قصة نجاح سجلها الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة
تستطيع بسمة وأسرتها أن يتنفسوا الآن. فما عادوا يتعرضون لرائحة مياه الصرف الصحي التي لا تطاق أمام منزلهم. وبالمثل، ما عادت الأسرة تكافح في سبيل الحصول على مياه الشرب المأمونة.
وتعيش الأسرة في بيت لاهيا بقطاع غزة، حيث تدهور حالها تدهورًا كبيرًا خلال الأعمال القتالية التي شهدت التصعيد على مدى 11 يومًا في أيار/مايو 2021. فعدا عن الوفيات والإصابات، ألحق القتال أضرارًا فادحة بالبنية التحتية المدنية، بما فيها شبكات المياه والصرف الصحي.
وتستذكر بسمة: «كانت تلك أيامًا مرعبة، وخاصة اليوم الذي كان القصف فيه كثيفًا في منطقتنا. كنا خائفين. وفي اليوم التالي، وجدنا أن القصف قد دمر معظم البنية التحتية في منطقتنا.»
ولم يتمكن أكثر من 1.2 مليون فلسطيني من الحصول على خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية بسبب الأضرار التي أصابت البنية التحتية خلال حالة التصعيد في أيار/مايو 2021. وتستطرد بسمة: «تراكمت مياه الصرف الصحي بجوارنا. وقد سبّب الضرر الذي حلّ بالشبكة ذلك. فسممت الهواء الذي نتنفسه وجذبت البعوض. كان الوضع مريعًا.»
وحتى قبل اندلاع القتال، كان أكثر من 97 بالمائة من الحوض المائي الساحلي، وهو مصدر المياه الجوفية في غزة، غير صالح للاستهلاك الآدمي بسبب عمليات الضخ غير المأمونة وتلوثه بمياه الصرف الصحي. وتتذكر بسمة: «كنا نكافح في كل يوم لتأمين المياه للأغراض المنزلية. وفي مرات كثيرة، كنا نُضطر لشراء المياه المكلفة لأغراض الشرب والاغتسال والتنظيف،» في إشارة إلى المياه المعبأة في زجاجات أو المنقولة بالصهاريج، والتي يُلجأ إليه غالبًا عند انعدام توفر المياه المنقولة بالأنابيب أو تجنبها لأنها غير مأمونة. «لقد أثقلت كاهلنا ماليًا وجسديًا.»
وبعد وقف إطلاق النار مباشرة، وبدعم من الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة. كانت منظمة أوكسفام وشركاؤها يسابقون الزمن لإصلاح الشبكات لكي يتمكن الناس من الحصول على المياه المأمونة والوقاية من المكاره التي تسببها مياه الصرف الصحي. وأشارت المنظمة إلى أن الفلسطينيين في غزة أعربوا عن مخاوفهم إزاء التبعات الصحية لنقص المياه، وخاصة خلال جائحة كورونا.
وبعد فترة وجيزة، تم تركيب الأنابيب والتمديدات والمناهل الإسمنتية الجديدة والبلاط في مناطق متعددة من قطاع غزة الذي مزقته الحرب. وتعبر بسمة عن امتنانها: «شعرنا بالارتياح منذ اللحظة التي رأينا فيها الآليات تباشر العمل على إصلاح الشبكات. لقد أُنقذنا أخيرًا. وما عدت أقلق من أن تصيب الأمراض أحفادي بسبب مياه الصرف الصحي.»
وبعد ذلك، تم توفير محاليل الكلور على مدى شهرين لتعقيم المياه في 286 بئرًا تخدم أكثر من 400,000 شخص. وتختتم بسمة قولها: «لا أحتاج حتى إلى تشغيل مضخة المياه، مما يوفر الكثير من فاتورة الكهرباء.»
* غُير اسم بسمة لضمان احترام خصوصيتها.