مراكز إيواء مؤقتة أقامها مُهجّرون في منطقة الفخاري جنوب غزة. وتُنصب الخيام والمنشأت المؤقتة أينما تيسّر ذلك، بما يشمل إقامتها على الأرصفة وفي الميادين وحتى وسط الشوارع. تصوير وكالة الأونروا/محمد حناوي، 10 كانون الثاني/يناير 2024
الأعمال القتالية في قطاع غزة وإسرائيل | تقرير موجز بالمستجدّات رقم 92
النقاط الرئيسية
بعد مرور مائة يوم على النزاع، تواصل القصف الإسرائيلي الكثيف من البرّ والبحر والجو في معظم أنحاء قطاع غزة في 14 كانون الثاني/يناير، مما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين والتسبب بالمزيد من الدمار. وواصلت الجماعات المسلّحة الفلسطينية إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، فضلًا عن استمرار العمليات البرّية والقتال بين القوّات الإسرائيلية والجماعات المسلّحة الفلسطينية في معظم أرجاء قطاع غزة.
في ساعات ما بعد الظهر من يومي 12 و14 كانون الثاني/يناير، أفادت وزارة الصحة في غزة بأن 260 فلسطينيًا قُتلوا وأن 577 آخرين أُصيبوا بجروح. وبين يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 والساعة 12:00 من يوم 14 كانون الثاني/يناير 2024، قُتل ما لا يقل عن 23,968 فلسطينيين وأُصيب 60,582 آخرين في غزة وفقًا لوزارة الصحة.
بين يومي 12 و14 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بمقتل جنديين إسرائيليين في غزة. وقد قُتل 186 جنديًا وأُصيب 1,113 آخرين في غزة منذ بداية العمليات البرّية، وفقًا للجيش الإسرائيلي.
في 14 كانون الثاني/يناير، صرّح المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، بأن «الأزمة في غزة هي كارثة من صنع الإنسان وقد تفاقمت بسبب اللغة اللاإنسانية وكذلك استخدام الغذاء والماء والوقود كأدوات للحرب. وسرعان ما أصبحت العملية الإنسانية واحدة من أكثر العمليات تعقيدا وتحديا في العالم؛ ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الإجراءات المرهقة لدخول المساعدات إلى قطاع غزة وعدد لا يحصى من العقبات التي تحول دون التوزيع الآمن والمنظم للمساعدات، بما في ذلك الأعمال القتالية المستمرة. ولن تكون المساعدات الإنسانية وحدها كافية لعكس المجاعة التي تلوح في الأفق. كما ويجب السماح بتدفق السلع التجارية.»
تعطلت خدمات الاتصالات في غزة منذ 12 كانون الثاني/يناير. وهذه هي المرة السابعة التي تتوقف الاتصالات فيها عن العمل في قطاع غزة منذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر. وفي 13 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بأن مركبة تابعة لشركة اتصالات قد تعرّضت للقصف في وسط خانيونس، على الرغم من أن الطاقم كان في مهمة إصلاح وقد حصل على تنسيق أمني مسبق. وأفادت التقارير بمقتل اثنين من الموظفين.
في 13 كانون الثاني/يناير، دخلت 108 شاحنة محمّلة بالمواد الغذائية والأدوية وغيرها من الإمدادات قطاع غزة عبر معبر رفح. وفي 13 كانون الثاني/يناير، صرّحت الممثلة الخاصة لليونيسف، لوشيا إلمي، بأنه «ما زلنا لا نحصل على مساعدات كافية. ولا تزال عملية التفتيش بطيئة ومتقلبة. وبعض المواد التي نحتاجها بشدّة لا تزال مقيّدة، دون أي مبرر واضح. ويشمل ذلك موّلدات لتشغيل مرافق المياه والمستشفيات، وأنابيب بلاستيكية لإصلاح البنية التحتية للمياه المتضررة بشدة… بالإضافة إلى ذلك، بمجرد دخول المساعدات، هناك تحديات كبيرة أمام توزيعها في جميع أنحاء قطاع غزة، وخاصة في الشمال، ومؤخرًا أيضًا في المنطقة الوسطى. المساعدات الإنسانية وحدها ليست كافية. حجم السلع التجارية المعروضة للبيع في قطاع غزة يحتاج إلى زيادة، وبسرعة.»
الأعمال القتالية والضحايا (قطاع غزة)
كانت الأحداث التالية من بين أكثر الأحداث الدموية التي نقلتها التقارير بين يومي 12 و14 كانون الثاني/يناير 2024:
عند نحو الساعة 13:00 من يوم 12 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بمقتل ستة أشخاص عندما قُصف منزل في دير البلح، وسط غزة.
عند نحو الساعة 21:00 من يوم 12 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بمقتل 12 شخصا، من بينهم سبعة أطفال على الأقل، وإصابة العشرات عندما قُصف منزل في رفح. كان المنزل يستخدم باعتباره مركزًا لإيواء المُهجّرين، حسبما أفادت التقارير.
في الصباح الباكر من يوم 13 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بمقتل 20 شخصا وإصابة عدة أشخاص آخرين عندما قُصف مبنى سكني في حي الدرج بمدينة غزة.
عند نحو الساعة 15:30 من يوم 13 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بمقتل ثلاثة أشخاص عندما تعرّضت مجموعة من الأشخاص كانوا يعملون في أرضٍ زراعية للقصف، شرق خانيونس.
وفقًا لنقابة الصحفيين الفلسطينيين في غزة، قُتل 117 صحفيًا وإعلاميًا فلسطينيًا منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 11 كانون الثاني/يناير. ووفقا لوزارة الصحة في غزة، قُتل 337 مسعفا فلسطينيا. ووفقا للدفاع المدني الفلسطيني، قُتل 45 فردًا من أفراده. وفقا للأونروا ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، قُتل 146 موظفًا من موظفي الأونروا وموظف واحد من منظمة الصحة العالمية وموظف واحد من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
التهجير (قطاع غزة)
ففي 11 كانون الثاني/يناير، وُجهت أوامر جديدة بالإخلاء إلى السكان في أجزاء من منطقة المواصي وعدة أحياء قريبة من شارع صلاح الدين في جنوب غزة، وتغطي هذه الأوامر مساحة تقدر بنحو 4.6 كيلومتر مربع. وصرّح الجيش الإسرائيلي بأنه يستعد لتنفيذ العمليات في هذه المنطقة وأمر السكان المعنيين بالانتقال إلى دير البلح. ويتوقع أن يتأثر ما يزيد عن 18,000 شخص وتسعة مراكز إيواء، تؤوي عددًا غير معروف من المُهجّرين، بهذه المجموعة الأخيرة من الأوامر.
حتى يوم 8 كانون الثاني/يناير، بات عدد يُقدّر بنحو 1.9 مليون شخص، أو ما يقارب 85 بالمائة من مجموع سكان قطاع غزة، مُهجّرين، بمن فيهم عدد كبير من الأشخاص الذين تعرّضوا للتهجير في مرات متعددة، حيث تُجبر الأسر على الانتقال مرارًا وتكرارًا بحثًا عن الأمان، وفقًا لوكالة الأونروا. ويلتمس نحو 1.4 مليون مُهجّر المأوى في 154 منشأة تابعة للأونروا في محافظات قطاع غزة الخمس، بمن فيهم 160,000 مُهجّر في الشمال ومدينة غزة، حيث تتجاوز المرافق المتاحة في هذه المنشآت طاقتها الاستيعابية المقرّرة لها بأشواط بعيدة. وتُشكّل محافظة رفح الملاذ الرئيسي لهؤلاء المُهجّرين، حيث يُحشر أكثر من مليون شخص في مساحة مكتظة للغاية عقب اشتداد الأعمال القتالية في خانيونس ودير البلح وأوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي. ولا تزال التحديات تعتري الحصول على رقم دقيق للعدد الكلي للمُهجّرين.
حتى يوم 11 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بوقوع نحو 230 حدثًا أثرت على مباني الأونروا وعلى الأشخاص الموجودين فيها منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر (حيث شهد بعضها أحداثًا متعددة أثّرت على نفس المباني). فقد شهد ما لا يقل عن 23 حدثًا استخدام مباني الأونروا للأغراض العسكرية و/أو تدخلات عسكرية فيها. وهذه تشمل 66 منشأة تابعة للأونروا أُصيبت إصابة مباشرة، بالإضافة إلى 69 منشأة مختلفة من منشآت الأونروا لحقت بها الأضرار عندما أُصيبت أهداف في مناطق قريبة منها. وفي الإجمال، قُتل ما لا يقل عن 330 مُهجّرًا كانوا يلتمسون المأوى في مراكز الايواء التابعة للأونروا وأُصيب 1,149 آخرين على الأقل منذ تصعيد الأعمال القتالية.
الكهرباء
منذ 11 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما زال قطاع غزة يشهد انقطاع الكهرباء عنه بعدما قطعت السلطات الإسرائيلية إمدادات الكهرباء ونفاد احتياطيات الوقود من محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع. ولا يزال انقطاع الاتصالات ونفاد الوقود يعوقان بشدة المساعي التي يبذلها العاملون في مجال تقديم المعونات لتقييم النطاق الكامل للاحتياجات في غزة وتقديم الاستجابة الوافية للأزمة الإنسانية المستفحلة فيها. أنظروا لوحة متابعة إمدادات الكهرباء في قطاع غزة للاطّلاع على المزيد من المعلومات.
الوصول
شهدت حالات رفض وصول البعثات الإنسانية والقيود العسيرة المفروضة على الوصول من جانب السلطات الإسرائيلية ارتفاعًا منذ بداية العام 2024. وحتى 14 كانون الثاني/يناير، لم ينجح سوى 24 بالمائة (7 من أصل 29 شحنة) من شحنات المساعدات التي كانت مقرّرة لإيصال المواد الغذائية والأدوية والمياه وغيرها من الإمدادات المنقذة للحياة في الوصول إلى وجهاتها في شمال غزة، وتشير التقديرات إلى أن الاحتياجات هناك تعد الأعلى والأشد من غيرها. ويمثل هذا تدهورا كبيرا مقارنة بشهر كانون الأول/ديسمبر 2023، حينما جرى تنسيق وتنفيذ أكثر من 70 بالمائة (13 من أصل 18) من البعثات التي كان من المقرّر أن تتوجه إلى الشمال. ويشلّ هذا الرفض قدرة المنظمات الشريكة في مجال العمل الإنساني على تقديم الاستجابة على نحو مجدٍ ومنتظم وعلى نطاق واسع لمئات الآلاف من الأشخاص الذين ما زالوا في شمال غزة. وبما أن الوصول إلى شمال غزة أصبح أكثر تقييدا، باتت قدرة الجهات الفاعلة الإنسانية على الوصول إلى منطقتي دير البلح وخانيونس في وسط وجنوب غزة تتضاءل يومًا بعد يوم.
في إشارة إلى استمرار القيود المفروضة على الوصول، صرّح منسق الشؤون الإنسانية والمقيم، جيمس مكغولدريك بقوله «نحن نحاول إنقاذ السكان، لكننا نعلم أنه على الأرجح جميع السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بحاجة إلى المساعدة. نكافح الآن لتلبية احتياجات أولئك الذين نستطيع الوصول إليهم. نحن بحاجة للوصول إلى مناطق أبعد وأعمق بكثير، بما في ذلك إلى مناطق أخرى مثل منطقة الشمال. لكن النزاع والعمليات العسكرية المستمرة تمنعنا من التحرك في بعض المناطق الوسطى. لذا، نحن عالقون في مكاننا، ومن الصعب جداً تحريك القوافل المتجهة شمالا لخدمة ما يقدر بنحو 250,000 إلى 300,000 نسمة هناك.»
في 12 كانون الثاني/يناير، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن المنظمات الشريكة في مجال العمل الإنسانية تمكنت بعد ما يزيد عن أسبوعين من الوصول إلى مستشفى الشفاء في شمال غزة. وقدّمت هذه المنظمات 9,300 لتر من الوقود والإمدادات الطبية التي تغطي احتياجات 1,000 مصاب و100 مريض يحتاجون إلى غسيل الكلى. وقد أعاد مستشفى الشفاء إطلاق بعض من خدماته الطبية، بما تشمله من 60 عاملًا طبيًا، وقسم طبي وجراحي يضم 40 سريرًا، وقسم للطوارئ، وأربعة غرف للعمليات الجراحية، وخدمات الطوارئ الأساسية المتعلقة بالتوليد وأمراض النساء، ووحدة تعمل على نطاق محدود لغسيل الكلى، وحدًّا أدنى من الخدمات المختبرية وخدمات التصوير الإشعاعي الأساسية.
الرعاية الصحية، بما يشمل الهجمات عليها (قطاع غزة)
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تزاول 15 مستشفى من أصل 36 مستشفى في غزة عملها جزئيًا، منها تسعة في الجنوب وستة في الشمال. وفي دير البلح وخانيونس، تتعرّض ثلاثة مستشفيات – وهي مستشفيات الأقصى وناصر وغزة الأوروبي – لخطر إغلاقها بسبب إصدار أوامر الإخلاء في المناطق التي تجاورها واستمرار سير الأعمال القتالية على مقربة منها. وما زالت المستشفيات العاملة في الشمال تقدّم خدمات رعاية الأمومة والإسعاف والطوارئ. ومع ذلك، تواجه هذه المستشفيات تحديات من قبيل نقص الكوادر الطبية، بمن فيهم الجراحون المتخصصون وجراحو الأعصاب والطواقم العاملة في وحدات العناية المركزة، فضلًا عن نقص الإمدادات الطبية. وهذه المستشفيات في حاجة ماسة إلى الوقود والمواد الغذائية ومياه الشرب. وتؤدي المستشفيات التسعة العاملة في الجنوب عملها جزئيًا وتعمل بثلاثة أضعاف طاقتها الاستيعابية، في الوقت الذي تواجه فيه نقصًا حادًا في اللوازم الأساسية وإمدادات الوقود. ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، تصل معدلات الإشغال إلى 206 بالمائة في أقسام المرضى المقيمين و250 بالمائة في وحدات العناية المركزة.
في 14 كانون الثاني/يناير 2024، صرّح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، د. غيبريسوس، بأن 15 مرفقا فقط يقدم حاليا رعاية صحية محدودة في القطاع نتيجة «300 هجوم على المرافق الصحية والافتقار المستمر للوصول الآمن إلى المساعدات الحيوية ... قد أُعيق عمل منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة والشركاء مرارًا وتكرارًا في تقديم المساعدة التي تشتد الحاجة إليها... بينما يواجه المرضى عمليات بتر الأطراف كان من الممكن تجنبها لولا الدمار الذي لحق بالمنظومة الصحية. أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة خطيرة يموتون بسبب نقص الرعاية. إن سكان غزة يعيشون جحيمًا. لا يوجد مكان آمن. يجب القيام بكل شيء لإنهاء العنف لمنع المزيد من الوفيات والإصابات التي لا داعي لها.»
الأعمال القتالية والضحايا (إسرائيل)
قُتل أكثر من 1,200 إسرائيلي وأجنبي في إسرائيل، من بينهم 36 طفلًا، وفقًا للسلطات الإسرائيلية. وقد قُتلت الغالبية العظمى من هؤلاء في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
تُقدّر السلطات الإسرائيلية بأن نحو 136 إسرائيليًا وأجنبيًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة. وخلال فترة الهدنة الإنسانية (24-30 تشرين الثاني/نوفمبر)، أُطلق سراح 86 إسرائيليًا و24 أجنبيًا. وفي 13 كانون الثاني/يناير، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنه تم التوصل إلى اتفاق لتسليم الأدوية إلى بعض الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة، وتفيد التقارير بأنه سيتم تسليمها عن طريق لجنة الصليب الأحمر الدولية.
في 12 كانون الثاني/يناير، صرّح وكيل الأمين العام، مارتن غريفيث، بأن «أسر الرهائن لم تزل تنتظر إطلاق سراح أحبتها منذ 100 يوم تقريبًا، أو الحصول على بعض المعلومات على الأقل عن سلامتهم. ولسوء الحظ، لم يُفرج عن أي من هؤلاء الرهائن منذ شهر تشرين الثاني/نوفمبر ولم يجرِ إطلاع أسرهم وأحبائهم على أي معلومات بشأنهم.» كما أكدّ مجددًا دعوته إلى معاملة جميع الرهائن معاملة إنسانية وإطلاق سراحهم على الفور.
العنف والضحايا (الضفة الغربية)
في 12 كانون الثاني/يناير 2024، أطلقت القوات الإسرائيلية النار وقتلت ثلاثة فلسطينيين، من بينهم طفل يبلغ من العمر 16 عامًا، كانوا قد تسللوا إلى مستوطنة أدورا الإسرائيلية بالقرب من قرية إذنا في محافظة الخليل. وأُصيب جندي إسرائيلي عندما أطلق أحد المهاجمين النار عليه خلال الحدث. وفي وقت لاحق، نفذت القوات الإسرائيلية عملية تفتيش في منازل الفلسطينيين واعتقلت رجلين.
في 14 كانون الثاني/يناير، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على طفل فلسطيني يبلغ من العمر 14 عاما وقتلته خلال اشتباكات اندلعت في مخيم عين السلطان للاجئين في أريحا خلال عملية تفتيش واعتقال إسرائيلية.
وفي 14 كانون الثاني/يناير أيضا، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على فلسطينيين، يبلغان من العمر 17 عاما، وقتلتهما، وكانا يقودان سيارتهما بالقرب من مستوطنة بيت إيل الإسرائيلية في منطقة البيرة (رام الله). وذكرت مصادر إسرائيلية أنهما كانا يحاولان إلقاء زجاجة مولوتوف على المستوطنة. وأغلقت القوّات الإسرائيلية المنطقة ومنعت الطاقم الطبي من الوصول إلى السيارة لمدة نصف ساعة وأطلقت النار على سيارة الإسعاف، مما أدى إلى إتلاف الضوء الأمامي. ولا تزال القوات الإسرائيلية تحتجز إحدى الجثامين.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى يوم 14 كانون الثاني/يناير 2024، قُتل 339 فلسطينيًا، من بينهم 88 طفلًا، في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. كما قُتل فلسطينيان من الضفة الغربية وهما ينفذان هجومًا في إسرائيل في 30 تشرين الثاني/نوفمبر. ومن بين من قُتل في الضفة الغربية (339)، فإن 330 فلسطينيًا قُتلوا على يد القوات الإسرائيلية، وثمانية على يد المستوطنين الإسرائيليين وواحد إما على يد القوات الإسرائيلية وإما على يد المستوطنين. وحتى الآن من العام 2024 (حتى يوم 14 كانون الثاني/يناير)، قُتل 30 فلسطينيًا، من بينهم سبعة أطفال. ويُمثّل عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، خلال العام 2023 (507)، أعلى عدد من الفلسطينيين الذين قُتلوا فيها منذ أن شرع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تسجيل أعداد الضحايا في العام 2005.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 14 كانون الثاني/يناير 2024، قُتل خمسة إسرائيليين، من بينهم أربعة من أفراد القوّات الإسرائيلية، في هجمات شنّها فلسطينيون في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. وقُتل أربعة إسرائيليين آخرين في هجوم نفذه فلسطينيون من الضفة الغربية في القدس الغربية (حيث قُتل أحد هؤلاء الأربعة على يد القوات الإسرائيلية التي أخطأت في التعرف على هويته). وعدد الإسرائيليين الذين قُتلوا في الضفة الغربية وإسرائيل خلال العام 2023 في هجمات نفذها فلسطينيون من الضفة الغربية (وعددهم 36 قتيلًا) هو الأعلى منذ أن بدأ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تسجيل أعداد الضحايا في العام 2005.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 14 كانون الثاني/يناير 2024، أُصيب ما مجموعه 4,197 فلسطينيًا، من بينهم 635 طفلًا على الأقل، في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. وقد أُصيب 4,067 فلسطينيًا من هؤلاء على يد القوات الإسرائيلية و109 على يد المستوطنين، وأُصيب 21 آخرين إما على يد القوات الإسرائيلية وإما على يد المستوطنين. ومن بين هؤلاء جميعًا، أُصيب 52 بالمائة في سياق عمليات التفتيش والاعتقال وغيرها من العمليات و36 بالمائة في سياق المظاهرات و8 بالمائة خلال هجمات المستوطنين على الفلسطينيين. وكان نحو 33 بالمائة من هذه الإصابات بالذخيرة الحيّة، بالمقارنة مع 9 بالمائة خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2023.
عنف المستوطنين
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 14 كانون الثاني/يناير 2024، سجّل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 413 هجمة شنّها المستوطنون الإسرائيليون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا (41 حدثًا) أو إلحاق أضرار بالممتلكات (321 حدثًا) أو سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا (51 حدثًا). ويعكس ذلك متوسطًا يوميًا يبلغ أربعة أحداث منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 حتى 14 كانون الثاني/يناير 2024.
انطوى ثلث الهجمات التي شنّها المستوطنون على الفلسطينيين بعد يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر على استخدام الأسلحة النارية، بما شمله ذلك من إطلاق النار والتهديد بإطلاقها. وفي نحو نصف الأحداث التي سجّلت بعد يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، رافقت القوات الإسرائيلية أو وردت التقارير بأنها أمّنت الدعم للمهاجمين.
في العام 2023، أسفر 1,229 حدثًا نفذّه المستوطنون في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، (مع القوات الإسرائيلية أو دونها) عن سقوط ضحايا فلسطينيين أو إلحاق أضرار بممتلكاتهم أو كلا الأمرين معًا. وقد أفضى نحو 913 حدثًا من هذه الأحداث إلى إصابة الممتلكات بأضرار، و163 حادثًا إلى سقوط ضحايا، و153 حدثًا إلى سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا. وهذا هو العدد الأعلى من هجمات المستوطنين على الفلسطينيين في أي سنة من السنوات منذ أن باشر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عمله على تسجيل هذه الأحداث في العام 2006.
التهجير (الضفة الغربية)
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 14 كانون الثاني/يناير 2024، هُجّر ما لا يقل عن 198 أسرة فلسطينية تضم 1,208 أفراد، من بينهم 586 طفلًا، بسبب عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول. وتنحدر الأسر المُهجّرة من 15 تجمعًّا رعويًا أو بدويًا على الأقل. ونُفذ حوالي نصف عمليات التهجير في أيام 12 و15 و28 تشرين الأول/أكتوبر، حيث طالت سبعة تجمعّات سكانية. وتمثل حصيلة عمليات التهجير التي نفذت منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر ما نسبته 78 في المائة من جميع حالات التهجير التي نقلتها التقارير بسبب عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول منذ 1 كانون الثاني/يناير 2023 (1,539 شخصًا، من بينهم 756 طفلًا).
هُجِّر ما مجموعه 453 فلسطينيًا، بمن فيهم 227 طفلًا، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 14 كانون الثاني/يناير 2024، في أعقاب هدم منازلهم بحجة افتقارها إلى الرخص التي تصدرها السلطات الإسرائيلية ويكاد يكون الحصول عليها من ضرب المستحيل في المنطقة (ج) والقدس الشرقية.
هُدّم ما مجموعه 19 منزلًا وهُجّر 95 فلسطينيًا، من بينهم 42 طفلًا، بسبب عمليات الهدم العقابية التي نُفذّت خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2023. ويفوق هذا العدد عدد المنازل التي أشارت التقارير إلى هدمها خلال الأشهر التسعة السابقة من العام نفسه، حيث هُدّم 16 منزلًا وهُجّر 78 شخصًا.
بين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و14 كانون الثاني/يناير 2024، هُجّر 602 من الفلسطينيين، بمن فيهم 263 طفلًا، بعد تدمير 94 منزلًا في أثناء عمليات نفذّتها القوات الإسرائيلية في شتّى أرجاء الضفة الغربية. وأشارت التقارير إلى أن نحو 94 بالمائة من حالات التهجير جرت في مخيم جنين ومخيمي نور شمس وطولكرم للاجئين (وكلاهما في طولكرم). وهذا يمثّل نسبة تصل إلى 65 بالمائة من جميع حالات التهجير التي نقلتها التقارير بفعل تدمير المنازل في أثناء العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ كانون الثاني/يناير 2023 (908 أشخاص).
التمويل
حتى يوم 10 كانون الثاني/يناير، صرفت الدول الأعضاء 677.5 مليون دولار لصالح النداء العاجل المحدَّث الذي أطلقته الأمم المتحدة وشركاؤها لتنفيذ خطة الاستجابة التي وضعوها من أجل دعم 2.2 مليون شخص في قطاع غزة و500,000 آخرين في الضفة الغربية. ويشكّل هذا المبلغ نحو 54 بالمائة من المبلغ المطلوب وقدره 1.2 مليار دولار. وتجمع التبرعات الخاصة من خلال الصندوق الإنساني.