بالمائة من هذه الإصابات بالذخيرة الحيّة، بالمقارنة مع متوسط شهري بلغ 9 بالمائة خلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2023.
عنف المستوطنين
لم ترد تقارير تُشير إلى أحداث جديدة مرتبطة بالمستوطنين خلال الساعات الـ24 الماضية في الضفة الغربية. ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، سجّل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 331 هجمة شنّها المستوطنون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا (35 حدثًا) أو إلحاق أضرار بالممتلكات (251 حدثًا) أو سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا (45 حدثًا).
وصل المتوسط الأسبوعي لهذه الأحداث منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى 35 حدثًا، بالمقارنة مع 21 حدثًا شهدته الفترة الممتدة بين يومي 1 كانون الثاني/يناير و6 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وشهد عدد الأحداث منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر تراجعًا تدريجيًا من 80 حدثًا في الأسبوع الأول (7-14 تشرين الأول/أكتوبر) إلى 13 حدثًا في الأسبوع الأخير (2-7 كانون الأول/ديسمبر). وانطوى ثلث هذه الأحداث على استخدام الأسلحة النارية، بما شمله ذلك من إطلاق النار والتهديد بإطلاقها. وفي نصف الأحداث المسجّلة تقريبًا، رافقت القوات الإسرائيلية أو وردت التقارير بأنها شوهدت وهي تؤمّن الدعم للمهاجمين.
التهجير (الضفة الغربية)
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، هُجّر ما لا يقل عن 143 أسرة تضم 1,026 فردًا، من بينهم 396 طفلًا، بسبب عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول. وتنحدر الأسر المُهجّرة من 15 تجمعًا رعويًا أو بدويًا. ونُفذ أكثر من نصف عمليات التهجير في أيام 12 و15 و28 تشرين الأول/أكتوبر، حيث طالت سبعة تجمعّات سكانية.
وفضلًا عن هؤلاء، هُجّر 338 فلسطينيًا، من بينهم 182 طفلًا، في أعقاب عمليات الهدم التي طالت منازلهم منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر في المنطقة (ج) بالضفة الغربية والقدس الشرقية بحجة افتقارها إلى رخص البناء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية ويُعدّ الحصول عليها أمرًا من ضرب المستحيل. ويمثّل المتوسط الشهري لعمليات التهجير التي نُفذت بين 7 تشرين الأول/أكتوبر و7 كانون الأول/ديسمبر زيادة نسبتها 27 بالمائة بالمقارنة مع المتوسط الشهري للتهجير خلال الأشهر التسعة الأولى من هذه السنة.
هُجّر 68 فلسطينيًا آخر، من بينهم 34 طفلًا، في أعقاب عمليات الهدم العقابي التي طالت 16 منزلًا منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، وهو نفس عدد المنازل التي أفادت التقارير بأنها هُدّمت على أساس عقابي خلال الأشهر التسعة الأولى من هذه السنة. وقد خلصت لجنة حقوق الإنسان في استعراضها للتقرير الدوري الرابع الذي قدمته إسرائيل في العام 2014 إلى أن عمليات الهدم العقابي شكل من أشكال العقاب الجماعي وتنتفي الصفة القانونية عنها، بحكم ذلك، بموجب القانون الدولي.
هُجّر 269 فلسطينيًا آخر، من بينهم 121 طفلًا، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر في أعقاب تدمير 42 مبنى سكني أثناء العمليات التي نفذّتها القوات الإسرائيلية في شتّى أرجاء الضفة الغربية. وأشارت التقارير إلى أن 61 بالمائة من عمليات التهجير جرت في مخيم جنين للاجئين و29 بالمائة في مخيمي نور شمس وطولكرم للاجئين (وكلاهما في طولكرم).
التمويل
حتى يوم 11 كانون الأول/ديسمبر، صرفت الدول الأعضاء لصالح النداء العاجل المحدَّث الذي أطلقته الأمم المتحدة وشركاؤها لتنفيذ خطة الاستجابة التي وضعوها من أجل دعم 2.2 مليون شخص في قطاع غزة و500,000 آخرين في الضفة الغربية مبلغ يُشكل نحو 37 بالمائة من المبلغ المطلوب وقدره 1.2 مليار دولار. وتجمع التبرعات الخاصة من خلال الصندوق الإنساني.