بينما تواجه الأونروا أزمة لم يسبق لها مثيل في التمويل بعجز في الميزانية يبلغ 101 مليون دولار أمريكي في صندوقها العام، والذي يدعم الخدمات الأساسية ومعظم تكاليف الموظفين في ميادين عملياتها الخمسة: الأردن، ولبنان، وسوريا، وقطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، أوشكت على تعليق برنامجها التعليمي المهم، الذي كان يعني تأجيل بداية العام الدراسي الجديد في الميادين الخمسة لعملياتها. وفي حين تعمل برامج الطوارئ للأنروا أيضا بعجز كبير وتهديد خطير، يتم تمويل هذه البرامج من خلال قنوات تمويل منفصلة.
التعليم هو أكبر برنامج تنفذه الأنروا، وهو يمثل 60 بالمائة من ميزانيتها العامة. ومن شأن تعليق هذا البرنامج أن يكون له تأثير خطير: تقدم الأونروا التعليم لما يقرب من 500,000 فتى وفتاة من اللاجئين الفلسطينيين، وكذلك توفر سبل العيش لنحو 22,000 معلم في ميادين عملياتها الخمسة. وجرى تأجيل العام الدراسي لسبعة آلاف شاب في ثماني مدارس للتدريب المهني في جميع أنحاء المنطقة.
وللحيلولة دون تعليق برنامج التعليم، كثفت الأنروا جهودها لحشد الموارد في العواصم الرئيسية، من خلال سفر المفوض العام، بيير كراهينبول، إلى أربع قارات طالباً من المستويات السياسية العليا زيادة التمويل. وفي 4 آب/أغسطس 2015، قدم المفوض العام تقريراً خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة، محذرا من خطورة الأزمة، والتي ستعني إذا لم تتم معالجتها "تأخيرا في العام الدراسي لنصف مليون طالب يدرسون في حوالي 700 مدرسة وثمانية مراكز للتدريب المهني في منطقة الشرق الأوسط". ويضع التقرير أيضا مقترحات تهدف إلى وضع الأنروا على أساس مالي أكثر أمنا في المستقبل، بما في ذلك طلب عاجل وبصورة طارئة لمؤتمر للمانحين في تشرين الأول/أكتوبر لتأمين التمويل لعام 2016، ومناقشة تشارك فيها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تؤدي إلى تمويل مستدام للوكالة. وقد وضعت الأونروا، بالتشاور مع الدول المضيفة والجهات المانحة الرئيسية، إستراتيجية متوسطة الأجل للفترة 2016 - 2021 تمكنها من أن تصبح أقل تكلفة بينما تقدم خدمات ذات جودة أساسية، وأكثر قدرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة للاجئين.
استجابت عدة دول مانحة لنداء الأونروا العاجل، وبحلول 18 آب/أغسطس، وصلت المساهمات باتجاه خفض العجز المالي في الصندوق العام للوكالة إلى مبلغ إجمالي قدره 78,9 مليون دولار أمريكي: 19 مليون دولار من المملكة العربية السعودية؛ و 15 مليون دولار من دولة الكويت؛ و 15 مليون دولار من دولة الإمارات العربية المتحدة؛ و15 مليون دولار من الولايات المتحدة. وفي 19 آب/أغسطس، أعلنت الأونروا أن العام الدراسي سيبدأ في موعده المقرر في 24 آب/أغسطس في الضفة الغربية وقطاع غزة.
* قدم محتوى هذه المادة وكالة الأونروا.