كان القتال العنيف الذي استمر 11 يومًا، من 10 إلى 21 أيار/مايو 2021، بين القوات الإسرائيلية والجماعات المسلحة الفلسطينية الأشد منذ العام 2014، حيث قُتل مدنيون وأصيبوا بجروح في غزة، وهُجر عشرات الآلاف من ديارهم. ودُمرت البنية التحتية الحيوية أو أصابتها الأضرار وتعطلت إمدادات الخدمات الأساسية. وقد اندلعت الأعمال القتالية بعد أسابيع من التوتر الذي تصاعدت وتيرته في القدس الشرقية بسبب القيود التي فرضتها السلطات الإسرائيلية على وصول الفلسطينيين إلى الأماكن المقدسة خلال شهر رمضان والتهديد بإخلاء أُسر فلسطينية قسرًا من منازلها في الشيخ جراح.
ووفقًا لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، قُتل 261 فلسطينيًا، من بينهم 67 طفلًا و41 امرأة، خلال حالة التصعيد التي شهدتها غزة. وكان من بين هؤلاء 130 مدنيًا و64 من أفراد الجماعات المسلحة و67 لم تحدَّد صفتهم. وأصيبَ أكثر من 2,200 فلسطيني بجروح، من بينهم 685 طفلًا و480 امرأة، وبعضهم قد يعاني من إعاقة طويلة الأمد تستدعي إعادة التأهيل. وقُتل 13 شخصًا في إسرائيل، من بينهم طفلان، وأصيب 710 آخرون بجروح.[1]
وفي ذروة حالة التصعيد، التمس 113,000 شخص مهجّر المأوى والحماية في المدارس التابعة لوكالة الأونروا أو لدى أسر لاستضافتهم. ووفقًا لمجموعة المأوى، لا يزال نحو 8,250 شخص مهجرًا لأن منازلهم دُمرت أو لحقت بها أضرار فادحة ما عادت معها قابلة للسكن.
وتبين المناشدة العاجلة المشتركة بين الوكالات، التي طلبت مبلغًا قدره 95 مليون دولار لدعم أنشطة الاستجابة الإنسانية الطارئة والإنعاش المبكر، بالتفصيل الاحتياجات الملحة التي نشأت عن حالة التصعيد. ويقدّر التقييم السريع للأضرار والاحتياجات، الذي أُجري لاحقًا في غزة بين 25 أيار/مايو و30 حزيران/يونيو، أن الأضرار المادية بلغت 380 مليون دولار والخسائر الاقتصادية وصلت إلى 190 مليون دولار. وقُدرت احتياجات الإنعاش بنحو 485 مليون دولار خلال الفترة الأولى البالغة 24 شهرًا.[2]
وتسببت الأعمال القتالية في تفاقم الأحوال الإنسانية المتردية في الأصل واستفحال الصدمة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة. ويسعى هذا العدد من نشرة الشؤون الإنسانية إلى نقل القصص اليومية للغزيين الذي يكافحون في سبيل العيش في أعقاب الأعمال القتالية ويتيح الاطلاع على آثار التهجير والعنف القائم على النوع الاجتماعي والصحة العقلية والمخاطر البيئة والصحية وتدمير سبل العيش. وتختتم النشرة بالمخيمات الصيفية التي نظمتها وكالة الأونروا في غزة، وهي قصة من قصص الأمل والتعافي، وكيف تمد الأنشطة الترويحية الأطفال بإحساس بأن الحياة تسير في مجراها الطبيعي في خضم هذه الأحوال العسيرة.
وفي سياق الاستجابة لحالة التصعيد، أطلقت المنسقة الإنسانية للأرض الفلسطينية المحتلة، لين هاستينغز، المناشدة العاجلة المشتركة بين الوكالات في 27 أيار/مايو. وحتى 3 أيلول/سبتمبر، جُمع ما نسبته 67 بالمائة من المبلغ المطلوب.[3] ولكن لكي يُكتب الاستمرار لأي تعافٍ مستدام، ينبغي رفع الحصار الإسرائيلي، وإنهاء الانقسام السياسي الداخلي الفلسطيني واحترام القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
[1] تشمل حصيلة القتلى في إسرائيل وغزة أولئك الذين تُوفوا بسبب التداعيات غير المباشرة للأعمال القتالية، كالوفاة الناجمة عن السكتة القلبية أو السقوط في أثناء الفرار من هجوم.
[2] أجرى التقييم السريع للأضرار والاحتياجات بالشراكة بين مجموعة البنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
[3] انظر الاستجابة لحالة التصعيد في الأرض الفلسطينية المحتلة | تقرير الحالة التاسع، نشر في 3 أيلول/سبتمبر 2021.