في العام 2019، تعرض ما يزيد عن 700 فلسطيني في قطاع غزة للتهجير في أعقاب الأضرار التي لحقت بمنازلهم خلال ثلاث حالات محدودة من التصعيد الذي شهدته الأعمال القتالية بين إسرائيل والجماعات المسلحة الفلسطينية.
وقد شهد العقد المنصرم جولتين من الأعمال القتالية واسعة النطاق بين إسرائيل والجماعات المسلحة الفلسطينية في غزة (في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2012 وشهريْ تموز/يوليو-آب/أغسطس 2014)، وأسفرتا عن دمار شامل أصاب المنازل وهجّر ساكنيها. وفي حين انقضت حالة التصعيد التي اندلعت في العام 2012 بتهجير نحو 2,000 شخص، فقد أدت الأعمال القتالية التي نشبت في العام 2014 إلى تهجير 100,000 شخص تقريباً بعدما دُمرت منازلهم أو لحقت أضرار فادحة بها. وما زال 7,400 شخص من بين هؤلاء مهجّرين حتى نهاية العام 2019.[1]
وفي الضفة الغربية، هدمت إسرائيل أو صادرت 622 مبنًى فلسطينياً، معظمها في المنطقة (ج) والقدس الشرقية، خلال العام 2019. وقد هُدمت الأغلبية الساحقة من هذه المباني بحجة افتقارها إلى رخص البناء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية، والتي يُعدّ الحصول عليها أمراً من ضرب المستحيل. ومن جملة المباني التي هُدمت أو صودرت في العام 2019، كان 127 منها مقدَّماً كمساعدات إنسانية.
وفي الإجمال، تعرّض 914 فلسطينياً، أو ثلاثة أشخاص كل يوم تقريباً، بمن فيهم 449 طفلًا، للتهجير خلال العام 2019 في هذا السياق. ويبلغ هذا العدد نحو ضعفيْ عدد المهجّرين في العام 2018. كما لحقت الأضرار بعشرات الآلاف من الفلسطينيين بسبب هدم أو مصادرة المباني التي كانت تؤمّن سُبل عيشهم أو تيسّر إمكانية وصولهم إلى الخدمات.
وترفع هذه الحوادث عدد المباني الفلسطينية التي هُدمت أو صودرت على مدار العقد المنصرم (2010-2019) في الضفة الغربية إلى 6,120 مبنىً، وعدد الأشخاص الذين هُجروا نتيجةً لذلك إلى 9,262 شخصاً، أكثر من نصفهم أطفال.[2] ولا يزال عدد أكبر من هؤلاء عرضة لخطر التهجير أو لغيره من الأضرار: ففي المنطقة (ج) وحدها، لا يزال ما يربو على 13,000 أمر هدم بانتظار تنفيذها، بما فيها 40 أمراً صدر بهدم مدارس. وفي القدس الشرقية، سُجِّل أكبر عدد من المباني التي استُهدفت خلال العقد الماضي في العام 2019.[3]
قصة عزيز: عزيز فلسطيني يبلغ من العمر 25 عاماً من سكان خربة الراس الأحمر، وهي تجمّع بدوي صغير في شمال غور الأردن. وفي شهر شباط/فبراير 2019، هدمت السلطات الإسرائيلية الخيام التي كانت أسرته تسكن فيها والحظائر التي تؤوي مواشيه، مما اضطُر الأسرة إلى اللجوء إلى بلدة قريبة وترك مواشيها خلفها. وقد تمكّن عزيز وأسرته، بعدما تلقّوا المساعدات الطارئة من إحدى المنظمات العاملة في المجال الإنساني، من العودة واستعادة سبل عيشهم. ومع ذلك، فلا يزال التهديد الذي يتمثل في تهجير الأسرة مرة أخرى ماثلًا (اقرأ المزيد).
[1] في أوج الصراع الذي اندلع في العام 2014، أشارت التقديرات إلى أن 485,000 شخص – 28 بالمائة من سكان قطاع غزة – فرّوا من منازلهم إلى أماكن ومراكز إيواء تتسم بقدر أكبر من الأمان داخل القطاع.
[2] تعرّض بعض الأشخاص الذين يشملهم هذا الرقم للتهجير أكثر من مرة.
[3] نُفِّذ ما يزيد عن ربع عمليات هدم المباني في القدس الشرقية على يد أصحابها الفلسطينيين، لكي يتجنبوا دفع تكلفة هدمها للبلدية.