قصة نجاح سجلها الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة
سعدي وأسماء أبو جراد والدان فخوران ببناتهما الخمس. فهم يسكنون في بيت حانون (مدينة غزة). ويعمل سعدي ميكانيكيًا بدخل ضئيل تكمّله وزارة الشؤون الاجتماعية، وتتولى أسماء تربية بناتها في المنزل.
في أيار/مايو 2021، عايشت هذه الأسرة جولة مدمرة أخرى من جولات تصعيد الأعمال القتالية بين القوات الإسرائيلية والجماعات المسلحة الفلسطينية. وقاست الأسرة أهوال عمليات القصف اليومية ولم تكن تعرف متى تشن الغارات ولا المواضع التي تصيبها على وجه اليقين.
وتشير أسماء إلى «أنهم عاشوا لحظات عصيبة... سقطت القذائف في باحة منزلنا ودمرت جدراننا، وخلعت أبوابنا ونوافذنا من مكانها وحطمت طاولة مطبخنا. حضن بعضنا بعضًا في أكثر ركن أمانًا في المنزل ودعونا الله ألا نموت.» وقد نجت الأسرة، ولكن منزلها بات مدمرًا، وأصيبت البنات بالصدمة وكان الدمار حول الأسرة هائلًا. وأحدثت الأضرار التي أصابت منزل الأسرة ثقوبًا كبيرة في الجدران والسقف، وهُشّمت النوافذ واقتلعت من مكانها واحترق الأثاث والستائر.
وبعد وقف إطلاق النار، وبدعم من الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة، عملت منظمة خدمات الإغاثة الكاثوليكية بالاشتراك مع جمعية الحياة والأمل المحلية على مساعدة سعدي وأسماء وبناتهما. وقدمت المؤسستان التحويلات النقدية للأسرة لكي تتمكن من إصلاح النوافذ والسقف والأبواب وطلاء الجدران.
وجاء ذلك في سياق مشروع أكبر لدعم ترميم المنازل التي ما عادت تصلح للسكن أو أصابتها الأضرار، وهو مشروع أُطلق في تلك الفترة الحرجة. وكانت هذه الترميمات ضرورية لضمان سلامة 155 أسرة ونظافتها الصحية وصحتها النفسية.
ويتذكر سعدي، عندما وقع على عقد الترميم واستلم الدفعة الأولى، في آب/أغسطس 2021، كما لو كانت تلك «لحظة تاريخية» في حياته: «حملت النقود وغمرتني سعادة لا يمكنك أن تتخيلها. وذهبت من فوري إلى السوق ونسقت مع العديد من العمال والباعة.»
وقررت أسماء وبناتها أن يستخدمن مبلغًا صغيرًا من المال لتزيين غرفة المعيشة من أجل «إعادة الفرحة» إلى المنزل. وغدت الأسرة، التي ما عادت تتجمع في ركن من المنزل طلبًا للأمان، تحب الالتقاء في المطبخ، وهو قلب منزلها النابض. تقول أسماء: «أحب أن أستيقظ في الصباح وأتوجه إلى مطبخي الجديد والجميل.»