أُسر في أثناء نزوحها من مناطق في خانيونس. تصوير وكالة الأونروا
أُسر في أثناء نزوحها من مناطق في خانيونس. تصوير وكالة الأونروا

آخر مستجدّات الحالة الإنسانية رقم 196 | قطاع غزة

يُنشر التقرير الموجز بالمستجدّات الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلّة ثلاث مرات في الأسبوع. وترد تغطية قطاع غزة في يومي الاثنين والجمعة والضفة الغربية في يوم الأربعاء. وسوف يصدر التقرير المقبل بآخر المستجدّات في 29 تموز/يوليو.

النقاط الرئيسية

  • تقدّر المنظمات الشريكة في مجال العمل الإنساني أن أكثر من 190,000 فلسطيني جرى نزوحهم في غضون أربعة أيام في خانيونس ودير البلح. 
  • لا تزال الجهود تُبذل لاستعادة الرعاية في حالات الطوارئ في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وباتت وحدة غسيل الكلى التي تمت إعادة تأهيلها في غزة تقدم الدعم الآن لستين مريضًا، في مقابل 450 مريضًا قبل الحرب. 
  • انخفض المتوسط اليومي لحجم شحنات المعونات الإنسانية التي تدخل غزة بما نسبته 56 في المائة منذ شهر نيسان/أبريل. 

المستجدّات على صعيد الحالة الإنسانية

  • لا تزال التقارير تشير إلى استمرار عمليات القصف الإسرائيلي من البرّ والبحر والجو في معظم أنحاء قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين ونزوح عدد أكبر منهم وتدمير المنازل وغيرها من البنى التحتية المدنية. وما زالت التقارير تفيد بتواصل الاجتياح البرّي والقتال العنيف. 
  • في 26 تموز/يوليو، صرّح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في معرض رده على سؤال خلال إحاطة صحفية بأن «الحالة الإنسانية في غزة تعد كارثة حقيقية،» وطرح سببين رئيسيين لذلك. أولًا، أسفرت الحملة العسكرية التي تتسم «بطابع فوضوي معين» عن أعلى مستوى من القتل والتدمير منذ أن تقلد منصبه في سنة 2017، حيث يُطلب من الناس مرارًا وتكرارًا إلى الانتقال من مكان إلى آخر «بحثًا عن أمان لا وجود له في أي مكان.» وثانيًا، يعد مستوى المعونات الإنسانية «غير متناسب على الإطلاق مع الاحتياجات.» كما صرّح الأمين العام بأنه ثمة «غياب كامل للأمن وغياب تام للقانون» وذكر مجموعة من العقبات «فيما يتعلق [بدخول] المعدات الأمنية [و]ما يسمى المواد ’مزدوجة الاستخدام‘ من جملة احتياجات أخرى لإنجاز عملية إنسانية فعّالة.»  
  • وفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل 169 فلسطينيًا وأُصيب 585 آخرين بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 22 و25 تموز/يوليو. وبين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و25 تموز/يوليو 2024، قُتل ما لا يقل عن 39,175 فلسطينيًا وأُصيب 90,403 آخرين في غزة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. ولا تتوفر أعداد الضحايا التي تغطي الفترة الممتدة إلى ساعات ما بعد الظهر من يوم 26 تموز/يوليو حتى وقت إعداد هذا التقرير.   
  • كانت الأحداث التالية من بين أكثر الأحداث الدامية التي نقلتها التقارير بين يومي 20 و24 تموز/يوليو: 
    • عند نحو الساعة 22:15 من يوم 20 تموز/يوليو، أشارت التقارير إلى مقتل 10 فلسطينيين من أسرة واحدة، من بينهم خمس نساء على الأقل، وإصابة آخرين عندما قُصف بركس يؤوي نازحين في منطقة الرميدة في بني سهيلا شرق خانيونس. 
    • عند نحو الساعة 23:00 من يوم 20 تموز/يوليو، أفادت التقارير بمقتل خمسة فلسطينيين، من بينهم فتاتان، وإصابة آخرين عندما قُصف منزل في مخيم النصيرات الجديد بدير البلح. 
    • عند نحو الساعة 23:15 من يوم 20 تموز/يوليو، قُتل سبعة فلسطينيين، من بينهم عدد غير محدد من النساء والأطفال، وأُصيب آخرون عندما قُصف منزل قرب مسجد الصفا في مخيم البريج للاجئين في دير البلح، حسبما نقلته التقارير. 
    • عند نحو الساعة 7:35 من يوم 22 تموز/يوليو، قُتل ستة فلسطينيين من أسرة واحدة وأُصيب آخرون عندما قُصف منزل في منطقة الفجم في بني سهيلا شرق خانيونس، حسبما ورد في التقارير. 
    • عند نحو الساعة 13:35 من يوم 23 تموز/يوليو، قُتل تسعة فلسطينيين، بمن فيهم أربعة أطفال، وأُصيب سبعة آخرون عندما قُصف منزل قرب المدخل الرئيسي لمخيم البريج في دير البلح، حسبما أشارت التقارير إليه. 
    • عند نحو الساعة 21:10 من يوم 24 تموز/يوليو، قُتل ستة فلسطينيين، من بينهم عدد غير محدد من الأطفال، وأُصيب آخرون عندما قُصفت مجموعة من الفلسطينيين في مشروع بيت لاهيا في شمال غزة، حسبما أفادت التقارير به. 
  • بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 22 و26 تموز/يوليو، أفادت التقارير بمقتل جنديين إسرائيليين في غزة وفقًا للجيش الإسرائيلي. وبين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و26 تموز/يوليو 2024، قتل أكثر من 1,528 إسرائيليًا وأجنبيًا، غالبيتهم في يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر والفترة التي أعقبته مباشرة، وفقًا للجيش الإسرائيلي وحسبما نقلته الوسائل الإعلامية الإسرائيلية عن المصادر الرسمية الإسرائيلية. ويشمل هؤلاء 328 جنديًا إسرائيليًا قتلوا في غزة أو على امتداد الحدود في إسرائيل منذ بداية العملية البرية، كما أفادت التقارير بإصابة 2,161 جنديًا منذ بداية العملية البرّية. وفي 25 تموز/يوليو، صرّح الجيش الإسرائيلي، وحسبما نقلته وسائل الإعلام عنه، بأن قواته استعادت في 24 تموز/يوليو جثامين خمسة إسرائيليين كان يُعتقد بأنهم قُتلوا في 7 تشرين الأول/أكتوبر واحتُجزوا كرهائن في غزة. وأضاف الجيش الإسرائيلي بأن هذه الجثامين استُخرجت من منطقة في خانيونس كانت مصنفة باعتبارها «منطقة إنسانية» في السابق. وحتى يوم 26 تموز/يوليو، تشير التقديرات إلى أن 115 إسرائيليًا وأجنبيًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة. ويشمل هؤلاء الموتى الذين لا تزال جثامينهم محتجزة. 
  • تثقل الأحداث المتكررة التي تسفر عن وقوع إصابات جماعية كاهل قدرات المستشفيات على الاستجابة للإصابات والحالات الطارئة. ففي 23 تموز/يوليو، أعلن مجمع ناصر الطبي أن عددًا من المصابين الذين نُقلوا إلى المنشأة في أعقاب عمليات القصف التي شُنّت على خانيونس في 22 تموز/يوليو توفوا متأثرين بجروحهم بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، وأن العديد ممن أرادوا التبرع بالدم كانوا غير مؤهلين صحيًا بحكم معاناتهم من الهزال وسوء التغذية. ووفقًا لوزارة الصحة، ارتفعت حصيلة الضحايا في خانيونس إلى 73 قتيلًا و270 مصابًا حتى يوم 23 تموز/يوليو. وبينما نُقلت غالبية المصابين إلى مجمع ناصر الطبي، نُقل 40 مصابًا إلى مستشفى الأقصى في دير البلح، الذي يعمل الآن بكامل طاقته، وآخرون إلى المستشفيين الميدانيين اللذين تشغلهما الهيئة الطبية الدولية في غزة ومؤسسة (UK-Med)، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. 
  • يتعرض عشرات الآلاف من الناس لموجات جديدة من النزوح في شتّى أرجاء غزة بسبب أوامر الإخلاء التي يصدرها الجيش الإسرائيلي وتصاعد الأعمال القتالية. ويقدر الفريق العامل المعني بإدارة المواقع بأن نحو 182,000 شخص نُزحوا بين يومي 22 و25 تموز/يوليو من وسط خانيونس وشرقها إلى منطقة المواصي، التي تصنفها السلطات الإسرائيلية باعتبارها «منطقة إنسانية،» وأن نحو 12,600 آخرين نُزحوا من مخيم البريج إلى مخيمي المغازي والنصيرات في دير البلح. ولا يزال المئات من أشخاص آخرين عالقين في الجهة الشرقية من خانيونس وسط الأعمال القتالية الكثيفة. ويشمل هؤلاء أشخاصًا يعانون من الحركة المحدودة وأفراد أسرهم الذين يدعمونهم. ومن بين العالقين نحو 300 شخص جرى تحديدهم على أنهم يلتمسون المأوى في المدارس، ويتواصل موظفو الأمم المتحدة مع طرفي النزاع من أجل ضمان سلامتهم. ووفقًا للدفاع المدني الفلسطيني، فقد تلقت طواقمه العديد من نداءات الاستغاثة من الأسر العالقة شرق خانيونس، ولكنها لم تملك القدرة على الوصول إليهم بسبب منع إمكانية الوصول من جانب الجيش الإسرائيلي. ومن بين آلاف النازحين الذين لم يتمكنوا من الانتقال، شوهد المئات وهم لا يحملون سوى قدر ضئيل من مقتنياتهم ويصلون إلى منطقة المواصي المكتظة في الأصل، حيث يضطر الكثير منهم إلى قضاء الليل في الشوارع وهم مرهقون وفي حاجة إلى الشوادر لإيوائهم وإلى الوجبات الساخنة ومياه الشرب والحفاضات والمراحيض المتنقلة ومجموعات النظافة الصحية. 
  • شهد النزوح من شمال غزة إلى جنوبها تراجعًا ملحوظًا خلال الأيام القليلة الماضية، حيث لم يصل غير 12 شخصًا تقريبًا إلى نقاط الاستقبال التي أقامتها الجهات الفاعلة في مجال تقديم المعونة على طريق صلاح الدين في يومي 24 و25 تموز/يوليو. وقد تزامن ذلك مع تقارير إعلامية أفادت بأن الناطق الرسمي باسم الدفاع المدني الفلسطيني نصح الناس بتجنب التنقل عبر حاجز صلاح الدين في أعقاب التقارير التي أشارت إلى إطلاق النار على رجل فلسطيني وهو متجه نحو الجنوب في 25 تموز/يوليو. وفضلًا عن ذلك، أكدّ الدفاع المدني أنه تلقى عشرات الاتصالات التي أشارت إلى أن عددًا كبيرًا من الأشخاص فُقدوا في أثناء انتقالهم من شمال غزة إلى جنوبها وأن مكانهم لا يزال مجهولًا. 
  • كما زعزعت أوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي مؤخرًا والأعمال القتالية المكثفة استقرار عمليات تقديم المعونات بدرجة كبيرة وحدّت من قدرة المنظمات الإنسانية على تقديم الإغاثة للناس المحتاجين في محافظة خانيونس. فعلى سبيل المثال، علّقت ست منظمات شريكة في مجموعة التعليم أنشطتها خلال هذا الأسبوع، مما أثر على 1,500 طفل في أماكن مؤقتة للتعلم ونحو 20,000 طفل كانوا يستفيدون من أنشطة الصحة العقلية والأنشطة الترويحية. وتوقفت عشر مدارس تابعة للسلطة الفلسطينية كانت تُستخدم كمراكز لإيواء النازحين عن العمل، مما ألحق الضرر بـ8,232 شخصًا. وبالمثل، تعرض الأمن الغذائي للخطر، إذ علّقت 12 نقطة لتوزيع الغذاء وثمانية نقاط لتقديم الوجبات المطهوة عملياتها، كما تعطلت برامج التغذية التي كانت تدعم أكثر من 2,800 طفل وامرأة حامل في مركزين من مراكز الإيواء. وفضلًا عن ذلك، توقفت خدمات الحماية، بما فيها حماية الطفولة والاستجابة للعنف القائم على أساس النوع الاجتماعي، مما ترك الآلاف من النساء والفتيات عرضة للخطر. كما توقفت عمليات عشر من منشآت المياه والصرف الصحي الحيوية، بما فيها محطات تحلية المياه وخزانات المياه ومنشآت الصرف الصحي، مما زاد من تفاقم المخاطر المحدقة بالصحة العامة بسبب الاكتظاظ وقصور مرافق الصرف الصحي. وعلاوةً على ذلك، صرّحت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في 24 تموز/يوليو بأن سبعة من أصل 27 مركز إيواء تديرها الجمعية في شتّى أرجاء غزة خرجت عن الخدمة نتيجة لأوامر الإخلاء المتكررة ومواقع إيواء النازحين التي باتت عرضة للهجمات. 
  • لا تزال الجهود التي تبذلها منظمة الصحة العالمية وشركاؤها ماضية على قدم وساق لاستعادة الرعاية الطارئة في مستشفى الشفاء بمدينة غزة. ففي 22 تموز/يوليو، أُرسلت بعثة لتقييم المنشأة، التي دُمرت في شهر آذار/مارس 2024، من أجل تحديد الخطوات التالية. وبيّن د. أياديل سباربيكوف، قائد فريق منظمة الصحة العالمية لبرامج الطوارئ في الأرض الفلسطينية المحتلّة، في إحاطة صحفية قدمها في 23 تموز/يوليو أن الخطة تتمثل في إعادة تأهيل قسم الطوارئ واستئناف الخدمات الأساسية على الأقل، من قبيل فرز المصابين وتقديم العلاج الطارئ للأمراض السارية وغير السارية. وفي الوقت الراهن، لا يزال جهاز واحد من أجهزة الأشعة السينية الثابتة يعمل في المستشفى، على حين دُمرت جميع الأجهزة الأخرى، بما فيها أجهزة التنفس والتخدير. وقد استُهل العمل المشترك بين الوكالات على إعادة تأهيل المبنى قبل إحضار المعدات الجديدة واستعادة خدمات الكهرباء والمياه والصرف الصحي. وفي هذه الأثناء، لا يزال قسم غسيل الكلى، الذي أُعيد تأهيله في الأصل في أواخر شهر أيار/مايو، يزاول عمله، حيث يؤمّن 22 جهازًا لغسيل الكلى الدعم لستين مريضًا من مدينة غزة وشمال غزة. ومع ذلك، تفيد منظمة الصحة العالمية بأن الحاجة تستدعي المزيد من الممرضين والأجهزة والأدوية والمستهلكات، فضلًا عن استعادة العلاج المائي، من أجل توسيع نطاق الخدمات الحيوية في مركز غسيل الكلى الذي كان يدعم أكثر من 450 مريضًا من مرضى الكلى قبل الحرب. وبينما تمكن الفريق الذي تقوده منظمة الصحة العالمية من زيارة مستشفى الشفاء، فقد اضطر إلى إلغاء تقييمات مشابهة كان من المقرر أن يُجريها في مستشفيي الحلو وجمعية أصدقاء المريض، اللذين تضررا بفعل أوامر الإخلاء في مدينة غزة، بسبب التأخير على الحواجز. 
  • تسببت البيئة العملياتية التي ينعدم فيها الأمن إلى حد كبير، وما يقترن بها من تخصيص نقطة واحدة فقط للوصول (معبر كرم أبو سالم) لتنقل الموظفين الإنسانيين، في تقليص عدد العاملين في مجال تقديم المعونات الذين يستطيعون الدخول إلى غزة والخروج منها وفي تعطيل الجهود الرامية إلى نشر المزيد من الفرق الطبية في حالات الطوارئ التي تمسّ الحاجة إليها من أجل دعم الفرق الصحية المحلية التي أصابها الإنهاك. وفي الإجمال، لا يعمل أي من مستشفيات غزة الستة والثلاثين بصورة كاملة. ولا تزال 16 مستشفى من هذه المستشفيات تعمل جزئيًا، ولكن بعضها لا يقدم سوى الحد الأدنى من خدمات الرعاية الصحية، ولا يتسنى الوصول إلى 12 مستشفى إلا على نحو مجتزأ بسبب انعدام الأمن أو الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والطرق. ولا يزال النقص الحاد في اللوازم الطبية وأسرّة المستشفيات وإمدادات الوقود اللازمة لتشغيل المولدات يفرض تحديات يومية أمام نظام الرعاية الصحية الذي أصابه الشلل في غزة، حيث تفيد الأونروا بأن ما نسبته 60 في المائة من الأدوية إما نفدت بالكامل وإما باتت متاحة بكميات ضئيلة للغاية بسبب القيود المفروضة على إدخال مخزونات جديدة منها إلى غزة وإرسالها إلى المنشآت الصحية. وفي 24 تموز/يوليو، تمكنت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها من تسليم 48,000 لتر من الوقود لمستشفى كمال عدوان والمستشفى الإندونيسي في شمال غزة. 
  • يكافح العاملون في مجال تقديم المعونات في سبيل الاستجابة لحيز إنساني آخذ في التضاؤل باستمرار وبيئة عملياتية تتسم بانعدام الأمن إلى حد كبير. ففي 25 تموز/يوليو، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن القوات الإسرائيلية أطلقت الذخيرة الحيّة على سيارة إسعاف تابعة لها حينما كان أفراد طاقمها يخلون شخصًا مصابًا في خانيونس. وفي 23 تموز/يوليو، أصيبت مركبة تحمل علامة منظمة اليونيسف بوضوح بثلاث رصاصات وهي تنتظر عند إحدى نقاط الإيداع المحددة قرب حاجز وادي غزة. وكانت هذه المركبة واحدة من مركبتين كانتا متوجهتين لنقل خمسة أطفال، من بينهم رضيع، ولمّ شملهم بأبيهم بعدما قُتلت أمهم. وعلى الرغم من المخاطر العالية التي واجهتها المركبة، لم يصب أحد بجروح واستمرت البعثة، حيث تمكن فريق اليونيسف من لمّ شمل الأسرة. وفي بيان صدر في 24 تموز/يوليو، أكدّت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسيل، أنه في الوقت الذي تبذل فيه الوكالات الإنسانية كل ما في وسعها للاستجابة للحالة الإنسانية «التي تجاوزت حجم الكارثة»، فإن الظروف العملياتية والهجمات التي تستهدف الموظفين العاملين في المجال الإنساني لا تزال تعوق هذه الجهود. وشدّدت راسيل بقولها «ببساطة، نحن لا نملك الظروف الضرورية في قطاع غزة لتقديم استجابة إنسانية نشطة،» ودعت إلى «تحسين البيئة الأمنية على الفور،» وتدفق المعونات دون عقبات وتأمين إمكانية الوصول الآمن والمنتظم لصالح الجهات الفاعلة الإنسانية. 
  • لا تزال القيود المفروضة القيود المفروضة على الوصول وانعدام الأمن وانهيار القانون والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية تعرقل دخول إمدادات المعونات الإنسانية وتوزيعها. فبين يومي 1 و24 تموز/يوليو، دخلت غزة 1,797 شاحنة محمّلة بالمعونات الغذائية أساسًا، وذلك بمتوسط بلغ 75 شاحنة في اليوم (باستثناء الوقود). وبما أن العملية العسكرية في رفح بدأت في مطلع شهر أيار/مايو، فقد طرأ تراجع ملموس على حجم شحنات المعونات الإنسانية التي تدخل غزة، وذلك من متوسط يومي بلغ 169 شاحنة في شهر نيسان/أبريل إلى 94 شاحنة في أيار/مايو و77 شاحنة في حزيران/يونيو و75 شاحنة حتى الآن في شهر تموز/يوليو – ويمثل هذا انخفاضًا نسبته 56 في المائة منذ شهر نيسان/أبريل. وتمثل هذه الأرقام شحنات المساعدات الإنسانية التي نُقلت من أي من نقاط الدخول إلى غزة. وداخل غزة، لا يزال وصول الوكالات الإنسانية إلى الشمال مقيدًا بوجه خاص. ومن أصل 106 بعثات من بعثات المساعدات الإنسانية التي كان من المقرّر وصولها إلى شمال غزة وتم تنسيقها مع السلطات الإسرائيلية بين يومي 1 و24 تموز/يوليو، ألغت المنظمات الإنسانية 10 بعثات (9 في المائة) لأسباب لوجستية أو عملياتية أو أمنية. ومن بين البعثات الست والتسعين المتبقية، يسّرت السلطات الإسرائيلية ما يقل عن نصفها (43 منها) وعرقلت وصول 30 بعثة (مما أدى إلى إلغائها أو إنجازها جزئيًا) بعدما قبلت الطلبات بشأن تيسيرها في بادئ الأمر ورفضت وصول 23 بعثة من الأساس.  ومن بين 307 بعثات من بعثات المساعدات الإنسانية التي جرى تنسيقها في وسط غزة وجنوبها، ألغت المنظمات الإنسانية 29 بعثات. ومن بين البعثات الـ278 المتبقية، يسرت السلطات الإسرائيلية 212 بعثة وعرقلت وصول 35 بعثة ورفضت وصول 31 بعثة. 
  • أفادت منظمة العمل ضد الجوع في 25 تموز/يوليو بأن بعض المزارعين الفلسطينيين في غزة يواصلون الزراعة على الرغم من «التحديات التي لا يمكن تصورها،» بما فيها «النفاد التدريجي للإمدادات الضرورية، كأغطية النايلون التي تستخدم لإنشاء البيوت البلاستيكية وباتت تُستعمل الآن لنصب الخيام.» وتوقف الإنتاج الزراعي، الذي بلغ 11 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في قطاع غزة في سنة 2022، إلى حد كبير بسبب ما يزيد عن تسعة أشهر من الأعمال القتالية والنزوح الواسع النطاق وتدمير الأراضي الزراعية على نطاق واسع ونقص الأدوات والمدخلات الزراعية. وتولي منظمة العمل ضد الجوع الأولوية لمجالات رئيسية من أجل دعم استئناف الأنشطة الزراعية في غزة، في الوقت الذي تدرك فيه أن عملية استعادة الإنتاج الزراعي «ستكون طويلة ومعقدة.» ويشمل ذلك تقديم «الإمدادات الطارئة، كالبذور والأسمدة والأدوات الزراعية» لمساعدة المزارعين على زراعة المحاصيل الأساسية في النظام الغذائي لدى الفلسطينيين، كالبندورة والخيار والبصل والباذنجان. كما تدعم المنظمة إصلاح «البيوت البلاستيكية وأنظمة الري ومصادر المياه» التي أصابتها الأضرار، وتنفذ برامج التدريب «التي تتناول الممارسات الزراعية الآمنة وسط التلوث التي يسببه النزاع،» وتعمل على تعزيز «منشآت الطاقة المتجددة والمحافظة على المياه والتقنيات الزراعية الذكية» من أجل المساعدة في بناء قطاع زراعي قادر على الصمود والعمل في أثناء الأزمة الراهنة. 
  • في 24 تموز/يوليو، نُقل 16 مريضًا من ذوي الحالات العصيبة، وهم 15 طفلًا وبالغ واحد، إلى جانب 25 مرافقًا، ممن كانوا قد أُجلوا من غزة إلى مصر عبر معبر رفح الحدودي قبل إغلاقه المفاجئ في 7 أيار/مايو، إلى إسبانيا لتلقي الرعاية الطبية المتخصصة في سياق عملية تنسقها منظمة الصحة العالمية بالاشتراك مع المفوضية الأوروبية وإسبانيا ومصر وصندوق إغاثة أطفال فلسطين. وقد أُصيب معظم هؤلاء الأطفال بإصابات حرجة، على حين يعاني اثنان منهم من مرض مزمن في القلب وواحد من السرطان. وفي هذه الأثناء، لا يزال أكثر من 12,000 مريض من ذوي الحالات العصيبة عاجزين عن الخروج من قطاع غزة من أجل الحصول على العلاج الطبي العاجل الذي يحتاجون إليه. وفي الإجمال، لم يتمكن سوى 4,913 مريضًا يعانون من حالات عصيبة – 35 في المائة من جميع المرضى الذين قُدمت طلبات الإجلاء الطبي لصالحهم – من مغادرة القطاع منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث تتلقى الغالبية العظمى منهم العلاج في مصر وقطر والإمارات العربية المتحدة. 
  • تقدّر منظمة الصحة العالمية وجود مخاطر عالية تهدد بانتشار فيروس شلل الأطفال من النمط 2 في شتّى أرجاء غزة، وربما خارجها أيضًا. ويرجع السبب وراء ذلك إلى ظروف المياه والنظافة الصحية والصرف الصحي المتردية وعمل المنشآت الصحة على نطاق محدود، ولا سيما مراكز الرعاية الصحية الأولية التي كانت تضطلع بدور رئيسي في تطعيم الأطفال وغيره من خدمات الأمومة والطفولة، إذ لا يزال سوى 45 في المائة من هذه المراكز تزاول عملها الآن. وأفاد د. سباربيكوف، الذي قدم إحاطة للصحافة في جنيف، بأن منظمة الصحة العالمية وشركاءها في المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال يجرون في هذه الآونة تحريات وبائية وتقييمًا للمخاطر، وسوف يضعون بناءً على النتائج التي يتوصلون إليها مجموعة من التوصيات بشأن الطريقة الفضلى للاستجابة لتفشي الوباء، بما في ذلك ما يتصل بحملات التطعيم.  

التمويل

  • حتى يوم 26 تموز/يوليو، صرفت الدول الأعضاء نحو 1.52 مليار دولار من المبلغ المطلوب وقدره 3.42 مليار دولار (44 في المائة) للوفاء بالاحتياجات الأكثر إلحاحًا لدى 2.3 مليون نسمة* في غزة و800,000 آخرين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، للفترة الواقعة بين شهري كانون الثاني/يناير وكانون الأول/ديسمبر 2024. وفي 10 تموز/يوليو، صرّح منسق الشؤون الإنسانية، مهند هادي، بأن «الحاجة الماسة تستدعي المزيد من التمويل – مثلما تستدعي الحاجة بيئة ممكّنة وآمنة داخل غزة. فمن شأن زيادة التمويل الآن أن يمكن مجتمع العمل الإنساني من توسيع نطاق العمليات حالما تسمح الظروف بذلك.» ولقراءة تحليل هذا التمويل، يُرجى الاطّلاع على لوحة المتابعة المالية للنداء العاجل. (*يعكس الرقم 2.3 مليون العدد المتوقع لسكان قطاع غزة عند صدور النداء العاجل في شهري نيسان/أبريل 2024. وحتى شهر تموز/يوليو 2024، تقدر الأمم المتحدة بأن 2.1 ميلون شخص لم يزالوا في قطاع غزة، وسوف تستخدم هذا العدد المحدث لأغراض إعداد البرامج). 
  • يدير الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة 111 مشروعًا بمبلغ إجمالي قدره 88 مليون دولار من أجل الوفاء بالاحتياجات الماسة في قطاع غزة (89 في المائة) والضفة الغربية (11 في المائة). وينفّذ 63 مشروعًا من هذه المشاريع من جانب المنظمات غير الحكومية الدولية و34 مشروعًا من جانب المنظمات غير الحكومية الوطنية و14 مشروعًا من جانب وكالات الأمم المتحدة. ومنذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، جمع الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة أكثر من 112 مليون دولار من الدول الأعضاء والجهات المانحة الخاصة لدعم البرامج الإنسانية والمنقدة للحياة العاجلة في شتّى أرجاء الأرض الفلسطينية المحتلّة. وقد جرى تخصيص 89 في المائة من مجموع هذا التمويل للمشاريع في غزة. ويحوي هذا الرابط ملخصًا بالأنشطة التي نفّذها الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة والتحديات التي واجهها في شهر حزيران/يونيو 2024، ويمكن الاطلاع على التقرير السنوي للصندوق الإنساني لسنة 2023 من خلال هذا الرابط. وتُجمع التبرعات الخاصة مباشرة من خلال الصندوق الإنساني.