عاملون طبيون وهم يُجلون أحد المصابين في غزة، 18 آذار/مارس 2025. تصوير جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني
عاملون طبيون وهم يُجلون أحد المصابين في غزة، 18 آذار/مارس 2025. تصوير جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني

آخر مستجدّات الحالة الإنسانية رقم 273 | قطاع غزة

يُنشر التقرير بآخر المستجدّات الإنسانية الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلّة مرتين في الأسبوع. وتَرِد تغطية قطاع غزة في يوم الثلاثاء والضفة الغربية في يوم الخميس. ويُنشر التقرير الموجز بآخر المستجدّات على صعيد الاستجابة الإنسانية في غزة يوم الثلاثاء كل أسبوعين. وسوف يصدر التقرير المقبل بآخر المستجدّات الإنسانية في الضفة الغربية في 20 آذار/مارس. 

النقاط الرئيسية

  • أسفرت الغارات الجوية والقصف الإسرائيلي على غزة عن سقوط مئات الضحايا وإطلاق موجات جديدة من النزوح وسط ظروف إنسانية مدمرة.
  • يحذّر قطاع الأمن الغذائي من أن أكثر من مليون شخص يواجهون مخاطر البقاء من دون طرود غذائية خلال شهر مارس/آذار في حال لم يُسمح بدخول الإمدادات إلى غزة، وذلك بالمقارنة مع ما يزيد عن مليونيْ شخص تم الوصول إليهم خلال الأيام الـ 42 الأولى من وقف إطلاق النار.
  • يعاني ما نسبته 10 إلى 20 في المائة من النساء الحوامل والمرضعات، اللواتي استُطلعت آراؤهن والبالغ عددهن 4,500 امرأة، من سوء التغذية وفقًا لما كشف عنه تحليل أجرته مجموعة التغذية مؤخرًا.
  • تحذّر وكالات الأمم المتحدة من أن الأجهزة الصحية المنقذة للحياة، بما فيها 20 جهازًا من أجهزة التنفس الصناعي الضرورية لوحدات العناية المركزة لحديثي الولادة وتسع حاضنات متنقلة للمواليد الجدد، إلى جانب إمدادات المعونات الأخرى، عالقة على الحدود، بفعل إغلاق المعابر أمام البضائع الواردة لليوم السابع عشر على التوالي.  

المستجدّات على صعيد الحالة الإنسانية

  • منذ الساعات الأولى من صباح 18 آذار/مارس، أفادت التقارير بشنّ غارات جوية وقصف إسرائيلي على شتى أرجاء قطاع غزة، مما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين ونزوحهم وتدمير ممتلكاتهم. ووفقًا للتقارير الأولية، كان من بين المناطق والمنشآت التي قُصفت مدرسة التابعين الحكومية في منطقة الدرج بمدينة غزة، ومنطقة الزوايدة في دير البلح، وموقع للنازحين في منطقة المواصي غرب خانيونس وخيام تؤوي النازحين في منطقة تل السلطان غرب رفح. ووصف منسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلّة، مهند هادي، الوضع بأنه «غير معقول» في بيان صدر عنه. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، والسيد هادي إلى العودة إلى وقف إطلاق النار، وتيسير وصول المساعدات الإنسانية دون عقبات وإطلاق سراح الرهائن دون شروط. 
  • وفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل 404 أشخاص وأُصيب 562 آخرين منذ ساعات الصباح الأولى حتى الساعة 12:00 ظهرًا، بعدما تكثفت الغارات الجوية والقصف الإسرائيلي. ولا يزال عدد كبير من الجثث تحت أنقاض المباني المدمرة، وفقًا للوزارة. وصرّح جهاز الدفاع المدني الفلسطيني بأن أكثر من 170 طفلًا و80 امرأة كانوا من بين حوالي 400 شخص لقوا حتفهم. وأفادت فرق الدفاع المدني الفلسطيني والفرق الطبية بأنها قدمت الاستجابة بأقصى ما لديها من قدرات، وسط نقص المعدّات وانعدام القدرة على الوصول إلى المناطق المستهدفة بسبب الافتقار إلى المركبات والآليات الثقيلة. وأطلقت وزارة الصحة نداءً عاجلًا للتبرع بالدم في جميع المستشفيات العاملة عقب نفاد المخزون من بنك الدم. وشدّد مدير عام الوزارة، د. منير البرش، على الحاجة إلى المستشفيات الميدانية والأسرّة وغرف العمليات. ووفقًا لمجموعة الصحة، ما زال 13 مستشفى وأربعة مستشفيات ميدانية لا تزاول عملها، على حين يعمل 22 مستشفى وستة مستشفيات ميدانية جزئيًا، وتعمل أربعة مستشفيات ميدانية بكامل طاقتها. ولا توجد مستشفيات تؤدي عملها على نحو كامل.   
  • وصف د. محمد أبو سلمية، مدير مستشفى الشفاء في مدينة غزة، في مقابلة إعلامية الحالة بأنها «كارثية»، بالنظر إلى عدد الضحايا المرتفع للغاية، والذي يشبه عددهم خلال الأيام الأولى التي تلت يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وقال د. أبو سلمية، الذي سلّط الضوء على التحديات التي تواجه المستشفى في التعامل مع تدفق أعداد الضحايا: «في صباح هذا اليوم، كان ثمة 50 جثة في قسم الطوارئ و30 جثة أخرى في ثلاجة الموتى. وكانت غرف العمليات ممتلئة، وتوفي عدد كبير من المصابين أمام أعيننا في الوقت الذي لم نستطع علاجهم فيه.» ووفقًا للدكتور أبو سلمية، فقد انهار النظام الصحي في شمال غزة إلى حد كبير، إذ لا يوجد سوى مولّد واحد للأوكسجين وجهاز واحد للمسح المقطعي المحوسب (CT) وجهاز واحد للأشعة السينية، وثمة نقص في الأدوية والمستهلكات، مما اضطُر الفرق الطبية المنهكة إلى غسل الشاش وتعقيمه من أجل استخدامه مرة أخرى. وأضاف د. أبو سلمية أن بعض الضحايا نُقلوا إلى المستشفى بواسطة العربات التي تجرها الحيوانات، وأن المستشفى استقبل عدة حالات من مبتوري الأطراف، فضلًا عن جثث كانت مقطوعة الرأس وممزقة.  
  • أثّر تدمير البنية التحتية الطبية الحيوية في غزة، ولا سيما محطات توليد الأكسجين التي كانت تخدم الأقسام الحيوية في المستشفيات، كغرف العمليات ووحدات العناية المركزة ووحدات حديثي الولادة، تأثيرًا شديدًا على قدرة النظام الصحي في غزة على تقديم الخدمات المنقذة للحياة. ففي 13 آذار/مارس، قال السيد بسام الحمادين، نائب المدير العام لوزارة الصحة، إن 10 محطات لتوليد الأكسجين دُمرت في أثناء حالة التصعيد، من بينها أربع محطات في مستشفى الشفاء ومحطتان في المستشفى الإندونيسي. وأضاف السيد الحمادين أن انقطاع الكهرباء المستمر يشكّل عقبةً كأْداء أمام استعادة عمليات المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية. وفضلًا عن ذلك، أشار الدكتور علاء حِلِّس، مدير قسم الرعاية الصيدلانية في وزارة الصحة، في 17 آذار/مارس، إلى وجود نقص حاد في الأدوية والمستهلكات الطبية، بما فيها المواد الأساسية اللازمة للعمليات الجراحية الأساسية، والتي لا تكفي للعمليات المقررة وعمليات القلب المفتوح وعلاج مرضى الكلى وعمليات القسطرة وغيرها.  
  • بين ساعات ما بعد الظهر من يوميْ 11 و17 آذار/مارس، أشارت وزارة الصحة في غزة إلى مقتل 74 فلسطينيًا وإصابة 114 آخرين. ويشمل هذا العدد 44 جثة انتُشلت مؤخرًا. ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيز السريان في 19 كانون الثاني/يناير وحتى يوم 17 آذار/مارس، انتُشل ما مجموعه 889 جثة من مناطق لم يكن يتيسر الوصول إليها في السابق، حسبما أفادت وزارة الصحة به. ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 17 آذار/مارس 2025، أشارت وزارة الصحة في غزة إلى مقتل ما لا يقل عن 48,577 فلسطينيًا وإصابة 112,041 آخرين.  
  • بين يومي 10 و17 آذار/مارس، أشارت التقارير إلى عدة أحداث أسفرت عن سقوط قتلى في مختلف أنحاء قطاع غزة، بما فيها الأحداث التالية:  
    • عند نحو الساعة 13:50 من يوم 10 آذار/مارس، أفادت التقارير بمقتل ثلاثة أشقاء فلسطينيين عندما قُصفت مجموعة من الأشخاص في مخيم البريج للاجئين في دير البلح.  
    • عند نحو الساعة 18:40 من يوم 11 آذار/مارس، أُطلقت النار على فتاة فلسطينية وقُتلت جنوب شرق دير البلح، حسبما أشارت التقارير إليه. 
    • عند نحو الساعة 18:30 من يوم 13 آذار/مارس، نقلت التقارير مقتل صبي فلسطيني وإصابة والدته بجروح خطيرة عندما قُصفت إحدى خيام النازحين في بيت حانون في شمال غزة. 
    • عند نحو الساعة 17:00 من يوم 13 آذار/مارس، أشارت التقارير إلى مقتل صبي فلسطيني عندما قُصفت مجموعة من الشبان في منطقة الشجاعية بمدينة غزة. 
    • عند نحو الساعة 18:00 من يوم 14 آذار/مارس، قُتل صياد فلسطيني يبلغ من العمر 22 عامًا عندما أُطلقت قذيفة على قارب قبالة ساحل السودانية، شمال غرب بيت لاهيا، حسبما ورد في التقارير. 
    • عند نحو الساعة 13:00 من يوم 15 آذار/مارس، قُتل 10 رجال فلسطينيين عندما قُصفت مجموعة من الفلسطينيين ومركبة شمال غرب بيت لاهيا في شمال غزة، حسبما أفادت التقارير به. ووفقًا لمؤسسة الخير، قُتل ثمانية من موظفيها، بمن فيهم مصورون، في هذه الحادثة. وأفاد مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين بأن ثلاثة صحفيين قُتلوا في الغارة الجوية وهم يوثقون جهود الإغاثة الإنسانية في شمال غزة. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، استهدفت القوات الإسرائيلية «خلية إرهابية» كانت توجّه طائرة مسيّرة. 
    • عند نحو الساعة 17:00 من يوم 15 آذار/مارس، قُتل طفل فلسطيني عندما قصفت خيام تؤوي النازحين بالقرب من معبر إيرز في بيت لاهيا بشمال غزة، حسبما أشارت التقارير إليه. 
    • عند نحو الساعة 9:30 من يوم 17 آذار/مارس، أفادت التقارير بمقتل ثلاثة رجال فلسطينيين من الأسرة نفسها وإصابة آخرين عدة عندما قُصفت مجموعة من الأشخاص كانوا يجمعون الحطب على مقربة من وادي غزة، شمال شرق مخيم البريج. 
    • عند نحو الساعة 14:45 من يوم 17 آذار/مارس، أشارت التقارير إلى مقتل رجل فلسطيني وطفله وإصابة آخرين عندما قُصفت مجموعة من الأشخاص داخل مدرسة تابعة لوكالة الأونروا وتُستخدم كمركز لإيواء النازحين شرق مخيم البريج. 
  • بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و18 آذار/مارس 2025، قُتل أكثر من 1,607 إسرائيليين وأجانب، غالبيتهم في يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر والفترة التي أعقبته مباشرة، وفقًا للجيش الإسرائيلي وحسبما نقلته الوسائل الإعلامية الإسرائيلية عن المصادر الرسمية الإسرائيلية. ويشمل هؤلاء 407 جنود قُتلوا، فضلًا عن 2,584 جنديًا أُصيبوا بجروح، في غزة أو على امتداد الحدود في إسرائيل منذ بداية العملية البرية في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023. وحتى يوم 18 آذار/مارس، أشارت التقديرات إلى أن 59 إسرائيليًا وأجنبيًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة، بمن فيهم رهائن أُعلنت وفاتهم وجثثهم محتجزة فيها. 
  • منذ 2 آذار/مارس، لا تزال السلطات الإسرائيلية تمنع إدخال جميع الإمدادات الإنسانية، فضلًا عن أي بضائع أخرى، إلى غزة. وقد أثر ذلك بشدة على العمليات الإنسانية وزاد من تفاقم الحالة الإنسانية المتردية في الأصل. وفي 18 آذار/مارس،  قالت منظمة الصحة العالمية إن عمليات الإخلاء الطبي التي كانت مقررة في هذا اليوم عبر معبر رفح رُفضت، ودعت المنظمة إلى استئناف هذه العمليات. وفي الفترة الممتدة بين 1 شباط/فبراير إلى 17 آذار/مارس، أُجلِي 1,702 مريضًا، من بينهم 616 طفلًا، إلى جانب 2,557 من مرافقيهم من أجل تلقي الرعاية المتخصصة في مصر وغيرها من البلدان. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، لا يزال عدد يتراوح من 11,000 إلى 13,000 شخص، من بينهم أكثر من 4,500 طفل، في حاجة ماسّة إلى الإجلاء الطبي. 
  • في 18 آذار/مارس، أصدر الجيش الإسرائيلي أمرًا بإخلاء مناطق في شمال غزة وشرق خانيونس، ووجّه الأوامر لسكانها بالإخلاء إلى مراكز الإيواء الواقعة في مدينة غزة وخانيونس على الفور. وفي الإجمال، تأثر 19 حيًا تأثرًا مباشرًا بهذا الأمر، بما فيها 13 حيًا في شمال غزة وستة في شرق خانيونس، مما ألحق الضرر بعدد يقدَّر بنحو  30,000 و35,000 شخص على التوالي. ووفقًا لمجموعة إدارة المواقع، تضم المناطق المتضررة في بيت حانون بشمال غزة 19 موقعًا مؤقتاً يلتمس النازحون المأوى فيها، وأربعة مراكز جماعية تابعة للأونروا، من بينها مركزان عاملان ومركز جماعي واحد غير تابع للوكالة. وفي عبسان الجديدة وخزاعة شرق خانيونس، ثمة خمسة مواقع مؤقتة يلتمس النازحون المأوى فيها، حسبما أفادت المجموعة به. وحسب مجموعة الصحة، توجد ثلاث منشآت للرعاية الصحية الأولية ومستشفى ميداني واحد داخل المناطق التي يشملها أمر الإخلاء. وعلاوةً على ذلك، ثمة أربعة مراكز للرعاية الصحية الأولية ومستشفيان ومستشفى ميداني وأربع نقاط طبية تبعد 1,000 متر عن هذه المناطق. وحسب المعلومات الأولية، أشارت التقارير إلى نزوح أشخاص من مناطق متعددة في شتى أرجاء قطاع غزة، بما فيها بيت حانون وشرق خانيونس. 
  • يهدد ما تقوم به إسرائيل من وقف إدخال جميع المعونات الإنسانية والتجارية الواردة منذ 2 آذار/مارس بالإسراع في تقويض المكاسب التي تحققت بشق الأنفس على صعيد الأمن الغذائي خلال فترة وقف إطلاق النار، التي دامت 42 يومًا. وتؤكد الحالة الهشة التي تَسِم هذا التحسن الحاجة الماسّة إلى المعونات المتواصلة، إذ لا تزال المساعدات الغذائية تمثل شريان الحياة لدى 2.1 مليون شخص.  وتعتمد المنظمات الشريكة في قطاع الأمن الغذائي اعتمادًا كاملًا الآن على المخزونات التي أُدخلت إلى غزة في المرحلة الأولى من مراحل وقف إطلاق النار لكي تتمكن من مواصلة أنشطتها، بيد أن هذه الإمدادات تتضاءل بسرعة. ولمواجهة هذا النقص، تعمل المنظمات الشريكة في القطاع على تقليص المساعدات الغذائية التي تقدمها للأسر إلى حد كبير، وتعليق توزيع الدقيق على الأسر من أجل إيلاء الأولوية لتقديم الإمدادات للمخابز، والتوقف عن توزيع المنتجات الطازجة والتقليل من إعداد الوجبات الساخنة في بعض المطابخ المجتمعية. وحذّر القطاع من أن أكثر من مليون شخص يواجهون مخاطر بقاءهم دون طرود غذائية في شهر آذار/مارس، وقد يُضطَر ما لا يقل عن 80 مطبخًا من أصل 170 مطبخًا مجتمعيًا إلى إغلاق أبوابها في غضون أسبوع أو أسبوعين، في حال لم يُسمح بإدخال الإمدادات، بما فيها وقود الطهي، إلى غزة. ويقدّر القطاع بأن الحاجة تستدعي أكثر من 50,000 طن متري من الإمدادات الغذائية في كل شهر لمساعدة الجميع بحصص كاملة، فضلًا عن 9,700 طن متري من الدقيق اللازم على أساس شهري من أجل الإبقاء على تشغيل المخابز التي تتلقى الإعانة. 
  • يزيد ارتفاع الأسعار في الأسواق المحلية من تفاقم التوقف المفاجئ الذي طرأ على تقديم المساعدات الغذائية. فوفقًا لمسح السوق الذي أجراه برنامج الأغذية العالمي، والذي يغطي المستجدّات الرئيسية خلال النصف الأول من شهر آذار/مارس، سجلت أسعار الأغذية التجارية ارتفاعًا كبيرًا، إذ ارتفعت أسعار بعض الفواكه والخضروات بأكثر من 200 في المائة بالمقارنة مع المستويات التي كانت عليها قبل إغلاق المعابر. وشرع التجار في حجب البضائع بسبب حالة انعدام اليقين إزاء موعد وصول الإمدادات الجديدة، على حين لا يملك بعض المحلات التجارية القدرة على تجديد مخزوناتها. كما زاد إغلاق المعابر أمام البضائع من تفاقم أزمة الطاقة الحادة في غزة، إذ ارتفعت أسعار السولار بنسبة وصلت إلى 105 في المائة وأسعار غاز الطهي بنسبة بلغت 200 في المائة بالمقارنة مع شهر شباط/فبراير، مما حدّ من إمكانية الوصول إلى الوقود الضروري بقدر كبير وسط انقطاع التيار الكهربائي المستمر. ويأتي ذلك في وقت لا يزال فيه نقص السيولة النقدية يشكّل تحديًا رئيسيًا والقوة الشرائية محدودة للغاية.   
  • منذ أن دخل وقف إطلاق النار حيز السريان في 19 كانون الثاني/يناير وحتى 15 آذار/مارس، التحق 4,646 طفلًا ببرامج علاج سوء التغذية، حيث شُخصت إصابة 672 طفلًا منهم بسوء التغذية الحاد الوخيم. وتلاحظ مجموعة التغذية تراجُع عدد الأطفال المسجلين على أساس شهري في هذه البرامج من نحو 5,000 طفل في الشهر الذي سبق وقف إطلاق النار إلى متوسط شهري بلغ 2,500 طفل خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار. ويُعزى ذلك إلى التحسن الذي طرأ على ظروف الوصول إلى الغذاء وإلى النطاق المحدود لعمليات الفرز والكشف عن حالات سوء التغذية بسبب تنقل أعداد هائلة من السكان والوقت الذي تحتاج إليه المنظمات الشريكة من أجل إعادة تقديم الخدمات في المواقع الجديدة. وتحذّر المجموعة من أن إغلاق المعابر أمام البضائع حاليًا قد يقوّض بعض التقدم المحرَز ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة لتحسين توافر الغذاء والتنوع الغذائي والحصول على المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية. وفي الوقت نفسه، لاحظت المنظمات الشريكة في مجموعة التغذية ارتفاع عدد النساء الحوامل والمرضعات اللواتي تقل قياسات محيط منتصف العضد لديهن عن 23 سم، مما يشير إلى إصابتهن بسوء التغذية الحاد. ويبين التحليل الشامل الأخير للبيانات الروتينية بشأن محيط منتصف العضد، والتي تناولت ما يقرب من 4,500 امرأة حاملًا ومرضعًا  وجرى تحليلها بدعم فني قدمته مبادرة الرصد الموحد وتقييم الإغاثة والحالات الانتقالية، أن ما نسبته 10 إلى  20 في المائة من هؤلاء النسوة يعانين من سوء التغذية.* ولمعالجة هذه الحالة على وجه السرعة، أطلقت مجموعة التغذية، وبالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، برنامجًا للتغذية التكميلية يستهدف النساء الحوامل والمرضعات، فضلًا عن برنامج التغذية التكميلية الشاملة الذي يغطي جميع النساء الحوامل والمرضعات والأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمسة أشهر. 
  • صرّح المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إدوارد بيغبيدر بقوله: «دون إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، يعيش ما يقرب من مليون طفل دون الضروريات الأساسية التي يحتاجون إليها لكي يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة - مرة أخرى،» كما أكد أن كميات كبيرة من الإمدادات الحيوية عالقة على بُعد بضع عشرات الكيلومترات خارج قطاع غزة، بما تشمله من 20 جهازًا من أجهزة التنفس الصناعي اللازمة لوحدات العناية المركزة لحديثي الولادة وأكثر من 180,000 جرعة من اللقاحات الأساسية للأطفال واللقاحات الروتينية التي تكفي لتطعيم 60,000 طفل دون سن الثانية تطعيمًا كاملًا وحمايتهم. وشددت اليونيسف على ضرورة السماح بإدخال هذه الإمدادات الصحية المنقذة للحياة، وحذّرت من أن أي تأخير إضافي يهدد بتقوض المكاسب التي أُنجزت لصالح الأطفال خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار. «من المؤسف أن نحو 4,000 مولود جديد لا يستطيعون في هذه الآونة الحصول على الرعاية الأساسية التي تنقذ حياتهم بسبب التأثير الكبير على المنشآت الطبية في قطاع غزة. فكل يوم يمر دون وجود أجهزة التنفس الصناعي هذه، تُزهق الأرواح، خاصةً في أوساط المواليد الخُدَّج الضعفاء في شمال قطاع غزة.» ووفقًا لصندوق الأمم المتحدة للسكان، تُحتجز تسع حاضنات متنقلة كان من المقرر أن تؤمّن الدعم للمواليد الخدج وحديثي الولادة ذوي الوزن المنخفض في معبر زيكيم، مما يزيد من خطر معدلات بقاء المواليد الجدد على قيد الحياة. وفي شهر شباط/فبراير 2025، جرى الإبلاغ عن 3,540 ولادة (بمعدل 126 ولادة في اليوم) في غزة. وأفاد الصندوق بأن ما لا يقل عن 20 في المائة من الأطفال حديثي الولادة كانوا يعانون من انخفاض الوزن أو وُلدوا قبل أوانهم أو يواجهون مضاعفات أخرى، مما يستدعي تقديم رعاية طبية متقدمة ليست متوفرة في شق كبير منها في غزة الآن. 

نتائج البعثة المشتركة بين الوكاﻻت في شرق خانيونس  

  • في 11 آذار/مارس، نفّذت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة في مجال العمل الإنساني بعثة تقييم مشتركة في حيّي الربيع والنعيم في عبسان الجديدة، التي تقع إلى الشرق من خانيونس. وتخضع هذه المنطقة لأوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي في 18 آذار/مارس (انظر أعلاه)، مما أدى إلى نزوح سكانها. 
  • وخلال الزيارة التي أُجريت في 11 آذار/مارس، كان يوجد نحو 1,600 أسرة، بما فيها 1,200 عائد تقريبًا، في منطقة الربيع. وكانت غالبية الأسر (76 في المائة) تنتشر في مراكز إيواء مؤقتة، مما شكّل تحديات أمام جهود الاستجابة الإنسانية المنظمة. ويعيش 18 في المائة آخرون في مبانٍ متضررة غير مأمونة من الناحية الهيكلية. وثمة آخرون تبلغ نسبتهم 5 في المائة يقيمون في مدارس الأونروا، على حين يقيم عدد قليل غيرهم في الخيام. 
  • وتضم منطقة النعيم نحو 800 أسرة موزعة على مساحة تبلغ 300,000 متر مربع، حيث طال الدمار 95 في المائة من المباني فيها. وكانت غالبية الأسر (أكثر من 80 في المائة) تقيم في مراكز إيواء مؤقتة بجوار منازلها المدمرة، ونسبة قليلة تسكن في خيام، ونحو 13 في المائة في مدرستين جرى تحويلهما إلى مراكز للإيواء و5 في المائة في مبانٍ أصابتها الأضرار. 
  • ولوحظ سوء أحوال المأوى في كلا الموقعين، بما يشمله ذلك من اكتظاظ مراكز الإيواء الجماعية، والظروف المتردية في عمومها، واستمرار استخدام الشوادر والأغطية البلاستيكية التي تخطت فترة الاستخدام القصيرة الأجل المقررة لها أو أُعيدَ استخدامها مرات متعددة بسبب أوامر الإخلاء المتكررة. وجرى تحديد الحاجة إلى إعادة تأهيل المأوى وتوفير وحدات الإيواء والمراحيض الجاهزة باعتبارها حاجة ماسّة، فضلًا عن سد النقص الحاد في لوازم الفراش وأدوات المطبخ والملابس وخزانات المياه ومجموعات النظافة الصحية ومجموعات النظافة الصحية الخاصة بالنساء والفتيات. وعلاوةً على ذلك، يفتقر الحيّان كلاهما إلى الخدمات الأساسية والنقاط الصحية، بما يشمل خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، في الوقت الذي تغيب فيه الخدمات التي تعالج العنف القائم على النوع الاجتماعي.  
  • بينما تلقت الأسر في كلا الحيين بعض المساعدات الغذائية، كانت نقاط التوزيع بعيدة عنها، ولم يكن ثمة مطابخ مجتمعية أو مخابز تدعمها الأمم المتحدة أو نقاط لبيع الخبز فيهما. وشهد وقود الطهي نقصًا حادًا، إذ تعتمد أسر كثيرة على حرق الخشب، إن كان متاحًا، من أجل طهي الطعام أو استخدام النفايات البلاستيكية والقمامة، مما يشكّل مخاطر صحية وبيئية. 
  • ويعتمد التجمعان السكانيان على مولدات الكهرباء التابعة للبلدية، والتي لا تعمل سوى بضع ساعات في اليوم، باعتبارها المصدر الرئيسي الذي يؤمّن إمدادات الكهرباء لها. ونتيجةً لذلك، اضطُر السكان إلى الانتقال من أجل شحن أجهزة كالهواتف والبطاريات. وأفضى العجز عن شحن الأجهزة إلى الحد من قدرة هؤلاء السكان على التواصل أو الوصول إلى المعلومات أو حتى التسجيل للحصول على المساعدات عبر شبكة الإنترنت. 
  • طال الدمار الواسع النطاق المنشآت الزراعية في كلا الحيين، بما يشمل 1,400 دونم من الأراضي المفتوحة، و150 بيتًا بلاستيكيًا و90 مزرعة دواجن والعشرات من مزارع الماشية ومزارع الأبقار الحلوب. ولم تتجاوز مساحة الأراضي المزروعة المتبقية 70-80 دونمًا. ولم يكن ثمة أنظمة شغالة للري، كما تضررت الآبار الزراعية أو دُمرت. وقد تفاقم هذا الحال بسبب النقص الحاد في البذور والأسمدة وغيرها من المدخلات الزراعية، مما ترك المزارعين غير قادرين إلا على زراعة عدد ضئيل من المحاصيل البعلية، وخاصة البازلاء والقمح والخضروات الورقية. ولا تزال الذخائر المتفجرة موجودة في الحيين، وقد وُضعت علامات على المناطق الخطرة. ومع ذلك، لا تزال هذه الذخائر تشكّل خطرًا يهدد الحياة، ولا سيما بحياة للأطفال. 
  • تعرضت المدارس ورياض الأطفال في الحيين المذكورين لمستويات متفاوتة من الأضرار، وهي تفتقر إلى الأثاث واللوازم التعليمية وأجهزة الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات، كما يُستخدم بعض المدارس كمراكز للإيواء. وفي حي الربيع، نُظمت الأنشطة التعليمية في إحدى المدارس الحكومية عن طريق مبادرة قادها المجتمع المحلي من أجل تعليم الأطفال الصغار.    

التمويل

  •  حتى 18 آذار/مارس 2025، صرفت الدول الأعضاء نحو 174.9 مليون دولار من التمويل المطلوب وقدره 4.07 مليار دولار (4.3 في المائة) للوفاء بالاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحًا لدى ثلاثة ملايين من أصل 3.3 مليون نسمة جرى تحديدهم على أنهم في حاجة إلى المساعدات في غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، خلال سنة 2025 وذلك حسب النداء العاجل للأرض الفلسطينية المحتلّة لسنة 2025. ويخصَّص نحو 88 في المائة من هذه الأموال المطلوبة للاستجابة الإنسانية في غزة، وما يزيد عن 12 في المائة بقليل للضفة الغربية. وفي شباط/فبراير 2025، أدار الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة 87 مشروعًا جاريًا بمبلغ إجمالي قدره 62.6 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الماسة في قطاع غزة (86 في المائة) والضفة الغربية (14 في المائة). ومن بين هذه المشاريع، نفذت المنظمات غير الحكومية الدولية 50 مشروعًا والمنظمات غير الحكومية الوطنية 25 مشروعًا ووكالات الأمم المتحدة 12 مشروعًا. ومن الجدير بالذكر أن 37 مشروعًا من أصل مجموع المشاريع الـ 62 التي تنفذها المنظمات غير الحكومية الدولية والأمم المتحدة نُفذت بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية الوطنية. وللمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على صفحة خدمات المتابعة المالية على موقع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وصفحة الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة.

* تشير علامة النجمة (*) إلى أن رقمًا أو جملة أو جزئية جرى تصويبها أو إضافتها أو شطبها بعد نشر هذا التقرير أول مرة.