يسكن محمد أبو لبدة، البالغ من العمر 65 عامًا، وزوجته أمل وأبناؤهما الأربعة في منزل صغير بمنطقة النصيرات في قطاع غزة. محمد وزوجته عاطلان عن العمل ويعاني محمد من أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم. تعتمد الأسرة على مساعدات يتلقونها من الأقارب ومن جمعيات خيرية لتغطية تكاليف معيشتهم.
في شهر شباط/فبراير 2021، تبينت إصابة محمد بفيروس كورونا صاحبها ظهور أعراض متوسطة عليه، بما فيها السعال الجاف والحمى وآلام المفاصل. عندما استمرت حالة محمد بالتدهور قامت زوجته أمل بالتواصل مع اتحاد لجان العمل الصحي لطلب المساعدة.
بتمويل من خلال الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة، قام موظفو الاتحاد بتقديم خدمات الإسعاف الأولي الفورية لمحمد في المنزل نتيجة لتدني مستويات الأكسجين لديه. ثم قاموا بإجراء الترتيبات اللازمة لنقله بسيارة الإسعاف إلى أحد المستشفيات الحكومية في غزة. كانت زوجته أمل على اطلاع مستمر على حالته الصحية من خلال الاتصالات الهاتفية اليومية مع موظفي لجان العمل.
تفاقم مرض محمد بفعل تخوفاته من الوفاة ومواجهة الوصمة السلبية المرتبطة بفيروس كورونا، بالنظر إلى أن العديد من أبناء مجتمعه يبتعدون عن الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس على الرغم من تعافيهم منه تعافيًا تامًا. لمعالجة هذه المسألة، قدم اتحاد لجان العمل الصحي الدعم النفسي لمحمد عبر الهاتف، مما خففّ من توتُّره وتحسنت حالته مع مرور الوقت.
كانت المساعدة التي قُدمت لمحمد وأسرته جزءًا من مشروع أكبر يدعمه الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة، بهدف الإسهام في مواجهة فيروس كورونا في وسط قطاع غزة وجنوبه. حيث تلقّى نحو 5,000 شخص مصابين بالفيروس وأُسرهم الزيارات المنزلية والمتابعات الصحية ومجموعات العزل ومنشورات التوعية.
يقول محمد: «ألف شكر للعاملين الصحيين في الخطوط الأمامية. إنني ممتنّ لجميع أولئك الذين يخاطرون بحياتهم لإنقاذ أرواح الآخرين. أنا الآن بصحة جيدة وعدتُ إلى أسرتي بفضل استجابتهم السريعة.»
ويضيف محمد: «لم يزرني الفريق عندما كنت مصابًا بالفيروس فحسب، بل عندما خرجت من المستشفى أيضًا للاطمئنان أن كل شيء كان على ما يرام. كان من الممكن أن تتعرض حياتي للتهديد لولا مساعدتهم.»