أشخاص تعرّضوا للنزوح مؤخرًا من محافظة شمال غزة ويقيمون في ملعب رياضي في مدينة غزة، 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2024. تصوير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية
أشخاص تعرّضوا للنزوح مؤخرًا من محافظة شمال غزة ويقيمون في ملعب رياضي في مدينة غزة، 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2024. تصوير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية

آخر مستجدّات الحالة الإنسانية رقم 237 | قطاع غزة

يُنشر التقرير الموجز بالمستجدّات الإنسانية الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلّة مرتين في الأسبوع. وترد تغطية قطاع غزة في يوم الثلاثاء والضفة الغربية في يوم الخميس. ويُنشر التقرير الموجز بالمستجدّات على صعيد الاستجابة الإنسانية في غزة يوم الثلاثاء. وسوف يصدر التقرير المقبل بآخر المستجدّات الإنسانية في 14 تشرين الثاني/نوفمبر.

النقاط الرئيسية

  • حتى الآن من شهر تشرين الثاني/نوفمبر، رُفضت أو عُرقلت كل محاولة بذلتها الأمم المتحدة في سبيل الوصول إلى محافظة شمال غزة المحاصرة وإرسال البعثات الغذائية والصحية لدعم آلاف الناس الذين لم يبرحوا أماكنهم فيها.
  • هُجِّر ما بين 100,000 و130,000 شخص من شمال غزة وسط تصاعد وتيرة الهجمات وأوامر الإخلاء الإسرائيلية.
  • حذّرت لجنة مراجعة المجاعة من أنه ربما تم تجاوز عتبة المجاعة بالفعل في شمال غزة، أو سيجري تجاوُزها في المستقبل القريب، وحثت على اتخاذ إجراءات في غضون أيام، وليس أسابيع.
  • لا تزال المدارس، التي تؤوي نازحين في غالبيتها، تتعرّض للهجمات، إذ سُجِّل ما مجموعه 64 هجومًا على هذه المدارس خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر، وفقًا لمنظمة اليونيسف.
  • ما زالت إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية في شتّى أرجاء غزة محفوفة بالمخاطر، إذ تشير المنظمات الشريكة في صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى زيادة طرأت مؤخرًا على الولادات المبتسرة ووفيات الأمهات.

المستجدّات على صعيد الحالة الإنسانية

  • تستمر عمليات القصف الإسرائيلي من البر والبحر والجو في مناطق مختلفة من قطاع غزة بحسب التقارير،مع إفادات عن المزيد من الضحايا بين المدنيين ونزوح عدد أكبر منهم وتدمير المنازل وغيرها من البنى التحتية المدنية. وفي محافظة شمال غزة، يواصل الجيش الإسرائيلي في تنفيذ هجومًا بريًا منذ يوم 6 تشرين الأول/أكتوبر، وتفيد التقارير بأن القتال تدور رحاه بين القوات الإسرائيلية والجماعات المسلّحة الفلسطينية. وقد عرقل الحصار الإسرائيلي المشدد الذي لم يزل مفروضًا منذ ذلك اليوم وصول المعونات الإنسانية إلى جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا. وفي الوقت نفسه، لم تزل المنطقة تشهد تعطُّل شديد في خدمات الاتصالات، بما فيها الإنترنت. وفي 10 تشرين الثاني/نوفمبر، اشتدّت حدّة العمليات العسكرية الإسرائيلية في مخيم النصيرات للاجئين في دير البلح بدرجة كبيرة، وأفادت التقارير بأن الناس باتوا يطلقون النداءات لفرق الإنقاذ من أجل إخلائهم في أعقاب التقدم المفاجئ للقوات الإسرائيلية وسط إطلاق نار كثيف. وفي يومي 10 و11 تشرين الثاني/نوفمبر، أشارت التقارير إلى مقتل ما لا يقل عن 14 فلسطينيًا، بينهم أربعة أطفال وثلاث نساء، غرب النصيرات وإصابة 30 آخرين أو فقدانهم. وفي ليلة 11 تشرين الثاني/نوفمبر، ازدادت حدّة الاجتياح البرّي في بيت حانون بشمال غزة، حسبما نقلته التقارير، وتشير روايات إلى أن القوات الإسرائيلية أصدرت الأوامر لآلاف المدنيين بإخلاء المنطقة، وفقًا لجهاز الدفاع المدني الفلسطيني.
  • في 8 تشرين الثاني/نوفمبر، أطلقت لجنة مراجعة المجاعة التابعة للنظام المتكامل لتصنيف مراحل الأمن الغذائي إنذارًا، حذّرت فيه من احتمالية وشيكة وكبيرة لحدوث مجاعة في المناطق الواقعة داخل شمال غزة بالنظر إلى أن السيناريو الأسوأ الذي كانت اللجنة قد حذّرت من وقوعه بات تتكشف فصوله بالفعل. وكان التحليل الأخير الذي أعده النظام المتكامل لتصنيف مراحل الأمن الغذائي بشأن قطاع غزة قد توقع أن خطر وقوع مجاعة كان قائمًا في قطاع غزة بكامله بين شهري تشرين الثاني/نوفمبر 2024 ونيسان/أبريل 2025 في ظل سيناريو أسوأ الحالات، الذي ينطوي على تصاعد وتيرة الأعمال القتالية وتزايد حالات النزوح وتقليص المساعدات الإنسانية من جملة أمور أخرى. وبناءً على الأوضاع الإنسانية التي تشهد تفاقمًا متسارعًا، لاحظت لجنة مراجعة المجاعة أن في وسعها الآن أن «تفترض أن الجوع وسوء التغذية ومعدل الوفيات المفرط بسبب سوء التغذية والمرض يشهد تزايدًا سريعًا» في مناطق شمال غزة، وأن «عتبة المجاعة ربما جرى تجاوزها بالفعل، أو سيجري تجاوزها في المستقبل القريب.» كما حذّرت اللجنة من أنه «لا بد من اتخاذ إجراءات في غضون أيام، وليس أسابيع، من جانب كل الأطراف الفاعلة التي تشارك مشاركة مباشرة في النزاع، أو تملك التأثير في سيره، من أجل تفادي هذه الحالة الكارثية أو التخفيف من وطأتها.»
  • شهدت الفترة من بعد ظهر 5 تشرين الثاني/نوفمبر إلى بعد ظهر 12 تشرين الثاني/نوفمبر مقتل 274 فلسطينيًا وإصابة 729 آخرين، وبهذا ترتفع الحصيلة الإجمالية للفترة من 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، إلى مقتل ما لا يقل عن 43,665 فلسطينيًا وإصابة 103,076 آخرين في غزة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
  • خلال الفترة من بعد ظهر 5 تشرين الثاني/نوفمبر و 12 تشرين الثاني/نوفمبر ، أفادت التقارير بمقتل خمسة جنود إسرائيليين في غزة، وفقًا للجيش الإسرائيلي. وبهذا ترتفع حصيلة الإجمالية للتفرة من 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و12 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، هي مقتل أكثر من 1,573 إسرائيليًا وأجنبيًا، غالبيتهم في 7 تشرين الأول/أكتوبر والفترة التي أعقبته مباشرة، وفقًا للجيش الإسرائيلي وما نقلته الوسائل الإعلامية الإسرائيلية عن المصادر الرسمية الإسرائيلية. ويشمل هذا المجموع 373 جنديًا قُتلوا في غزة أو على امتداد الحدود في إسرائيل منذ بداية العملية البرّية، كما أشارت التقارير إلى إصابة 2,425 جنديًا إسرائيليًا منذ بداية العملية البرّية.
  • شهدت الفترة بين يومي 4 و10 تشرين الثاني/نوفمبر وقوع ما لا يقل عن خمس أحداث سقطت فيها أعداد كبيرة من الضحايا في شمال غزة ومدينة غزة.
    • عند نحو الساعة 19:00 من يوم 4 تشرين الثاني/نوفمبر، أفادت التقارير بمقتل 25 فلسطينيًا، بينهم 13 طفلًا، وفقدان آخرين تحت الأنقاض في قصف استهدف منزل في بيت لاهيا في شمال غزة.
    • عند نحو الساعة 10:00 من يوم 5 تشرين الثاني/نوفمبر، أشارت التقارير إلى مقتل 15 فلسطينيًا وإصابة آخرين في قصف استهدف منزل في منطقة الفاخورة جنوب بيت لاهيا في شمال غزة.
    • عند نحو الساعة 15:30 من يوم 7 تشرين الثاني/نوفمبر، قُتل عشرات الفلسطينيين، الذين يتراوح عددهم حسب التقديرات بين 25 و30 فلسطينيًا ومن بينهم نساء وأطفال، وأُصيب آخرون عدة في قصف استهدف منزل مخيم جباليا للاجئين، حسبما ورد في التقارير. وبسبب عجز طواقم الدفاع المدني عن العمل والقيود المفروضة على دخول وسائل الإعلام ووصولها إلى المنطقة، لا يزال عدد القتلى غير معروف على وجه الدقة.
    • في الساعة 14:15 من اليوم نفسه، قُتل ما لا يقل عن 15 فلسطينيًا، بمن فيهم 11 شخصًا من الأسرة ذاتها وبينهم ثماني نساء، وأُصيب آخرون عدة في قصف استهدف مدرسة تابعة لوكالة الأونروا كانت تؤوي نازحين في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، حسبما نقلته التقارير.
    • وأخيرًا، في الساعة 6:00 من يوم 10 تشرين الثاني/نوفمبر، أشارت التقارير إلى مقتل 36 فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة آخرين ما زال بعضهم تحت الأنقاض، في قصف استهدف بناية تتألف من عدة طوابق في شارع غزة القديم في جباليا البلد في شمال غزة.
  • وفقًا لآخر البيانات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وشركائها، جرى توثيق ما مجموعه 64 هجومًا على المدارس، التي تُستخدم في معظمها كمراكز لإيواء النازحين، خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر، بما فيها 25 مدرسة في شمال غزة، وتشير التقديرات إلى أن نحو 128 شخصًا قُتلوا نتيجة لذلك، والعديد منهم من الأطفال. وتشكل الهجمات التي شُنّت خلال الشهر الماضي، والتي بلغت هجمتين في اليوم في المتوسط، ما نسبته 28 في المائة من العدد الإجمالي للهجمات التي استهدفت المدارس ووُثِّقت منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023 (226 هجومًا)، وفقًا لليونيسف. وصرّحت كاثرين راسيل، المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف، التي أكدّت مجددًا الدعوة التي وجهتها المنظمة إلى جميع الأطراف لوضع حد للانتهاكات الجسيمة التي تمس الأطفال وإنهاء الهجمات التي تُشَن على المدنيين والبنية التحتية المدنية بقولها: «ينبغي ألا تكون المدارس على الخطوط الأمامية للحرب أبدًا، وينبغي ألا يتعرض الأطفال للهجمات العشوائية وهم يلتمسون المأوى،» وأضافت راسيل بأن الأطفال «تجب حمايتهم من الأذى ويجب صون حقهم في التعليم، حتى في خضمّ النزاع.»
  • فيما يلي قائمة بأبرز الأحداث الدامية التي أفادت عنها التقارير بين 4 و8 تشرين الثاني/نوفمبر:
    • عند نحو الساعة 13:00 من يوم 4 تشرين الثاني/نوفمبر، نقلت التقارير مقتل سبعة فلسطينيين وإصابة آخرين عندما قصف منزلان في بيت لاهيا في شمال غزة.
    • عند نحو الساعة 14:00 من يوم 6 تشرين الثاني/نوفمبر، أشارت التقارير إلى مقتل سبعة فلسطينيين على الأقل، من بينهم نساء وأطفال، في قصف استهدف منزل في حي الخزان في بيت لاهيا بشمال غزة.
    • عند نحو الساعة 22:00 من يوم 6 تشرين الثاني/نوفمبر، أفادت التقارير بمقتل ستة فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف استهدف منزل في بيت لاهيا بشمال غزة.
    • عند نحو الساعة 19:50 من يوم 6 تشرين الثاني/نوفمبر، قُتل ما لا يقل عن سبعة فلسطينيين، بينهم نساء وأطفال ولم يزل بعضهم تحت الأنقاض، وأُصيب 17 آخرين في قصف استهدف منزل في المخيم الجديد شمال مخيم النصيرات للاجئين في دير البلح، حسبما ورد في التقارير.
    • عند نحو 18:30 من يوم 7 تشرين الثاني/نوفمبر، قُتل ستة فلسطينيين، بينهم امرأة، وأُصيب آخرون في قصف استهدف ساحة مدرسة الرمال التابعة للأونروا، والتي تؤوي أشخاصًا نازحين، غرب مدينة غزة، حسبما جاء في التقارير.
    • عند نحو الساعة 23:50 من يوم 7 تشرين الثاني/نوفمبر، قُتل تسعة فلسطينيين، من بينهم طفلان وأربع نساء، وأُصيب آخرون في قصف استهدف منزل في محيط عيادة الدرج الصحية في وسط مدينة غزة، حسبما ورد في التقارير.
    • عند نحو الساعة 8:00 من يوم 7 تشرين الثاني/نوفمبر، قُتل ستة فلسطينيين وأُصيب آخرون في قصف استهدف مجموعة من الأشخاص قرب مفترق أبو شريخ غرب مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة، حسبما أفادت التقارير به.
    • عند نحو الساعة 23:45 من يوم 8 تشرين الثاني/نوفمبر، قُتل ستة فلسطينيين، من بينهم صحفيان، وأُصيب آخرون في قصف استهدف مدرسة فهد الصباح الحكومية، التي تُستخدم كمركز لإيواء النازحين، في حيّ التفاح شمال شرق مدينة غزة، حسبما أشارت التقارير إليه.
  • حتى يوم 9 تشرين الثاني/نوفمبر، أشارت تقديرات الأمم المتحدة وشركائها إلى أن عددًا يتراوح من 100,000 إلى 130,000 شخص هُجّروا على مدى الأسابيع الخمسة الماضية من محافظة شمال غزة إلى مدينة غزة، وأن ما بين 50,000 إلى 75,000 شخص يُقدَّر بأنهم لم يبرحوا أماكنهم في شمال غزة. وبناءً على ملاحظات المنظمات الشريكة في مجال العمل الإنساني، هُجّر نحو 500 شخص من شمال غزة إلى جنوبها منذ يوم 6 تشرين الأول/أكتوبر 2024. ومُنع وصول المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة إلى حد كبير، باستثناء بعثة واحدة أرسلها برنامج الأغذية العالمي في 11 تشرين الثاني/نوفمبر (انظر أدناه) وبعض الإمدادات الطبية التي قُدمت للمستشفيات في أثناء بعثات الإجلاء الطبي. ولم يجرِ إرسال إمدادات الوقود إلى منشآت المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في هذه المنطقة منذ يوم 1 تشرين الأول/أكتوبر. وفي الإجمال، رُفضت أو عُرقلت كل محاولة بذلتها الأمم المتحدة بين يومي 1 و11 تشرين الثاني/نوفمبر في سبيل الوصول إلى المناطق المحاصرة في محافظة شمال غزة وإرسال البعثات الغذائية والصحية إليها (انظر المزيد أدناه). وفضلًا عن ذلك، لا تعمل المستشفيات في شمال غزة إلا بشق الأنفس وبالحد الأدنى من الإمكانيات والموارد. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، لا تزال إمكانية الوصول إلى مستشفييْ كمال عدوان والعودة والمستشفى الإندونيسي مقيدة بشدّة. وأضافت المنظمة أن مستشفى العودة اضطُر إلى تشغيل مولداته لمدة ثلاث ساعات في اليوم فقط منذ يوم 3 تشرين الثاني/نوفمبر بسبب النقص الحاد في إمدادات الوقود، مما أدى إلى تعطيل العمليات الجراحية المنقذة للحياة وغيرها من الخدمات الصحية. وبينما يجري العمل على اختتام الجولة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في شمال غزة، حيث جرى تحصين ما مجموعه 105,558 طفلًا تحت سن العاشرة، تقدّر مجموعة الصحة بأن ما بين 6,800 و13,700 طفل في مناطق في شمال غزة، كجباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، لم يتسنّ تقديم الجرعة الثانية من اللقاح لهم ولا يزالون عرضة للإصابة بفيروس شللّ الأطفال.
  • ما انفكت طواقم الدفاع المدني الفلسطيني، وفقًا لما جاء على لسان الجهاز، تتلقى نداءات عن أشخاص محاصرين تحت أنقاض المنازل المدمرة أو منهم أنفسهم في شتّى أرجاء غزة، ولكنها تفتقر إلى المعدات والآليات التي تلزمها من أجل الوصول إليهم وإنقاذهم، مما أسفر عن إزهاق أرواح آلاف الناس منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023، حسبما ورد في التقارير. وفي شمال غزة، لا يزال الدفاع المدني خارج الخدمة قسرًا ويفيد بأن الناس الذين ينجون من القصف والهجمات غالبًا ما يموتون بسبب الجوع بسبب النقص الحاد في المواد الغذائية. وأضاف الدفاع المدني أن عددًا كبيرًا من الأشخاص في المنطقة لا يزالون محاصرين تحت الأنقاض على مدى أيام، دون أن يتم انتشالهم.
  • في يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر، نجحت قافلة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي في الوصول إلى بيت حانون في محافظة شمال غزة بعد محاولات متعددة، وتقديم المعونات الأساسية للمرة الأولى منذ ما يزيد عن شهر بأكمله. وضمت هذه القافلة شاحنتين محملتين بالحصص الغذائية المنقذة للحياة والجاهزة للأكل ودقيق القمح وشاحنة محملة بالمياه المعبأة. وكان البرنامج يزمع، في بادئ الأمر، إرسال بعثة تتألف من 14 شاحنة لتقديم الإمدادات لمراكز الإيواء في بيت حانون والمستشفى الإندونيسي في جباليا. ولكن التأخير في الموافقة على هذه البعثة والمسارات المزدحمة أدّت إلى تقليص حجمها. وأُرسلت المعونات في نهاية المطاف إلى مركز الإيواء في مدرسة مهدية الشوا وإلى مركز إيواء قريب منها. وبعد إرسال هذه المعونات، وردت تقارير أشارت إلى أن المنطقة التي وزع برنامج الأغذية العالمي المعونات فيها تعرّضت لقصف مكثف وأن القوات الإسرائيلية حاصرتها ووجهت الأوامر إلى الأسر فيها بإخلائها. وكان البرنامج يعِدّ خطة لإرسال بعثة أخرى في يوم 12 تشرين الثاني/نوفمبر من أجل الوصول إلى ما تبقى من مراكز الإيواء والمستشفيات التي كانت مقررة في بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا، ولكن هذه البعثات رُفضت. ووفقًا للدفاع المدني الفلسطيني، جرى إخلاء 200 شخص من منطقة تل الزعتر في جباليا إلى مدينة غزة في يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر.
  • لا تزال الأوضاع الصحية تشهد تدهورًا في شتّى أرجاء غزة، حيث أُصيب تسعة من كل 10 أطفال تحت سن الخامسة بواحد أو أكثر من الأمراض المعدية، ويعاني 25 في المائة من النساء من الأمراض الجلدية وغيرها من المشكلات الصحية. وتحذّر منظمة الصحة العالمية من أنه جرى الإبلاغ عن أكثر من 11,000 حالة من التهابات الجهاز التنفسي الحادة في غضون أسبوع واحد فقط في مطلع شهر تشرين الثاني/نوفمبر، في الوقت الذي ما زالت فيه حالات متلازمة اليرقان الحادة والإسهال المصحوب بالدم تشهد تزايدًا. وتبعث الظروف المتردية التي تواجهها الحوامل والمرضعات على القلق بوجه خاص، إذ تشير المنظمات الشريكة في صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أن زيادة طرأت مؤخرًا على حالات الولادات المبتسرة ووفيات الأمهات، وأن عددًا يقدر بنحو 155,000 امرأة حاملًا ومرضعًا محرومات من إمكانية الحصول على الرعاية قبل الولادة وبعدها. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، لا يقدم سوى 17 مستشفى تعمل جزئيًا وأربعة مستشفيات ميدانية خدمات الأمومة حاليًا، و«في كل يوم، تلد المئات من النساء في ظروف مأساوية تنعدم فيها شروط النظافة الصحية ولا تصون كرامتهن،» حسبما أكدّه المدير العام للمنظمة أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في يوم 6 تشرين الثاني/نوفمبر. وعدا عن غياب خدمات الولادة الآمنة، يخلّف شح الغذاء أثرًا مدمرًا على الحوامل، إذ يزيد من خطر ولادة الأطفال بمضاعفات صحية ويفضي بالأمهات الحديثات الإنجاب إلى العجز عن إرضاع مواليدهن، ويزيد هذا بدوره من خطر تعرُّض المواليد الرضّع للإصابة بالأمراض المعدية، بما فيها الالتهاب الرئوي، وخاصة مع اقتراب فصل الشتاء. وفي الإجمال، يواجه 42,000 امرأة حامل مستوى الأزمة (المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) أو مستويات أسوأ من انعدام الأمن الغذائي في مختلف أنحاء قطاع غزة، وتصنّف 15,000 امرأة منهن ضمن مرحلة الطوارئ (المرحلة الرابعة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) وتواجه 3,000 منهن الجوع الكارثي (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي)، ويحذّر صندوق الأمم المتحدة للسكان بأن هذا «العدد قد يرتفع إلى 8,000 امرأة مع اقتراب حلول فصل الشتاء.»
  • في 6 تشرين الثاني/نوفمبر، نفذّت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها عملية إجلاء طبي شملت 90 مريضًا بحالة صعبة، بينهم 38 طفلًا، إلى خارج غزة عبر معبر كرم أبو سالم. وكانت هذه أكبر عملية من عمليات الإجلاء الطبي التي تنفَّذ في يوم واحد إلى خارج غزة منذ إغلاق معبر رفح في شهر أيار/مايو 2024. ونُقل ما مجموعه 84 مريضًا مع 124 من مرافقيهم إلى الإمارات العربية المتحدة، على حين نُقل ستة مرضى و15 من مقدمي الرعاية لهم إلى رومانيا. ويضم هؤلاء المرضى مصابون بالسرطان وجروح بالغة، فضلًا عن الثلاسيميا وأمراض القلب والأوعية الدموية والعيون والكلى والدماغ والمناعة الذاتية وأمراض الدم. وفي الإجمال، لم يتمكن سوى الثلث ممن يزيد عددهم عن 15,600 مريض طُلب الإجلاء الطبي لصالحهم حتى يوم 9 تشرين الثاني/نوفمبر من مغادرة قطاع غزة، ولم يتم إجلاء سوى 321 مريضًا منذ إغلاق معبر رفح في شهر أيار/مايو 2024. ومع استمرار النزاع بلا هوادة وسط خدمات الرعاية الصحية التي طالها الدمار، تواصل منظمة الصحة العالمية إطلاق المناشدات بإقامة ممرات منتظمة للإجلاء باستخدام جميع المسارات الممكنة بغية السماح للمرضى من ذوي الحالات العصيبة والمحاصرين في غزة بالوصول إلى الرعاية التخصصية التي يحتاجون إليها.
  • يلاحظ قطاع الأمن الغذائي والمنظمات الشريكة في مجموعة التغذية مستويات متردية من التنوع الغذائي إلى حد يدعو إلى الجزع في جميع أنحاء غزة. فوفقًا لتقرير نُشر مؤخرًا حول رصد الأمن الغذائي والأسواق ويغطي شهر تشرين الأول/أكتوبر، يعد الخبز والبقوليات الأغذية الرئيسية التي يجري تناولها، على حين انخفض استهلاك الخضروات من ستة أيام في الأسبوع قبل تصعيد الأعمال القتالية إلى صفر تقريبًا في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2024. وبالمثل، تراجع استهلاك اللحوم والبيض من ثلاثة أيام في الأسبوع إلى انعدامه في الوقت الراهن. وعلاوةً على ذلك، يسلّط مسح أجرته اليونيسف مؤخرًا حول التنوع الغذائي في أوساط الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات الضوء على الأثر التغذوي الحاد بسبب انخفاض المعونات الإنسانية وتراجع إدخال إمدادات الأغذية التجارية. وتشير البيانات الواردة من الفترة الواقعة بين يومي 18 و24 تشرين الأول/أكتوبر إلى انخفاض حاد في التنوع الغذائي، إذ أفاد 95 في المائة من أهالي الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من ستة أشهر إلى 23 شهرًا بأن أطفالهم لم يتناولوا سوى نوعين أو أقل من المواد الغذائية في اليوم الذي سبق إجراء المسح. ويشير هذا الرقم إلى ارتفاع من نِسب بلغت 90 في المائة في شهر أيلول/سبتمبر، و79 في المائة في شهر تموز/يوليو و94 في المائة في شهر أيار/مايو عندما حصل النزوح على نطاق واسع من رفح إلى دير البلح وخانيونس.
  • بالنسبة لمعظم الناس في غزة، باتت إمكانية الحصول على السلع الأساسية الميسورة التكلفة تشكل صراعًا كبيرًا بالنظر إلى أن الاقتصاد وعمليات تقديم المعونات يرزحان تحت ضغط هائل. فقد استجاب العديد من السكان، الذين اعتراهم الإحباط من ارتفاع الأسعار، للدعوات المحلية التي أُطلقت لمقاطعة الأسواق، وهي مقاطعة استمرت نحو يومين، بسبب شبه غياب الرقابة التنظيمية باعتباره أحد العوامل الرئيسية التي تقف وراء التلاعب بالأسعار. ويزداد وضع الأسواق سوءًا بفعل القيود التي تفرضها إسرائيل على إدخال الإمدادات إلى غزة، حيث ترد تقارير متزايدة تشير إلى حوادث النهب، إلى جانب الادعاءات التي يقول فيها المستهلكون الفلسطينيون إن جماعات فلسطينية غير معروفة تحول وجهة الشاحنات المحملة بالسلع الأساسية إلى مستودعات خاصة وتمنعها من الوصول إلى الأسواق وترفع الأسعار. كما أشارت تقارير إعلامية إلى أن التجار المحليين يُرغَمون على دفع إتاوة لأفراد مسلّحين من أجل تأمين المرور الآمن للإمدادات في شتّى أرجاء غزة. ويأتي الاحتجاج في وقت يفيد فيه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بأن مؤشر أسعار المستهلك في غزة ارتفع بنسبة وصلت إلى 283 في المائة منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023 بسبب استمرار الأعمال القتالية. وفضلًا عن ذلك، صرّح برنامج الأغذية العالمي في 3 تشرين الثاني/نوفمبر بأن انهيار الأسواق المحلية ونقص السلع الأساسية في وسط غزة وجنوبها زادا من اعتماد الناس على المعونات الصغيرة الحجم، كالوجبات الجاهزة. وفي شهر تشرين الأول/أكتوبر، دخل ما لا يزيد عن 37 شاحنة محملة بالإمدادات الإنسانية الأساسية في المتوسط في اليوم إلى غزة – وهو أقل مستوى يسجله منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023.
  • في 7 تشرين الثاني/نوفمبر، أصدر الجيش الإسرائيلي أمرًا جديدًا بإخلاء مناطق في مدينة غزة وشمال غزة. وتشير التقديرات الأولية إلى أن هذا الأمر يغطي ما مساحته 3.8 كيلومتر مربع وستة أحياء وأن نحو 61,000 شخص يقيمون فيها، وذلك بناءً على تقديرات عدد السكان الصادرة عن وزارة التنمية الاجتماعية في 4 تشرين الأول/نوفمبر. كما يغطي الأمر المذكور منشآت الخدمات الحيوية، بما فيها ثلاث نقاط طبية وأربعة مخابز ومطابخ و18 نقطة لنقل المياه بالصهاريج و14 موقعًا يقيم النازحون فيها ومستودع. ويغطي هذه المنطقة نفسها أمر أصدرته السلطات الإسرائيلية في منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023 ولم تنفذه بعدُ بشأن إخلاء كامل المنطقة الواقعة إلى الشمال من وادي غزة.
  • منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023، أصدرت السلطات الإسرائيلية أكثر من 67 أمرًا بإخلاء السكان المقيمين في 150 حيًا، وتغطي نسبة تصل إلى 88 في المائة من مساحة قطاع غزة. ولم يُلغَ سوى خمسة من هذه الأوامر – وكلها في جنوب غزة – في وقت لاحق، وقد أُلغي آخرها في 11 تشرين الثاني/نوفمبر. وحتى 12 تشرين الثاني/نوفمبر، لم يزل نحو 79 في المائة من مساحة قطاع غزة تخضع لأوامر الإخلاء السارية، ويجري توجيه الناس إلى المناطق المتبقية التي تقع في المواصي أو حولها في جنوب غزة. وتغطي هذه المنطقة حاليًا مساحة تبلغ 72.5 كيلومتر مربع، أو ما يقرب من 20 في المائة من مساحة غزة وتواجه تحديات جسيمة، بما فيها الافتقار إلى البنية التحتية والخدمات المحدودة وعمليات تقديم المعونات التي تواجه قيودًا مشددة. ويزيد تكرار حالات التهجير القسري من سوء الأزمة الإنسانية، مما يضاعف من أوجه ضعف الناس وعوزهم بسبب نفاد الموارد وتزايد محدودية القدرة على الوصول إلى الخدمات الحيوية.
  • لا تزال الأعمال القتالية المتواصلة، وما يقترن بها من تدمير منشآت المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية واستمرار انقطاع الكهرباء والنقص الحاد في إمدادات الوقود، تعطّل إنتاج المياه وتوزيعها وإدارتها في غزة. فقد أدى ذلك، وفقًا لمجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، إلى تقليصات كبيرة في إنتاج المياه، ولا سيما في شمال غزة. وبين 26 تشرين الأول/أكتوبر و8 تشرين الثاني/نوفمبر، أشارت سلطة المياه الفلسطينية ومصلحة مياه بلديات الساحل إلى أن إنتاج المياه بمتوسط يومي بلغ 96,394 مترًا مكعبًا في مختلف أنحاء غزة – وهو نحو ربع مستويات الإنتاج قبل شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023. وفي تشرين الأول/أكتوبر، أفادت المجموعات الشريكة في مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية بأنه لم يجرِ الوفاء إلا بما نسبته 28 في المائة من الحد الأدنى من احتياجات الوقود اليومية البالغة 70,000 لتر – والتي تعد ضرورية للمحافظة على إنتاج المياه وإدارة مياه الصرف الصحي ومعالجة النفايات الصلبة. وقد أجبر شح الوقود مورّدي المياه من القطاع الخاص على وقف عملهم، مما عطّل عمليات توزيع المياه في مدينة غزة بشدة، وهو وضع يزيد من تفاقمه تدفق النازحين من محافظة شمال غزة.
  • وفقًا لمجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، لا تزال الاستعدادات لاستقبال فصل الشتاء، من قبيل تنظيف مصارف مياه الأمطار وفتح المناهل وإزالة الركام، جارية على قدم وساق في المناطق التي يمكن الوصول إليها، ولكن هذه الاستعدادات يعوقها إدخال كميات محدودة من المعدات والمواد الأساسية والتحديات التي تحول دون نقل الإمدادات من جنوب غزة إلى شمالها. ولم يجرِ إحراز التقدم بالسرعة المطلوبة في نضح البرك الثلاث الرئيسية – وهي برك أبو رشيد والشيخ رضوان والأمل – قبل موسم هطول الأمطار المقبل. وعلى هذا المنوال،كما توقف العمل على نقل النازحين من المناطق المعرّضة لخطر الفيضانات ونقل 10 مواقع مؤقتة لطمر النفايات بسبب الافتقار إلى الموارد الأساسية. وفضلًا عن ذلك، تسبب ما تقوم السلطات الإسرائيلية به من الاستمرار في رفض طلبات نقل الوقود إلى نقاط المياه وإدارة النفايات الصلبة في محافظة شمال غزة منذ مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر في تعطيل هذه العمليات بشدة، مما يشكل مخاوف خطيرة على الصحة العامة. كما تشهد إدارة النفايات الصلبة المزيد من القيود بفعل الافتقار إلى قطع الغيار ومحدودية الوصول إلى المواقع الآمنة للتخلص منها. وينطوي غياب نظام متخصص في إدارة النفايات الطبية على مخاطر صحية كبيرة، لأنه يجري خلط النفايات الطبية، كالأدوات الحادة والمواد المعدية، مع النفايات المنزلية.
  • مع اقتراب فصل الشتاء، تواجه غزة مخاطر جسيمة وغير مسبوقة بسبب الأعمال القتالية المستمرة وانتشار الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية على نطاق واسع والنقص الحاد في جميع القطاعات. فوفقًا لورقة استشرافية نشرها مشروع تقييم القدرات (ACAPS) في يوم 30 تشرين الأول/أكتوبر، يحلّ شتاء سنة 2024-2025 وسط استمرار نزوح ما لا يقل عن 90 في المائة من السكان في غزة. ومن المتوقع أن تشهد الاحتياجات الإنسانية زيادة كبيرة في هذا الشتاء، ولكن التغييرات العميقة التي يشهدها السياق في غزة وتفاقم أحوالها منذ فصل الشتاء الأخير يجعل من الصعوبة بمكان قياس حجم هذه الاحتياجات ونطاقها. ويلفّ قدر أكبر من الصعوبة توقُّع أنماط الفيضانات بسبب الأضرار الهائلة التي حلت بالبنية التحتية وتراكم الأنقاض، فضلًا عن الكثير من النازخين الذين يقيمون الآن في المناطق الساحلية المنخفضة والمعرضة لخطر الفيضانات. وفي هذا الخصوص، حذّرت بلدية خانيونس مؤخرًا من خطر الفيضانات في 60 نقطة ساخنة في شتّى أرجاء خانيونس، ولاحظت البلدية أن الحالة ستكون كارثية بالنسبة للناس الذين يعيشون في تلك المناطق. ووفقًا لمشروع تقييم القدرات كذلك، فقد طرأ تغير جذري على حالة مراكز الإيواء، إذ بات معظم النازحين يقيمون الآن في الخيام والمباني المؤقتة التي لا تؤمّن سوى الحد الأدنى من الحماية من الظروف الجوية القاسية. ويزيد هذا التحول بقدر كبير من التعرّض للمخاطر التي تهدد الصحة والسلامة. وبالتوازي مع ذلك، تواجه الاستجابة الإنسانية العقبات بسبب استمرار الحصار الذي يحد من إدخال الموارد الأساسية، بما فيها المواد اللازمة للاستعداد لاستقبال فصل الشتاء والوقود وقطع الغيار، التي نفد المخزون منها كلها، وهو ما يعوق أنشطة الاستعدادات المطلوبة. وتضيف الورقة بأن شبكة الطرق، التي سبق أن تضررت بفعل الغارات الجوية والعمليات البرية، سوف تشهد المزيد من التدهور بالنظر إلى أن الأمطار الموسمية تتسبب في تدهور أوضاع الطرق، مما يزيد من صعوبة تقديم الإمدادات الحيوية. ووفقًا لهذه الورقة، فقد لحقت الأضرار بما نسبته 68 في المائة من طرق غزة وتسبب نحو 12,000 طن متري من الركام في عوق مسارات النقل حتى شهر أيلول/سبتمبر 2024. ولا تزال السلطات الإسرائيلية تقطع إمدادات الكهرباء عن قطاع غزة منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023، مما أسفر عن الاعتماد اعتمادًا تامًا على مصادر الطاقة البديلة التي لا تعدّ كافية.
  • ما زالت القيود المفروضة على الوصول تعطل بشدة عمليات تقديم المعونات الإنسانية في شتّى أرجاء قطاع غزة، وتؤثر بوجه خاص في محافظة شمال غزة، التي تفوق غيرها في احتياجاتها الماسة التي ما فتئت تتزايد بسبب استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية التي بدأت في يوم 6 تشرين الأول/أكتوبر. وقد تسببت هذه القيود في عرقلة تدفق المواد الغذائية واللوازم الطبية وإمدادات الوقود الضرورية للبنية التحتية الرئيسية، من قبيل مضخات المياه التي تؤمّن مياه الشرب وغيرها من الموارد الأساسية لعشرات الآلاف من السكان، مما يتركهم دون المساعدات المنقذة للحياة والتي تشتد حاجتهم إليها. فمن بين 195 بعثة كانت مقررة لإرسال المعونات في شتّى أرجاء قطاع غزة وجرى تنسيقها مع السلطات الإسرائيلية بين يومي 1 و11 تشرين الثاني/نوفمبر، مُنع وصول 31 في المائة منها (61 بعثة)، ويُسرت 42 في المائة (83 بعثة)، وعُرقلت 16 في المائة (32 بعثة) وأُلغيت 10 في المائة (19 بعثة) بسبب التحديات اللوجستية والأمنية. وشملت هذه البعثات 69 بعثة منسقة كان من المقرر أن تقدم المساعدات الإنسانية في محافظتي شمال غزة وغزة، وكان يتعين على 37 بعثة منها أن تمر عبر حاجزيْ الرشيد وصلاح الدين. ومن بين تلك البعثات التي كان عليها المرور عبر هذين الحاجزين، لم تيسر السلطات الإسرائيلية وصول سوى 27 في المائة منها (10 بعثة)، وعرقلت 32 في المائة (12 بعثة)، ورفضت 30 في المائة (11 بعثة)، على حين أُلغيت 11 في المائة (4 بعثات). وبين 1 و11 تشرين الثاني/نوفمبر، قُدِّم 19 طلبًا لتنسيق دخول بعثات المعونات الحيوية التي استهدفت جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، وقد جرت عرقلة هذه الطلبات في أحسن الأحوال مما أدى إلى إرسال جزء من المعونات، أو جرى رفضها بصفة أعم مما تسبب في تعطيل الجهود المبذولة لإرسال المساعدات المنقذة للحياة إلى المنشآت الحيوية والأسر المحاصرة في المناطق الشديدة الخطورة. وفي إحدى الحالات، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في 10 تشرين الثاني/نوفمبر بأن مريضًا توفي بسبب التأخير الطويل على حاجز عسكري مقام بين محافظة شمال غزة ومدينة غزة. ووفقًا لنشرة لقطات حول وصول المساعدات الإنسانية، الصادر في يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر، شهدت البيئة التشغيلية للعمليات الإنسانية في غزة تراجعًا كبيرًا خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر، إذ رُفض نحو 43 في المائة من جميع البعثات الإنسانية المنسقة مع السلطات الإسرائيلية للوصول إلى الناس المحتاجين في شتّى أرجاء قطاع غزة – وهو ما يعد أعلى معدل يسجَّل لرفض الوصول منذ بداية الأعمال القتالية في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023.

التمويل

  • حتى يوم 12 تشرين الثاني/نوفمبر، صرفت الدول الأعضاء نحو 2 مليار دولار من التمويل المطلوب وقدره 3.42 مليار دولار (61 في المائة) لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا لدى 2.3 مليون نسمة* في غزة و800,000 آخرين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، للفترة الواقعة بين شهري كانون الثاني/يناير وكانون الأول/ديسمبر 2024. ويمكن الاطّلاع على تحليل تفصيلي لهذا التمويل المطلوب عبر لوحة البيانات المالية لنداء التمويل العاجل. (*يعكس الرقم 2.3 مليون العدد المقدّر لسكان قطاع غزة عند صدور النداء العاجل في شهر نيسان/أبريل 2024. وحتى شهر تموز/يوليو 2024، تقدّر الأمم المتحدة بأن 2.1 مليون شخص لم يزالوا في قطاع غزة، وسوف يستخدم هذا العدد المحدّث لأغراض إعداد البرامج).
  • يدير الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة 90 مشروعًا جاريًا بمبلغ إجمالي قدره 79.6 مليون دولار. وتهدف هذه المشاريع إلى تلبية الاحتياجات الماسة في قطاع غزة (91 في المائة) والضفة الغربية (9 في المائة). وتركز المشاريع من الناحية الإستراتيجية على التعليم والأمن الغذائي والصحة والحماية والمأوى في حالات الطوارئ والمواد غير الغذائية والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية وخدمات التنسيق والدعم والمساعدات النقدية المتعددة الأغراض والتغذية. ومن بين مجموع المشاريع، تنفَّذ المنظمات غير الحكومية الدولية 49 مشروعًا والمنظمات غير الحكومية الوطنية 29 مشروعًا ووكالات الأمم المتحدة 12 مشروعًا. ومن الجدير بالذكر أن 32 مشروعًا من أصل مجموع المشاريع الـ61 التي تنفذها المنظمات غير الحكومية الدولية والأمم المتحدة تنفَّذ بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية الوطنية. وبالإضافة إلى المخصصات الاحتياطية الأربعة الأخرى للعام 2024، يعمل الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة في هذه الآونة على إنجاز المخصص القياسي الأول للعام 2024. وتبلغ قيمة هذا المخصص، الذي يحتل أهمية بالغة ويخضع لقيود زمنية دقيقة، 30 مليون دولار أمريكي، ويتماشى مع النداء العاجل للأرض الفلسطينية المحتلّة للعام 2024، ويرمي إلى توسيع نطاق جهود الإغاثة على وجه السرعة لتلبية الاحتياجات الفورية للأشخاص المتضررين في قطاع غزة والضفة الغربية. ويشمل هذا المبلغ 16 مشروعًا سريعًا، مع إيلاء الأولوية للتأهب لفصل الشتاء الحرج وتلبية الاحتياجات العاجلة في مجالات المأوى والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية وغيرها من الاحتياجات الطارئة لدى النازحين وغيرهم من الفئات المستضعفة في غزة. ويمكن الاطّلاع على تقارير التمويل الشهرية، والتقارير السنوية، وقائمة بجميع المشاريع الممولة سنويًا عبر الصفحة الالكترونية للصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة، تحت بند التمويل.