قد حدّ احتدام الأعمال القتالية من العمليات الإنسانية في دير البلح. وتندرج المستودعات والمراكز الصحية ومراكز الإيواء في إطار المناطق التي صدرت أوامر جديدة بإخلائها. ومع تعرّض المستشفيات لخطر الإغلاق وارتفاع عدد الإصابات، باتت القدرة على علاج الناس في خطر. صورة لتوزيع البطانيات لمستشفى ناصر في الشهر الماضي. تصوير اليونيسف/البابا
الأعمال القتالية في قطاع غزة وإسرائيل | تقرير موجز بالمستجدّات رقم 87
النقاط الرئيسية
ازدادت حدّة القصف الإسرائيلي الكثيف من البرّ والبحر والجو في معظم أنحاء قطاع غزة في 8 كانون الثاني/يناير. وواصلت الجماعات المسلّحة الفلسطينية إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل. كما استمرت العمليات البرّية والقتال بين القوات الإسرائيلية والجماعات المسلّحة الفلسطينية في معظم أنحاء قطاع غزة، ولاسيما في المنطقة الوسطى وخان يونس، مما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا.
في ساعات ما بعد الظهر من يومي 7 و8 كانون الثاني/يناير، قُتل 249 فلسطينيًا، وأُصيب 510 آخرين، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. وفي الإجمال، قُتل ما لا يقل عن 23,084 فلسطينيًا في غزة بين يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر والساعة 12:00 من يوم 7 كانون الثاني/يناير، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. وخلال الفترة نفسها، أصيب 58,926 فلسطينيًا، حسبما أفادت التقارير.
منذ 7 كانون الثاني/يناير وحتى 8 كانون الثاني/يناير، لم ترد تقارير تفيد بوقوع قتلى في صفوف الجنود الإسرائيليين في غزة. وفي الإجمال، قُتل 174 جنديًا وأُصيب 1,042 آخرين في غزة منذ بداية العمليات البرّية، حسبما أفاد الجيش الإسرائيلي.
يفيد الشركاء بأن رفض طلبات التنقل المنسقة يعوق بشكل حاسم الاستجابة الطارئة والعاجلة. فعلى سبيل المثال، رفضت السلطات الإسرائيلية في 8 كانون الثاني/يناير إيفاد بعثة من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية كان من المخطط لها تقديم الامدادات الطبية الطارئة لمستودع الأدوية المركزي في مدينة غزة ومستشفى العودة في جباليا، فضلا عن البعثات المخطط لها تقديم الوقود الحيوي إلى مرافق المياه والصرف الصحي في مدينة غزة والشمال. وتُمثّل هذه المرة الخامسة التي يتم فيها رفض إيفاد بعثة إلى مستشفى العودة في جباليا وإلى مستودع الأدوية المركزي في مدينة غزة منذ 26 كانون الأول/ديسمبر، ونتيجة لذلك، لم تحصل خمسة مستشفيات في شمال غزة على الإمدادات والمعدّات الطبية المنقذة للحياة. وفي الوقت نفسه، فإن من شأن استمرار منع تقديم الوقود إلى مرافق المياه والصرف الصحي أن يؤدي إلى عدم حصول عشرات الآلاف من الناس على المياه النظيفة. وهذا يزيد أيضا من خطر فيضان مياه الصرف الصحي، مما يزيد بشكل كبير من خطر انتشار الأمراض المعدية.
يتسبب احتدام العمليات الهجومية في المنطقة الوسطى من غزة وخانيونس في ارتفاع سريع في عدد الضحايا، وله عواقب وخيمة على عشرات الآلاف من المدنيين، الذين فرّ الكثير منهم بالفعل بحثا عن الأمان من مدينة غزة والشمال إلى المنطقة الوسطى. وقد تعرّض مستودع تابع للأونروا للقصف في 4 كانون الثاني/يناير مما أدى إلى مقتل أحد موظفي الأمم المتحدة واحتجاز خمسة من موظفي الأونروا بعد ذلك. تم إطلاق سراح ثلاثة منهم في وقت لاحق بينما لا يزال اثنان محتجزين. وأدى إصدار أوامر جديدة بإخلاء العديد من المنشآت الحيوية – بما فيها المستودعات ومراكز التوزيع والمراكز الصحية ومراكز الإيواء – إلى الحد من العمليات الإنسانية في دير البلح. وقد اضطرت العديد من المخابز التي تدعمها الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني إلى إغلاق عملياتها في دير البلح نتيجة للقتال. ومع ارتفاع عدد الضحايا، لا تزال القدرة على علاجهم في خطر، حيث تتعرض ثلاثة مستشفيات في المنطقة الوسطى وخانيونس – الأقصى وناصر وغزة الأوروبي – لخطر الإغلاق بسبب إصدار أوامر الإخلاء في المناطق المجاورة واستمرار الأعمال القتالية في الجوار.
في صباح يوم 8 كانون الثاني/يناير، أفادت منظمة أطباء بلا حدود أن قذيفة اخترقت جدار مركز إيواء تابع لها يأوي أكثر من 100 موظف وعائلاتهم في خانيونس. ونتيجة لذلك، أُصيب خمسة أشخاص، من بينهم طفل لأحد موظفيها يبلغ من العمر خمس سنوات، وهو في حالة حرجة. كما أشارت منظمة أطباء بلا حدود إلى أن مركز الإيواء لم يتلق أوامر إخلاء مسبقة. وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أنها «تدين هذا الهجوم الأخير الذي يبيّن، مرة أخرى، أنه لا أحد ولا مكان آمن في غزة.»
الأعمال القتالية والضحايا (قطاع غزة)
كانت الأحداث التالية من بين أكثر الأحداث الدموية التي نقلتها التقارير بين يومي 7 و8 كانون الثاني/يناير:
عند نحو الساعة 13:30 من يوم 7 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بمقتل ستة أشخاص، من بينهم فتاتان، عندما تعرضت مجموعة من الأشخاص للقصف بالقرب من مكتب ﺍﻟﻀﺎﺑﻄﺔ ﺍﻟﺠﻤﺮﻛﻴﺔ، شرق خانيونس.
في 7 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بمقتل 10 أشخاص وإصابة العشرات عندما قُصفت عدة منازل سكنية في دير البلح أثناء الليل.
عند نحو الساعة 03:00 من يوم 8 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بمقتل ثمانية أشخاص وإصابة العشرات، من بينهم نساء وأطفال، عندما قُصف مبنى سكني في منطقة البصة، غرب دير البلح، وسط غزة. وما زال أشخاص تحت الركام، حسبما أفادت التقارير.
عند نحو الساعة 09:00 من يوم 8 كانون الثاني/يناير، قُصفت مدرسة المغازي الإعدادية التابعة للأونروا، وسط غزة، والتي تستخدم كمأوى للمُهجّرين. وأفادت التقارير بوقوع عدد غير مؤكد من الضحايا والإصابات.
عند نحو الساعة 12:30 من يوم 8 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بمقتل خمسة أشخاص عندما قُصفت مجموعة من الأشخاص في الزوايدة وسط غزة.
عند نحو الساعة 09:10 من يوم 8 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بمقتل أربعة أشخاص، من بينهم أطفال، وإصابة العشرات عندما قُصفت وحدة سكنية بالقرب من قاعة كندا، جنوب خان يونس.
وفي صباح يوم 8 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بمقتل ثمانية أشخاص، من بينهم أطفال، في حي المنارة، جنوب شرق خانيونس. واجهت طواقم الإسعاف صعوبة في دخول المنطقة، حسبما أفادت التقارير.
عند نحو الساعة 23:20 من يوم 7 كانون الثاني/يناير، تعرّضت الكلية الجامعية للعلوم والتكنولوجيا في قيزان النجار، خانيونس، للقصف. وفي 8 كانون الثاني/يناير، حاصرت القوات الإسرائيلية المنطقة المجاورة لمدرسة أبو بكر الصديق، الواقعة أيضا في قيزان النجار، وأفادت التقارير بوقوع عدد غير مؤكد من الضحايا المحاصرين داخل المدرسة وفي محيطهاl.
التهجير (قطاع غزة)
بحلول نهاية عام 2023، بات عدد يقدر بنحو 1.9 مليون شخص في غزة، أو ما يقارب 85 بالمائة من مجموع السكان، مُهجّرين ومنهم أشخاص تعرّضوا للتهجير في مرات متعددة، حيث تُجبر الأسر على الانتقال مرارًا وتكرارًا بحثًا عن الأمان، وفقًا للأونروا. ومن بين هؤلاء نحو 1.4 مليون مُهجّر يلتمسون المأوى في 155 منشأة تابعة لوكالة الأونروا في كافة المحافظات الخمس، حيث تفوق المنشآت قدرتها الاستيعابية بكثير. وتُعدّ محافظة رفح الآن الملاذ الرئيسي للمُهجّرين، حيث يُحشر أكثر من مليون شخص من المُهجّرين في مساحات مكتظّة للغاية، عقب احتدام الأعمال القتالية في خانيونس ودير البلح، وأوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي. لا تزال التحديات تعتري الحصول على رقم دقيق للعدد الكلي للمُهجّرين.
أفادت التقارير بوقوع نحو 220 حدثا أثّر على مباني الأونروا وعلى الأشخاص الموجودين داخلها منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر (شهد بعضها أحداث متعددة أثرت على نفس الموقع)، بما في ذلك ما لا يقل عن 23 حدثا شمل استخدام عسكري و/أو تدخل عسكري في منشآت الأونروا. وهذه تشمل 63 منشأة تابعة للأونروا أصيبت إصابة مباشرة بالإضافة إلى 69 منشأة مختلفة تابعة للأونروا تعرّضت لأضرار عندما أُصيبت منطقة قريبة. وفي الإجمال، قُتل ما لا يقل عن 319 مُهجّرًا كانوا يلتمسون المأوى في مراكز الايواء التابعة للأونروا وأصيب ما لا يقل عن 1,135 آخرين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.
الكهرباء
• منذ 11 تشرين الأول/أكتوبر، لم يزل قطاع غزة يشهد انقطاع الكهرباء عنه بعدما قطعت السلطات الإسرائيلية إمدادات الكهرباء ونفاد احتياطيات الوقود من محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع. ولا يزال انقطاع الاتصالات والوقود يقوّض بشكل كبير جهود الجهات المقدمة للمعونة لتقييم النطاق الكامل للاحتياجات في غزة والاستجابة بشكل مناسب للأزمة الإنسانية المتفاقمة. أنظروا لوحة متابعة إمدادات الكهرباء في قطاع غزة للاطّلاع على المزيد من المعلومات في هذا الشأن.
الرعاية الصحية، بما يشمل الهجمات عليها (قطاع غزة)
عند نحو الساعة 01:40 من يوم 8 كانون الثاني/يناير، قُصفت المنطقة القريبة من المستشفى الأوروبي في خانيونس بطائرات مسيّرة حسب ما أشارت التقارير، ولم ترد تقارير واضحة تفيد بعدد الضحايا. وجاء ذلك في أعقاب عدد من الضربات بالقرب من مستشفى الأقصى في دير البلح وسط غزة في 7 كانون الثاني/يناير، مما أجبر الكوادر الطبية والمرضى على الإخلاء.
في 7 كانون الثاني/يناير، زار طاقم من منظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مستشفى الأقصى، وهو المستشفى الوحيد العامل في محافظة دير البلح وسط غزة. ووفقا لمدير المستشفى، اضطر معظم العاملين الصحيين المحليين ونحو 600 مريض ومريضة إلى مغادرة المنشأة إلى أماكن مجهولة بسبب تزايد الأعمال القتالية وأوامر الإخلاء المستمرة. وصرّحت جمعية العون الطبي للفلسطينيين ولجنة الإنقاذ الدولية أن فريق الطوارئ الطبي التابع لهما اضطر إلى وقف الأنشطة المنقذة للحياة وغيرها من الأنشطة الحيوية في المستشفى ومغادرة المنشأة، بسبب تزايد النشاط العسكري الإسرائيلي.
وفقا لمنشور صادر عن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، شهد موظفوه «مشاهد مثيرة للاشمئزاز لأشخاص من جميع الأعمار وهم يعالجون على أرضيات ملطخة بالدماء وفي ممرات تعتريها الفوضى.» وأفاد المستشفى بوجود احتياجات هائلة، لا سيما العاملين الصحيين واللوازم الطبية والأسرّة والحاجة إلى الحماية من القصف والأعمال القتالية. وقدّم فريق منظمة الصحة العالمية إمدادات طبية تكفي لمدة ثلاثة أشهر لدعم 4,500 مريض ومريضة بحاجة إلى غسيل الكلى و500 مريض ومريضة بحاجة إلى رعاية الرضوح. وقال الدكتور غيبريسوس، «إن مستشفى الأقصى هو المستشفى الأكثر أهمية المتبقي في المنطقة الوسطى من غزة ويجب أن يبقى عاملاً ومحميًا لتقديم خدماته المنقذة للحياة. لا يمكن السماح بمزيد من التآكل في وظائفه – إن القيام بذلك في مواجهة مثل هذه الصدمات والإصابات والمعاناة الإنسانية سيكون بمثابة غضب أخلاقي وطبي.»
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، كان 13 مستشفى من أصل 36 مستشفى في غزة يعمل جزئيًا حتى يوم 3 كانون الثاني/يناير، منها تسعة في الجنوب وأربعة في الشمال. وما زالت المستشفيات التي تعمل في الشمال تقدّم خدمات رعاية الأمومة والإسعاف والطوارئ. ومع ذلك، تواجه هذه المستشفيات تحديات مثل نقص الكوادر الطبية، والجراحين المتخصصين وجراحي الأعصاب والطواقم في وحدات العناية المركزة، فضلًا عن نقص اللوازم الطبية كالتخدير والمضادات الحيوية والأدوية المسكنة للآلام والمثبتات الخارجية. وعلاوةً على ذلك، ثمة حاجة ماسة إلى الوقود والأغذية ومياه الشرب. ويعتمد وضع المستشفيات ومستوى عملها على قدراتها التي تشهد التقلبات وعلى الحد الأدنى من الإمدادات التي يمكن إيصالها إلى هذه المنشآت. تؤدي المستشفيات التسعة العاملة في الجنوب عملها جزئيًا وتعمل بثلاثة أضعاف طاقتها الاستيعابية، في الوقت الذي تواجه فيه نقصًا حادًا في اللوازم الأساسية وإمدادات الوقود. وحسب وزارة الصحة في غزة، تصل معدلات الإشغال إلى 206 بالمائة في أقسام المرضى المقيمين و250 بالمائة في وحدات العناية المركزة.
الأمن الغذائي
تحذّر لجنة استعراض المجاعة، التي جرى تفعيلها بسبب الأدلة التي تتجاوز المرحلة الخامسة من مراحل انعدام الأمن الغذائي الحاد (العتبة الكارثية) في قطاع غزة، من أن خطر حدوث مجاعة يزداد يومًا بعد يوم وسط النزاع المحتدم والقيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية. وأضافت اللجنة أن الضرورة تقتضي وقف تدهور الصحة والتغذية والأمن الغذائي والوفيات من خلال استعادة الصحة وخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، وذلك من أجل القضاء على خطر المجاعة. ويُعدّ وقف الأعمال القتالية واستعادة الحيز الإنساني اللازم لتقديم المساعدات المتعددة القطاعات من الخطوات الأولية الحيوية لاستئصال خطر حدوث المجاعة.
الأعمال القتالية والضحايا (إسرائيل)
قُتل أكثر من 1,200 إسرائيلي وأجنبي في إسرائيل، من بينهم 36 طفلًا، وفقًا للسلطات الإسرائيلية. وقد قُتلت الغالبية العظمى من هؤلاء في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
تقدّر السلطات الإسرائيلية بأن نحو 136 إسرائيليًا وأجنبيًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة. وخلال فترة الهدنة الإنسانية (24-30 تشرين الثاني/نوفمبر)، أُطلق سراح 86 إسرائيليًا و24 أجنبيًا.
العنف والضحايا (الضفة الغربية)
في 8 كانون الثاني/يناير، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على ثلاثة فلسطينيين وقتلتهم خلال عملية اقتحام من قبل وحدات متخفية إسرائيلية في مدينة طولكرم. ووفقًا لما وثقه فيديو تم تداوله على نطاق واسع في وسائل الإعلام، والذي لا يمكن التحقق منه، يبدو أن الجنود الإسرائيليين واصلوا إطلاق النار على فلسطيني مصاب وهو ملقى عاجزا على الأرض، ويبدو أن سيارة جيب عسكرية دهست شخصا مصابا آخر.
قُتل ما مجموعه 329 فلسطينيًا في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 8 كانون الثاني/يناير 2024. وكان من بين القتلى 84 طفلا. كما قُتل فلسطينيان من الضفة الغربية وهما ينفذان هجومًا في إسرائيل في 30 تشرين الثاني/نوفمبر. وكان من بين من قُتل في الضفة الغربية، البالغ عددهم 329 قتيلا، 320 فلسطينيًا قُتلوا على يد القوات الإسرائيلية، وثمانية على يد المستوطنين الإسرائيليين وواحد إما على يد القوات الإسرائيلية وإما على يد المستوطنين. ويُمثّل عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية في العام 2023 أكبر عدد فلسطينيين قُتلوا في الضفة الغربية منذ أن شرع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تسجيل عدد الضحايا في عام 2005، حيث قُتل ما مجموعه 507 فلسطينيًا.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 8 كانون الثاني/يناير 2024، قُتل خمسة إسرائيليين، من بينهم أربعة من أفراد القوات الإسرائيلية، في هجمات شنّها فلسطينيون في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. كما قُتل أربعة إسرائيليين آخرين في هجوم نفذه فلسطينيون من الضفة الغربية في القدس الغربية (وقُتل أحد هؤلاء على يد القوات الإسرائيلية التي أخطأت في التعرف على هويته). يُمثّل عدد الإسرائيليين الذين قُتلوا في الضفة الغربية وإسرائيل في العام 2023، في هجمات شنّها فلسطينيون من الضفة الغربية، أكبر عدد إسرائيليين قُتلوا في الضفة الغربية منذ أن شرع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تسجيل عدد الضحايا في عام 2005، حيث قُتل ما مجموعه 36 إسرائيليًا.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر2023 وحتى 7 كانون الثاني/يناير 2024، أصابت القوات الإسرائيلية 4,068 فلسطينيًا، من بينهم 614 طفلًا في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. وقد أُصيب 3,952 فلسطينيًا من هؤلاء على يد القوات الإسرائيلية، و95 فلسطينيًا على يد المستوطنين، وأُصيب 21 آخرين إما على يد القوات الإسرائيلية وإما على يد المستوطنين. ومن بين جميع الإصابات، أُصيب 51 بالمائة في سياق عمليات التفتيش والاعتقال وغيرها من العمليات و37 بالمائة في سياق المظاهرات و8 بالمائة خلال الهجمات المتعلقة بالمستوطنين ضد الفلسطينيين. وكان نحو 33 بالمائة من هذه الإصابات بالذخيرة الحيّة، بالمقارنة مع متوسط شهري بلغ 9 بالمائة خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2023.
عنف المستوطنين
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 8 كانون الثاني/يناير 2024، سجل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 386 هجمة شنّها المستوطنون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا (36 حدثًا) أو إلحاق أضرار بالممتلكات (302 حدثًا) أو سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا (48 حدثًا). ويُمثّل عدد هذه الأحداث ما يقرب من ثلث جميع هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية التي تم تسجيلها منذ 1 كانون الثاني/يناير 2023 وحتى الآن. ويعكس ذلك متوسطا يوميا قدره أربعة أحداث، بالمقارنة مع سبعة أحداث كل يوم بين 7 تشرين الأول/أكتوبر و10 تشرين الثاني/نوفمبر 2023. ويُمثّل هذا أعلى متوسط يومي للأحداث المتعلقة بالمستوطنين التي تؤثر على الفلسطينيين منذ عام 2006.
وانطوى ثلث الهجمات التي يرتكبها المستوطنون بحق الفلسطينيين بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر على استخدام الأسلحة النارية، بما شمله ذلك من إطلاق النار والتهديد بإطلاقها. وفي نصف الأحداث المسجّلة تقريبًا بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، رافقت القوات الإسرائيلية أو وردت التقارير بأنها شوهدت وهي تؤمّن الدعم للمهاجمين.
في العام 2023، أسفر 1,229 حدثًا متعلق بالمستوطنين (مع أو دون تدخل القوات الإسرائيلية) عن سقوط ضحايا فلسطينيين و/أو إلحاق أضرار بالممتلكات في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. وأسفر نحو 913 حدثًا من هذه الأحداث عن إلحاق الأضرار، وأسفر 163 حدثًا عن سقوط ضحايا، وأسفر 153 حدثًا عن سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا. ويُمثّل هذا أكبر عدد من الأحداث التي حصلت في أي سنة من السنوات منذ أن شرع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تسجيل الأحداث المتعلقة بالمستوطنين في عام 2006.
التهجير (الضفة الغربية)
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 8 كانون الثاني/يناير 2024، هُجّر ما لا يقل عن 198 أسرة فلسطينية تضم 1,208 فردًا، من بينهم 586 طفلًا، بسبب عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول. وتنحدر الأسر المُهجّرة من 15 تجمعًّا رعويًا أو بدويًا. ونُفذ حوالي نصف عمليات التهجير في أيام 12 و15 و28 تشرين الأول/أكتوبر، حيث طالت سبعة تجمعّات سكانية. ويُمثّل هذا 78 بالمائة من جميع حالات التهجير التي أفادت بها التقارير الناجمة عن عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول منذ 1 كانون الثاني/يناير 2023 (حيث هُجّر ما مجموعه 1,539 شخصًا، من بينهم 756 طفلًا).
فضلا عن هؤلاء، هُجّر 444 فلسطينيًا، من بينهم 224 طفلًا، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، في أعقاب عمليات الهدم التي طالت منازلهم بحجة الافتقار إلى الرخص الإسرائيلية في المنطقة (ج) بالضفة الغربية والقدس الشرقية ويكاد الحصول عليها من ضرب المستحيل. هذا بالمقارنة مع 233 شخصا، من بينهم 112 طفلا، هُجّروا في الفترة المماثلة من 2022-2023.
هُدّم ما مجموعه 19 منزلًا على أساس عقابي في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2023، مما أسفر عن تهجير 95 فلسطينيًا، من بينهم 42 طفلًا. وتتجاوز هذه الأرقام تلك التي أفادت بها التقارير في الأشهر التسعة الماضية من العام نفسه، والتي هُدّم خلالها 16 منزلا وهُجّر 78 شخصا. لم تحدث أي عمليات هدم عقابية منذ بداية عام 2024.
هُجّر 587 فلسطينيًا آخر، من بينهم 257 طفلًا، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر في أعقاب تدمير 92 منزل أثناء عمليات أخرى نفذّتها القوات الإسرائيلية في شتّى أرجاء الضفة الغربية. وأشارت التقارير إلى أن 95 بالمائة من عمليات التهجير جرت في مخيم جنين للاجئين ومخيمي نور شمس وطولكرم للاجئين، وكلاهما في طولكرم. ويُمثّل ذلك 65 بالمائة من إجمالي عمليات التهجير، التي أفادت بها التقارير، الناجمة عن تدمير المنازل خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ كانون الثاني/يناير 2023 (حيث هُجّر ما مجموعه 908 شخصًا).
التمويل
حتى يوم 8 كانون الثاني/يناير، صرفت الدول الأعضاء 637.6 مليون دولارلصالح النداء العاجل المحدَّثالذي أطلقته الأمم المتحدة وشركاؤها لتنفيذ خطة الاستجابة التي وضعوها من أجل دعم 2.2 مليون شخص في قطاع غزة و500,000 آخرين في الضفة الغربية. ويشكل هذا المبلغ نحو 53 بالمائة من المبلغ المطلوب وقدره 1.2 مليار دولار. وتجمع التبرعات الخاصة من خلال الصندوق الإنساني.