يتأثر القطاع الصحي في غزة بشدة جرّاء الحصار الإسرائيلي المستمر، والذي يتفاقم أثره بسبب أزمة الطاقة الطويلة الأمد والتي تدهورت في العام 2017، في سياق الإنقسام السياسي الفلسطيني الداخلي. في بعض الأحيان، واجهت المستشفيات إغلاق جزئي أو كامل بسبب نقص الوقود لتشغيل المولدات الإحتياطية. كما يوجد هناك نقص حاد في الأدوية الأساسية المنقذة للحياة والمواد الطبية المستهلكة في مستشفيات غزة، حيث تواجه رعاية الأطفال حديثي الولادة تحديات، لا سيما أولئك الذين يحتاجون للعناية المركزة، بسبب قلة الأدوية والمواد، ونقص في طواقم صحية مؤهلة.
يقول الدكتور نبيل البراقون، إستشاري طب الأطفال ورئيس شبكة حديثي الولادة في غزة، "كان هناك نقص حاد في دواء surfactant، والذي يعتبر دواء منقذاً للحياة بالنسبة للأطفال الخدّج. والإستهلاك الشهري لستة وحدات من العناية المركزة لحديثي الولادة في غزة حوالي 50 قارورة. قبل توفير الدواء في هذا المشروع (...) كان مخزونه غير متوفر منذ ما يقرب من شهرين".
تعتبر الوفيات وإنتشار الأمراض لحديثي الولادة مشكلة خطيرة في غزة تؤدي إلى مضاعفات كبيرة مع أعباء طبية وإجتماعية وإقتصادية ثقيلة على الأفراد والأسر والمجتمع. يتم تحديد الأطفال حديثي الولادة من بين الفئات الأكثر تعرّضاً للمخاطر، كنتيجة مباشرة لنقص الوقود. تمثل الوفيات بين الولادات حالياً 68 بالمائة من وفيات الأطفال الرضّع - مما يظهر أن فترة حديثي الولادة لا تزال هي الفترة الأكثر خطورة لجميع الأطفال الرضّع. وقد وجدت دراسات لمنظمة الصحة العالمية أن ثلاثة أرباع حالات الوفاة لدى الأطفال حديثي الولادة تحدث في الأسبوع الأول بعد الوضع، وأن نصف وفيات المواليد تحدث في الساعات الأربع والعشرين الأولى بعد الولادة. وتتفاقم هذه المشكلة بسبب النقص الحاد والمستمر في الأدوية والإمدادات في مستشفيات غزة. وتشير تقارير وزارة الصحة إلى أن متوسط النقص الشهري للأدوية المتعلقة بصحة الأمهات والأطفال خلال العامين 2015 و2016 كان 38 بالمائة.
قدمت منظمة المساعدات الطبية للفلسطينيين الأدوية والمعدات والتدريب للأطباء والممرضات والقابلات العاملات في وحدات التوليد وحديثي الولادة في غزة منذ عام 2008، بهدف دعم خدمات رعاية الأطفال حديثي الولادة ووحدات العناية المركزة في قطاع غزة وتحسين إدارة رعاية الأطفال حديثي الولادة للمساهمة في خفض معدلات إنتشار الأمراض والوفاة.
ولد آدم* قبل عشرة أسابيع وكان وزنه 1.5 كغم فقط. تمّ إدخاله إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة المدعومة من قبل منظمة المساعدات الطبية للفلسطينيين في مشفى الشفاء في غزة في شباط/ فبراير 2017، حيث تم تشخيص حالته بضيق في التنفس. وفي شهر آذار/ مارس 2017، إستقرت حالة آدم وتمّ نقله إلى وحدة القدس للأطفال حديثي الولادة. في الشهر التالي، عاد آدم إلى مشفى الشفاء، وهذه المرة يعاني من إنخفاض حرارة الجسم وتعفن الدم. في شهر نيسان/ أبريل، وبفضل الدعم المقدّم من الصندوق الإنساني، تمّ توفير العلاج المنقذ للحياة، ما أدى إلى تحسين نتائج دم الطفل آدم للتمكّن من عودته إلى منزل عائلته.
* تم تغيير بعض الأسماء وتفاصيل الهوية لحماية خصوصية الأفراد.